15.4 C
Cairo
الأربعاء, ديسمبر 18, 2024
الرئيسيةطفلدانيآل من العبودية إلى المملكة

دانيآل من العبودية إلى المملكة

تعرفنا في العددين الماضيين على مولد دانيآل وسبب تغيير اسمه إلى بلطشاصر وكيف أنه امتنع عن أكل طعام الملك المحرِّم بالنسبة له. ومن هذا تظهر شجاعة دانيآل وتمسكه بالشريعة وطقوسها رغم صغر سنه الذي لم يكن قد تعدى السادسة عشر. ورأينا كذلك كيف استطاع تفسير حلم الملك.

وبعد هذا، أراد نبوخذ نصر إظهار عظمته، فأقام تمثالاً ضخمًا من الذهب ارتفاعه ثلاثين مترًا وعرضه ثلاثة أمتار، وأمر كل رؤساء مملكته أن يأتوا ويسجدوا للتمثال في احتفال عظيم، عُزِفَتْ فيه الموسيقى بآلات كثيرة. ولم يحضر الثلاثة فتية بالطبع، لأنهم لا يسجدون إلا لله ولم يحضر دانيآل أيضًا. وهنا تقدم بعض الرجال الكلدانيين واشتكوا الثلاثة فتية للملك لأنهم لم يسجدوا للتمثال، وقالوا إنهم مستحقون أن يُلْقَوا في أتون النار عقابًا لهم، كما أمر الملك. ويبدو أن مركز دانيآل كان أكبر من أن يشتكوا عليه، فخافوا ولم يتكلموا عنه.

فغضب الملك واستدعى الثلاثة فتية الذين أصروا على عدم السجود للتمثال، لأنهم يسجدون للَّه وحده. فاعتبر الملك هذا التصرف عصيانًا له وأمر بأن يُحمَّى الأتون سبعة أضعاف ما كان مقررًا له ويُربط الثلاثة فتية بحبال، ويمسك بهم أناس أقوياء ويلقون بهم في أتون النار، ففعلوا هذا وحضر الملك بنفسه. وأمسك رجال الملك بالثلاثة فتية الموثقين واقتربوا من باب الأتون وألقوهم فيه. ومن شدة النار احترق رجال الملك الجبابرة. أما الثلاثة فتية فإن الحبال التي تربطهم انحلت ورآهم الملك يتمشون داخل الأتون ومعهم شخص رابع شبيه بابن الآلهة، إذ أن الله أحاطهم في الحال بغلاف من هواء بندى، فلم تمسهم نار الأتون. وفرح الثلاثة فتية برؤية الله داخل الأتون وأخذوا يسبحونه. وأكلت النار بعض الكلدانيين الذين اقتربوا من الأتون، فتعجب الملك جدًا عندما رأى أربعة رجال يتمشون داخل النار، ثم نادى على الثلاثة فتية من النار، فخرجوا إليه. ولاحظ الملك أن النار لم تمس حتى ثيابهم ولم تكن فيها رائحة النار، فأعلن قوة إلههم التي تفوق كل قوة في العالم. وبهذا حوَّل الله هذه الضيقة العظيمة إلى وسيلة لتمجيد اسمه وإعلاء شأن أولاده الثلاثة فتية (دا 3).

مجَّد الله دانيآل، إذ أعلن له الأسرار التي لا يعرفها غير الله وأعطاه أيضًا ذكاءً يفوق كل مَنْ حوله، فاحترمه الكل حتى الملك، فانتقل من مرتبة العبد إلى رئاسة المملكة، كما نقل الله قديمًا يوسف العبد إلى رئاسة مملكة مصر بالحكمة وفهم الأسرار. وقد شهد حزقيال بحكمة دانيآل الفائقة وفهمه الأسرار في (حزقيال 28: 3).

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا