الذكاء الاصطناعي … إلى أين يأخذنا؟

113

يرصد العلماء والمفكرين أربع مراحل للثورة الصناعية. بدأت الثورة الصناعية الأولى في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وكانت نتيجة الموجة الجديدة للاختراعات في صناعة الحديد والصلب والأقمشة، أما الثورة الصناعية الثانية فبدأت في نهاية القرن 19 واستمرت حتى أوائل القرن 20 مدعومة بالكهرباء والدراجات والسيارة وغيرها. وظهرت الثورة الثالثة في الستينيات من القرن نفسه عبر الحوسبة الرقمية والكمبيوترات المركزية ثم الشخصية والإنترنت. وبرزت الثورة الصناعية الرابعة في مطلع القرن الحالي (القرن الـ 21)، معتمدة على الثورة الرقمية والإنترنت، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والذكاء الاصطناعي، والتقنيات الرقمية والأنظمة الذكية، والكمبيوترات شديدة البراعة التي بإمكانها كتابة القصص ومنافسة خيال رواد الروايات.

وأبسط تعريف للذكاء الاصطناعي هو أنه محاكاة لذكاء الإنسان وفهم طبيعته عن طريق عمل برامج للحاسب الآلي قادرة على محاكاة السلوك الإنساني المتسم بالذكاء.

وتتعدد أدوات الذكاء الاصطناعي، وخصوصًا ما يسمى بالتوليدي، فهناك أكثر من 102 أداة متاحة حاليًا أشهرها تشات جي بي تي ChatGPT. وفي هذا السياق، تشير التقديرات لعام 2025 إلى احتمال وجود 50 مليار جهاز رقمي تستطيع جمع البيانات من حوالي خمسة مليارات مستخدم متصل بشبكة الإنترنت.

وبحسب الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، مالك منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، سيعيش معنا مليار روبوت بشري على سطح الأرض خلال عشرين عامًا من اليوم! هذا أحدث ما تنبأ به الذكاء الاصطناعي، وأكد ماسك توقعات ديفيد هولز، مبتكر مختبر أبحاث الذكاء الاصطناعي “ميدجيرني”، والتي تقول إن الروبوتات ستشكل 10% من نسبة سكان الأرض في وقت قريب.

يرى البعض أن تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي سيجعل حياة معظم الناس أفضل حالًا خلال العقد القادم، بينما يشعر البعض الآخر بمخاوف حول التأثيرات المحتملة للذكاء الاصطناعي. ويتوقع الخبراء أن الذكاء الاصطناعي المتصل بالشبكة سيزيد من فاعلية الإنسان، لكنه يهدد أيضًا استقلاليته وقدراته.

وفي هذا الصدد، أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك عن نجاح عملية زرع شريحة دماغية برأس أول مريض من البشر. وهنا تتبادر إلى الذهن عدة أسئلة ملحة: “ما الهدف؟ ماذا يعني ذلك؟ ماذا يمكنني كإنسان أن أفعل بتلك الشريحة؟ وكيف سأستفيد منها؟”

يجيب ماسك من خلال تغريدة على حسابه في “إكس” (تويتر سابقًا)، حيث يقول إن الشريحة الثورية “تمكنك من التحكم في هاتفك أو جهاز الكمبيوتر الخاص بك، ومن خلالهما أي جهاز تقريبًا، بمجرد التفكير”.

بلا شك أن البشرية أمام أزمة وتحدي كبيران، فهل استعدت البشرية لهذا؟

هل سيؤثر الذكاء الصناعي على عقائدنا وإيماننا وعلاقتنا بالله؟

هل ستتأثر الكنيسة بالذكاء الصناعي سواء واكبته أو وصلت متأخرة؟

هل سنحتاج أن نذهب إلى الكنيسة ونمارس فرائضنا؟

ما الذي سيحدث عندما تتعارض مصالح الروبوت مع مصالح الإنسان؟

هل تستطيع الروبوتات أن تؤذينا ولو بالمصادفة؟

هل من الممكن أن تسيطر علينا؟

إلى أين يأخذنا الذكاء الاصطناعي؟!

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا