الحياة مع طفلي: كيف يتعلم الطفل المتوحد المعايير الأخلاقية؟

3

هايدي حنا

أهلًا بكم في جولة جديدة داخل حياة طفلك، فيها نُكمل جولتنا بداخل حياة الطفل المتوحد،حيث سنتجول حول كيفية تعليمه المعايير الأخلاقية، استعدوا سنبدأ…

كما نقوم بتعليم الطفل المعايير الأخلاقية، مثل الخصوصية في الحمام والملابس والمسموح وغير المسموح، لا بد من تعليم الطفل المتوحد هذه المعايير، لأنه إن أهمل الأهل هذا التعليم سنجد الطفل يقوم بتعرية أعضاءه التناسلية بل ويقوم بخلع كل ملابسه أمام الآخرين وهو غير مدرك أن ما يقوم به يتنافى مع المعايير الأخلاقية ومبادئ المجتمع. وكلما كان الطفل كبيرًا وهو يقوم بهذا السلوك كلما نفر الآخرون من سلوكه، والبعض سيبتعد عنه خوفًا منه.

لذا من المهم تعليم الطفل هذه المعايير. ونظرًا لأن مستوى ذكائه أقل من مستوى ذكاء الطفل العادي، فسيكون بداية تعليمه في مرحلة أكبر من مرحلة تعليم الطفل العادي، ويستطيع الأهل تحديد تلك المرحلة العمرية بحسب معرفتهم لطفلهم وقدرته على الاستيعاب، لكن نستطيع القول إن متوسط هذا المرحلة من 7 لــ 10 سنوات، وذلك قبل أن يدخل مرحلة المراهقة والتي يحتاج فيها أن يتعلم أمور تخص هذه المرحلة.

أهم الخطوات التي يجب على الأهل القيام بها لتعليم طفلهم الخصوصية واحترامه لجسده هي:

1)     تدريبه على إغلاق باب الحمام أثناء وجوده فيه، وكذلك إغلاق باب غرفته أثناء خلعه لملابسه ولا يسمح لأحد الدخول عليه. في البداية، ستكون الأم معه وهو يقوم بغلق الباب حتى يتعود على هذا السلوك وكذلك للتأكد أنه قادر على فتح الباب بعد غلقه، لأنه إن أخفق في فتحه ووجد نفسه وحيدًا في مكان مغلق لن يرغب في تكرار هذه التجربة مرة أخرى بسبب مشاعر الفزع التي أصابته خلالها، فتنتج عنها خبرة شخصية سلبية لديه مرتبط بتلك التجربة، والنتيجة عدم تكرارها مرة أخرى، بل وفي كل مرة تحاول الأم معه أن يقوم بهذا السلوك سوف تنتابه نوبة من الفزع والصراخ. لذا على الوالدين التأكد من سهولة فتح وغلق الباب، وألا يتركاه بمفرده يقوم بهذا قبل التأكد أنه أصبح قادرًا على القيام بذلك بمفرده.

2)     تعليمه الحرص على ارتداء ملابسه قبل خروجه من الحمام، فالطفل بسبب براءته لا يشعر بالحرج من الخروج قبل أن يرفع ملابسه بعد الحمام، لذا على الوالدين التأكيد عليه برفع البنطلون بعد الحمام. هذه الخطوة هامة في تعليمه الخصوصية في الوقت الحالي وأيضًا هامة في مستقبله كي لا يقوم بخلع ملابسه أمام الآخرين وهو في مرحلة المراهقة، مما يسبب نفور الآخرين منه. نفس الأمر عند انتهاء الطفل من الاستحمام، حيث يجب أن تحرص الأم على تدريبه ألا يخرج من الحمام قبل ارتداء ملابسه.

3)     مع الولد خاصةً، يمكن طرق باب الحمام عليه من وقت لآخر بهدف تشتيت انتباهه ومنعه من ملامسة عضوه الذكري، فكما سبق وتناولنا هذه المشكلة مع الطفل العادي وأشرت أن هذا السلوك ليس هدفه الإثارة الجنسية. نفس الأمر مع الطفل المتوحد الذي قد يلجأ لملامسة عضوه الذكري ليس بهدف الإثارة لكنها تسبب له نوع من مشاعر الراحة، لذا حرصًا على ألا يتعود عليها يجب متابعته بالطرق على باب الحمام إن شعرت الأم أنه أطال في الحمام.

ولنجاح الخطوات السابقة لا بد من إعطاء نموذج للطفل وذلك بأن يقوم جميع أفرد الأسرة بالقيام بهذه العادات المطلوب منه أن يتعلمها وذلك حتى يستوعبها الطفل، فالمتوحد يتميز بالتقليد وأفضل طريقة لتعليمه هي من خلال التقليد، وبالتالي عندما تطبق الأسرة هذه القواعد سيقوم الطفل بتقليد أسرته.

مثال لذلك: عدم السماح له بدخول الحمام إن كان هناك أحد بالداخل، كذلك لا نسمح لأنفسنا أو لأي شخص بالدخول عليه أثناء تواجده بالحمام. وإن دخلت الأم معه لمساعدته عليها أن توضح هذا له، وأنه ما أن يعرف القيام بالأمر لوحده لن تدخل معه.

والجدير بالذكر أن هذه المبادئ التي يتعلمها تحميه من الاستغلال الجنسي، حيث إن هناك أشخاصًا مرضى بالضمير المعدوم وهذه النوعية تنتهز فرصة إعاقته وعدم إدراكه وتقوم بالتعدي عليه جنسيًا، لأنه لم يتعود على الخصوصية ولم يتدرب على المعايير الأخلاقية والتي أساسها هي عدم السماح لأحد أن يرى أو يلمس المناطق الخاصة لديه، وأنه هو غير مسموح له أن يرى أو يلمس المناطق الخاصة بالغير.

ويتم هذا بجانب تعليمه كيفية الاعتماد على النفس مع الخصوصية والمعايير الأخلاقية استعدادًا لمرحلة المراهقة. فما هي السلوكيات التي يجب أن يتعلمها بعد ذلك، أو بمعنى أصح وهو على أعتاب البلوغ؟ هذا ما سوف نتجول فيه الجولة القادمة في حياة طفلك، استعدوا سننطلق…

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا