من الواضح أن مصر مازالت في حالة الصدمة العصبية النفسية التي أصابتها بسبب فوز (الإخوان المسلمون) بربع مقاعد مجلس الشعب، يبدو هذا واضحاً من عناوين الجرائد الحكومية وغير الحكومية ومقالات الكُتاب المسلمين قبل المسيحيين، فهنالك حالة من الجزع والفزع والخوف والتكهنات بما يخبئه القدر لمصر على أيدي (الإخوان المسلمون). وتتوالي التصريحات والتلميحات من قادة هذه الجماعة المحظورة أمنياً والمحللة أمنياً!!! فمن قائل أن هدم الكنائس فريضة شرعية فالحديث يقول لا تُبنى كنيسة في الإسلام ولا يجدد ما خُرب منها، ومن قائل لابد لأهل الكتاب أن يدفعوا الجزية عن أيديهم وهم صاغرون، ومن خائف أن ينضم النصارى إلى أعدائهم في حالة الحرب فيفتي بأن لا يُقبل النصارى في الجيش، وختمها المتظاهرون الذين كانوا يهتفون في شوارع الإسكندرية قائلين: “بالطول بالعرض هنجيب الكنيسة الأرض”. كل هذا ومازالت الكنيسة على اختلاف طوائفها تغط في نومها العميق الذي لم تفق منه منذ خمسة عشر قرناً من الزمان، وقبل دخول عمر بن العاص إلى مصر وحتى اليوم. مع أن المولى تبارك اسمه حاول بأنواع وطرق كثيرة إيقاظها فكانت لا تكاد تقوم حتى تنام مرة أخرى وترجع إلى سباتها العميق، ومازالت الكنيسة تعيش على أنقاض الماضي القريب منذ ثورة 19 عندما رفع القس سرجيوس شعار “عاش الهلال مع الصليب” ليكسب المعركة ويدعم حزب الوفد، وقد نسى أو تناسى أو تعامى عن أنه لا مكان للصليب بجوار الهلال. لم يكن له مكانه منذ الاحتلال الإسلامي لدولة مصر المسيحية الأصل، ولم يكن له مكان في الشروط العمرية التي سنها الخليفة العادل!! عمر بن الخطاب، ولم يكن له مكان في أيام محمد علي مؤسس مصر الحديثة والممهد للخط الهمايوني في بناء الكنائس، وهذا الخط بل قل السيف الهمايوني الذي تقلده كبار رجال الدولة القديمة والحديثة ليقطعوا به عنق الكنيسة أو على الأقل لسانها. والعجيب أن الكنيسة عندما تفيق من نومها لمدة دقائق دائماً، تتكلم عن حلم وحيد تافه سخيف يدل على ضحالة تفكيرها وجبن شجاعتها وتطلعاتها، تراه وهي نائمة في غيبوبتها وسباتها ألا وهو حلم أن يمثل الأقباط في البرلمان بما يتناسب وعددهم في مصر، وأن تعطى للأقباط حقوقهم الكاملة في التعليم والوظائف والعلاوات والدرجات وإلغاء الخط الهمايوني، هذا كل ما تحلم به الكنيسة، لم تجرؤ الكنيسة يوماً أن تحلم بأن سيدها الرب القادر على كل شيء يأتي إليها سريعاً راكباً على سحابة ليرجف أوثان مصر، ويطلق شعبه الذين في مصر ليعبدوه ويعيدوا له في حرية مجد أولاد الله. لا لم ولن تستطع الكنيسة حتى أن تحلم. وكيف تحلم بهذا وهي التي لم تدافع عن مسيحيتها وكنائسها وأديرتها ضد من اعتدى على مقدساتها وأرضها، كيف تحلم بهذا وهي التي تخالفت وتحالفت وتناحرت طوائفها مع بعضها، كيف تحلم بهذا وكل من طوائفها ترى أنها الحق وغيرها الباطل بعينه، كيف تطلب من المولى تبارك اسمه أن يأتيها ليخلصها ولو في حلم الليل. وتنازلت الكنيسة عن مكانتها ومكانها واليوم تحصد الكنيسة ما زرعت فما يزرعه الإنسان إياه يحصد. والحقيقة أنا لا أخاف ولا ينبغي للكنيسة أن تخاف، بل على الكنيسة أن تفيق من غيبوبتها وأن تتوب عن شرها وكسلها وتهتف: “الرب نوري وخلاصي ممن أخاف، الرب حصن حياتي ممن أرتعب، إن نزل علىّ جيش لا يخاف قلبي إن قامت علىّ حرب ففي ذلك أنا مطمئن”. فلا تخاف من حكم (الإخوان المسلمون) لمصر، بالرغم من معرفتي بما لابد أن يصير للكنيسة ولنا كمسيحيين مصريين إذا حكم الإخوان مصر، فلن يعمل الإخوان أكثر مما عمله اليهود في الكنيسة في القرن الأول من اضطهاد وعذاب ومرار، ولن يعمل الإخوان المسلمون فى الكنيسة أكثر مما عمله قياصرة وأباطرة الرومان منذ نشأتها وحتى القرن الثالث الميلادي، ولن يعمل الإخوان المسلمون فى الكنيسة أكثر مما عمله أجدادهم في بداية الاحتلال الإسلامي لمصر، ومن لا يصدقني فعليه بقراءة كتاب “حكايات الدخول” للكاتبة المسلمة سناء المصري. فما الاضطهاد بالنسبة للكنيسة سوى وسيلة لإيقاظها وطريق للم شملها، فعندما بدأت الشيوعية في الصين كان عدد المؤمنين بالمسيح لا يتعدى السبعة آلاف ركبة، تلك التي رفضت أن تسجد لبعل الشيوعية، واليوم وبعد صراع واضطهاد مرير لجسد المسيح في الصين يُقدر عدد المخلصين المؤمنين المتمسكين بمسيحهم بأكثر من 70 مليون نسمة وهم يستعدون لغزو العالم كله برسالة المسيح الحي مرة أخرى. لقد دفعتني هذه الأفكار لأن أرجع لكتاب الله، الكتاب المقدس، مستشيراً طالباً أن أعرف رأي المولى تبارك اسمه فيما يحدث في مصر، وكان سؤالي: أليس هناك وحي من جهة مصر، أليست هناك كلمة من رب السماء والأرض عما سيعمل في مصر، وهو ما أخذ مني البحث الكثير، ففي سفر إشعياء النبي، الإصحاح التاسع عشر يقول تنزيل العليم الحكيم: “وحي من جهة مصر”، وعندما يقول تنزيل العليم الحكيم وحي من جهة مصر، فهذا معناه أن ما نحن بصدده هو وحي من المولى ليس للإنسان أن يرفضه أو يناقشه أو يعترض عليه، بل على الإنسان أن يقبله ويخافه ويؤمن به ويصلي له سبحانه ليرفع عنه عقابه وغضبه. لقد حاولت دراسة هذا الوحي بحيادية كاملة وخاصة أنني أعلم أن الغالبية العظمى من المراجع والتفسيرات وخاصة المدونة باللغة العربية منها قد تجنبت تماماً الحديث عن هذا الجزء من كلمة المولى تبارك اسمه، وكيف يمكن التعرض لهذا الوحي ونحن في بلاد تؤمن بتحريف الكتاب المقدس، وترى أن أشد الناس عداوة لها هي إسرائيل، كيف ونحن في عالم يكفر المفكرين والكُتاب إذا ما نادوا بحق المولى وكلمته إن خالفت تعاليمهم وسياساتهم، ويطالبونهم بالرجوع عن أفكارهم وكتاباتهم والتوبة عنها إذا ما تعارضت هذه الكتابات مع طموحاتهم وكبريائهم. كيف أكتبها أو أؤمن بها وأنا أحب مصر والمصريين؟ كيف يكتب أحدنا عن هذا الوحي ونحن الذين تعودنا أن نسمع ونقرأ في أعيادنا ومناسبتنا آية واحدة فقط من هذا الوحي وهي مبارك شعب مصر. يقول المولى تبارك اسمه في سفر إشعياء النبي، الإصحاح التاسع عشر، العدد الأول: “هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر” فالمولى تبارك اسمه قادم إلى مصر لا محالة، وهو قادم بسلطان، بغضب، وهو قادم سريعاً لترتجف أوثان مصر، وترتجف كل آلهة غريبة في مصر، ويرتجف كل من لا يعبد إله إبراهيم واسحق ويعقوب. هوذا تعالى قادم إلى مصر ليهيج مصريين على مصريين، فيحاربون، كل واحد أخاه وكل واحد صاحبه، مدينة مدينة، ومملكة مملكة، أليس هذا ما حدث ويحدث في كثير من مدن مصر الآن. هوذا تعالى آت سريعاً إلى مصر “ليغلق على المصريين في يد مولى قاس فيتسلط عليهم ملك عزيز”، فأي مولى أقسى من ذلك المولى الذي احتل البلاد، شرد أهلها، هدم كنائسها، وضع الجزية على رجالها، وضع الأنيار على رقابهم وأطلق عليهم عبارة “العظمة الزرقاء”، أحرق كتبها وألقى بمكتباتها في البحر، أجبرها على تعلم لغة جديدة لم يكن أهلها يعرفونها ومحا لغتهم وثقافتهم، ولولا أن السيد الرب إله الجنود أبقى لهم بقية في الأرض، لولا وعده لكنيسته أنني “ابني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها” لما بقيت لمصر المسيحية بقية. إذاً فليحكم الإخوان المسلمون أو غيرهم مصر، لا فرق عندي، فهوذا الرب راكب سحابة سريعة وقادم إلى مصر، فمكتوب عنه إنه معه أمرنا، فأمر المسيحيين ليس لدى حكومة حزب حاكم أو جماعة محظورة أو مُباحة، أمر المسيحيين مع إلههم الإله الجبار الذي قال عن نفسه “دُفع إليّ كل سلطان”، هو نفس هذا الإله المكتوب عنه “ستجثو له للسيد الرب يسوع المسيح، كل ركبة مما في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض وسيعترف كل لسان (شاء أم أبى) أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب”. وما قصدت من مقالي هذا إلا أن أضع كلمات هذا الوحي أمام المصريين أولاً: ليحذروا. ثانياً: ليتدبروا. ثالثاً: ليتذكروا. أولاً: ليتحذروا: فعند مجيء المولى تبارك اسمه إلى مصر وفقاً لأقوال هذه النبوة وهذا الوحي: 1. سيضرب المولى المصادر المائية لمصر. فنحن نتغنى أن مصر هبة النيل وأن لدينا من المياه الكثير لكن المولى تبارك اسمه يقول في آية 5: “وتنشف المياه من البحر، ويجف النهر وييبس، وتنتن الأنهار، وتضعف وتجف سواقي مصر”. 2. سيضرب المولى المصادر الزراعية: “ويتلف القصب والآسل والرياض على النيل على حافة النيل وكل مزرعة على النيل تيبس وتتبدد ولا تكون”. 3. سيضرب الرب القادم على سحابة سريعة إلى مصر المصادر السمكية: “والصيادون يئنون، وكل الذين يلقون شصاً في النيل ينوحون، والذين يبسطون شبكة على وجه المياه يحزنون”. 4. سيضرب المولى المصادر الصناعية: “ويخزى الذين يعملون الكتان الممشط والذين يحيكون الأنسجة البيضاء”. وما أكثر الذين يحيكون الأنسجة البيضاء في هذه الأيام في مصر، فهم يتخذون من الأنسجة البيضاء شعاراً وستاراً ليكسبوا من المكانة ما لا يمكن أن يحصلوا عليها بغيرها. وحتى هؤلاء سيخزون عند مجيئه تبارك اسمه. 5. وسيضرب المولى تبارك اسمه مصر بروح الاكتئاب وتُسحق أعمدتها، وما أوضح روح الاكتئاب التي تعمل الآن وتسيطر على أبناء عروبتنا في هذه الأيام. وإن لم تصدقني عزيزي القارئ انزل إلى الشارع المصري وتأمل الوجوه. وليست روح الاكتئاب فحسب هي التي تسيطر على مصر بل روح الغي، فالغواية والانحراف عن الحق سبحانه وتعالى أصبح وسيصبح غالباً على تصرفات الشارع المصري. أليست من أعمال روح الغي أن يشتري المرشحون للحكم في مصر أصوات الشعب بالهدايا والعطايا، فهل لفائز في البرلمان استغل فقر الناخبين أو خوفهم أو يأسهم واشترى أصواتهم بأمواله أن يؤتمن على أن يمثل شعبه في البرلمان. أين كانت عقول الناخبين وتفكيرهم حتى يبيعوا أصواتهم -أغلى ما يملكون- لمرشح أغواهم بهداياه وحلاوينه، هذا هو فعل روح الغي الذي يغوي المساكين المغيبين. يقول المولى تبارك اسمه في هذه النبوة أن من “أضل مصر وجوه أسباطها” أي أن أولئك المشيرين ومن لهم مكانه في البلاد وفي الحكم هم الذين أضلوا مصر، الذين يدعون الحكمة وأنهم أهل المشورة هم الذين أضلوا وسيواصلون ضلالهم لمصر لأن مشورتهم كما وصفها الحكيم العليم مشورة بهيمية لأنه كما يقول العزيز القدير “حكماء مشيري فرعون مشورتهم بهيمية”. ثانياً: ليتدبروا: والآن أليست هناك طريقة لتجنب كل هذا الذي تنبأ به هذا الوحي على مصر، سأذكر لك عزيزي القارئ خمسة شروط ومتطلبات وضعها الوحي العزيز لابد للمصريين أن يعملوها لكي ينهي المولى هذه الحالة من الانهيار الاقتصادي والنفسي والسياسي القادم على مصر: 1. لابد من أن يكون هناك مذبح للرب في أرض مصر وعمود للرب عند تخمها. أي لابد أن تطلق في أرض مصر (وما أقول عن مصر ينطبق على بقية البلاد العربية) حرية بناء الكنائس، ولابد أن تطلق حرية العبادة للرب في مصر، لابد أن ينطلق التسبيح والهتاف للسيد الرب من كل بيت وكنيسة وجماعة لأنه مستحق، هذا هو المذبح أما العمود فهذا الشاهد على أن مصر تعبد الرب إله إبراهيم وإسحق ويعقوب وليس سواه، وليعرف كل من يزور مصر أن هناك مذبحاً للرب في أرض مصر. 2. لابد أن يصرخ المصريون للرب إله إبراهيم وإسحق ويعقوب وحده، فيعرفوا أنه بدونه لا خلاص ولا نجاة لهم، يصرخون ليس المسيحيون فقط، بل كل من هم في أرض مصر يصرخون إلى المولى تبارك اسمه، لا إلى مواليهم ولا لأوثانهم، ولا لقديسيهم، ولا لأوليائهم، بل يصرخون للرب وحده وعندها فقط، ووفقاً لتنزيل الحكيم العليم يرسل لهم مخلصاً ومحامياً وينقذهم. ولابد أن تكوِّن الكنيسة جماعات للصلاة والتضرع والتوسل للرب القدير أن يقصر مدة هذا العقاب لمصر. 3. لابد أن يُعرف الرب في مصر ويعرف المصريون الرب، لقد تصرفت الحكومات والممالك والأحزاب مع الكنيسة ومع شعب الله في مصر بما لا يدع مجالاً للشك بأنهم لا يعرفون إلههم. فظنوهم مشركين وكفاراً وعبدة الناس من دون الله، وكتابهم محرف وكهنتهم سحرة ومنجمين ولهم عذاب من عند ربهم أليم، لكن اليوم قريب حينما يأتي الرب سريعاً على سحابة إلى مصر ليدافع عن جسده وكنيسته ويصنع أحكاماً بآلهة المصريين فيعرف المصريون الرب ويُعرف الرب في أرض مصر. وسيُعرف الرب في مصر كالمخلص من الذنوب والخطايا، كالشافي من الأمراض والبلايا، كالفادي من جهنم في النهاية. 4.عندما تكون هناك سكة وحرية في التنقل والعبادة بين مصر والمملكة الآشورية القديمة وهي اليوم العراق، إيران، تركيا، الأردن، فلسطين، لبنان وسوريا، يوم تعبد هذه البلاد إلهاً واحداً رباً قديراً قادراً على كل شيء. 5. يوم تقبل هذه البلاد سابقة الذكر أن تكون إسرائيل شريكاً لهم في العبادة لله الواحد رب السماء والأرض. فيقول تنزيل الحكيم العليم في إشعياء، الإصحاح التاسع عشر، العدد 23: “في ذلك اليوم تكون سكة من مصر إلى آشور، فيجيئ الآشوريون إلى مصر والمصريون إلى أشور ويعبد المصريون والآشوريين” 24 “في ذلك اليوم يكون ثلثاً لمصر وآشور بركة في الأرض”. نعم نحن جيل أرضعنا أهلنا وقادتنا كراهية إسرائيل طيلة عمرنا واتهموا من لا يبغض إسرائيل بالكفر والخيانة لبلادنا، لقد كبرنا على خدعة أننا سنلقي إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل في البحر، ولم يحدث، وها هو المولى يقول إن مصر والإمبراطورية الآشورية القديمة وإسرائيل سيعبدون معاً نفس الإله الواحد القهار الذي لا شريك له، إله إبراهيم وإسحق ويعقوب. فهلا طرحنا عنا عنادنا وكبرياءنا وكُرهنا لشعب خلقه المولى وميزه بأن منه الأنبياء والمرسلين، أفلا نطيع المولى فيرفع عنا سيئاتنا، فالكراهية حتى لأعدائنا هي من رجس الشيطان الذي لا يعرف الحب ولا يقبل الآخر، فالله محبة، وكل من يُحب أخاه قد وُلد من الله وكل من لا يحب أخاه فلا يعرف الله فالله محبة. وليس معنى ما أقوله في هذه النقطة بالذات أنني أوافق على ما ترتكبه إسرائيل الحالية ضد الأشقاء الفلسطينيين أو المسيحيين من فظائع سواء أكان في فلسطين أو في أية بقعة من بقاع الأرض، بل أنا مقرر وسارد وحياً من الله كان مقضياً. ثالثاً: ليتذكروا: ليتذكروا أنه عندما تتوفر هذه الشروط الخمس السابقة سيبارك المولى تبارك اسمه رب الجنود، شعبه مصر قائلاً: “مبارك شعب مصر، وعمل يدىّ آشور وميراثي إسرائيل”. فلا بركة إلا إذا حققنا ما يطلبه منا المولى تبارك اسمه. ونصيحتي لرؤسائنا، وقادتنا، وكهنتنا ومشايخنا وأولي الأمر منا، أن اقرؤوا التوراة والإنجيل ففيها هدى للناس ورحمة، اقرأ في سفر إشعياء وحي من جهة مصر، وحي من جهة آشور، وحي من جهة بابل، وحي من جهة موآب. اقرؤوا سفر دانيال وأخبار الأيام والملوك لتعرفوا أن للسماء سلطاناً، وأن كل آلة تصوب ضد شعب الله لن تنجح، ولتعلموا ما يخبر به المولى سبحانه وتعالى في كتابه العزيز عن بلادكم ومستقبلكم. لتعلموا كيف رفع جلاله ملوكاً وقضاة وكيف ذهب بعضهم إلى نهايته غير مأسوف عليه، اللهم إني قد أبلغت اللهم فاشهد. اللهم إننا ندعوك لترفع غضبك عنا، وتعطينا من الطاعة والخضوع لك ما يؤمن سلامتنا. اللهم لا تأخذنا بآثامنا وكرهنا ولا تسلمنا إلى مرام أعدائنا، اللهم ارحمنا واعف عنا يا إلهنا، أعطنا طاعة لوحيك وكلمتك، وخضوعاً لأمرك ووصيتك، وقبولاً لحكمك وهدايتك. اللهم اهد أولي الأمر منا، وحكمنا، واهدنا وارشدنا إلى ما فيه خيرنا. اللهم بارك أرضنا وأمح اللعنة عن مصادرنا وثرواتنا، وعُد بنا إلى توبتك وإيماننا بك يا أرحم الراحمين، يارب العالمين. آمين.