خواطر تلميذ في مدرسة الحياة

12

أشرف ونيس

تعثرت معرفته بعدم الحقيقة وقت أن اقتنع عن دون خبرة سابقة منه، أن ما اكتسبه من معرفة مؤيدة بالورق بكل ما هو مدون عليه كان هو الإقرار الأوحد والوحيد بأنه ذات (وعي وإدراك)!!!

لكن سرعان ما سيكتشف بأنه واقف عند نهر فاقد لكثير من روافده ومنابعه ومنها:

– نبع المعرفة بأن بعض الوجوه ذات الابتسامات المرتسمة على الشفاه قد تخفي وراءها الكثير من الكراهية ومزيدًا من الأحقاد!

– معسول الكلام من الأفواه قد يغلف خلفه النوايا غير الصالحة ويضمر وراءه المقاصد غير السليمة!

كم نحن في حاجة لمحبة أنفسنا والتصالح معها، فمن أحب نفسه -وليس ذاته- تصالحت معه الكثير من الدوائر والعلاقات!

– أهمية معرفتنا لقيمتنا وتقديرها التقدير الملائم لها، حتى لا نكون مطية لمن لا قيمة له!

– الاقتناع والتصديق بما نراه وليس ما نشعر به، فكم من صفعات تلقيناها -واحدة تلو الأخرى- من بشر رأينا خداعهم بأعيننا وصدقنا لين كلامهم بقلوبنا!

– كم نحتاج إلى سيوف باترة لحسم مواقف بعينها لا تحتمل التأجيل، كما صبر نافد لمواقف مغايرة هي في حاجة إلى أناة و تأن وانتظار!

– إن الكثيرين لا تحترم سوى عزيز النفس ومن يبجل نفسه ويراها أولًا قبل كل شيء! وليس خفيف الهوى حتى وإن أمتلك الكثير، فأغلب من يلتفون حوله ليس لأجله بل لأجل ما لديه ويملكه، فإن تهاوى ماله تهاوت معه عديد من الأقنعة لأشباه بشر كثيرة حوله!

– إن ظهورنا كالكتاب المفتوح دون أسرار لنا أمام الكثيرين -حتى وإن ازدادت ثقتنا بهم- يفقدنا ثقل وصقل شخصياتنا وأشخاصنا -أمام أنفسنا قبل الآخرين- كما أنه يقينًا سيبعث التحسر إلى نفوسنا فيما بعد!

–         إن تجنب الجدال والتزام الصمت ومرافقة الوحدة في كثير من الأحيان هو ليس بالضرورة موقف ضعف وضعف موقف، بل قد يكون هو عين الثقة بالنفس وترفعًا فوق كثير من الأصوات العالية لكنها خاوية وعقيمة وفارغة.

– إن الحب لا يعمي العينين عن أخطاء البشر، بل إنه يراها متساميًا فوقها بدافع المحبة التي بالقلب، بشرط أن يكون حبًا ناضجًا وليس حبًا أعمى.

– كم نحن في حاجة إلى التروي قبل اتخاذ القرارات، وليس التهور والتسرع والمغامرات غير المحسوبة التي وإن أصابت في واحدة قد لا تصيب في غيرها الكثير!

– إن حسن المظهر مجلب للسعادة المؤقتة، بينما جمال الجوهر فهو باعث للراحة الدائمة.

– ليس الموت (الحق) هو انفصال الروح عن الجسد، بل هو عدم قدرة ذلك الجسد على التعبير عن ما تحتاجه تلك الروح بداخلنا.

– إن الحكمة ليست هي الذكاء بل هي القدرة على توظيف ذلك الذكاء في مكانه وأوانه الصحيح، والذكاء قد لا نبذل جهدا للحصول عليه، بينما الحكمة تتجلى حقًا من بئر الألم كما من بوتقة المعاناة!

 – إن من تغير عليك فجأة دون سبب، فهو بذلك قد أظهر ما بخبئه قلبه وما يكنه لك بعد أن أرهقه فن التصنع، وإن تأخر ذلك قليلاً!

– إن من يضع اعتبارًا لأعين الناقدين وكلام المراقبين له؛ لن يجني سوى الخسارة وإضاعة الفرص، وأن نجاحه أو إخفاقه، صوابه أو خطأه، لن يبطل الكلام والتكلم، فالألسنة الثرثارة لا يرهقها سوى الصمت!

– عدم وقوعنا فيما وقع فيه الآخرون، كما أن أخلاقنا الحسنة واستقامة دروبنا ليس إلا سترًا من الله علينا!

– ليتنا ننظر إلى عالمنا كما هو وليس كما نتخيله ونأمله ونتمناه، وأن نضع كل شيء في نصابه الصحيح كما نعطى لكل ذي حق حقه، فبذلك سوف نجنب أنفسنا الكثير من المتاعب، ونتحصن ضد الندم والحسرة، كما سنكون بمنأى عن مزيد من التعب والحزن والآلام.

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا