يومياتي

115

كن لطيفًا

من أجمل الأقوال التي أحبها الحكمة التي كتبها حكيم الأجيال سليمان النبي: “الجواب اللين يصرف الغضب، والكلام الموجع يهيج السخط”  (سفر الأمثال 15: 1).

أكثر ما نحتاج إليه هذه الأيام هو اللطف. الجميع لديهم مشاكل؛ الظروف الاقتصادية، وغلاء المعيشة، والاضطرابات العالمية، والأمراض المتفشية التي يبشرنا بها خبراء الصحة، وهو ما جعل الناس عصبيين وحادين في كلماتهم، وزي ما بنقول في المثل الشعبي “روحهم في مناخيرهم”. والشخص الذي يتعصب ويغضب ويحتد يخسر كثيرًا؛ يخسر سلامه النفسي، وصحته الجسدية، وعلاقته الأسرية، وعلاقته مع المحيطين به.

وقد وجد العلماء أن الشخص اللطيف لديه مستوى أقل من هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر) بنحو 20% مقارنةً ببقية الناس، وهذا يؤثر بشكل إيجابي في عمل جهاز المناعة الذي يعاني إن كان الشخص متوترًا. ويؤدي التفاعل مع الآخرين بلطف إلى إنتاج السيروتونين، وهو مضاد طبيعي للاكتئاب. كما يحفز اللطف المتكرر إنتاج الاندروفينات، وهي مهدئات طبيعية، ما يقلل من حدة الآلام المزمنة. كذلك فإن اللطف أو التفكير في أن نكون لطفاء يعزز إفراز الأوسيتونين، وهو هرمون يحفز تمدد الأوعية الدموية.

يقول أفلاطون: “كن لطيفًا مع الجميع، فكل شخص تقابله يخوض معركة ما.”

الجميع في كل مكان يحتاج لكلمة طيبة تبهجهم، والقيام بهذا ﻻ يتطلب جهدًا لكنه يساعدهم كثيرًا.

أن ترد بلين على غاضب فهذا لطف منك؛ أن تحسن إلى مسكين فهذا لطف منك؛ أن تفك كرب مكروب فهذا لطف منك؛ أن تواسي متألمًا فهذا لطف منك؛ أن تعطي المحتاجين فهذا لطف منك؛ أن تبتسم في وجه حزين فهذا لطف منك.

أسهل وأجمل حاجة ممكن تقدمها لنفسك ولمن حولك إنك تكون إنسان لطيف.. دي مش محتاجة فلوس ولا تكاليف.

أن تكون لطيفًا فهذا يحسِّن تقديرك لذاتك وصورتك أمام نفسك، بالإضافة إلى التصور الذي يرسمه الآخرون عنك.

تحية للوزيرة السابقة

تمر الوزيرة نبيلة مكرم بمحنة أسرية غاية في الصعوبة، وذلك بعد اتهام ابنها المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية بقتل اثنين، وقالت إن ابنها قام بذلك بسبب مرض نفسي مصاب به. هذه السيدة العظيمة لم تستسلم للتجربة وقسوتها ولم تجعلها المحنة أن تنسحب من المجتمع وتنكفئ على نفسها، ولكنها فكرت في أن تخدم المجتمع بمؤسسة للتعريف بخطورة المرض النفسي والتوعية بأهمية العلاج النفسي ومساعدة هؤلاء المرضى للوصول للعلاج والتعافي، فأعلنت عن إطلاق (مؤسسة فاهم للدعم النفسي)

طوبى لمن يساهمون في خدمة المجتمع من واقع للتجربة والمحنة والألم.

معرض الكتاب وانطباعات سريعة

كعادتي منذ أكثر من 30 عامًا، زرتُ معرض القاهرة الدولي للكتاب، وسعدتُ جدًا بالإقبال الشديد على زيارة المعرض، وشاهدتُ أسرًا تصطحب أطفالها ومدارس ونوادي وكنائس تنظم رحلات لزيارة المعرض، وشاهدتُ صورًا على صفحات السوشيال ميديا لشباب وفتيات قرية بأكملها متوجهين للمعرض. أعلم أن بعض الزائرين لم يكن قصدهم من الزيارة هو شراء الكتب وأنهم يستغلون المكان للفسحة وقضاء يوم ترفيهي. لا بأس.

الملاحظة الثانية هي قلة الكتب المسيحية الجديدة في دور النشر المسيحية، وارتفاع أسعارها بالمقارنة بالكتب الأخرى المعروضة، بالإضافة إلى تكرار عرض الكتب في أكثر من دار، وغياب كُتاب كنتُ أتوقع وجود كتبهم، ولا أعلم السبب وراء عدم تمكنهم من الاشتراك في المعرض.

الملاحظة الثالثة هي أنه يجب توجيه التحية والتقدير للمؤسسات الرسمية: قصور الثقافة، والمركز القومي للترجمة، ودار الكتب القومية، والهيئة العامة للكتاب، لتنوع العناوين المعروضة والأسعار المعقولة.

المقاهي والكافيهات والمطاعم ومحلات الكشري تأخذ حيزًا كبيرًا من المكان، ويا ريت يخفضوا الأسعار شوية.

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا