السلبية خطية في المسيحية

5

العدد 149 الصادر في فبراير 2018
السلبية خطية في المسيحية

   مما لا شك فيه، ولا خلاف حوله كمبدأ، وواحدة من أخطر الآفات والمدمرات للتقدم والرقي وحل المشاكل على اختلاف أنواعها وأشكالها وأماكنها هي السلبية. ولعل أوضح وأبسط تعريف للسلبية بمفهومها الدارج البسيط هي أنك لا تعمل أو تقل شيئًا على الإطلاق تجاه حدث أو مشكلة أو قضية ما عندما يتوجب عليك أن تعمل أو تقول أو حتى تصمت صمتًا إيجابيًا مهدفًا، وكأنك لست من عالم الأحياء في شيء، فنحن جميعًا وفي معظم الأوقات لا نسمع ولا نرى ولا نتكلم كمن هم في عالم الأموات. لكن الحقيقة أن هذا التعريف أو المفهوم للسلبية وإن بدا حقيقيًا بسيطًا وواقعيًا إلا أنه ليس بصحيح على الإطلاق، فلا يمكن أن لا يعمل المرء أي شيء تجاه أي أمر يراه أو يسمعه أو يلمسه أو يشمه، وخاصة في القضايا التي تتعلق به وبشعبه أو كنيسته، فكون أن الإنسان لم يعمل شيئًا تجاه موضوع ما فهذا في حد ذاته عمل، فالامتناع عن العمل هو عمل، والسلبية هي عمل وفعل تجاه أمر ما وله رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه. ولشرح ما أسلفت، لنأخذ شخصًا سلبيًا بالنسبة لمشاركته في الانتخابات الرئاسية في بلده أو مدينته، شخص قد يكون معترضًا على مرشح بعينه في الانتخابات ويرى أنه لا يستحق أن يحصل على منصب ما في البلاد لسبب أو آخر، أو كما هو الحال في مصر منذ عشرات السنين بعد قيام ثورتنا المباركة في سنة ١٩٥٢، فالمرشح واحد، فإن انتخبت عبد الناصر، أم لا فهو الرئيس، وإن انتخبت السادات أو مبارك، أم لا، فكل منهما الرئيس غصبًا عنك، وحتى بعد أن قامت الثورة ضد مبارك، ظل الأمر على ما هو عليه، إن انتخبت مرسى، أو انتخبت شفيق، فمرسى، هو الرئيس حتى لو حصل شفيق على أعلى الأصوات وتسربت له الأنباء أنه الفائز بمقعد رئيس الجمهورية، كل هذا لا يهم ما دام هناك طنطاوي كل جيل وعصر وأوان فالفائز هو من يختاره طنطاوي، ليس من ينتخبه المصريون جميعًا. وباختصار إن انتخبته فهو الرئيس وإن لم تنتخبه فهو الرئيس، فلماذا تتعب نفسك وتذهب إلى الانتخابات؟! وقد يكون هناك شخص ليس مع أو ضد أي مرشح بذاته ولذا يقرر أن لا يشارك في الانتخابات من أصله ولا يعطى صوته لأحد المرشحين ولا حتى يكلف نفسه أن يعرف من هم المرشحين، وعندما يفوز المرشح الذي لا يتمنى الشخص السلبي فوزه، يثور ويهيج ويميج ويلعن الزمن الأغبر الذي سمح لهذا الشخص أو ذاك أن يتولى منصبًا هامًا كمنصبه، وهكذا أصبح الحال في انتخابات رئاسات الطوائف والمذاهب والقسوس والقادة وغيرهم.

   ولقد تغلغلت السلبية في اليهودية وفي المسيحية؛ وحتى مع أولئك الأتقياء في الديانتين الذين كانوا يعرفون في القديم، في أيام نبي المولى “إيليا التشبي” بالبقية التقية أي السبعة آلاف ركبة التي شهد عنهم المولى – تبارك اسمه بنفسه- في القول: “وكان كلام الرب إليه يقول: ما لك ههنا يا إيليا؟ فقال: قد غرت غيرة للرب إله الجنود لأن بني إسرائيل قد تركوا عهدك ونقضوا مذابحك وقتلوا أنبياءك بالسيف فبقيت أنا وحدي وهم يطلبون نفسي ليأخذوها”. فأجابه القدير: “… وقد أبقيت في إسرائيل سبعة آلاف كل الركب التي لم تجث للبعل وكل فم لم يقبله”. والسؤال هو: أين كان هؤلاء البقية التقية السبعة الآلاف ركبة الأمناء الذين لم يحنوا ركبة لبعل؟ لماذا لم يخرج القادرون فيهم ويقفون بجانب إيليا لتشجيعه والصلاة لأجله والوقوف كجيش بألوية ضد عدو البشرية إبليس وجنوده؟ وكما أسلفت سابقًا فسلبيتهم التي ظنوا بها أنهم لم يعملوا شيئًا، شيئًا حسنًا أو شيئًا رديئًا، لأنهم لم يكونوا في الصورة وفي المعركة، إلا أنهم كانوا في الحقيقة بعدم عملهم الشيء قد عملوا شيئًا عكسيًا لما كان لابد لهم أن يعملوا، شيئًا محبطًا مفشلاً وميأسًا أدى إلى أن يطلب رجل الله إيليا، الموت لنفسه بسبب شعوره بالوحدة والدفاع عن دين الله في الأرض وحيدًا، بينما الكل يستمتع بدفء بيوتهم.

   وهكذا كان الحال في ذهاب رسول المسيح بولس، في محاكمته الأولى، فيكتب بولس لتلميذه تيموثاوس: “في احتجاجي الأول لم يحضر أحد معي، بل الجميع تركوني. لا يحسب عليهم. ولكن الرب وقف معي وقواني، لكي تتم بي الكرازة، ويسمع جميع الأمم، فأنقذت من فم الأسد”.  فمع أن الرسول بولس كان له الكثير من المحبين والمعجبين بتعاليمه وكرازته ومعجزاته التي كان يعملها أينما ذهب وتوجه لنشر رسالة الإنجيل، إلا أن السلبية في المؤمنين، أتباع المسيحية والمسيح، هي التي أدت إلى وقوفه وحده، مع أنه كان دائم السهر على راحة وسلامة وتقدم كل من حوله حتى أنه يتحدث إلى قسوس الكنيسة التي في أفسس ويقول: ”لذلك اسهروا، متذكرين أني ثلاث سنين ليلاً ونهارًا، لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل واحد“، ثم في قوله لهم: “كيف لم أؤخر شيئًا من الفوائد إلا وأخبرتكم وعلمتكم به جهرًا وفي كل بيت”.

   ولقد حذر المولى نبيه حزقيال، في القديم من السلبية وعدم إنذار الشرير بأنه شرير في القول: “إذا قلت (أنا الله) للشرير يا شرير موتًا تموت. فإن لم تتكلم (يا حزقيال) لتحذر الشرير من طريقه، فذلك الشرير يموت بذنبه. أما دمه فمن يدك أطلبه”.

   ويقول كتاب الله الوحيد الكتاب المقدس: “فمن يعرف أن يعمل حسنًا ولا يعمل، فذلك خطية له”. وبناء على كل ما تقدم وغيره الكثير مما لا مجال لذكره تكون “السلبية خطية في المسيحية”.

   ولكل منا أسبابه أو أعذاره وحججه الواهية التي يتحجج بها عندما يكون سلبيًا تجاه حدث ما، ففي أمر الانتخابات، كما ذكرت سابقًا، تكون الحجة أنني انتخبت أو لم أنتخب، فالنتيجة معروفة. وحتى إن كان هذا صحيحًا في مرات كثيرة لكن الإيجابية، وهي عكس السلبية، تقول حيث أن الله أعطاني صوتًا له قيمة على الأقل في عينيَّ أنا وحدي، فعطية الله هذه لابد أن تستخدم ولابد أن أشكره عليها وأعتز بها وأسعى وأحرص على الإدلاء بصوتي مهما كانت النتائج والتداعيات. فالدور الذيّ على هو أن أذهب وأنتخب والباقي على الله سبحانه المتسلط في مملكة الناس. ويكفي أن يعرف مرشح بعينه أن ٤ مليون مسيحي انتخبوه وأنهم قوة مؤثرة في أية انتخابات، حتى لو أصرت الحكومة على تجاهل تأثيرهم وعدم المراهنة عليهم في الانتخابات الرئاسية.

   لدي صديق حميم، مصري، يحبني ويخاف عليّ ويعاملني كأخي الأكبر، في كل مرة يعلم أنني سأقوم بزيارة إلى مصر يحاول أن يثنيني بشتى الطرق حتى عن مجرد التفكير في هذا الأمر المرعب في ذهنه، ودائمًا يسألني للتدليل على رأيه: هل حقًا أنت مصدق أن لما تكتبه في جريدتك أو تقوله في لقاءاتك التليفزيونية آذان صاغية؟، هل يمكن أن تتغير الناس في مصر؟، هل يمكن أن الرياسات الكنسية والحكومية يأخذون كلامك على محمل الجد ويطالعون ما تكتب؟، ويرى صديقي، كما قال لي مرات كثيرة: بكتاباتك أنت فقط تسبب مشاكل لكن لن يلتفت إليها أحد. وللإخلاص فإنني كثيرًا أقول لنفسي هو معه حق، وكلامه حق، ولن يجدي ما نكتبه كإعلاميين مع المصريين، سواء داخل الكنيسة أم خارجها، وكثيرًا ما كنت أذهب إلى الله القدير وأطرح لديه أسئلتي حول هذا الأمر، وفي كل مرة أحصل على نفس الإجابات عن أهمية الكتابة والتحذير والإعلان وكشف المستور ووضع الحلول وتوقع التغيير من القدير، ودائمًا أذكر نفسي بعدة نقاط:

   ١- الصحفيون والكتّاب والفنانون، أصحاب القيم والأخلاق والعلم والمبادئ السامية، هم العدسة التي تصور ضمير الأمم والشعوب والرؤساء وتعرضها كما هي بلا رتوش أو تجميل أو تحقير، لذا فعملهم يشابه إلى حد كبير عمل الأنبياء الذين يتلقون النبوة من الله العليم بالأسرار وببواطن الأمور وكل ما عليهم أن ينشروها ليراها الناس ليعلموا حقيقة ما خفي عنهم، ولا دخل للنبي أو الصحفي بردود أفعال سامعي رسالته لهم وإن كانوا سيتجاوبون مع هذه الرسالة أم لا، فما على الرسول إلا البلاغ، وفي ذلك يقول القدير سبحانه لنبيه حزقيال: “ويأتون إليك كما يأتي الشعب ويجلسون أمامك كشعبي ويسمعون كلامك ولا يعملون به لأنهم بأفواههم يظهرون أشواقًا وقلبهم ذاهب وراء كسبهم. وها أنت لهم كشعر أشواق لجميل الصوت يحسن العزف فيسمعون كلامك ولا يعملون به وإذا جاء هذا. لأنه يأتي. فيعلمون أن نبيًا كان في وسطهم”.  فالنبي  والصحفي والكاتب لابد له أن يكتب حتى لو علم أن أحدًا لن يسمع له، فكما يملأ الكاذبون الأجواء المصرية بكذبهم وخداعهم وشهاداتهم لابد أن لا يقف المسيحيون مكتوفي الأيدي، بل ينبغي أن يعلنوا الحق الكتابي. وكفكرة في أذهان الكثيرين مجنونة ومثيرة وغير قابلة للتنفيذ أقول: لماذا لا تتفق كل الكنائس على اختلاف طوائفها على عمل آذان للفجر موحد لنا كمسيحيين يذاع من مكبرات صوت فوق مناراتها ومبانيها، يردد ٦ مرات في اليوم الواحد وليبدأ هكذا “المسيح أكبر المسيح أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن المسيح يسوع هو الله”… إلى آخره؟

   ٢- لا بد للكاتب أن يكتب وللناس أن تقرأ وتسمع فتكون الكتابة، وتبليغ الرسالة شاهدة لهم، إن هم عملوا بما سمعوا وأطاعوا، أو شاهدة عليهم يوم يدين القدير، تبارك اسمه، سرائر الناس.

   3- كثير من الناس الذين يسمعون ويقرأون رسائل الأنبياء أو الصحفيين وإن كانوا في حالة من السلبية المميتة إلا أنهم يخزنون ما يسمعونه ويقرأونه ويحتفظون به داخل نفوسهم حتى يأتي اليوم الموعود، يوم يخرج ما بداخلهم كورود تزيد الدنيا بهجة وعبيرًا أو كقنابل تحرق الأخضر واليابس وتدمر الأرض تدميرًا.

   4- قد يتهم الناس الكاتب بما ليس فيه من إثارة الفتن وازدراء الأديان والإنسان والكتابة في كل ما هو سلبي ومحبط ومخيف، فأفكارك رجعية، مستحيلة التنفيذ، لن تأتى بالثمر المطلوب، ينبغي أن تركب الموجة كما علم بذلك القس (ريك وارين) وهو واحد من أشهر القسوس الأمريكان في كتابه “الكنيسة المنطلقة نحو الهدف”، حيث يقول وراين: “نحن لا نصنع الموجة نحن نركب الموجة”، الأمر الذي لا أوافق عليه على الإطلاق، فركوب الموجة لن يجعلني متحكمًا فيما أريد أن أعمله أو أصل إليه بل ستكون القيادة للموجة، وهذا ضد مبدأ سيدي المسيح الذي كان دائمًا يسير ضد التيار ويكون هو صاحب فعل وليس فقط رد فعل. وركوب الموجة لن يوصلك إلا إلى الشط ولن يدخل بك إلى العمق وإن دخلت وركبت الموجة فلن تخرج من الموجة أبدًا. فمهمة الأنبياء والقادة والصحفيين والكتاب هي إعلان ما بداخلهم بكل إخلاص وأمانة ولابد من التقيد بما يعلنه القدير للكاتب ليذيعه في وقته.

   وهناك عدة نظريات واقتراحات وقناعات غالبًا ما تسيطر على عقلية السلبيين، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

   ١- ينبغي أن نذكر الإيجابيات فقط ونركز عليها ونبتعد عن السلبيات. وقد تبدو هذه الجزئية صحيحة وأقرب إلى العاطفة الإنسانية من ذكر السلبيات، لكن في ذكر الإيجابيات فقط نكون قد ذكرنا أنصاف الحقائق ورسمنا أنصاف الصور غير المكتملة وساعدنا الشرير على إخفاء ما لابد أن يعلن. فلن تكتمل مناقشة أية موضوعات إلا إذا فحصت السلبيات والإيجابيات معًا.

   ٢- يرى البعض أيضًا من السلبيين عندما يتعاملون مع بعضهم البعض أنه ينبغي أن نتعامل مع نقط الاتفاق بين الأديان المختلفة أو الطوائف والملل والنحل المختلفة في الدين الواحد وبذلك نكون قد ساعدنا على التقارب بين الأديان والطوائف. وهذه أيضًا نظرية شيطانية لأن نقط الاختلاف هي التي تصل بنا إلى حقيقة الدين أو الطائفة أو المذهب والملة، فلماذا ندفن رؤوسنا في الرمال ونتعانق في المناسبات والأعياد ونحن نعلم أننا في أعين الأديان الأخرى كفرة مشركين بالله ولن تقبل عبادتنا عنده سبحانه يوم لا ينفع مال ولا بنون؟، لماذا نحتاج إلى رئيس يأتي لزيارتنا ويؤكد لنا محبتهم بالقول: “والله العظيم أحنا بنحبكم”؟، نعم نشكره على اهتمامه ومجيئه لتهنأتنا في العيد الأمر الذي يعود بالفائدة عليه أكثر منا كمسيحيين، لكن لماذا لابد أن يهاجر كل مسيحي مصري إلى أمريكا حتى يستطيع أن يبدأ قناة تليفزيونية، والقناة الإنجيلية الوحيدة  التي تعمل جزئيًا من مصر، حسب قول أحد قادتها لي: “نحن لا نغضب أحدًا”؟ وبالطبع لا تستطيع أن تناقش أي أمر يتعلق بالإسلام، أو أن تعارض صاحب الاستحالة في الخبز والكأس، حتى لو صلى أن تظهر العذراء مريم فوق كل كنيسة إنجيلية، وحتى لو صدق أن جسد القديس شربل مازال ينضح ماء ودمًا وأن هذا علامة من الله على أنه لم يترك نفسه بلا شاهد، كل ما تستطيع هذه القناة التي لا تغضب أحدًا عمله هو أن تعطي الساعات لصاحب “المولد والميلاد” ليشتم فيها الخدام والمخالفين له في الرأي. فلو كانت هذه القناة تريد للحقائق أن تصل إلى الغالبية العظمى من مشاهديها المساكين المغيبين لاستضافت مع “خالط التبن مع الحنطة” أحد الخدام المعارضين له والفاضحين لفكره المدمر لكنيسة الله.

   ٣- يقول السلبيون: ينبغي أن نظهر المحبة وأن نبنى جسورًا بيننا وبين غيرنا من المسلمين والطوائف الأخرى، وهذه حقيقة لا غنى عنها، فبناء الجسور لابد منها، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في أين سينتهي بنا المطاف بعد أن نبني الجسور؟، وإلى أية بقعة ستأخذنا هذه الجسور؟، هل يمكن أن تدفع الكنيسة لترمي نفسها بين أحضان الإخوان وتذهب لمد الجسور بيننا وبينهم حتى قبل أن يصبحوا في كرسي الرئاسة؟، فمن يبني جسرًا لكي يباعد المسافات ويعثر المارين على هذه الجسور ويخلط لهم التبن مع الحنطة، ولنحتفل معًا بميلاد الله الظاهر في الجسد مع إنسان بشر، أي إنسان مهما إن كان، فلابد أن تأخذنا هذه الجسور إلى نهايتها الحتمية المخيفة ككنيسة في الشرق الأوسط.

   ٤- يقول السلبيون لإخفاء سلبيتهم: إننا ينبغي أن نجلس أولاً وقبل أن نتخذ أي قرار لأي أمر، وبلغة الكتاب المقدس أن نبني برجًا لا بد لنا أن نحسب النفقة، وينبغي أن نختار الوقت المناسب والطريقة المناسبة، وينبغي أن نحسب العواقب والتبعات قبل أن نتخذ أية خطوة وخاصة إذا ما كانت خطوة مجمعة للقادة والطوائف والمسؤولين. ومع اتفاقي  الكامل مع كل المبادئ السابقة كمبادئ إلا أنه هناك فرقًا أن تستخدم هذه المبادئ لتغطية سلبيتنا وتخاذلنا عن القيام بدورنا المرسوم لنا من القدير وإصرارنا على أن يبقى الحال على ما هو عليه وبين أن تستخدم هذه المبادئ في أن توضع خطة للإصلاح الحقيقي المطلوب ولتغيير أوضاع الكنيسة!

   فأين هم القادة والمسؤولون عن الكنيسة من فتاوي صاحب المولد والميلاد؟، هل عقد المجمع التابع له خالط التبن مع الحنطة جلسة واحدة لمناقشة فكره وإصدار مذكرة مكتوبة بما توصلوا إليه والقرارات التي تم أخذها؟، أم أنه في أعينهم قامة لا يمكن الاقتراب إليها؟، ألم يكن بطرس الرسول أعلى القامات بين تلاميذ المسيح يوم وبخه بولس الرسول علنًا أمام الجميع عندما كان ملومًا؟، والحقيقة أن الأمر لم يعد في دائرة المجمع الذي صرح له بالخدمة فحسب، بل الأمر أصبح يمس تعاليم سلبية مضادة لروح المسيح ولتعاليم المسيح، فهل المجلس الملي الإنجيلي العام على استعداد لعقد جلسة رسمية لمناقشة مثل هذه الأفكار؟، وخاصة أنه بسبب سلبيتنا صدق صاحب المولد والميلاد نفسه وعلى صوته في القناة التي لا تريد أن تغضب أحدًا، ونسى أو تناسى أن جليات الجبار من عير صفوف الله الحي غلبه وأوقعه على الأرض وقطع رأسه صبي صغير اتكل على إلهه وأتى إليه باسم رب الجنود. وهل يمكن أن يتجرأ المجلس الملي الإنجيلي العام على مخاطبتنا كإنجيليين ويوضح لنا تمامًا موقفه من هذه التعاليم؟، هل يعلم المجلس الملي الإنجيلي العام أن السلبية خطية في المسيحية؟، ننتظر ردودًا مكتوبة محددة على أسئلتنا، ولست أظن أننا سنحصل عليها أبدًا، لذا فإني للمرة الأخيرة سأقول: “السلبية خطية في المسيحية”. اللهم أني قد بلغت، اللهم فاشهد.

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا