يحمل ميلاد المسيح رسالة سلام وطمأنينة لكل البشرية، فالمسيح هو هبة الله لهذا العالم المضطرب الذي نعيش فيه، وهذه الهبة الغالية إن سكنت في أي قلب عمَّ السرور والسلام بوجود المسيح ربًا وسيدًا على القلب التائه الشارد بعيدًا.
حمل الميلاد رسائل سلام وطمأنينة ونستطيع أن نلمس ذلك بوضوح من خلال الشخصيات الرئيسية التي عاينت الميلاد وصولًا إلينا اليوم:
فعند ميلاد المسيح، بشَّر الملاك الرعاة المتبدين الذين كانوا يحرسون حراسات الليل على رعيتهم، فقال لهم الملاك: «لا تخافوا! فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب: أنه وُلِد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة: تجدون طفلًا مقمطًا مضجعًا في مذود». وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين: «المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة» (لو2: 10-14).
هذا هو المسيح مخلَّص العالم الذي كُوِّن العالم به ولم يعرفه العالم. فطوبى لكل مَنْ يقبله ويفتح له قلبه ليسكن فيه ويكون هو الرب والسيد على حياته ويسلم حياته له بالكامل ويطمئن إلى أبديته لأن اسمه سيُسَجَّل مع المكتوبين في سفر حياة الخروف الذي له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين. آمين.
أي أنه صاحبت مولد المسيح العديد من رسائل الاطمئنان:
قال الملاك للرعاة :”لا تخافوا. ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب” (لو2: 10).
“لا تخافي يا مريم.. الروح القدس يحل عليك، وقوة العلى تظللك” (لو1: 30 و35).
وأيضًا طمأن الملاك يوسف قائلًا: “يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لأن. الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس” (مت1: 20).
ليكن هذا اليوم علامة الفرح والسلام والحب في حياتك.
لتكن حياتك مليئة بالانتصارات. ليجدد الله حياتنا ويجمعنا معه. عيد ميلاد سعيد!
عندما تجد السلام داخل نفسك، تصبح الشخص الذي يمكن أن يعيش في سلام مع الآخرين.
سعادة عيد الميلاد هي الأمل. روح عيد الميلاد هو السلام. قلب عيد الميلاد هو الحب.
إذا ظللنا نردد قصة الميلاد، وننشد أغاني الميلاد، ونعيش روح الميلاد، فسيمكننا أن نجلب الفرح والسعادة والسلام لهذا العالم.
ليكن السلام هديتك في عيد الميلاد .
إن أجمل العبارات التي تلخص عيد الميلاد هي: المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة.
فكما صالح المسيح الإنسان مع الله، صالح الإنسان مع أخيه الإنسان، وأعطى تلاميذه خدمة المصالحة. “ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح، وأعطانا خدمة المصالحة. أي أن الله كان في المسيح مصالحًا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم، وواضعًا فينا كلمة المصالحة. إذًا نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله” (2كو 5: 18-20).
إن عطية السلام هي عطية إلهية.
كانت إرسالية المسيح إلى العالم إرسالية صلح وسلام، سلام مبنى على الحق: “اتبعوا السلام مع الجميع، والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب” (عب 12: 14).
نعم. يا لها من رسالة سلام هامة نحتاجها بشدة اليوم في مثل هذه الظروف التي يجتازها العالم الآن. نعم. لقد أرسل الآب ابنه إلي العالم لإعادة صورة الخليقة (قبل دخول الخطية إلي هذا العالم)، تلك الصورة الطاهرة النقية التي تعيش في حاله انسجام وسلام. لذا فقد حمل الميلاد رسائل سلام وطمأنينة، ونستطيع أن نلمس ذلك بوضوح من خلال الشخصيات الرئيسية التي عاينت الميلاد وصولًا إلينا اليوم.