الكنيسة إلى أين؟

29

في هذا العدد والأعداد القادمة، أكتب مقالات عن موضوعات متفرقة عن الكنيسة. تمر الكنيسة اليوم بمرحلة فارقة في حياتها، تتجاذبها يمينًا ويسارًا. ونتناول في هذه المقالات تعريف الكنيسة؛ خطايا الكنيسة وأمراضها؛ الكنيسة حسب فكر الله؛ الكنيسة والكنيسة الموازية؛ الكنيسة والكنيسة الإليكترونية؛ الكنيسة والذكاء الاصطناعي.. الخ وسأذكر بعض المراجع والكتب لمن يريد المزيد من الدراسة.

ما هي الكنيسة؟ يرى البعض أنها المبنى الذي تُعقد فيه الاجتماعات ويرى البعض الآخر أنها الطائفة أو المنظمة الدينية،  لكن المعنى الحقيقي للكنيسة هو جماعة المؤمنين الذين يجتمعون معًا للصلاة والعبادة، أي لدراسة كلمة الله وحفظ الفرائض (المعمودية والعشاء الرباني). هذه هي الكنيسة المحلية.

وكلمة “كنيسة” هي ترجمة للكلمة اليونانية “إكليسيا” والتي يمكن أن تُتَرجَم إلى “اجتماع”، وتعني الكلمة “جماعة مدعوة”.

تعمل الكنائس الحقيقية والكنائس الزائفة جنبًا إلى جنب في أماكن كثيرة. وما يؤكد هذه الحقيقة هو أنه كان يوجد باستمرار أنبياء حقيقيون وأنبياء كذبة، معلمون حقيقيون وآخرون كذبة، مؤمنون حقيقيون وآخرون كذبة. يجب أن تعرف كيف تميز الواحد عن الآخر. يمكننا أن نعرف الفرق بين الحقيقي والزائف من خلال الثمر.

الخطايا التي يمكن أن تقع فيها الكنيسة عديدة، وواحدة من أكبر خطايا الكنيسة هي أن تندمج مع الدولة أو النظام فتفقد دورها  (الدور النبوي) وتميُّزها (كجماعة مدعوة). والخطية الثانية هي أن يكون كل همها أن تقدم للناس أفكارًا وتعاليم لا يعلِّمها الكتاب المقدس، وإنما تقدم تعليم وتقليد الناس ووصايا لم يوصِ بها الله.

هل تمرض الكنيسة؟

نعم، الكنيسة ككائن حي يمكن أن تمرض (أقصد جماعة المؤمنين بالكنيسة). البابا فرنسيس في خطاب إلى الأساقفة والكهنة المسئولين في المقر البابوي في 22/ 12/ 2014 حدد مجموعة من الأمراض هي كالتالي:

1. مرض الشعور بأننا “خالدون” ومحصنون ولا غنى عنا، فنتصرف من هذا المنطلق مع الناس.

2. مرض”مرثا”، أي الانهماك في الأعمال وترك قدميّ يسوع (مريم).

3. مرض التحجر وفقدان المشاعر والإحساس بالآخرين والاختباء خلف المكاتب والأوراق.

4. مرض التخطيط المفرط وعدم ترك مساحة لعمل الروح والرغبة في التحكم في كل شيء.

5. مرض سوء التنسيق، عندما لا نصغي لبعضنا ونستغني عن بعضنا.

6. مرض “الزهايمر الروحي”، عندما ننسى عمل الله في حياتنا ونركز على المنحوتات التي صنعتها أيدينا.

7. مرض التنافس والمجد الباطل، فنصير أشخاصًا مزيفين.

8. مرض “الشيزوفرينيا الوجودية”، عندما نعيش في الخفاء حياة أخرى غير التي نُظهِرها.

9. مرض الثرثرة والتذمر والنميمة، فنتحول إلى “قتلة بدم بارد”.

10. مرض “تأليه القادة”، والذي يأتي من التملق والوصولية.

11. مرض عدم الإحساس بالآخرين والشعور بالسعادة لسقوطهم.

12. مرض “الوجه الجنائزي”، عندما نعتقد أن الجدية تتساوى مع العبوس وأخذ مسافات من الآخرين.

13. مرض تكنيز الخيرات المادية لسد الفراغ الوجودي بداخلنا، وعدم الاكتفاء بما هو ضروري فقط.

14. مرض “سرطان الدوائر المغلقة”، والذي يجعلنا ننغلق على مجموعة بعينها واستبعاد الباقي.

15. مرض المكسب الدنيوي، عندما نحاول أن نظهر على وسائل التواصل لاستعراض قدراتنا وتأكيد أننا الأقوى والأجدر.

نكمل النقاش العدد القادم

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا