كنيسة العذراء والأنبا صموئيل المعترف، كنيسة صغيرة تقع بمنطقة ريفية تبلغ مساحتها حوالي 230 م2، وهي تخدم القرية الواقعة فيها وهي قرية أبيس الثورة التابعة للوحدة المحلية لقرية الأمراء مركز كفر الدوار محافظة البحيرة وحوالي 17 قرية مجاورة ونحو 400 أسرة. وكنسيًا تتبع الكنيسة قطاع كنائس المنتزه بالإسكندرية، ويعود تاريخ إنشاء الكنيسة إلى سنة 1974، أي منذ ما يقرب من نصف قرن، وقد تناوب على رعايتها الآباء الكهنة حتى الآن. وحينما صدر قانون توفيق أوضاع الكنائس، تقدمت بملف أوراقها إلى لجنة توفيق أوضاع الكنائس لتنتظر دورها في الموافقة على التقنين، أي أنها اتخذت الإجراءات القانونية.
مشكلة هذه الكنيسة أنها مغطاة بسقف من الصاج حيث إنها من دور واحد. ونتيجة عوامل الزمن والجو والطقس والأمطار، تهالك السقف وأصبح غير صالح بعد مضي ما يقرب من النصف قرن. وباءت كل المحاولات من أجل تغيير السقف الصاج بآخر خرساني بالفشل إلى أن حصلت الكنيسة بعد معاناة على قرار ترخيص بالترميم من الوحدة المحلية التابعة لها الكنيسة يحمل رقم 1/ لسنة 2020، إلا أنها لم تتمكن من تغيير السقف طوال تلك السنوات الثلاث. وفي يوم 10 ديسمبر، بدأت الكنيسة بتغيير السقف، وطوال أسبوعين لم يعترض أحد، حيث تمت إزالة السقف الصاج بعد تقطيعه وجرى تشوين الخشب والحديد في الشارع على مرأى من الجميع ومن سكان القرية وبعلم الأمن، مما يُعتبر موافقة ضمنية على ذلك. وبعد إزالة السقف الصاج، تم عمل الشدة الخشبية لسقف الكنيسة ثم تغطيتها بشبك الحديد. وحينما بدأت المرحلة الأخيرة وهي صب الخرسانة المسلحة للسقف يوم 24 ديسمبر 2022، هاجت القرية واحتشد المحتجون المتشددون من الرعاع رافضين صب السقف رغم اللافتة المعلقة على باب الكنيسة والتي تحمل رقم التصريح والترخيص بالترميم، وأخذوا يصيحون بهتافات معادية: “مش عايزين كنيسة هنا” ويرددون ألفاظًا نابية، وأخذوا يرشقون الكنيسة بالطوب والحجارة وكذلك بيوت المسيحيين حول الكنيسة مما أدى لتحطيم زجاج ونوافذ وصاج أتوبيس الكنيسة وحرق أرض زراعية خاصة بمواطن يُدعى ميخائيل، فتصدى الأمن لهم وطلب تعزيزات أمنية. وطلب الأمن من مسئولي الكنيسة تأجيل الصب لليوم التالي، 25 ديسمبر، حتى تهدأ الأمور وتتم السيطرة على المحتجين، وهنا ثار وغضب شباب الكنيسة وتم التأجيل إلى اليوم التالي. وما أن دخلت العربات الثلاث الأولى المحملة بالخرسانة المسلحة حتى هاجت القرية مرة أخرى وكان قد تم صب ثلث السقف، أي حوالي 70 م2 فقط، وتبقى الثلثان. وهنا حضر رئيس مركز كفر الدوار ومعه مهندسو الوحدة المحلية ورفض استكمال صب السقف مهددًا بأنه إن لم تُنفذ أوامره فسيتم هدم الكنيسة، واضطرت العربات الست الباقية المحملة بالخرسانة المسلحة للعودة من حيث أتت. وتساءل مسئولو الكنيسة: “كيف يكون هذا الوضع: ثلث السقف مغطى والثلثان غير مغطيان بطبقة الأسمنت وسوف تتساقط أمطار الشتاء على المصلين من خلال ثغرات الشدة الخشبية؟” فقال لهم: “غطوها بالمشمع”، ثم انصرف. وأصبحت الكنيسة معلَّقة، لا هي بالسقف الصاج القديم ولا هي مغطاة بكامل سقف خرساني جديد، واضطرت الأسر من السيدات والفتيات والرجال والأطفال إلى الصلاة في رأس السنة ثم في عيد الميلاد المجيد ثم في عيد الغطاس المجيد على هذا الوضع بين أعمدة الخشب المشدود والشدة الخشبية التي تتسلل منها الأمطار والرياح نتيجة تعنت رئيس المركز إرضاءً للمتشددين. ولا زال الوضع على ما هو عليه حتى كتابة هذه السطور رغم مناشدة كافة المسئولين، وتتم حاليًا الصلاة تحت المطر وهناك خطورة من تساقط مياه الأمطار على الأسلاك الكهربائية مما قد يعرِّض لكنيسة لا سمح الله لحريق مع ما يمثله ذلك من خطورة على حياة المصلين. وقد بلغت خسائر الكنيسة من الأسمنت المهدر ما يزيد على 100 ألف جنية غير عربيتي خلاط الأسمنت اللتين تحتاجان إلى إصلاح وصيانة تتحملهما الكنيسة، بالإضافة إلى إصلاح أتوبيس الكنيسة إلى جانب حرق الأرض الزراعية. هل هذه هي هدية العيد أو المعايدة التي يقدمها المسئولون في القرية والجيران من سكان القرية لمسيحي القرية؟ يجب عزل المسئولين عن هذه المهزلة فورًا ومحاكمتهم وصدور قرار فوري بصب باقي السقف.