أهلًا بكم في جولة جديدة داخل حياة طفلك، وجولتنا الجديدة حول اضطراب أصاب الأهل بالقلق حيث لم يكن له ظهور واضح حتى ظهرت مسلسل “خلي بالك من زيزي” والذي ناقش هذه القضية، ومن هنا بدأ الأهل يستوعبون فكرة هذا الاضطراب، وذلك لأنهم كانوا يعتقدون أن طفلهم يتسم بالشقاوة المفرطة ولا يعاني من اضطراب، لذا لم يستطع الأهل أن يميزوا هذا الاضطراب حتى أثاره المسلسل. ولأهميته خاصةً وأنه يمس مشكلة الأهل الأزلية وهي الدراسة، كان من المهم أن نتجول بداخله جولة سريعة نعرف أعراضه دون الدخول في المصطلحات العلمية المعقدة، لكن سنحاول في هذه الجولة تبسيط المصطلحات والمعلومات الخاصة به كي نستوعب ذلك الاضطراب وكيفية التعامل معه؛ استعدوا سنبدأ…
في البداية هذا الاضطراب هو أحد اضطرابات النمو العصبية وهو يؤثر في الدماغ وأكثر تحديدًا قشرة الجزء الأمامي (الفص الجبهي) وهي التي تسهِّل للخلايا تنفيذ عملها في التواصل بين أطراف الدماغ بعضها ببعض، لذا الاضطراب فيه يؤدي لمستويات غير عادية من النشاط المفرط وتشتت الانتباه. يبدأ هذا الاضطراب من الطفولة ويستمر معه، وليس له سبب واضح حول إصابة الطفل به، حيث لم يستطع العلماء أن يؤكدوا فكرة أنه حتى وراثي.
أعراض هذا الاضطراب:
أعراض تشتت الانتباه:
1) صعوبة في التركيز والاستمرار في الانتباه، حيث إنه من سماته سهولة التشتت، وعدم القدرة على إنجاز المهام التي تتطلب جهدًا عقليًا عاليًا وتركيزًا لفترة طويلة.
2) بسبب عدم قدرته على التركيز لفترة، تكون لديه صعوبة في التنظيم وإنهاء المطلوب منه.
3) اضطراب في الذاكرة والإدراك وهو صعوبة في صياغة الكلمات لتكوين جمل مفهومة، وكذلك يعاني من النسيان.
والجدير بالذكر أن الطفل الذي يعاني من تشتت الانتباه ذكي حيث إن نسبة ذكائه 90% ﻓﻤﺎ ﻓﻮﻕ، بحسب ﻣﻘﻴﺎﺱ ﻭﻛﺴلر؛ لذا فمشكلة القصور في التحصيل الأكاديمي ليست بسبب عدم ذكائه ولكن بسبب عدم قدرته على التركيز وسهولة التشتت لديه.
أما أعراض فرط الحركة فهي:
1) طاقته في الحركة عالية جدًا حتى لو كان الموقف لا يحتاج لهذه الطاقة.
2) غير قادر على التحكم فيه نفسه بأنه يهدأ من شقاوته المفرطة لو طالبه والداه، مُدَرسه… بهذا مهما كان رد فعلهم عنيفًا، فهذا فوق قدرته لأنها ليست شقاوة عادية لكنها ناتجة عن اضطراب.
3) أقل حدث، سلوك، كلمة… تسبب له توترًا وضيقًا… وردود أفعاله غير متوقعة حينها.
4) كثرة الكلام وبسرعة، وكثرة مقاطعة الآخرين عند الحديث، وعدم القدرة على الاستماع بشكل جيد.
5) عدم القدرة على الصبر في انتظار الأشياء لوقت طويل، مثل انتظار الدور في طابور أو ما شابه ذلك.
6) لا يستطيع مشاركة الأطفال في الأنشطة التي يقومون بها، ويرجع هذا لحركته المفرطة والسريعة والتي من الصعب أن تتناسب مع باقي الأطفال.
7) وجود لازمة عصيبة (لغة جسد) خاصةً وقت توتره، مثل هز الأرجل بصورة مستمرة.
والجدير بالذكر أن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه مختلف عن مشكلة صعوبة التعلم… وسوف تكون لنا جولة حول هذه المشكلة.
كيفية التعامل مع هذا الاضطراب؟
1) ضرورة المتابعة مع أخصائي لإرشاد الأهل حول خطوات كيفية التعامل مع الطفل بصورة عامة ودراسته بصورة خاصة، وكذلك لمساعدتهم في غرس الثقة بالنفس عند الطفل، فهو بسبب تشتت الانتباه كثيرًا ما يتعرض لنقد والديّه بأنه غبي مما يزيد من توتره وعدم قدرته على التركيز، لذا من الخطوات الهامة له بث الثقة في نفسه.
2) قد يحتاج إلى “شادو تيشتر” لمساعدته على فهم المادة… على شرط أن يكون بمفرده معه وليس مع مجموعة عندها نفس المشكلة، حتى يكون الاهتمام شخصيًا وليس لمجموعة أطفال عندهم نفس المشكلة.
3) التواصل مع المدرسة لترتيب الجو المناسب له في المدرسة ومنه الشادو تيتشر. وقد يحتاج لمنهجية الدمج في الدراسة (سوف نتطرق لهذا النوع من المنهجية لاحقًا).
4) انتهاز فترة تركيز الطفل والتركيز على توصيل أهم المعلومات خلال هذه الفترة، ثم قم بتغيير النشاط، وكرر هذه الخطوة لتوصيل معلومة له وبعدها قم بتغيير النشاط… وهكذا، مع العلم أن الطفل في هذا الحالة لن يستوعب أكثر من معلومة ولذا فإن الأفضل هو تقسيم الدرس لأجزاء صغيرة كل جزء في وقت قصير وبعدها تجديد طاقته بنشاط حركي.
5) لابد من الاشتراك في رياضة تحتاج لحركة كي يفرغ طاقته فيها.
6) مساعدته على التنظيم من خلال الألوان وكتابة المطلوب بألوان مختلفة في أوراق ملونة ولصقها أمامه… وجعله هو الذي يقوم بالكتابة والتلوين وتعليقها أمامه… فكلما استخدم حواسه أكثر ساعده هذا على التركيز والتنظيم.
ومن أهم الخطوات التي تحتاج المدرسة أن تقوم بها كي تساعد الأسرة والطفل:
1) أن يوضع الطفل في مقدمة الفصل الأقرب إلى السبورة والمعلم، كي يساعده هذا على التركيز.
2) ألا يجلس في أماكن مليئة بالمشتتات بجوار النافذة أو باب مثلًا، لأنه سهل التشتت خاصةً أمام كل ما هو متحرك أمامه.
3) تطوير واختيار أدوات مختلفة واستخدم الأشكال الهندسية، فكلما كانت وسائل إيضاح معبرة ومختلفة ساعده هذا على استيعابه للمعلومة.
4) ألا تكون الدراسة من خلال التحدث إليه والشرح فقط، لكن على مُدَرسه أن يجعله يكتب أفكاره وملخصاته، فكلما استخدم حواس أكثر ساهم هذا في تركيزه.
5) تحتاج المدرسة أن تجعل الطفل يشترك في نشاط رياضي بالمدرسة لتفريع طاقته الزائدة من خلالها.
6) قد تحتاج المدرسة ضمه لمنهجية الدمج، خاصةً في حال احتياجه للشادو تيتشر، والذي يقرر هذا هو الأخصائي الذي يتابعه.
وهنا قبل انتهاء جولتنا يأتي السؤال: هل من الممكن أن يعاني الطفل من تشتت الانتباه وصعوبة التعلم في نفس الوقت؟ هذا ما سوف نناقشه في جولتنا القادمة، استعدوا سننطلق…