الكنيسة وروح إيزابل

38

العدد 124 الصادر في يناير 2016
الكنيسة وروح إيزابل

    في البداية أتوجه بالتهنئة القلبية الحارة للشعب المسيحي في كل بلداننا العربية وقادة الكنيسة على اختلاف طوائفها بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد وبداية عام جديد، أصلي أن يكون عام البركة والاستخدام والحرية والتمييز الروحي والانتصار على كل روح شرير ينخر في عظام الكنيسة والشعب المسيحي. أما بعد، فالسبب الأوحد الذي جعلني أكتب عن الكنيسة وروح إيزابل في بداية سنة جديدة، الأمر الذي يبدو أنه غير منطقي على الإطلاق، هو ثقتي أن سنة 2016  ستشهد الكنيسة فيها نشاطًا كبيرًا من روح إيزابل، ولذا فما أكتبه هو تحذير من هذا الروح الشرير، وتبصير قادة الكنيسة وإنهاض بالتذكرة أذهانهم لمعرفة خطط وأعمال روح إيزابل والتأكيد على احتياجنا جميعًا وخاصة قادة الكنيسة للتسلح بالروح المضاد لروح إيزابل وهو الروح القدوس، روح الحق المعزي الذي كان يعمل دائمًا في حياة نبي الله إيليا التشبي في القديم، والذي أسماه روح المولى القدير في إظهاراته المختلفة في حياة إيليا “بروح إيليا”.

    وهنا لا بد من ذكر أن الأرواح المختلفة سواء كانت أرواح ملائكة أو أرواح شياطين ليس بها ذكر أو أنثى، فهي أرواح لا تخضع للتميز الجسدي، كما نعرفه نحن في عالم الإنسان، وما التعبير روح إيزابل أو روح إيليا سوى تعريف للروح باسم الشخص الذي تعمل فيه وبه، فالأرواح الشريرة كلها ذات طبيعة واحدة، رئيسها الشرير الأعظم إبليس، الحية القديمة، من له كثير من الأسماء والأعمال الشريرة التى يوصف بها، يتبعه أرواح الملائكة الأشرار الساقطين معه يوم تكبره على خالقه، وهذه الأرواح لها تخصصات في عملها الشرير وتسمى في الكتاب المقدس إما بأسماء الأشخاص التى كانت تعمل فيهم ومن خلالهم كاسم “روح إيزابل” أو توصف بتخصصاتها الشريرة كروح الغي، روح الكذب، روح الضلال وروح ضد المسيح وغيرها. وعليه، فروح إيزابل هو روح شرير ليس ذكرًا أو أنثى وهو يتملك ويظهر أعماله الشريرة في كليهما، ذكر أو أنثى.

    ولنبدأ في دراسة وفهم ماهية روح إيزابل، لا بد من ذكر حادثة مركزية في حياة إيزابل الملكة امرأة أخآب ملك إسرائيل، تلك الحادثة المدونة في سفر الملوك الأول والأصحاح الواحد والعشرين تقول القصة:

   وحدث بعد هذه الأمور أنه كان لنابوت اليزرعيلي كرم في يزرعيل بجانب قصر أخآب ملك السامرة. فكلم أخآب نابوت قائلاً: أعطني كرمك فيكون لي بستان بقول لأنه قريب بجانب بيتي، فأعطيك عوضه كرمًا أحسن منه أو إذا حسن في عينيك، أعطيتك ثمنه فضة. فقال نابوت لأخآب: حاشا لي من قبل الرب أن أعطيك ميراث آبائي. فدخل أخآب بيته مكتئبًا مغمومًا من أجل الكلام الذي كلمه به نابوت اليزرعيلي قائلاً لا أعطيك ميراث آبائي. واضطجع على سريره وحول وجهه ولم يأكل خبزًا. فدخلت إليه إيزابل امرأته وقالت له: لماذا روحك مكتئبة ولا تأكل خبزًا؟  فقال لها لأني كلمت نابوت اليزرعيلي وقلت له أعطيني كرمك بفضة وإذا شئت أعطيتك كرمًا عوضه، فقال لا أعطيك كرمي. فقالت له إيزابل أأنت الآن تحكم على إسرائيل؟ قم كل خبزًا وليطب قلبك. أنا أعطيك كرم نابوت اليزرعيلي. ثم كتبت رسائل باسم أخآب وختمتها بخاتمه وأرسلت الرسائل إلى الشيوخ والأشراف الذين في مدينته الساكنين مع نابوت. وكتبت في الرسائل تقول: نادوا بصوم واجلسوا نابوت في رأس الشعب. واجلسوا رجلين من بني بليعال تجاهه ليشهدا قائلين، قد جدفت على الله وعلى الملك. ثم أخرجوه وارجموه فيموت. ففعل رجال مدينته الشيوخ والأشراف الساكنون في مدينته، كما أرسلت إليهم إيزابل كما هو مكتوب في الرسائل التي أرسلتها إليهم. فنادوا بصوم وأجلسوا نابوت في رأس الشعب. وأتى رجلان من بني بليعال وجلسا تجاهه وشهد رجلا بليعال على نابوت أمام الشعب قائلين قد جدف نابوت على الله وعلى الملك. فأخرجوه خارج المدينة ورجموه بحجارة فمات. ورأسلوا إلى إيزابل يقولون قد رُجم نابوت ومات. ولما سمعت إيزابل أن نابوت قد رجم ومات، قالت إيزابل لأخآب قم رث كرم نابوت اليزرعيلي الذي أبى أن يعطيك إياه بفضة لأن نابوت ليس حيًا بل هو ميت. ولما سمع أخآب أن نابوت قد مات، قام أخآب لينزل إلى كرم نابوت اليزرعيلي ليرثه  فكان كلام الرب إلى إيليا التشبي قائلاً: قم انزل للقاء أخآب ملك إسرائيل الذي في السامرة. هوذا هو في كرم نابوت الذي نزل إليه ليرثه. وكلمه قائلاً: هكذا قال الرب هل قتلت وورثت أيضًا. ثم كلمه قائلاً: هكذا قال الرب. في المكان الذي لحست فيه الكلاب دم نابوت تلحس الكلاب دمك أنت أيضًا”.

    ومن خلال دراستنا لمن هي إيزابل وما هو روحها وماذا فعلت سواء مع زوجها أخآب في فترة تملكه على إسرائيل في القديم وما فعلته مع أنبياء البعل والسوارى وما فعلته ضد أنبياء الله العلى وخاصة مع نبي الله إيليا، نكتشف كثيرًا من الحقائق التى تحدث للكنيسة كمؤسسة في العالم العربي وأيضًا للكنيسة كجماعة مختارة مقدسة مرتحلة ومستندة على ذراع حبيبها شخص الرب يسوع المسيح.

    ١- الحقيقة الأولى، إن روح إيزابل هو روح خلط بين ما هو ملكي، روحي وشريف بما هو أرضي جسداني نفساني شيطاني وسخيف.

    إيزابل كما نعرفها من الكتاب المقدس هي ابنة أثبعل من كان ملك صيدون في القديم، وأثبعل هو اسم فينيقي معناه “مع بعل” أو “معه بعل” أو “رجل بعل”. وقد اتخذ أخآب ملك إسرائيل إيزابل ابنة أثبعل زوجة له (1 مل 16: 31). وهذه كانت امتدادًا للخطة الشيطانية لخلط الجنس الملكي الممثل لشعب الله في الملك أخآب آنذاك مع الجنس البعلي الوثني الشيطاني الممثل في إيزابل الشريرة لعبادة الأوثان والآلهة الكاذبة التى مثلها صانعوها، وهذا ببساطة يشير لتزاوج الكنيسة مع العالم، اختلاط التبن مع الحنطة، المسيح مع بليعال، النور مع الظلمة، وهذه الخطة الشيطانية تبدأ بروح إيزابل، فواحدة من أهم ما يريد هذا الروح الشرير تنفيذه هو الشراكة مع غير المؤمنين بالمسيح بأي من أشكالها وصورها، وهذا ما يحدث تمامًا للكنيسة اليوم وسيزداد في 2016  بسبب عناد المنفذين للخطط الشيطانية وإصرارهم على صحة تصرفاتهم وروحنة أفعالهم وجر المغيبين من أتباعهم للسير على نهجهم، فلا مانع من تزاوج المولد والميلاد، ولا حرج من الإنشاد الديني وخلط التسبيح بالتواشيح والمدائح، ووضع عبارات متضادة معًا في حفل واحد فنقول “أمسية رمضانية بعنوان نقوم ونبني” تعقد في كنيسة ويعقبها طعام السحور وإلى غيره من الخلط بين التبن والحنطة، والغناء لله فقط حتى في داخل مباني الكنيسة واجتماعاتها وتعمد أن تخلو الترانيم من كلمة المسيح ومن كل ما يدل على مسيحيتها وهم يظنون في إخلاصهم أن هذه طريقة إيصال رسالة المسيح إلى المخالفين لنا في الدين، وسيزداد التغييب في الكنيسة في العام القادم وستظهر طرق أحدث ابتكارًا لخلط التبن مع الحنطة والتزاوج بين أنبياء البعل وأنبياء المسيح، وهذا ليس بغريب، فالعالم يتقدم الآن بخطوات سريعة لاستكمال حالة الارتداد العام عن الله وشهادة يسوع المسيح التى لابد أن تسبق مجئ المسيح الثاني لاختطاف المؤمنين الذين كتبت أسماؤهم في سفر الحياة، والتاريخ يعيد بعضه كما يقولون، فلم يتعلم ملوك إسرائيل بما فيهم أخآب الملك الشرير من الملك سليمان بن داود، من كان أحكم خلق الله في الأرض، لكنه كان مزواجًا، ذاك الذي كتب عنه الوحي المقدس: “وأحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون موآبيات وعمونيات وأدوميات وصيدونيات وحثيات من الأمم الذين قال عنهم الرب لبنى إسرائيل لا تدخلون إليهم وهم لا يدخلون إليكم لأنهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم، وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب إلهه كقلب داود أبيه. فذهب سليمان وراء عشتورث إلهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين وبنى مرتفعة لكموش رجس الموآبيين ولمولك رجس بنى عمون، وهكذا فعل لجميع نسائه الغريبات اللواتي كن يوقدن ويبخرن لآلهتهن”. (1ملو11)

    ٢- روح إيزابل لا تكتفي بالخطوة الأولى أي بالتزاوج بين الغث والثمين وخلط التبن مع الحنطة فحسب، لكنها إذ تمكنت من الملك أو القائد أو القسيس أو الخادم أو المرنم بالتزاوج والاقتران بنت لنفسها نظامًا دينيًا وروحيًا خاصًا مخالفًا ومتجاهلاً للكلمة النبوية التي هي أثبت والمنزلة من الحكيم العليم، واستولت على أراض روحية في مملكة الله ما كان من المقدر أو المسموح لها من امتلاكها، لولا ضعف قادة شعب الله وتجاهل أو تقاعس الشعب نفسه عن القيام بدوره في الوقوف ضد تيار الوثنية والعالمية الذي دخل إلى عقر دار الهيكل في القديم، والكنيسة في الحديث، أضف إلى ذلك رخاوة الملك أخآب زوجها لإزابل من كان ينبغي عليه أن لا يتزوجها من الأصل حسب الوصية الكتابية وكان عليه أن يقف في وجه شرها الروحي، لكن هيهات! فكيف له أن يقف في وجه إيزابل بعد زواجه منها وبعد أن أصبح لها رأسًا وأصبح الاثنان جسدًا واحدًا وسمح لها بعبادة البعل في بيته، فلم تكتف إيزابل بعبادة البعل بل كان أنبياء البعل والسواري يجلسون ويأكلون على مائدتها، وهكذا كان ينفق الملك أخآب الشرير نقود شعبه وعطاياهم ومساهماتهم وضرائبهم ووقتهم وصحتهم، التى هي في الحقيقة أموال وغنى وإمكانيات المولى الكريم الإله الحي الحقيقي وحده والذي أئتمنه عليها، ينفقها في عمل موائد الرحمن وبناء جسور مع عبدة البعل والتقرب إليهم وغيرها من الأشياء التى لا تنفع ولا تشفع في هذه الحياة الدنيا ولا في الآخرة. بل وقد تعدت أعمال روح إيزابل الشريرة هذا إلى أنها ليست فقط تعمل شرورها بمفردها فحسب، بل تغوي عبيد الرب وتعلمهم أن يعملوا مثلها ويأكلوا ما ذبح للأوثان، مخالفة بذلك الوصايا الكتابية الإلهية الواضحة المتفق عليها من الجميع والمدونة في كلمة الله حتى إن المولى العليم بكل شئ حذر ملاك كنيسة ثياتيرا، أي كنيسة المسرح أو التياترو، وهذا معنى كلمة ثياتيرا، قائلاً: “لكن عندي عليك قليل إنك تسيب المرأة إيزابل التي تقول إنها نبية حتى تعلم وتغوي عبيدي أن يزنوا ويأكلوا ما ذبح للأوثان”. ولا عجب، فحيثما وجد روح إيزابل في كنيسة أو مجتمع ما، وجدت كنائس التمثيل والتقليد والتقمص لشخصيات واقعية أو خيالية، وأصبح الانشغال بالتمثيل والمظاهر الخارجية والتدريب على الإلقاء والمؤثرات المرئية والصوتية والموسيقى الصاخبة التى تثير أجساد الحضور، فتهتز دون فهم أو تبكيت أو تغيير، تواجد الغي وشق روح إيزابل طريقه بسهولة ويسر ليتربع على عرش الكثير من الكنائس، وعلم كثيرًا من أعضائها الزنى الروحي بالابتعاد عن الوصايا الكتابية وعمل ما يستحسنه الناس ويسعون لتطبيقه بكل قوتهم في وسط كنيسة الله التى اقتناها المسيح بدمه. إن كمية التغيب والغي والضلال والسطحية والتحكم والسيطرة والسعي وراء المظاهر وغيرها التى تعاني منها الكنيسة في كل مكان وخاصة الكنيسة الناطفة بالعربية، لخير دليل على سيطرة روح إيزابل عليها.

3    – روح إيزابل هي الروح التى دائمًا ما تحاول أن تعكس الأدوار الإلهية التى وضعها القدير- تبارك اسمه- في كتابه الكريم لكل من الرجل والمرأة، مستخدمة كل وسائل العالم وطرقه ومفاهيمه وأحداثه وشره، لكي تعكس هذه الأدوار بالرغم من وضوح دور كل من الرجل والمرأة في تعاليم الكتاب المقدس، فالملك المتوج على عرش الحكم في إسرائيل في أيام إيزابل كان زوجها أخآب وليس إيزابل نفسها، وأصبحت إيزابل ملكة ليست في ذاتها بل لأنها تزوجت بالملك أخآب، ولولا أخآب لما كان يمكن أن يطلق على إيزابل اسم الملكة، أي إن تعيين الله لأخآب كملك هو الذي جعل قرينته تصبح الملكة، أدوار واضحة وصريحة لكل منهما، لكن لم يقم كل من أخآب وإيزابل بعمل الدور المعين لكل منهما من الله،فأخآب كان رجلاً ضعيفًا كقائد لبيته ومملكته وهو أناني جشع متمركز حول نفسه ورغباته وشهواته، يحاول أن يسطو على ما ليس له وينزع أملاك الآخرين ويأخذها لنفسه غير عابئ بمشاعرهم وتاريخهم وارتباطهم النفسى والعاطفي والتاريخي بممتلكاتهم، رجل ليس بصاحب قرار، يبكي كالطفل إذا ما رأى قطعة حلوى في يد غيره من الأطفال ويسعى للاستيلاء عليها، وإذا ما واجهته أبسط المشكلات، يطلق عليه القول العامي: “رجل زي قلته، وهو وعدمه واحد”،  كل ما يمكنه عمله هو أنه يضع وجهه ناحية الحائط ويبكي كالأطفال ويمتنع عن أكل الطعام، وإيزابل زوجته تعلم كل هذا من خلال معاشرتها إياه وتستغل هذه الصفات المكروهة فيه لتسيطر عليه وتسوقه حيث تشاء وهي امرأة لئيمة تعرف من أين تؤكل الكتف، وهي مليئة بما هو ضد كل ترتيب إلهي لتكوين الأسرة الصحية السليمة والخضوع لرجلها ولرأسها وخاصة إذا كانت متزوجة برجل كأخآب الشرير، وهي مليئة أيضًا بروح الغي وبروح كذب، الجشع وحب التملك، روح قتل، ووضع الخطط الشريرة واستخدام الدين في قتل الأبرياء ونزع ممتلكاتهم وامتلاكها، فخطة الله للأسرة، للرجل والمرأة واضحة في تنزيل الحكيم العليم، ولا يخفى أن لروح إيزابل الشريرة خطة مضادة لخطته، سبحانه، وهى تتمثل فيما يلى:

    أ- خطة الله للمرأة أن تشارك الرجل في الجنة والعمل والإثمار وأن تكون نظيره تمامًا، فليس الرجل من دون المرأة أو المرأة من دون الرجل، وخاصة بعد أن خلقت المرأة من ضلع من أضلاع آدم، كما علمنا الكتاب المقدس “فأوقع الرب الإله سباتًا على آدم فنام. فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحمًا. وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم. فقال آدم: هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي.هذه تدعى امرأة لأنها من امرء أخذت”.  أما خطة الشيطان للمرأة أن تكون معثرة للرجل ليقع في الخطية ويطرد هو وهي من الجنة، وأن يقنعها أن الرجال قوامون عليها، وأنها خلقت من ضلع أعوج وغيره مما تمليه عليها روح إيزابل، فيكون من الطبيعى أنها، أي المرأة، أما أن تستسلم لهذه الأفكار الإيزابلية وتفقد كرامتها وشخصيتها وتدور فقط في فلك الرجل مقتنعة أن كل دورها في الحياة هو أن تشبع رغباته المجنونة الجامحة وأنها لا تستطيع إلا أن تأتيه خاضعة مزعنة له في الفراش حتى لو كانت أمام البوتاجاز تطبخ له ولأولاده ما يملأ معدته المتسعة الخاوية باستمرار وإلا لعنتها الملائكة وانتظرها عذاب القبر والنار، وأما أن تتمرد المرأة على نفسها ومجتمعها وجنسها والأيام السوداء التى تعيشها على الأرض دون من يفهمها ويشعر بمشاعرها وآدميتها واحتياجاتها.

    ب- خطة الله للمرأة أن تكون هي وأولادها في حماية رجل محب قوي، يبذل ما في وسعه لغمرها بمحبته وتسديد احتياجاتها المختلفة النفسية والروحية والجسدية وأن يكون قادرًا بالله على مواجهة صروف الزمان والدفاع عنها وعن أولاده ونفسه ضد كل مكايد إبليس راسمًا طريقًا صحيحًا لهم في حياة تقوى وتعقل وحكمة وهذا في رأيي هو التفسير الصحيح للكلمات الكتابية “الرجل رأس المرأة”، أما خطة الشيطان للمرأة هي أن تنفصل عن الرجل وتسود عليه وتحيا وتقوم بدور الرجل المعطى له من الله وتصبح في النهاية رجل البيت المتسلط وصاحبة الكلمة الأولى والأخيرة، تمامًا كما كانت روح إيزابل تعمل في إيزابل امرأة أخآب ملك إسرائيل في القديم.

    ج- خطة الله للمرأة في عالم الروح أن يستخدمها تمامًا كما يستخدم الرجل في كل شيء، فالمرأة في شعب إسرائيل قساة الرقاب والقلوب أعطاها واهب الحياة ومحدد الأدوار وقابل خدمات الناس الإله الحكيم أن تكون نبية كمريم النبية، وأن تكون قاضية كدبورة القاضية، وأن تكون خادمة كفيبي خادمة الكنيسة التى كانت في كنخريا، فليس الرجل من دون المرأة وليست المرأة من دون الرجل، كما ذكر كتابنا المقدس العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه أو أمامه، وحتى في الآيات البينات التى ذكرها الروح القدس على فم بولس الرسول في رسالته إلى تلميذه تيموثاوس والتي دون فيها الوحي: “ولكن لست آذن للمرأة أن تعلم ولا تتسلط على الرجل، بل تكون في سكوت”. تسير في نفس الترتيب الإلهي وهو أن الرجل رأس للمرأة، فمن يقوم كمصدر للتعليم في الكنيسة، ينبغي أن يكون هو الرجل، وهذا لا ينقص من قدر المرأة على الإطلاق، بل هذه هي حكمة الله، في توزيع الأدوار بين الرجل والمرأة، وحيث إن الوحي لم يقل إن المرأة لا تعظ ولا ترنم ولا تدبر ولا تتنبأ ولا تناقش ولا تجادل، إذن فمن حقها أن تعمل كل هذا وبالتالي من حقها أن تأخذ يمين الشركة كخادمة أو قسيسة أو ما شابه ذلك، مهما كانت المسميات بشرط أن لا تكون هي مصدر التعليم في الكنيسة وأن لا تتسلط على الرجل بأي شكل من الأشكال، أما خطة الشيطان للمرأة فهي أن تحيا أقل من الرجل في كل شئ.

    د- لقد توج القدير المرأة بنعمة الإنجاب ويكفيها شرفًا أنها حملت سيد الأرض والسماء شخص الرب يسوع المسيح وكما كانت المرأة سببًا في دخول الخطية إلى العالم، كانت أيضًا سببًا في مجئ المخلص للعالم.

    ٤- روح إيزابل هي روح تستخدم الدين في تدمير الآخرين، فمن الملاحظ إنه عندما أرادت إيزابل الشريرة أن تقتل نابوت اليزرعيلي وتسكت صوته الذي كان ينادي أنه لن يتخلى عن أرض ميراث آبائه وأنه هو صاحب الأرض الأصلى ولن يتنازل عنها إلى الأبد حتى للملك أو السلطات لم تداهمه (بلغة هذه الأيام) بسيارة مفخخة أو حزام ناسف أو جنزير وسكين وسيف، بل دبرت له مكيدة دينية حتى تثير ثورة وغضب المحيطين به وتهييجهم للقضاء عليه، تمامًا، كما تفعل روح إيزابل الآن سواء في داخل الكنيسة أو خارجها، ففي خارج الكنيسة أن يتهمك أحدهم أنك ازدريت برمز من رموز الدين أو أهنت نبيًا أو رسول دين الآخر أو رسمت رسومًا تسئ إليه حتى يهب الجميع كبارًا وصغارًا جهلة ومتعلمين، متدينين أو ما لا يعرفون شيئًا عن الدين بالسطو والقتل والإرهاب وحرق البيوت والكنائس دون تفكير حتى لو كانوا في بلاد أو مجتمعات لا علاقة لها على الإطلاق بمن وضعوا هذه الرسوم المسيئة، وفي داخل المسيحية نفسها يحدث ما هو مشابه، يكفي أن تقول إنك شخص إنجيلى أو يعرف من لغتك إنك أحدهم حتى يحرم عليك التناول في كنائس غيرك وأن لا يسمح لك أن تشارك إيمانك معهم ويعتبرك من حولك أنك من الذئاب الخاطفة وضد تعاليم الآباء وطقوس الكنيسة والكهنوت الأرضى ولن يقبل منك حتى ترنيمك لأنها بروتستانتية.. و.. و.. وحتى إن مات جسدك، فلن يصلوا عليك أو أن يدفنوك في مدافنهم.

    هذه هي خطط روح إيزابل منذ أن سقط ملاكها من السماء وأصبح شيطانًا إلى الأبد، ألم تكن أول مشكلة بين أول أخين وجدا على الأرض مشكلة روحية متعلقة بالدين؟ إذ أطاع هابيل الصديق وصايا المولى وعلم أن الدخول إلى محضره والعلاقة معه، سبحانه، لا يمكن إلا أن يتم من خلال ذبيحة تقدم له- تبارك اسمه- وعصى قايين ربه وقرر أن يقدم قربانه من أفخر جني وثمار الأرض، فقبل العليم بكل شئ هابيل وقربانه ورفض قايين وقربانه، وبدل من أن يرجع قايين إلى الديان العادل بالاعتراف والتوبة وطلب المغفرة من غفار الذنوب، قام على أخيه وقتله وأضاف بذلك ذنوبًا على ذنوبه وعاش هاربًا ومطرودًا من إله المحبة إلى يوم وفاته. إن ما يحدث بين المسيحيين والمسيحيين وبين المسلمين والمسلمين وبين المسيحيين والمسلمين اليوم على مستوى العالم أجمع إنما هو من إنشاء وتصميم وإدارة روح إيزابل الشرير الذي كان منذ البدء قتالاً للناس، ذلك الروح الذي يطوق أن يأخذ ميراثنا وميراث آبائنا وتاريخنا وتاريخ أجدادنا لنفسه ويتصرف فيها كلها وكأنها ملكه وصاحب الحق فيها كلها، فانتبهوا أيها السادة!

    لكن ما يعزينا ويقوينا ويثبت قلوبنا هو :

-1     إن روح إيزابل ستموت موتًا أبديًا في جهنم النار وستأكلها الكلاب، كلاب الجحيم والعذاب الأليم  تمامًا كما تم هذا حرفيًا مع إيزابل الملكة امرأة أخآب الملك التى أكلتها كلاب الأرض في القديم، عقابًا لها على ما ارتكبته من تعديات على المولى خالق نابوت اليزرعيلي والمحدد لأجله ويوم وفاته، وتعدياتها هي وزوجها الملك عليه وفقًا لنبوة إيليا رجل الله الذي تنبأ بالعقاب على أخآب وإيزابل بالقول: “وتكلم الرب عن إيزابل أيضًا قائلاً: إن الكلاب تأكل إيزابل عند مترسة يزرعيل. من مات لأخآب في المدينة تأكله الكلاب ومن مات في الحقل تأكله طيور السماء”. وهذا ما حدث تمامًا وسيحدث مع كل من تكلم بالشر أو كان سببًا في قتل أحد أبناء الله المسيحيين الحقيقيين، ما لم يتب لله فهو، سبحانه، غفار الذنوب.

    أما نابوت اليزرعيلى، فهو مازال حيًا متنعمًا عند خالقه الذي يجازي كل مؤمن بحسب عمله، نابوت لم يمت إلا مرة واحدة، موت الجسد، رجمًا بالحجارة، الأمر الذي يمكن أن يحدث لأي منا، لكنه الآن حي إلى الأبد عند خالقه يرزق، أما إيزابل فقد ماتت مرتين، مرة بالجسد فأكلتها الكلاب ولحست دمها، فاستراحت الأرض منها ومن شرورها، والمرة الثانية موتًا روحيًا بالانفصال عنه، سبحانه، إلى الأبد وستخلد في عذاب القبر وجهنم النار إلى أبد الآبدين.

    ٢- إنه حيثما تواجد روح إيزابل، تواجد أيضًا روح إيليا، ذلك الروح الذي كان يعمل في نبي الله إيليا من عاصر أحداث إيزابل وأخآب وتنبأ عليهم بأمر الرب. وهو نفس الروح الذي عمل في نبي المولي يوحنا بن زكريا في أيام تواجد سيد كل الأرض المسيح يسوع بالجسد على الأرض، ذلك الروح الذي لا يخاف الملك ولا يهاب إنسانًا ولا يحتسب لشئ ولا نفسه ثمينة عنده، بل يقف أمام الملوك والرؤساء ويقول لكل طاغية حاكم بأمره منهم: “لا يحل لك”، أو يقول للملك: “هكذا قال الرب في المكان الذي لحست فيه الكلاب دم نابوت تلحس الكلاب دمك أنت أيضًا”. ولا بد من انتصار روح إيليا على روح إيزابل، حيث انتصر لنا المسيح في الصليب على الرياسات والسلاطين وأشهرهم جهارًا ظافرًا بهم فيه أي في الصليب.

    فإلى كنيسة الله التى اقتناها المسيح بدمه أقدم تحذيرًا صريحًا واضحًا من سيطرة روح إيزابل عليها وعلى كهنتها وخدامها وقسوسها، رجالها ونسائها، شبابها، وشباتها، شمامستها، وشيوخها، أصلى أن يعطنا الرب فهمًا ولنجاهد الجهاد الحسن ولنقهر معًا روح إيزابل، فقد تم خرابها إلى الآبد. إن النار التى نزلت من السماء لتأكل الذبيحة التى قدمها إيليا وكانت سبب في سقوط الوقوف على وجوههم مازالت مشتعلة وعلى استعداد أن تنزل من السماء، لتشهد للجميع أن الرب هو الله، وإلى اللقاء على وعد للكتابة عن روح إيليا واحتياجنا له في هذه الأيام.

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا