الإنسان والذكاء الاصطناعي

18

حسب أحد رواد الذكاء الاصطناعي، جيفري هينتون، الذي استقال من جوجل بعد عشر سنوات من الخدمة بها، فإن أبرز 5 مخاطر للذكاء الاصطناعي هي كالتالي:

الخطر الأول هو أن تتجاوز الآلة صانعها. يقول هينتون: “كنتُ شخصيًا أعتقد أن ذلك لن يحدث إلا في غضون 30 إلى 50 سنة أو ربما أكثر، وبالطبع، لم أعد الآن أعتقد ذلك.”

الخطر الثاني، من وجهة نظر اقتصادية، هو أن الأب الروحي للذكاء الاصطناعي يخشى من أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تعطل سوق العمل بشكل كبير، حيث قال: “القضاء على فرص العمل لن يسلم منه حتى الأكثر ‘ذكاءً’، حتى وإن اعتقد بعضهم أنهم في مأمن من ذلك.”

الخطر الثالث الذي يراه الأب الروحي للذكاء الاصطناعي هو قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي المستقبلية على تطوير سلوكيات غير متوقعة بعد تحليل كمية كبيرة من البيانات، وقد أصبح هذا ممكنًا لأن أنظمة الذكاء الاصطناعي تولِّد الكود الخاص بها وتوجهه، مما قد يحولها إلى “أسلحة مستقلة” و”روبوتات قاتلة”، رغم أن العديد من الخبراء يقللون من شأن هذا التهديد.

الخطر الرابع هو إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي من قِبل الجهات الفاعلة الخطرة، وخاصةً استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، وهو يخشى أساسًا من تطوير البشر لـ “الجنود الآليين”.

وأخيرًا، يحذِّر جيفري هينتون من الخطر الخامس وهو المعلومات المضللة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، ويُبرِز أن هذا الاندفاع العلمي وما يصاحبه من استخدام مكثف للذكاء الاصطناعي سيجعل من المستحيل تقريبًا تمييز “ما هو صحيح مما هو كاذب”.

بالطبع هذا لا ينفي أو يقلل من قيمة وأهمية وفوائد الذكاء الاصطناعي بأي شكل من الأشكال.
ما الحل إذًا؟ يقول جيفري هينتون: “الأمل الوحيد هو أن يعمل أهم العلماء في العالم يدًا بيد لإيجاد حلول للتحكم في الذكاء الاصطناعي، وهذا ما يسعى إليه الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية من خلال وضع قوانين ومعايير أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي.

فماذا يحمل لنا الغد مع الذكاء الاصطناعي؟! ليس أمامنا إلا أن ننتظر!
من المخاوف الكبرى للتطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي أن يتصور الإنسان أنه يمكن أن يستغني عن الله، ويضربون مثلًا بأكبر سفينة في العالم، تيتانيك، والتي أبحرت يوم 10 إبريل سنة 1912م من لندن لنيويورك عبر المحيط الأطلسي. كان على متنها 2223 شخصًا، وكانت مزودة بعدد من قوارب النجاة التي تسع فقط 1187 شخصًا. وعند سؤال قائد السفينة عن عدم كفاية قوارب النجاة قال إنها لن تغرق!

وبعد أربعة أيام فقط من إبحارها تصطدم السفينة بجبل جليدي وتتحطم ويموت 1517 شخص من الركاب، وتستقر حطامها على عمق 3800 متر في عمق المحيط الأطلسي.
ومرة أخرى يتحطم غرور وكبرياء الإنسان.
مؤخرًا؛ شركة اسمها “أوشن جيت Ocean Gate” لمؤسسها ومالكها والرئيس التنفيذي المليونير البريطاني “ستوكتون راش” تعلن عن رحلة لعمق المحيط الأطلسي لرؤية حطام تيتانيك. وكما تقول الشركة فإن الغواصة مجهزة إن تتحمل ضغط المياه العالي، ومصممة بحيث يكون على متنها 5 أشخاص فقط.

وفعلًا استقلها خمسة من أهم وأغني الناس في العالم، فبالإضافة إلى المليونير البريطاني “ستوكتون راش”، مالك ومؤسس الشركة، كان هناك الملياردير “شهرزاد داوود” وابنه “سليمان داوود”، وعمره 19 سنة، والرابع هو الملياردير “هاميش هاردينغ”، مالك ومدير شركة”Action Group” ، وهي شركة عالمية ومن أقوى شركات الطيران في العالم، وعمره 58 سنة، والخامس هو الغواص والقبطان الفرنسي “بول هنري”، وهو رجل أعمال فرنسي ومليونير عمره 73 سنة، وهو من أهم الغواصين في العالم، وقد عمل لأكثر من 20 سنة في البحرية الفرنسية، وله خبرة كبيرة في أعماق البحار.

ومن ثقتهم في الغواصة أطلقوا عليها اسم “Unsinkable” (غير القابلة للغرق). وقد كان مقررًا لها أن تنهي مهمتها خلال خمسة أيام، لكنها لسبب غير معروف حتى الآن انفجرت في اليوم الثاني.
وضاعت الأحلام، فهل يمكن أن يتعلم الإنسان؟!

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا