كيف سقط الجبابرة؟!

37

العدد 186 الصادر في مارس 2021

كيف سقط الجبابرة؟!

  صرخة تعجبية استنكارية مدوية مازال صداها يتردد من آلاف السنين، منذ أن أطلقها نبي الله داود، يوم سقط شاول وابنه يوناثان قتلى في حربهما مع عماليق أعداء شعب الله في القديم. وبالرغم من أنها كانت المرة الأولى التي دونت بها هذه الصرخة كتابة في الوحي الإلهي، إلا أنني أسمعها بقلبي وعقلي ووجداني، يوم ترددت على لسان الكون كله، بما فيه من أرواح ومخلوقات وجماد، عندما سقط الجبابرة الأوَل، آدم وحواء في جنة عدن، حين واجههما وأضلهما نفس العدو المخادع، أصل الشرور ومَنْشَؤها، والقاهر لهما ولكل جنسهما الآدمي البشري من بعدهما، كما أسمعها أيضًا وكأنها تتردد في الكون كله يوم أن قتل قايين هابيل أخاه، وهكذا توالى ترديدها في الأجواء الروحية وفي أحداث كثيرة، إلى أن دونها نبي الله صموئيل على لسان داود النبي والملك، إذ مكتوب: “الجميع زاغوا وفسدوا معًا، ليس من يصنع صلاحًا ليس ولا واحد”. و “من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع”.

  والعجيب إن هذه الصيحة المدوية بالرغم من أن داود هو مُنْشؤها وقائلها لفظًا، إلا أنها قيلت أيضًا عنه هو نفسه، في عالم الروح يوم أخطأ مع التي لأوريا الحثي، وليس ذلك فقط بل قتل زوجها ليخفي جريمته. وهكذا أيضًا ردد صداها الكون وما فيه ومن فيه يوم سقط شمشون الجبار على ركبتي دليلة ودعت رجلاً وحلقت سبع خصل رأسه وابتدأت بإذلاله وفارقته قوته وقالت له: “الفلسطينيون عليك يا شمشون”، فانتفض كعادته ولم يعلم أن الرب فارقه، ثم ترددت عنه مرة أخرى يوم أمسك بالأعمدة التي كان البيت قائمًا عليها، صارخًا: “لتمت نفسي مع الفلسطينيين”. وهكذا سقط رأس الأسباط رأوبين ابن يعقوب البكر وصعد على فراش أبيه ونجسه، فأصبح لزامًا على أبيه أن لا يفّضله كالبكر على إخوته، فتنبأ عليه قائلاً: “رأوبين، أنت بكري، قوتي وأول قدرتي، فضل الرفعة وفضل العز. فائرًا كالماء لا تتفضل، لأنك صعدت على مضجع أبيك. حينئذ دنسته. على فراشي صعد”، وهكذا فعل يهوذا رأس السبط الذي جاء منه المسيح يسوع حسب الجسد، حين دخل على ثامار امرأة ابنه “عير” والتي تزوجت أخاه “أونان” بعد موت عير، وقد ظن أنه دخل على مجرد امرأة زانية تقف في الطريق العام ولم يعلم أنه فخ منصوب له من أرملة ابنيه، هذا هو القليل جدًا من الكثير الذي دون في الكتاب المقدس عن مثل هذه الحالات بالعهد القديم، أما بالعهد الجديد فهذا الرجل الذي تزوج من امرأة أبيه ولم تَنُحْ الكنيسة لأجله، لكي يُرفع من وسطها حتى اضطر بولس رسول الأمم ومؤسس كنيسة كورنثوس أن يحكم عليه “أن يُسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد، لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع”، هذا بالإضافة لما لم يدون.

  ولا شك بأن هذه الصرخة والتي دونت فيما عرف بنشيد القوس، الذي وضع كلماته داود بن يسى البيتلحمي، الشاعر والمرنم الحلو والممسوح من الله ملكًا على إسرائيل حتى قبل وفاة سابقه الملك شاول وابنه ولي العهد يوناثان، هذه الصرخة في رأيي ما دونت في الكتاب المقدس فقط لمجرد رثاء جبار سقط أو عزيز قوم زل، أو جندي محارب ومجروح في جيش عمانوئيل المنتصر الذي لا يُقهر فحسب، بل دونت لتعليمنا دروس كثيرة في كيف نفهم ونواجه ونتعامل ما حدث أو قد يحدث لجبار سقط.

  وإليك – عزيزي القارئ – ما تعلمته، ومازلت أتعلمه بعد ما غزى الشيب شعر رأسي، من دروس مبنية على ما ورد في نشيد القوس وخاصة عندما أرى سقوط جبار:

  1- إن أول درس تعلمته من الحياة ومن رجال الله القديسين ومن الكلمة النبوية التي هي أثبت هو أن الجبار الساقط هو جبار بالرغم من سقوطه، وسيظل جبارًا إلى الأبد في فكر القدير، تبارك اسمه، نعم سيظل جبارًا حتى ولو سقط في حرب مادية أو معركة أخلاقية أو حتى روحية. ولشرح هذه الحقيقة التى قد يصعب على الكثيرين فهمها أو الإقتناع بها، دعني أشاركك – عزيزي القارئ – بحوار دار بيني وبين الفليسوف المسيحي، اليهودي الأصل، ريتشارد وورمبراند، مؤلف كتاب: “مُعذبين لأجل المسيح”.

  بحسب الترجمة الحرفية لاسم الكتاب بالإنجليزية وهو: Tortured for Christ والذي اضطر المترجم لهذا الكتاب أن يطلق عليه اسم: “العذاب الأحمر” خوفًا من السلطات الأمنية المصرية يومئذ. ريتشارد وورمبراند، مؤسس هيئة “صوت الشهداء” التي لها فروع للخدمة في كل العالم تقريبًا، والذي قضى في سجن رومانيا الشيوعي ١٤ سنة معذبًا عذابًا أحمر، لأجل المسيح والذي اختير واحدًا من ٧٠ شخصية عظيمة غيروا العالم أجمع.

  كنت في أواخر أيام هذا الرجل العظيم، بعد أن عبر الثمانين عامًا من عمره كثير التردد على بيته والاستماع لحكمته والدروس التي تعلمها في تاريخه الطويل كيهودي، ثم مسيحي، ثم قسًا، ثم مسجونًا ومعذبًا لأجل المسيح، ثم مؤسسًا لهيئة “صوت الشهداء”. وما من مرة ذهبتُ للجلوس معه إلا وخرجت من لدنه وأنا أتعجب من الحكمة السماوية المعطاة له، وخرجت بدروس مغيرة لحياتي وخدمتي وتفكيري، وكان ذات مرة وكنا نسير معًا بالقرب من أحد شواطئ كاليفورنيا أنه سألني، ناجي ما هي قيمة دولار كان معك وفُقد منك، فأجبته بالتسرع المعهود من بعض الشباب صغير السن وقليل الخبرة، “لا قيمة للدولار المفقود على الإطلاق لأنه مفقود، غير موجود، ولا أعرف أين هو، لذا فلا قيمة له”، ضحك ريتشارد وقال: كنت متأكدًا ان هذه ستكون إجابتك على سؤالي، فلقد سألت هذا السؤال عينه لعشرات من البشر كبارًا وصغارًا، رجالاً ونساء، فأجابوا نفس إجابتك، وأجمع الغالبية العظمى منهم، إن لم يكن كلهم، أن لا قيمة للدولار المفقود، ثم أكمل، ماذا تظن، ألا تتفق معي أن لهذه الورقة التي هي الدولار رقمًا خاصًا محددًا ورصيدًا وقيمة في البنك الذي أصدره، قلت بعد تفكير، نعم يا أبي هذا صحيح، سألني وهل يقلل أو يزيد من قيمة هذا الدولار في البنك كونه في جيبك أم على الأرض أم في بلوعة للمجاري أو حتى مداس بالأحذية ومتقطع ومتفرق الأجزاء، قلت الحقيقة لا يؤثر كل هذا في قيمة الدولار، فقيمة الدولار ثابتة بثبات البلد والبنك المركزي الذي أصدره. ضحك ريتشارد وقال، سأعيد عليك السؤال مرة أخرى وسأسمع إجابتك، ما هي قيمة دولار مفقود، قلت قيمته دولار يا أبي، قال بالصواب أجبت، لذلك أعطى المسيح مَثل الدرهم المفقود، أو الابن الضال، أو الخروف الضائع، فكلها بالرغم من فقدانها، وضياعها إلا أنها تظل عند راعي الخراف، وأب الابن الضال، وصاحب الدرهم المفقود محتفظة بقيمتها مهما حدث لها أو منها.

  إذًا، فالجبار الساقط كما قلت سابقًا سيبقى جبارًا إلى الأبد. بسبب كينونة وقدرة الله الذي صممه والذي، إن جاز التعبير، أصدره من بنكه – تبارك اسمه – كجبار، ولا ينبغي أن تُفهم هذه الحقيقة الروحية على أنها تصريح مني أو من الكتاب المقدس للجبابرة أن يسقطوا، أو يستمروا في سقوطهم أو يستخفوا بنتائج السقوط، فالسقوط هو سقوط مهما كان إسمه أو خدمة أو شخصية أو غنى الجبار الساقط والسقوط هو سقوط مهما كان أشكاله والظروف التي أدت إليه، وما من شك أن له تأثيره على الساقط ومن حوله، وله نتائجه وعقابه بل وعذابه الذي لا يعرفه إلا الجبار الساقط نفسه. ولعل خير دليل على ذلك ما قاساه شمشون الذي يطلق عليه الجميع اسم شمشون الجبار بعد سقوطه من مهانة وخزي وعار وأسر وعذاب جسدي ونفسي ومجتمعي وعائلي، وبالرغم من كل ذلك، فإننا نجد اسمه مدونًا كبطل أو قل جبار بين أبطال الإيمان في عبرانيين ١١ وهكذا الحال أيضًا مع داود نفسه وغيره.

  ٢- أما الدرس الثاني الذي تعلمته من نشيد القوس هو أنه لابد أن نرثي ونحزن على الجبابرة الذين سقطوا ولا نشمت بهم، ولا نفرح في بليتهم وسقوطهم لأنه وفقًا لتعاليم الروح القدس وما هو مدون بكتابنا المقدس العظيم أن “المحبة لا تفرح بالإثم بل بالحق، وترفق ولا تقبح” ولأن “الفرحان ببلية لا يتبرأ” و “من يظن أنه قائم، فلينظر أن لا يسقط”. وهذه كلها تعاليم وردود فعل مسيحية كتابية إلهية حتى لو كان سقوط هؤلاء الجبابرة يمكن أن يكون في صالح أحدنا بالمقام الأول بطريقة أو بأخرى. فلقد كان المستفيد الأول من سقوط الجبابرة، شاول وابنه في الحرب، هو داود نفسه بصفة شخصية، وقد كتب نشيد القوس لرثائهما. فبالنسبة لداود كان موت شاول وابنه في الحرب هو الطريق الوحيد لتحقيق مواعيد الله له بأن يصبح ملكًا على إسرائيل، وكان بإمكانه روحنة الأمور وعمل اختبار روحي لصالحه من حادثة موتهما، وكان موت شاول أيضًا هو الحل الوحيد والأسرع لإنهاء معاناة داود، حيث كان شاول وجنوده يطاردون داود ويجبرونه على الفرار من أمامهم من جبل إلى جبل ومن مغارة إلى مغارة كبرغوث واحد كما وصف داود نفسه هذه الخبرة الخاصة به يومئذ، ولقد حاول شاول قتله بأنواع وطرق مختلفة، حتى يضمن عدم وصوله للقصر الملكي وجلوسه كملك من بعده، وكان داود هو عدو شاول الأول، لذا فلقد كان بإمكانه أن يحكي للناس كيف أحسن إليه الرب وأراحه من أعدائه ومطارديه، لكن داود لم يفعل، بل تصرف كبطل جبار تجاه شاول، فهكذا يفعل الجبابرة والأبطال حقًا، يقدرون غيرهم من الأبطال والجبابرة حق قدرهم حتى لو كانوا أعدائهم. أليس من العجيب أن يحزن داود والأبطال الذين معه بسبب موت شاول بالرغم من أنهم جميعًا كانوا مطاريد شاول في أرض الفلسطينيين، في صقلغ، بعد أن أجبرهم شاول وجيشه على الفرار من أرض إسرائيل إلى أرض الأعداء، أما كان ينبغي أن يفرح داود ومن معه ويحيون حفلة صاخبة بغناء ورقص وشرب خمر وغيرها من علامات الفرح الأرضية بسبب انتقام الله لهم من شاول والسماح للفلسطينيين بقتله، لكن الكتاب يقول: “فأمسك داود ثيابه ومزقها وكذا جميع الرجال الذين معه. وندبوا وبكوا وصاموا إلى المساء على شاول وعلى يوناثان ابنه وعلى شعب الرب وعلى بيت إسرائيل لأنهم سقطوا بالسيف”. ليتنا نتعلم هذا الدرس من داود ورجاله ونكف عن عمل حفلات صاخبة للتشهير والإهانة والإدانة وفرد العضلات الروحية والشماتة وتناقل أخبار السقوط لجبار سقط، بعد أن علّم العالم كله كيف يكون الدفاع عن إنجيل المسيح وحق المسيح في الأرض، وأفحم الأعداء وسد أفواههم، فلم يستطيعوا في معظم الأوقات أن يقاوموا الحكمة الخارجة من فمه والمعطاة له من الحكمة المتجسد بالروح القدس. ليتنا نذكر أن الجبار الساقط أقام العاثر، أعان الفقير، شدد الركب المرتخية عمل وعلّم في ملكوت الله وقاد قادة أفاضل من الخدام، وشعب غفير من المسيحيين من كل قبيلة وشعب وأمة ولسان، وراءه لدراسة الدفاعيات، فتخصصوا بسببه في الدفاع عن حق المسيح وإنجيله في الأرض. لذا فإني أحزن وأبكيه وأقول عنه كما قال داود عن الجبابرة شاول ويوناثان: “من دم القتلى من شحم الجبابرة لم ترجع قوسك إلى الوراء، وسيفك لم يرجع خائبًا”.

  ٣- أما الدرس الثالث الذي يمكن أن يتعلمه الإنسان من نشيد القوس هو أن لا ينبش أحدنا في تاريخ الأبطال الذين سقطوا بهدف التقليل من شأنهم وخدمتهم وإنجازاتهم وربما ليصعد على أكتافهم أو ليظهر للناس أنه أفضل من الجبار الساقط، الأمر الذي يبدو واضحًا في سلوك الكثير من قادة العالم وجبابرته، ففي أمريكا بلد الحرية والديمقراطية، كما في غيرها الكثير من الدول، دأب كلُ مرشح لحزب ما على اتهام سابقه بالفساد، وعدم الكفاءة والأهلية لتولي منصب رئيس الجمهورية، فكم وكم في البلاد التي يعيش فيها المواطن مغلوبًا على أمره طائعًا منفذًا لكل ما يؤمر به من الرؤساء والسلطات، والمصيبة التى ما بعدها مصيبة هي أن نرى نفس التصرف الشيطاني يحدث في كنيسة الله بين خدامها والمترددين عليها. لكن الحال مع داود كان مختلفًا تمامًا، فبالرغم من توفر الكثير من الحقائق التى يعرفها الجميع عن كراهية شاول له، وعن معرفة الجميع عن المحاولات العديدة لقتله بكل الطرق، وعن مطاردته له لسنين عديدة، وإعدامه لكل من اشتبه فيهم بأنهم على اتصال بداود أو أنهم يساعدونه أو يدعمونه بطريقة أو أخرى حتى من الكهنة أنفسهم، إلا أن داود ذكر وعدد في نشيد القوس صفات شاول ويوناثان الحسنة فقط، حيث أن شاول كان قد مات، لذا فما المنفعة من كثرة الكلام والنبش في أسرار الموتى التي دفنت معهم إلى الأبد إلى أن يستدعيها الجالس على العرش لينال كل منا ما فعل بالجسد خيرًا كان أم شرًا؟، أما داود فقد قال عن شاول إنه كالظبي، وعنهما، شاول وابنه يوناثان، إنهما محبوبان، وحلوان، وإنهما أخف من النسور وأشد من الأسود “شاول ويوناثان المحبوبان والحلوان في حياتهما لم يفترقا في موتهما. أخف من النسور وأشد من الأسود”. ليس ذلك فقط بل عدد داود حسنات شاول لشعبه، وذكرهم رجالاً ونساء بخصاله وأفضاله عليهم فقال: “الظبي يا إسرائيل مقتول على شوامخك. “كيف سقط الجبابرة!”، “يا بنات إسرائيل، ابكين شاول الذي ألبسكن قرمزًا بالتنعم، وجعل حلي الذهب على ملابسكن”.

  ٤- ينصحنا بل ويأمرنا الوحي الإلهي في نشيد القوس أن لا نشترك في تبشير أعداء الله وشعبه بسقوط الجبابرة، فكما علمنا كتابنا المقدس بأننا في حرب مستمرة مع أعدائنا الروحيين كمؤمنين بالمسيح يسوع – تبارك اسمه – في قوله: “فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم، على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات”. فلقد علم داود الجبار شعبه وعلمنا معهم هذه الحقيقة الأساسية في نشيد القوس حيث قال: “لا تخبروا في جت. لا تبشروا في أسواق أشقلون، لئلا تفرح بنات الفلسطينيين، لئلا تشمت بنات الغلف”. واليوم ما أسهل التشهير بخدام الرب الجبابرة وخاصة عند سقوطهم، اليوم يتبارى حتى المؤمنون في كتابة التحليلات والتعليقات ومشاركة الأخبار والأسرار، ويدخلون في معارك كلامية بين منتقدين ومنتقمين ومتحزلقين ومغرضين وثرثارين ونمامين ومغتابين، كلٌ على هواه ولأغراضه الخاصة، ونسوا أو تناسوا أنهم يبشرون بسقوط خلانهم وإخوتهم في جت، أي يبشرون لأعداء شعب الله المتربصين بالكنيسة والخدام والمؤمنين، والذين يرجعون كل أخطاء المسيحيين، حتى الإسميين منهم الذين لا علاقة شخصية بينهم وبين المسيح يسوع، تبارك اسمه، إلى نقص وفشل وتقصير في كتابنا المقدس وتعاليم مسيحنا الإلهية النازلة من فوق حتى كتب لنا مقدامهم: “أن المسيحية ديانة فاشلة”، لذا أنزل الله بعدها ديانة أخرى وعلى الجميع أن يؤمنوا بما أنزل، على حد قوله، بعد تعاليم المسيح والروح القدس.

  سأتركك – عزيزي القارئ – للتفكير في ما كتبته سابقًا، مصليًا أن تتأمل في نشيد القوس المذكور في سفر صموئيل الثاني والأصحاح الأول على وعد باستكمال هذا الموضوع الهام حول بقية ما يمكن أن نتعلمه من سقوط الجبابرة وأسباب سقوطهم وكيفية تحويل هذا السقوط إلى نصرة وغلبة، إذا ما كان الجبار الساقط مازال حيًا على الأرض يرزق.

  اللهم، ندعوك أن تحمنا من السقوط، وترفعنا من الانزلاق في المعاصي والهبوط، وتعطنا فهمًا لكلامك المضبوط، فلا نشابه ولا نشارك ولا نقبل في كنيستك ما عمله قوم لوط، اللهم، أعط أنظارنا أن تثبت عليك وحدك لا على من اعتاد السقوط، وأعطنا شفقة ورحمة، فلا نحكم على الجريح بيننا بالموت قبل أن تحكم له انت يا إلهنا بالقيام من السقوط.

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا