جماعة السبعة الآلاف ركبة

26

العدد 116 الصادر في مايو 2015
جماعة السبعة الآلاف ركبة

    استيقظت باكرًا جدًا في منتصف الليل وأنا أفكر فيما يحدث في الشارع المصرى والعربي اليوم وأخذت أجول بفكرى في تفرعاته وأزقته وحاراته، فهذه حارة السياسة بمتاهاتها وحكوماتها وأحزابها، وأخرى حارة الاقتصاد والتصدير والاستيراد، وتلك حارة الأديان بأزقتها الضيقة المتعرجة المتشابكة والمسدودة في معظم الأحيان بالمتاريس والعنف والقتل ونقاط الخطف والتفتيش والغي واستعباد العباد وقهر الإنسان بالرغم من أن هذه الحارة بالذات وضعت لتكون وسيلة للربط بسهولة بين الإنسان التائه الضال الحائر الباحث عن الله سبحانه وربه الكريم الرحيم الهادي النور الحق اللطيف العزيز، تلك الحارة التى لا تدخلها شمسه تعالى ولا نوره الساطع سبحانه لمدد طويلة اللهم إلا في فترات قليلة متقطعة لكثرة ما يكسوها من سحابات التعاليم الخاطئة والتفسيرات المسيسة والذات والأنانية والرتب والرياسات وعبادة المعبود دون الخالق والخلط بين التبن والحنطة المسيح وبليعال، الله والبعل، ففي حارة الأديان تجد أزقة المسيحية والإسلام واليهودية والبوذية والبهائية وغيرها، وداخل زقاق الدين الواحد توجد تفرعات وانقسامات وشيع وأحزاب، فداخل زقاق المسيحية توجد تفرعات طائفية بين طوائف وجماعات وكنائس تقول جميعها إن المسيح هو ربها وإنه معلمها ودليلها وقائدها، لكنها في معظم الأوقات تكون منقسمة متنافرة وقد تكون حتى متناحرة مع بعضها البعض اللهم إلا القليل من اللقاءات والابتسامات والصور واللقطات لزوم الظهور في المجتمع الإسلامي الذي يقطن في الحارة المجاورة لزقاق المسيحية الضيق الذي لم يعد يسع أصحابه الأصليين، فكم بالحرى عندما ينزح إليه ويتملك معظمه ويستوطن به قهرًا العدد الغفير من جيرانهم ساكني حارة الإسلام الذين يزيدون عددياً الآلاف من الأنفس في السنة الواحدة! فمعظم رجالهم يخافون أن لا يقسطوا بين اليتامى، فينكحوا ما طاب لهم من النساء مثنى وثلاث ورباع وما ملكت أيمانهم حتى صرنا ٩٠ مليون بائس وفقير، نلهث وراء لقمة العيش. لذلك كان لزامًا على المسيحيين أن يعطوا من أموالهم وممتلكاتهم في زقاق المسيحية وخاصة انهم يقلون عدديًا كل عام، فهم يشعرون ان مصر لم تعد بلادهم وانهم غرباء في ديارهم فيتركونها الى بلاد الله الواسعة في هجرة قسرية مجبرين للنجاة بأنفسهم واولادهم من شر الغادرين، اما اولئك الذين لا حول لهم ولا قوة ولا مخرج او منفذ لهم للخروج من مصر فيقلون عددياً لأن مسيحيتهم  لا تسمح لهم بأكثر من زوجة واحدة لرجل واحد ويحرم عليهم الطلاق ومتوسط عدد الأبناء في الأسرة المسيحية الواحدة هو طفلان، لذا ففي ذهن جيرانهم الذين يسكنون زقاق الإسلام انهم لا يحتاجون لزقاق كامل ويكفى ان لديهم زقاق يعيشون فيه، فهم على كل حال لا يستحقونه، ولذا لا بد من تقسيم وتنظيم وهيكلة هذا الزقاق المسيحي كما يحلو لجيرانهم، فليس من حقهم ان يبنوا كنائسهم في اي مكان بهذا الزقاق، فالكنيسة لا تصلح ان تبنى في مدخل قرية او مدينة ما او ان تبنى في شارع رئيسى يكون سهلاً على روادها الوصول اليها لكن لا بد لها ان تبنى في اطراف المدينة، ولا يمكن ان يلاصق بيت من بيوت المسيحيين الجامع بأي حال من الأحوال، فلا بد من اعادة تقسيم وتنظيم وهيكلة الزقاق الميسحي كما يحلوا لجيرانهم بل قل لمستوطنيه من المسلمين، واذا اعترض سكان الزقاق المسيحي فلا سبيل اخر للإلتفات الى اعتراضاتهم إلا بترك زقاقهم والهجرة الداخلية أو الخارجية عن ارضهم وممتلكاتهم، وهذه الحقائق ليست وليدة الوقت والساعة التى فيها بل كانت هكذا منذ عصر عبد الناصر وحتى عصرنا الحالى، وستظل الى ابد الآبدين فليس هناك رئيس لمصر يستطيع ان يغير من موروثات قديمة لعشرات السنين حتى لو رغب وإلا لإصطدم بحيتان الشارع الإسلامي ووضع مصر على شفى حفرة من النار، وعليه فقد قبل المسيحيون المصريون هذا الوضع المشين كجزء من مصيرهم وقدرهم وقبلوا على كل حال إن يتخلوا وان يعطوا من أموالهم وممتلكاتهم وحضارتهم وتاريخهم لسكان الزقاق المجاور لأنهم ان لم يعطوا من أموالهم وممتلكاتهم وكنائسهم وحقولهم ومصانعهم وبيوتهم طوعًا واختيارًا، أخذت منهم قسرًا واجبارًا!  لذا فهم يتصرفون بمبدأ: “كن مراضًيا لخصمك في الطريق لئلا يسلمك للشرطى ولن تخرج من هناك حتى توفي الفلس الأخير” وأهي الناس لبعضها، ويا بخت اللي بات مظلومًا وما بتش ظالمًا، وأهو ما حدش واخد منها حاجة، فعريانًا خرجت من بطن أمي وعريان أعود إلى هناك والحمد لله فالمكان الضيق يساع ألف صديق وغيرها من الأمثلة التى أبغضها من كل قلبي لأنها عوقتنا كمسيحيين وأنستنا تعاليم كتابنا المقدس واتبعناها وكأنها وحى من الله ووصايا القدير العليم.

    وأمام كل ما يحدث في الشارع المصرى والعربي بكل ما فيه،أجدني غير متفائل وليس عندي أمل على الإطلاق في إصلاح هذا الشارع، وليست هذه نظرة تشاؤمية أو سوداوية بل هذه نظرة واقعية كتابية روحية للأمور، فكل ما في العالم من أحداث وواقع، يؤكد ما أقول إنه لا رجاء في إصلاحه لعدة أسباب:

    ١- إن إصلاح الشارع المصرى والعربي يتطلب رجوعه إلى الله القدير القادر على الإصلاح وحده، فالإصلاح يبدأ من داخل الفرد أولاً لكي يستطيع أن يغير ما حوله، والرجوع إلى الله أمر مع أنه في غاية البساطة والسهولة ولا يتطلب إلا أن يرفع الإنسان قلبه بتوبة صادقة ويسمح للقدير أن يغيره ويملأه بالحب والصفح والغفران والبذل والعطاء حتى لأعدائه ولاعنيه ومبغضيه ومضطهديه إلا أنه لا يحدث إلا إذا طلبه الإنسان نفسه من القدير، فالقدير مع أنه قادر على كل شئ وهو الذي يقول للشئ كن فيكون، فمن يستطيع أن  يرده إلا أنه – تبارك اسمه- وحيث إنه خلقنا بعقل يعرف ويميز ويزن الأمور، فهو يصر سبحانه على احترام عقل الإنسان وحريته في اتخاذ القرارات المصيرية الخاصة به، فالمسيحية لا تؤمن بالقضاء والقدر ولا أن المولى قد قدر لنا أعمالنا وأحوالنا وكتبها علينا كتابًا موقوتًا ولذلك وبسبب شر الإنسان وأنانيته وكبريائه وتصلفه وإصراره على أن يكون هو رب وسيد نفسه من دون الله وبالتالى، فهو بعيد وسيظل بعيدًا كل البعد عن خالقه سبحانه.

    ٢- الأمر الثاني هو أنه لا إصلاح ولا محبة ولا رجاء إلا في شخص المسيح يسوع، تبارك اسمه، وتعاليمه، ووصاياه التى هي ليست ثقيلة، المسيح الذي قدم نفسه لله ذبيحة على الصليب لأجلنا ومات وقام الحي إلى أبد الآبدين وهو جالس كما يعلمنا تنزيل الحكيم العليم الكتاب المقدس في يمين العظمة في الأعالى يترآى ويشفع لنا، ليس مسيح القصص والروايات والأفلام والأديان التى ترى أنه ولد تحت نخلة وتكلم في المهد صبيًا وأنهم ما صلبوه وما قتلوه، لكن شبه لهم وألقى الله بشبهه على شخص آخر، اختلف فيه المفسرون عسى من يكون، فكيف يصلح شارع الأديان بكل ما فيه من نقر وحفر وتكسيرات وبالوعات ووحل مياه راكدة وتستوى الأمور فيه دون أساس المسيح المدون في الكتاب المقدس والمعمول بعكسه تمامًا في شارع الأديان؟!

    ٣- السبب الثالث هو أن الكتاب المقدس يعلمنا أن العالم يتقدم إلى أردأ، وأن الإيمان بالله المسيح سيكون شحيحًا جدًا إلى أن يأتي  هو من لقب بابن الإنسان، أي المسيح، تبارك اسمه، فلعله متى جاء يجد الإيمان على الأرض؟

    والحقيقة تقال إنه عندما يتفكر المرء في هذه الحقائق والثوابت التى لا تقبل النقاش لوضوحها وضوح الشمس في رابعة النهار لا بد أن يصاب بروح الفشل والإحباط، وهذا لن يقربه لله ولن يعينه على مواصلة مسيره في ذي الحياة الدنيا بكل جد وإخلاص ونشاط وأمانة، وحيث إن خطة المولى لعبيده وأتقيائه أن لا يحيون في الفشل والإحباط، لذا فلا بد من إيجاد حل لمأساة شارع الأديان حتى يتسنى ولو لعدد قليل أن يسيروا فيه بأمان وسلام حتى بلوغ نهايته ودخول بيت الله الأبدي غير المصنوع بيد في المدينة السماوية، مدينة السلام التى يملأها النور سبحانه وتعالى بحضوره وجلاله.

    وكما هي عادتي عندما أواجه حقيقة كهذه، حقيقة شارع الأديان وخاصة إذا ما كان من الواضح أنه يحتاج إلى معجزة من القدير لإصلاحه، فإني أسرع إلى كتاب الله الكتاب المقدس لأرى هل من ذكر لمثل هذه الحالة أو القضية أو المشكلة أو المصيبة وكيف عالجها الشافي القادر على كل شئ سبحانه. فذهبت إلى أيام وجود إيليا نبي المولى في القديم، فوجدته نبيًا لله العلى يعيش في أيام آخاب الملك، ذلك الملك الذي كان واحدًا من أشر ملوك إسرائيل على مر التاريخ، حتى قيل فيه: “ولم يكن كآخاب الذي باع نفسه لعمل الشر في عينى الرب”، وزوجته الشريرة إيزابل التي قيل في وصفها إنها قتلت وقَطَعتْ أنبياء الرب، وشجعت أنبياء البعل وأنبياء السوارى حتى إن  ٨٥٠ منهم كانوا يأكلون على مائدتها، أيام ترك فيها الناس عبادة الرب الحي الحقيقى وحده وعبدوا البعل، وكلمة البعل هي كلمة سامية معناها “رب أو سيد أو زوج” وكان هو إله المزارع والخصب في الحقول وفي الحيوانات والمواشي، أي أن الناس المتعبدين، المتدينين بطبيعتهم كما يحلو لنا أن نصف شعوبنا في الشرق الأوسط وخاصة مصر، أولئك الناس في تلك الأيام كانوا قد اتخذوا من دون الله الخالق الحقيقي وحده إله آخر اختاروه، ليكون ربًا وسيدًا وزوجًا لهم، وعبدوا المخلوق دون الخالق، ودارت أفكارهم المظلمة حول ممتلكاتهم وخصب حقولهم ومواشيهم ليس إلا، فوجدوا كل ما يحتاجونه في الإله البعل، وبدا أنه لا أمل ولا رجاء في حدوث انتصار على هذا الإله الشرير، فالملك آخاب من كان من شعب الله قد تزوج بملكة وثنية تعبد البعل، ولربما ظن آخاب أنه الملك، وأنه الرجل القوى الذي ستخضع له زوجته الملكة وسيعرف كيف يوقفها عن عبادة البعل ويبنى معها جسورًا ويظهر لها محبة الله ويجذبها بربط البشر ويوجهها لعبادة إله إبراهيم وإسحق ويعقوب الإله الحقيقي وحده، ولم يعلم أنه عند خلط التبن مع الحنطة، الله الحي الحقيقي مع البعل أو أي آلهة أخرى، سيكون النصر للآلهة الغريبة، ليس لضعف في الإله الحي الحقيقي وحده حاشا له، لا، بل هذه هي سياسة القدير، لأنه يكره خلط التبن مع الحنطة، فمع أنه إله غيور لا يعطى مجده لآخر ومع أنه بقادر أن يبيد أعداءه بكلمة، لكنه يسمح لعدو النفوس أن يعمل أقصى ما بوسعه أن يعمله حتى إذا ما تدخل سبحانه في المشهد يعلم الجميع أنه القادر على كل شئ وهو أيضًا لا يشاء أن يهلك أحد بل يقول ويحذر من الخلط حتى يأتي يوم الفصل بين التبن والحنطة. وهكذا بدأت خطة الإصلاح والانتصار على أجناد الشر الروحية في السموات وتنظيف حارة الأديان على الأرض من الوثنية والإزدواجية والعبادات الشيطانية الشكلية حتى لو كانت بتصريح من ملك أرضي وبقيادة زوجته الشريرة:

    ١- أقام الله نبيًا وزوده بكلام علم ونبوة ومعرفة وفهم روحي وكشف عن عينيه ليعرف أن يميز الشر ويقف ضده ويفضحه حتى لو كان هذا الشر نابعًا من بيت وقلب الملك، وحتى لو اختفى الأمناء من الكهنة واللاويين خوفاً من الملك وبطشه وتدنس الهيكل بكل ما فيه ومن فيه، وفي رأيي الشخصى انه هكذا تبدأ أي خطة للإصلاح، تبدأ بالأنبياء، أو أولئك الذين يستطيعون أن يقولوا : “هكذا قال الرب” والذين لهم الحواس المدربة على التمييز بين الخير والشر وأصحاب الأذن المفتوحة والمميزة لصوت القدير من صوت الغريب، وإنني على ثقة أن هناك مجموعة من أنبياء العلى، أو يمكننا أن نطلق عليها “جماعة من الأنبياء” اليوم في مصر وفي البلاد العربية، اولئك الذين يمكنهم أن يتقدموا الصفوف ويبدأوا حركة من الإصلاح الحقيقي في زقاق الكنيسة في حارة الأديان في الشارع المصرى.

     أما صفات هذا النبي فهي:

    أ-  أن يكون نبيًا ناريًا، لا يخاف إلا من المولى وحده سبحانه، ولا يبالى بماذا يقول ولمن يقول وكيف يقول ومتى يقول مادام أنه على يقين بأن ما يقوله ليس من عندياته بل رسالة مؤكدة من القدير، تبارك اسمه.

    ب- أن يكون نبيًا له هدف واضح محدد وهو أن يوقف ويفضح وينهي على عبادة البعل والخلط بين التبن والحنطة في حارة الأديان.

    ج- أن يكون لدى هذا النبي خطة إلهية عملية ومواجهة حقيقية واقعية بين الروح النارى الذي فيه وكل روح لضد المسيح حتى لو كانت تختفي وسط كنيسة الله وتلبس ثياب الحملان أو القسوس والكهنة أو الراهبات أو الرهبان وغيرها.

    ٢- لابد من وجود جماعة من المصلين المغسولين بدم المسيح الذين لم يسجدوا لبعل ولم ينحنوا أمام الظروف والخوف والمثبطات والمعوقات، وهي جماعة مصلية لا تحمل كيسًا ولا مزودًا ولا عصًا ولاسكينًا ولا أحذية، تؤمن بأن يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد. وإذا تساءل أحد وقال: كيف يمكن للإنسان أن يعيش في وسط معبد كبير للبعل ولا يسجد له؟! أقول كما عاش نبي الله دانيال الذي وضع في قلبه ان لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه وأصدقائه الفتية الثلاثة شدرخ وميشخ وعبد نغو الذين لم ينحنوا أو يسجدوا لتمثال الذهب الذي عمله نبوخذنصر ملك ملوك الأرض يومئذ، وأصروا على رفضهم للسجود لغير القدير-  تبارك اسمه-  حتى ألقوا بهم في أتون النار المحمى سبعة أضعاف، لكنهم خرجوا منتصرين بعد ان رحب بهم في وسط النار الرابع الشبيه بإبن الألهة سبحانه، ولم تكن لقوة النار سلطان عليهم، وهكذا كما لم تنحن السبعة آلاف ركبة لبعل أيام إيليا النبي.

    وما من شك، أن هناك علاقة وثيقة بين ما يخرج من الفم ووضع الركب، فالركب المحنية لبعل لا يمكن أن يخرج من فمها شئ صالح، أما الركب التى لا تحنى الا لسيد كل الأرض المسيح يسوع لا يخرج منها سوى كل ما هو عادل وطاهر وجليل ومسر ونافع، وعندما لا تحنى الركب لبعل، لا يهم المرء عندها ماذا يأكل أو ماذا يشرب، ولا يخاف الإنسان إلا من إله المجد، لن يرتبك المرء بنير عبودية ويتمتع بصفاء في الذهن لإتخاذ القرارات الصائبة وتمييز الأرواح المضادة له.

    وكخطوة عملية في تكوين مثل هذه الجماعة “السبعة آلاف ركبة” لابد من فهم الآتي:

    ١- إن هذه الجماعة جماعة مصلية ليست إلا، فلا هي بتنظيم جديد أو عضوية وهوية وكشوف بأسماء أو مطبوعات أو غيرها من الأمور التنفيذية التى حتى وإن بدت مهمة في تعرف أعضاء أي جماعة بعضهم على بعض إلا أن طريقة التعارف الوحيدة لهذه الجماعة هي في عرش نعمة إلهنا.

    ٢- أن يوجد الله ألف شخص على مستوى العالم مثقل ببداية مجموعة للصلاة معًا تتكون كل منها من سبعة أشخاص يجتمعون مرة في الشهر حيثما يتفقوا سواء في كنيسة، أو بيت أحدهم أو مكان هادئ يسمح لهم بالحديث مع القدير.

   ٣- أن تجتمع مجموعة من ٧ إلى ١٠ من هذه المجموعات مرة في الشهر في كنيسة أو قاعة للاتحاد في الصلاة كمجموعات معًا.

    وإنني على ثقة في إنه إذا اتحدت هذه المجموعات في صلوات لأجل الكنيسة، والقادة الدينيين، والقادة السياسيين والعسكريين، ومصر والبلاد العربية لنكتشف أن الذي سيفعله الله معنا وبنا لرهيب وستطن له الآذان وسيغير من الجو الروحي في منطقة الشرق الأوسط كلها، فنحن نمتلك القوة الروحية الديناميتية الوحيدة التى تطلق الأسرى وتشفي المرضى وتسكت زئير الرياح وعصف الأمواج وتدعو الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة.

    ٤- لا بد أن تؤمن هذه الجماعة المصلية أن الله يجيب بنار كما حدث مع نبي الله إيليا في القديم، وأن تعلم أن النار لن تنزل من السماء إلا إذا توفرت ثلاثة أمور لا غنى عنها ولن يتنازل القدير عن أحدها ليرسل ناره إلى هذه الجماعة، أولها هو ترميم مذبح مقدس من حجارة حية قابلة وعلى استعداد للاحتراق والاختفاء في نار القدير، عندما تظهر وتنزل من السماء، وهذه الحجارة هي حجارة حية كما هو مكتوب في كتاب الله الكتاب المقدس “كونوا أنتم أيضًا مبنيين كحجارة حية بيتًا روحيًا كهنوتًا مقدسًا لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح”. أما ثاني هذه الأمور، فإن هذه الحجارة الحية لابد أن تكون محاطة بالمياه كما عمل إيليا إذ ظل يسكب ماء على المذبح والذبيحة حتى امتلأت قناة حول المذبح من الماء، والماء هنا يرمز لكلمة الله وعمل الروح القدس، أما ثالث هذه الأمور الواجب توافرها هو أن معجزة إيليا تمت في وقت تقديم ذبيحة المساء، أي على حساب ذبيحة المسيح وقبول الله لهذه الذبيحة، لذا يمكن له -تبارك اسمه- أن يرسل نارًا من السماء ويصنع انتصارًا ساحقًا على الأعداء.

    وعلى الكنيسة أن تفهم وأن تميز لطبيعة المرحلة التى تمر بها في مصر والعالم العربي، فإن هذه هي مرحلة الإله الذي يجيب بنار، فلم تعد رسالة المشابهة والمهادنة والأعمال الفنية والروحية المشتركة والخلط بين التبن والحنطة تأتي بما يرجى منها لكن طبيعة المرحلة القادمة ستتطلب ناراً أن تأتي من السماء، نار الروح القدس، تأتي فتحرق كل عات، ظالم متغطرس، وتحيي كل متواضع طالب الله، الكنيسة تحتاج إلى الإله الذي يجيب بنار، فيحرق التبن وينقي الذهب، الكنيسة تحتاج إلى الإله الذي يجيب بنار فينقي بيدره، الكنيسة والعالم يحتاجان إلى اختبار النار الذي حدث على جبل الكرمل حتى يهرب أنبياء البعل وأنبياء السواري وحتى يعلم الجميع أن الرب هو الله، فكفى العروج بين الفرقتين،إن كان الرب هو الله، فاتبعوه وإن كان البعل فاتبعوه. واعلمي يا كنيسة العلى أن من حولك وفيك من أنبياء البعل لن يسقطوا على وجوههم كما حدث مع القوم الذين التفوا حول إيليا النبي على جبل الكرمل في القديم إلا إذا سقطت نار من السماء واستجاب الرب بنار، ولن يصرخ من فيك ومن حولك يا كنيسة “الرب هو الله الرب هو الله” إلا إذا نزلت نار الله من السماء واعلمي أن نفس الإله القديم الذي هو ملجأ مازال يجيب بنار لكل من يرتب ويرمم مذبح الله الذي به ويضع الذبيحة في مكانها اللائق بها على المذبح ويترك للروح القدس أن يغرق الذبيحة بمياهه، حتى تجرى من بطنه أنهار ماء حي، وعندها فقط سيجيب الرب بالنار، هذا هو ما ينبغى أن يكون عمل “جماعة السبعة آلاف ركبة”.

    لقد ظن إيليا النبي في القديم أنه في المعركة ضد قوات الشر الروحية في السمويات وحده وأن الجميع هدموا مذابح الرب وقتلوا أنبياءه وتركوه يواجه شر آخاب وزوجته إيزابل وها هما يطلبان نفسه أيضًا، لكن الله أعلن له أنه ليس بمفرده بل أن هناك ٧ الآف ركبة مثله لم تنحن لبعل ولم تسجد له، وما من شك أن الانتصار العظيم الذي حققه على أنبياء البعل كان سببه الأول هو وجود وصلاة هذه الجماعة التى لم تحن ركبة لبعل. فهيا يا شعب المسيح، أيتها الركب التى لم تنحن لبعل والتي قطعت عهدًا على نفسها بالروح القدس أن لا تنحنى لبعل، هيا لنقترب كل للآخر، هيا نرمم مذبح الرب معًا، هيا نشترك كحجارة حية نحتها الفنان الأعظم إلهنا الحبيب وعمل منها حجارة تصلح لأن تكون جزءًا من مذبحه، هيا لنعطي الفرصة للروح القدس بأن يغمرنا بمياهه، كل يوم، هيا نرفع أيدينا على حساب الذبيح العظيم ونقول: استجب يارب استجب، والإله الذي يجيب بنار سيرسل ناره من السماء، سيهرب أنبياء البعل والسواري وسيسقط من حولنا على وجوههم ويعترفون ويصرخون: الرب هو الله، هيا، فدورك يا كنيسة العلى ليس ثانويًا أو هامشيًا وأنت لست مدعوة للخضوع والخنوع والاستسلام ومد الجسور والاشتراك مع أعداء المسيح في شئ، أنت مدعوة للقيادة وللتحرير ولممارسة سلطانك الممنوح لك ممن قال عن نفسه: دفع إلى كل سلطان، أنت مدعوة للحل والربط، فكل ما حللتيه يا كنيسة العلى على الأرض يكون محلولاً في السماء وكل ما ربطتيه أيتها الجميلة على الأرض، يكون مربوطًا في السماء، أوسعي مكان خيمتك ولتبسط شقق مساكنك. لا تمسكي. أطيلي أطنابك وشددي أوتادك. لأنك تمتدين إلى اليمين وإلى اليسار ويرث نسلك أممًا ويعمر مدنًا خربة. لا تخافي لأنك لا تخزين. ولا تخجلي لأنك لا تستحين. فإنك تنسين خزي صباك وعار ترملك لا تذكرينه بعد. لأن بعلك هو صانعك، رب الجنود اسمه ووليك قدوس إسرائيل إله كل الأرض يدعى.

    هلم يا شعب المسيح لنبني معًا “جماعة السبعة آلاف ركبة”.

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا