قال الرمز الإخواني العتيد “الهلباوي “المتحدث باسم جماعة الإخوان الإرهابية في بلاد الفرنجة” أنا خرجت من جماعة الإخوان لما قابلوا عمر سليمان، وكمان تخلوا عن مشروعهم الوسطي”.. ده على اعتبار 80 سنة كانوا جماعة دعوية ملائكية لم يرتكبوا أي جرائم وتاريخنا كداب، وكمان يعني إيه التحالف مع عمر سليمان؟.. ياعمنا الكبير، قوللي على اسم جماعة ولا حزب ولا ائتلاف ولا حركة لم تتحالفوا معاها وتضحكوا عليها؟!!
أما الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام لجماعة الشر حتى عام 2009، فقال: أنا سبتهم لأنهم لم يستثمروا ثورة 25 يناير لإعادة تأهيل شباب الجماعة، وخصوصًا إعادة المنظومة القيمية اللي ابتدت تضيع، وأكد أن الأربعين سنة الأخيرة قبل ما يسيبهم لم ترتكب الجماعة حادثة عنف واحدة، ولما سأله محاوره على استحياء وهوه في نص هدومه “أمال ميليشيات الأزهر دي نسميها إيه؟”.. قال العم الحبيب: “لا ده تهويش للداخلية بس، كانوا عايزيين يقولوا إنهم قادرين على الدفاع عن نفسهم” وهنا أحس مقدم البرنامج بخجل شديد وقال في كسوف: “شهادتكم ليها قيمتها طبعًا”!!
حدث ذلك وأكثر في “صالون التحرير” الذي يقدمه الكاتب الصحفي الناصري الكبير عبد الله السناوي!!
لعلنا ونحن نعيش أجواء الذكرى الثانية لرحيل قداسة البابا شنودة الثالث، أن نتذكر رسالته إلى بنيه يحذرهم بما حذر منه السيد المسيح لمن يمنع رسائل الحب والخير الإلهية للبشر، قال: “قد أرسلك الله إلى الأرض، لكي تنشر فيها الخير. أما الشر الذي في الأرض، فاتركه، لا تقاومه. إنها سياسة حكيمة أعلنها لنا الرب في مثل الزوان (مت 13) لقد قال له معاونوه: “أتريد أن نذهب ونجمعه؟” فقال: لا لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان وأنتم تجمعونه، دعوهما ينميان معًا إلى يوم الحصاد…
نعم، وها نحن بصدد حصاد زرع اختلطت فيه الحنطة بالزوان، وجميعنا دون استثناء أحد (للأسف) شاركنا بشكل أو بآخر في وجود “الزوان” عبر كل مراحل تهيئة وإعداد الأرض بداية من الحرث، واختيار نوعية البذور والتقاوي والمبيدات والري، وسبل التعامل مع النبات الوليد.. والآن ونحن نفرز “الزوان” فنقصيه و”الحنطة” فنحصدها، نشهد مفاجأة وجود “حنطة” فاسدة، لنعيد الفرز ولكن هذه المرة -للأسف- لحصاد “الحنطة” الصالحة فقط!!
ما يحدث الآن على الساحة السياسية والإعلامية، يشير بحالة من الارتباك المزعجة إن لم تكن مخيفة، وتؤكد أننا أبدًا لا نتعلم ولا نستفيدـ للأسف ــ من الأحداث والتجارب الفاشلة التي تمر بنا، فنجتنب معاودة حدوثها..
عقب أحداث ثورة 25 يناير، كان الذهاب إلى استفتاء 19 مارس بأمر وتشريع “البشري وتابعه صالح” وغزوة الصناديق التي نعيش ذكراها الأسبوع هذا، ورحنا لبدعة “أحزاب بمرجعية دينية” التي قادتنا في النهاية عبر تزوير الإرادات إلى اعتلاء رموز تلك الأحزاب كراسي الحكم.. فكان موعد شعبنا مع فشلة لهم تاريخ من العداء والكراهية للوطن ولكل مؤسساته، منهم الهارب، والمحرض والمشارك في أفعال الخسة والنذالة عبر دعم وتفعيل مخططات التطرف والتقسيم ونبذ الآخر واحتضان جماعات التكفير، وعشنا معاهم أزمنة الرداءة على رأي الأخ فودة.. وكان الحصاد من “زوان” الأرض وفيرًا على مدى عام واحد فقط.. مبادرات المقايضة على أراضٍ وسلام وأمن الوطن، وفتح الحدود لاستقبال رموز الإرهاب والبشاعة، وخروج أقرانهم من سجون مصر، والباقي كتير رآه وعاشه شعبنا العظيم، وكان رفضه أيضًا بشكل عظيم في 30 يونية وأسقط حكم جماعة زارعي “الزوان” على أرض الخير..
ولأن مساحة المقال لا تكفي لرصد ما يحدث في الساحة الإعلامية، ونحن نعيش مرحلة فرز”الحصاد”، ففي برنامج “الصالون” العينة الممكن الاسترشاد بها، بعد عدد من الحلقات المحبطة للمشاهد، والموجهة في سياق آخر بنعومة خطيرة لقبول واقع جديد له سمات يرسمها البرنامج بجرأة شديدة هي في النهاية تطبيع مع الإرهاب، وتعايش مع مهاويس مدارس التدين القهرية.. وهي فرصة لمثل تلك الصالونات لتمرير أي حاجة في زمن فوضى لطاعة برامج الزغزغة الرذيلة، والاحتفاء بمعضلة اضطهاد صافينار في كابريهات البلد، وحكاية الفتى الذي قبل أن يعلن عدم ترشحه لمنصب الرئيس، قرر أن يصف أحوالنا بحال العروسة الحامل ويتم تجهيز فرحها لكتب كتابها، ورئيس الجامعة الجالس على كرسي أحمد لطفي السيد وهو يصرح تليفزيونيًا، أن حقيقة الواقعة هي أن هذه الفتاة المتحرش بها دخلت الجامعة، وهي لابسة عباية فوق لبسها، لأن أمن الجامعة لا يسمح بدخول طلبة وطالبات يرتدون ملابس خارجة عن المألوف، وعند دخولها للكلية خلعتها، وما كان سببًا في وقوع التحرش.. أقول إيه بس؟!!
ورغم الفشل المخجل الذي لحق بكل محاولات تطبيع العلاقات مع جماعات الإرهاب بواقع كل يوم مبادرة من العم “أبو المجد” و”نافعة”، والدكتور”دراج” و”الزيات” ووصولاً للأخ “الملط” بتاع دعم اللاشرعية، أقول رغم كل ده يأتينا الصالون بشيوخ جماعة الإخوان، وهم يثنون على الأباء الأوائل للجماعة الإرهابية.. ملائكية “البنا” وعبقرية “قطب” المظلوم، وكيف أن الجماعة لم ترتكب أي أعمال عنف 40 سنة (رُسل خير ورسالة دعوية)، وأعلنوا بكل امتنان وفخر عدم انفصالهم عن فكرهم!!!.. وكمان الصالون احتفى بدور الدعوة السلفية، وعظمة وسماحة ممثليه في لجنة وضع الدستور، وازاي لم يشاركوا في ثورة 30 يونيو حقنًا لدماء المسلمين، طيب ياعم جيت تقعد ليه يوم 3 يولية، وتشارك في حصاد ثورة مالكش فيها دور ليه؟.. وطبعاً الصالون ولاجاب سيرة عن وقفاتهم في رابعة والنهضة.. إنه صالون فشلت “الجزيرة” في إعداده بتلك النعومة الخطيرة، فكان صالونًا من “القاهرة” للتطبيع مع الإرهاب ورموزه !!.. حول صالونات الاستغفال ومبادرات التطبيع لي أسئلة يا إعلام” التوهان والبشاعة”.