خدعوك فقالوا…

46

نيفين عاطف مشرقي

تُعد الأمثال والحكم الشعبية إرثًا ثقافيًا تمتلكه أغلب الشعوب، حيث يكون لبعضها دور إيجابي يسهم في الإعلاء بعادات ومفاهيم المجتمع، بينما الانسياق للبعض الأخر منها يكون كآفة تنخر في عقل المجتمع، وذلك لأنها ترسّخ أفكارًا هشة وبالية لا تجلب سوى البؤس والتعاسة لكل مَنْ خضعوا تحت مظلتها، وهى بذلك تُعد فخَا وخدعة إذا ما تُركت تقود سفينة حياتهم. لذا يتوجب علينا أن نسعى نحو محو تلك الأمثال والحِكم المتهالكة من قاموس حياتنا، حتى يتسنى لنا أن نسمو ونرتقي نحو حياة أفضل. ومن تلك الأمثال والحِكم على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:

* من فات قديمة تاه.. فالقديم مليء بالعادات والتقاليد البالية، وكثيرًا ما يكون نتاج محاولة الامتثال لها الوقوع في ضرر أكثر من نفع.

* من خاف سلم.. فالخوف عدو التغيير، ومما لا شك فيه أن النفس البشرية تسعى للمكوث في جوف منطقة الراحة، وهو ما يُعد معوقًا أمام خوض تجارب وخبرات جديدة، لذا يشكل الخوف ضررًا بالغًا في أغلب الأحيان على مسيرة حياة الإنسان، فهو يجعله يبقى محلك سر.

* تزوج قبل أن يفوتك قطار الزواج.. فكن حذرًا لأن تذكرة قطار الزواج لا تُقدَّر بثمن، فإذا وقع الشخص في اختيار غير مناسب كان من شأنه أن يقلب حياته رأسًا على عقب، فالعجلة دائمًا تصاحبها الندامة.

* الرجل لا يبكى.. فالمشاعر الإنسانية التي تنشأ نتيجة قهر وانكسارات الزمان لا تعرف جنسًا، فهي حالة تصيب الرجل والمرأة، ومحاولة كبحها على اعتبار أن الدموع كارثة تزعزع وتهز كيان الرجل تخلق منه شخصية قاسية وعنيفة كرد فعل للكبت الذي زرعه المجتمع في مرحلة تنشئة الطفولة.

* ضل راجل ولا ضل حيطة.. فالفتاة التي تتزوج من أجل أن تختبئ بظل رجل دون مراعاة المواصفات الطيبة التي تؤهله أن يصبح شريك حياتها دون شك تحكم على زواجها بالفشل عند ظهور المشكلات التي تعترض حياتهم.

* فاقد الشيء لا يعطيه.. فمرارة الشعور بالحرمان تقود صاحبها نحو الرغبة في الشعور بلذة العطاء، كنوع من تطييب للنفس عما تجرعته من قسوة الفقد.

* ابنك على ما تربيه وجوزك على ما تعوديه.. فالخلط بين الابن والزوج في محاولة لترسيخ مبادئ التربية أمر يصعب تنفيذه مع الرجل، فمن شب على شيء شاب عليه.

* نصيبي وقسمتي.. فمعرفة وإدراك الشخص لذاته ومحاولته المستميتة نحو تطويرها دون يأس سوف تسهم في تخطي أمور حياتية كثيرة من شأنها أن تجعله ينهض مجددًا نحو تغيير الواقع للأفضل.

* عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة.. فجلب المزيد مع الحرص والتعلم من الأخطاء أفضل من الاكتفاء غير المبرر بما هو متاح.

* البعيد عن العين بعيد عن القلب.. فالقرب أو البعد لا يمكن أن يحكما مدى قوة العلاقات، ولكن إذا تسربت القسوة إلى القلوب أصبح الجفاء سيد الموقف، فكم من بعيد حاضر وكم من قريب غائب.

* الطيور على أشكالها تقع.. فكم من أبرياء أوقعتهم طيبتهم ونقاؤهم مع أشخاص يمتلكون مكرًا ودهاءً.

* أسال مجرب ولا تسأل طبيب.. فالمعلومات غير القائمة على علم ودراسة للأشخاص لا يمكن أن تُستبدل بكفاءة أهل العلم.

* اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب.. فالحياة الآمنة لا تتطلب التعامل بعشوائية، بل تحتاج لتخطيط من أجل مستقبل أمن، وتصور أن الغيب سوف يصبح منجم أموال هو طريق محفوف بالمخاطر.

* أكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة.. فامتلاك الخبرة أحيانًا لا يقاس بعدد سنوات العمر بقدر ما يقاس بالخبرات العملية التي عاصرها الشخص في حياته.

* شايب وعايب.. فالتصرفات المعيبة أو المخجلة لا تقترن بسن معين، ولكن الشيب والعيب هو نظرة قد تحكمها بيئة معينة ولا يكون لها وجود في بيئة أخرى.

* ضرب الحبيب زي أكل الزبيب.. فالضرب يخفى في طياته قسوة مفرطة، والشخص الذي يحب دون زيف يسعى إلى أن يصون كرامة شريكه، لذلك فإتيان الشخص بمثل هذه الأفعال يجعله لا يستحق أن يوصف بحبيب من الأساس.

* عيب الراجل جيبه.. فالأخلاق الطيبة إذا كانت فاسدة لا تستطيع كنوز العالم أن تضاهيها.

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا