ق. ماجد فخري
اقرأ (مز 90: 10 ؛أي 14: 1 و5: 7)
نقرأ علي سبيل المثال في (مز145: 8 و9) “الرب حنان ورحيم طويل الروح وكثير الرحمة. الرب صالح للكل ومراحمه على كل أعماله. الرب عاضد كل الساقطين ومقوم كل المنحنين. الرب بار في كل طرقه ورحيم في كل أعماله.” يسوع أيضًا وهو في الجسد كان يتحنن علي المتألمين ويشفيهم من أمراضهم، فقد كانت كل أعمال الرحمة التي صنعها يسوع تعبيرًا عن مشيئة الله أن يكون الإنسان سعيدًا. وهنا يأتي سؤال مهم: هل تحدث الآلام خلافًا لمشيئة الله؟ من كلمة الله نعرف أن الله له سلطان مطلق وإليه يُنسب كل ما يحدث في هذا الكون. إذن كيف نوفق بين محبة الله للبشر وسلطانه المطلق وبين الآلام التي يقاسيها الناس؟ الله أراد أن يكون العالم بنظام ثابت فيه أسباب ونتائج وذلك لاستقرار الحياة، كذلك أراد الله أن يكون الإنسان حرًا في اختياراته.
الله يريد أن يطيعه الإنسان ويتجاوب مع إرادته ومع النظام الذي وضعه، لكن لأن الإنسان حر في أن يطيع الله أو يعصاه يسمح له الله أن يفعل الخير أو الشر، وبذلك حسب أعماله تكون النتائج. (اقرأ رو1: 28؛ لو13: 34 و35). الكتاب المقدس يعلِّمنا أيضًا أن الله لا يقف موقف المتفرج من آلام البشر، ففي (خر 3: 7 و8؛ أي5: 18) نجد موقف الله من آلام البشر.
سؤال:هل الألم عقاب للخطية؟ سأل تلاميذ المسيح حين رأوا المولود أعمى: “أهذا أخطأ أم أبواه حتى ولد أعمى؟” أجاب المسيح: “لا هذا اخطأ ولا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه.” قصد المسيح أنه لا توجد علاقة بين الألم والخطية إنما كان الألم لحكمه إلهيه. لقد علَّمنا أن ندرك هذه الحقائق: العناية الإلهية قادرة على أن تحول الألم إلى بركة -الألم له أهمية في نضج شخصية الإنسان- الألم يوجهنا ويوجه أنظارنا إلى الحياة الأبدية: فخفة ضيقتنا تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدي.
سؤال: كيف نواجه الألم؟ ليس بإنكاره ولا بالاستسلام للأقدار لكن بالثقة والإيمان، (اقرأ إش43: 2؛ مز91: 15)، ثم بالتسليم لله ثم بالثبات في المحبة.
وأخيرًا أقول لكل متألم: اثبت في محبتك. لا تفقد محبتك لله وللآخرين . ثق في إلهك، فهو إذ قد تألم مجربًا يقدر أن يعين المجربين. آمين.