العدد 39 يناير 2009 بن حسين الاسود رئيس في البيت الابيض
أمريكا الشيطان الأعظم كما يحلو لأولئك المؤمنين الموحدين بالله أن يطلقوا عليها، أمريكا بلد الشر والشرك الديني والفساد الاجتماعي والانحلال الأخلاقي كما يحلو لأبناء شرقنا العربي أن يصفوها، أولئك الذين يرون أنهم الموحدون خير أمة أخرجت للناس، أمريكا هذه علمت العالم كله درساً في كيف تكون الديمقراطية واحترام النفس واحترام الآخرين بغض النظر عن لونهم أو خلفياتهم أو ديانتهم أو بيئتهم التي نشأوا فيها لكل أو بعض الوقت إذ جعلت “بن حسين الأسود رئيس في البيت الأبيض”، ولعل مقارنة بسيطة بين الأمريكان المشركين المنحلين وبين الموحدين المؤمنين تنفع من له أذنان للسمع: فابن حسين الأسود لديه ثلاثة مشاكل أو نقاط في حياته كانت تمنعه ليس من أن يصبح رئيساً لأعظم دول العالم، بل كانت تمنعه من أن يرشح نفسه لهذا المنصب من الأصل، أما هذه النقاط فهي أولاً بن حسين ليس أمريكي الأصل، ثانياً ليس مسيحي الأصل بل مسلماً، وثالثهما وأسوؤها أنه أسود. وحتى لا يسئ القارئ فهمي فأنا أسير علي مبدأ السيد المسيح تبارك اسمه الذي دونه أتباعه وتلاميذه أنه ليس فرق بين أبيض وأسود أو عبد أو حر أو بربري أو سكيثي، فالجميع سواسية أمامه كما علمنا تنزيل الحكيم العليم الكتاب المقدس.
أما كون بن حسين ليس أمريكي الأصل، فأصل الرجل كما يراه الموحدون هو أبوه وليس أمه، فابن المصري مصري وابن العراقي عراقي، بغض النظر عن جنسية أمه، فالرجال قوامون على النساء، وابن الكيني في نظرهم هو كيني كأبيه، حتى لو كانت أمه أمريكية بيضاء. إذاً فابن حسين هو كيني في أعين الموحدين بالله المؤمنين، والحمد لله. وإنه لمن حظ بن حسين أنه لم يولد في بلد عربي وأنه لا تطبق عليه القوانين العربية وإلا لما سمح له بترشيح نفسه ليس فقط كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية لكن لأقل برلمان عربي لا يحل ولا يربط على مر السنين والأيام.
وبالرغم من أن بن حسين ليس أمريكي الأصل بل أمريكي المولد فقط، إلا أن الشيطان الأعظم الأمريكي لم يفرق بينه وبين الأمريكان الذين ولد آباؤهم وأمهاتهم في أمريكا منذ مائتي عام، وهو عمر أمريكا تقريباً، ولم يمنعه أحد وهو ليس صاحب الأرض من أن يلتحق بواحدة من أعظم جامعات أمريكا، ولم يحرم عليه ولا على أبيه الوافد إلى أمريكا كطالب أسود من أفريقيا دراسة ما يرغب وأن يكون رجل قانون. أما في بلاد المؤمنين الموحدين بالله فأصل البلاد وأهلها الأصليون ليسوا هم من يمنعون الغزاة المحتلين الوافدين على أرضهم من الدراسة والترشيح والفوز بالمناصب المختلفة، بل على العكس فالغرباء الوافدون هم الذين يقومون بذلك. فالطالب المسيحي لابد أن يحصل على أعلى الدرجات ليدخل كلية الطب وزميله المسلم قد يحصل علي 5% أو 10% أقل من مجموعه ويدخل أيضاً كلية الطب، فبارك الله في جامعة الأزهر المحرم على المسيحيين، أهل البلاد الأصليين، الالتحاق بها. الطالب المسيحي أصبح من المستحيل أن يفكر في الالتحاق بهيئة تدريس حتى المعاهد المتوسطة، وإن حدث في غفلة من الزمان وحصل على تقدير يؤهله لذلك لن يصيبه الدور فيؤخذ من هو أقل منه في الدرجات ويترك هو. الدكتور المسيحي أصبح من المعروف أنه إذا أراد الحصول على تخصصه بسرعة عليه الابتعاد عن بعض التخصصات فتلك لا يدخلها ولا يحصل عليها إلا المؤمنون الموحدون، والحق يقال أن هذا لا يحدث فقط في هذه الأيام الغبراء، بل بدأ في أيام عبد الناصر ببداية ثورتنا الخالدة على الظلم والقهر والاستبداد!! لقد أفقت يوماً وكنت طفلاً في السابعة من عمري على والدي الرجل الطيب المكافح يدخل إلى شقتنا حزيناً منكس الرأس، سمعته يقول لوالدتي: ابنتنا لن تتمكن من دخول مدرسة المعلمات. سألته والدتي: لماذا، مجموعها يؤهلها لدخول الثانوي العام وهي التي فضلت الالتحاق بمعهد المعلمات، قال والدي لأنها مسيحية. أجابت أمي بانفعال هل هذا هو السبب الوحيد، كيف يكون هذا، قال والدي عند سؤالي في المنطقة التعليمية قالوا أنهم أخذوا نسبة الـ 5% من المسيحيين تلك النسبة المقررة والتي لا يمكن زيادتها. يومها كنت طفلاً لكن السؤال الذي جاء برأسي ومازلت أتذكره حتى الآن هو، لماذا إذا أنا مسيحي؟ إن منظر أبي الحزين الغاضب مازال يطوف برأسي ولولا أولاد الحلال من المسئولين وأصحاب الكلمة المسموعة في مدينتي مدينة السويس لما دخلت أختي معهد المعلمات، ولما سافر مجدي يعقوب وغيره الآلاف من أبناء هذا الوطن الأصليين وصاروا ممن يشار لهم بالبنان إلى الخارج وتركوا مصر وغيرها من البلاد العربية في فقر وتأخر ورجعية.
أما المشكلة الثانية لدى بن حسين فهو أنه بن حسين، وبن حسين هو مسلم الأصل وكان هذا كافياً لأن لا يقبل ترشيحه لو كان خاضعاً للقوانين العربية لأنه الآن مسيحي، فالمرشح لأي منصب ولو متواضع في الحكومة بدءا من مدير عام أو وكيل وزارة يمتنع على المسيحيين، فلابد أن يكون صاحبه من الموحدين المؤمنين. نعم لقد أعلن بن حسين تنكره للإسلام وأعلن غير مرة أنه مسيحي وأن السيد المسيح تبارك اسمه هو الطريق الوحيد بالنسبة له لدخول الحياة الأبدية السعيدة، فماذا لو كان بن حسين خاضعاً للقوانين العربية؟ أولاً: لاعتبر مرتداً خارجاً وتاركاً لدينه ومصيره ومصير من يخرج عن دينه: فاقتلوه، ثانياً: ربما وضع له في بطاقته الشخصية مسلم لبعض الوقت، وثالثاً ولو كانت أمه لا تزال حية وهي مسيحية لأُخذ منها بن حسين وأعطيت الحضانة لأبيه المسلم حتى لو كان قاصراً وحكم الشرع فيه أن يظل مع أمه إلى أن يبلغ ثم يخير في أي دين يريد الدخول، أو البقاء، ففي بلاد الكفرة المشركين المنحلين الأمريكان لا يذكرون الديانة في هوية الشخص، ولا يسأله أحد عن دينه ولا يحصل أحد على امتيازات بسبب دينه أو عقيدته كما يحدث في بلاد المؤمنين الموحدين، والحمد الله أن أم بن حسين لم تضطر لتعليمه في مصر وإلا لكان لابد له أن يمتحن في مادة الدين الإسلامي، وإن تجرأ وكتب في ورقة الإجابة أنه مسيحي لكان قد رسب واحتاج إلى وزير التعليم ليأمر بأن يلتحق بالعام الدراسي الأعلى، وفي النهاية سيحكم عليه أحد القضاة أن يبقى في حضانة أبيه خوفاً عليه من الذهاب إلى الكنيسة أو الأكل من لحم الخنزير وما شابه ذلك من غواية الشيطان.
ومع أن بن حسين نفى وتنكر لإسلامه لم نسمع أحداً المتخصصين في الفتاوى وما أكثرها يفتي بأنه كافر ويحلل دمه كما حدث مع الفأر ميكي ماوس.
لماذا هلل العالم العربي الإسلامي لانتخاب بن حسين رئيساً مع أنه كافر على حكم المؤمنين الموحدين، مرتد عن الإسلام شرعاً تماماً مثله مثل محمد حجازي، وغيره من المتنصرين العرب، أهو حب فيه أم كره في بوش ابن المؤذية (كما تصفه أحدث أغاني المكوجي شعبان عبد الرحيم) أم أنه عمل بالمبدأ القائل هذه نقرة وتلك نقرة، الله أعلم.
أما المشكلة الثالثة فهي أن بن حسين أسود اللون، والسود في أمريكا مازال البعض من المتعصبين المستكبرين يعتبرونهم عبيداً، وإلي عهد قريب كانت لهم مدارسهم واحياؤهم السكنية ووظائفهم الخاصة التي لم يكن يشترك معهم فيها غيرهم من سكان أمريكا الأوربية، ولكن اليوم وبانتخاب بن حسين الأسود ليكون رئيساً للبيت الأبيض كأول رئيس أسود تدخل أمريكا عهداً جديداً من الديمقراطية وحرية الرأي، نصلي لله العلي أن يستمتع بها أو بجزء منها المؤمنون الموحدون في بلادنا فإنه هو السميع العليم.