2015 سنة تسبيح العلي

18

العدد 107 الصادر في أغسطس 2014
2015 سنة تسبيح العلي

    بينما كنت لا أزال متحيراً لفهم ما حدث في كنيسة المقطم الشهر الماضي، وأجد صعوبة كبرى في استيعابه وتصديق أن يُطرد مرنمين من كنيستهم “الأم” بتهمة أنهم يرنمون ترانيم بروتستانتية، ويحّجم كاهن أفنى عمره وشبابه فى خدمة حي الزبالين، وهي منطقة معروفة بمستواها المادي والاجتماعي والخدمي المتواضع، مع أن سكانها يخدمون أكابر القوم أو قل الجميع ويزيلون روائح فضلاتهم من بيوتهم وشوارعهم وينظفونها وهم يعيشون اليوم كله فى شوارع تصدم رائحتها الإنوف من بُعد، هذا الكاهن الأمين الذي تحجم وتحدد خدماته بدلاً من أن يكرم ويبجل في عمره المتقدم، مع أننى أعرف أنه ليس من النوع الذى ينتظر التكريم من إنسان، لأنه لو كان من ذلك النوع الباحث عن التقدير الإنساني والشهرة العالمية والمنافع الوقتية لما أضاع حياته في هذه المنطقة؛ لكنه يعمل ما يعّلم به وهو متأكد وواثق من حقيقة القول من أضاع حياته لأجلي يجدها، وبهذه المناسبة فإننى أوجه له ولأمثاله من خدام أمناء في كل الطوائف المسيحية كل احترام وتقدير وشكر وعرفان بالجميل، أقول لهم نيابة عن الملايين من أبناء مصر الذين تخدمونهم في ظروفكم الصعبة، أنتم نور العالم أنتم ملح الأرض فلولاكم لما عرف العالم الحالى حلاوة المسيح ولفسدت مجتماعتنا ولألقى الملايين في جهنم النار فشكراً لكم جميعاً، ونحن نصلى من أجلكم ليعينكم الرب في خدماتكم، أما عن حبيبنا خادم المقطم  فهذا ما تعودناه جميعاً منه وليكافئه إلهنا على كل ما قدم لأبناء الله في كل الطوائف وحتى من أتباع الأديان الأخرى من خدمات.

    بينما كنت أتفكر في كل هذا واسأل نفسى لماذا الترنيم بالذات، وتسبيح العلي هو ما يحدث حوله هذا الخلاف الذي لا مبرر له، ولماذا في هذا الوقت بالذات، رن صوت داخلي قائلاً: “لأن 2015 أريدها أن تكون سنة تسبيح العلي في مصر وفي البلاد العربية، وأنا سأتمجد في هذه البلاد بصورة لم يسبق لها مثيل”، وصمت الصوت، فبدأت أنا في تفكير عميق عن ما معنى أن تكون سنة 2015 سنة تسبيح العلي، كيف يتم ذلك، من هم المتوقع منهم التسبيح، ما هو التسبيح المتوقع أن يرفع في مصر، ما هي نتائج التسبيح الذي سيرفع في مصر، نتائجه على الكنيسة، نتائجه على مصر كدولة، نتائجه على رجل الشارع العادي، ما هو تعريف الكنيسة تلك التي ينبغي لها أن تسبح، ماذا لو لم تسبح الكنيسة العلي، لماذا هذا الإعلان في هذا الوقت بالذات، وبدأت كثير من الحقائق تتساقط قطعها كل في مكانه حتى ترسم صورة لما أثق أن الله يريد أن يعمله في مصر وخاصة كنيسته في 2015. ولتحل لغز السؤال لماذا حدث ما حدث في كنيسة المقطم في يونيو 2014. وللإجابة فأنا أرى أن المشتكي على إخوتنا عدو النفوس وعدو كل بر يعرف ما هو مزمع أن يكون من تسبيح في 2015، لا لأنه يعرف الغيب فعلام الغيوب واحد لا شريك له سبحانه، بل لأن الرب لا يصنع أمراً إلا ويخبر به عبيده الأنبياء، لذا فالعدو يسمع ما يقوله الروح للكنائس، وعادة ما يكون هناك فرق في رد الفعل فيما يتعلق بإبليس وخططه المستقبلية وجديته فى التعامل مع الإعلانات الإلهية فهو أيضاً روح لا ينعس ولا ينام ولا يهدأ، بل يشتكي على مختاري الله نهاراً وليلاً، وبين الكنيسة في كل بقاع الأرض وطريقة تعاملها مع هذه الاعلانات والهبات والامتيازات المتاحة لها من قبل رب السموات. فالكنيسة عادة لا تسمع بوضوح ما يقوله الروح للكنائس، نعم الكنيسة في معظم الأحيان لا تسمع وإن سمعت لا تعي وإن وعت لا تعمل وإن عملت تعمل كل ما هو فاتر، فلا هو حار ولا هو بارد، وتعمله عادة وفقاً لاستحسانات بشرية ومشورات إنسانية تؤدي في معظم الأحيان إلى تقيؤ المولى سبحانه وتعالى لما تعمله له عروسه الكنيسة، وبالتالي لا تستفيد بما يقوله الروح للكنائس ولا تعيره أي اهتمام ولا تقدر عظمة أن الله الروح القدس شخصياً هو الذي يتكلم لها، وأكبر دليل على ذلك هو وصول الكنيسة الحالية إلى حالة اللاودوكيين في القديم مع أن السيد الرب يسوع المسيح قد كلمها بروحه القدوس وقال لها بواسطة نبيه يوحنا الحبيب “واكتب إلى ملاك كنيسة اللاودوكيين”. والجدير بالذكر فى هذا المقام أن الوحي المقدس لم يقل ليوحنا أكتب إلى ملاك الكنيسة التى في لاودوكية كما فعل عندما كتب للكنائس الست الأول منها، كما قال سبحانه ليوحنا أن أكتب إلى ملاك الكنيسة التي في أفسس، واكتب إلى ملاك كنيسة سميرنا، وفي برغامس، وهكذا مع الكنيسة التي في ثياتيرا والكنيسة التى في ساردس ثم التى في فلادلفيا، أما عندما تكلم عن الكنيسة التى في لاودوكية فلم يقل أكتب إلى ملاك الكنيسة التى في لاودوكية بل قال: “أكتب إلى ملاك كنيسة اللاودوكيين” وكأن الكنيسة الأخيرة التى يتكلم إليها الروح القدس ليست كنيسته هو تبارك اسمه بل هي كنيسة الناس “اللاودوكيين” وكأنها كنيسة موازية لكنيسته الحقيقية التى اشتراها هو سبحانه بدمه، وهذا ما نراه واضحاً جلياً في كنيسة هذه الأيام، كنيسة المسيحيين الحقيقيين المغسولين والمطهرين بدم المسيح تبارك اسمه، والتى أطلق عليها في كتاباتى البقية التقية، وللتوضيح أقول أن عبارة “البقية التقية” التى كثيراً ما ذكرتها في كتاباتي ليس المقصود بها المعنى الأضيق المتعارف عليه عند دارسي الكتاب والتى تختص بشعب إسرائيل في زمن الضيقة، فهذا ليس بحثى ولا يهمنى في كثير أو قليل لكن البقية التقية التى كثيراً ما أتحدث عنها هى مجموعة المؤمنين المسيحيين الحقيقيين من كل قبيلة وشعب ولسان وخلفية مسيحية كانت أم غير مسيحية، الذين يعيشون في هذه الفترة الزمنية التى نعيش فيها أولئك المولودين من الله والرافضين لكل مساومة على الحق الكتابي، من لا يكرهون شئ أكثر من الخطية ولا يحبون أحداً أكثر من المسيح يسوع رب البشرية، ويعيشون في مواجهة حقيقية مع قوات الشر الروحية في السماويات ومع ذلك لا ولن يحنوا ركبة لبعل، وهم متمسكون بتعاليم المسيح وحده ولا سواه. وبالمقابل معها كنيسة أخرى تعرف بكنيسة اللاودوكيين، وشتان الفرق بينهما فكنيسة اللاودوكيين لسان حالها “أنا” وليس “هو” سبحانه، “أنا غني وقد استغنيت وليس لي حاجة إلى شئ” أنا الوحيدة المتمسكة بأقوال وبتعاليم الآباء القديسين، وبالتعليم الكتابي الصحيح عبر التاريخ، والموسيقى والألحان والرسومات والتقليد و.. و.. و.. الخ. إذًا فمن هي الكنيسة التى يريدها العلى أن تجعل عام 2015 “سنة تسبيح العلي” هي جسده تبارك اسمه الذين أعطاهم سلطان أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون بإسمه، اسم المسيح الحي إلى أبد الأبدين، وهؤلاء موجودون في كل طائفة مسيحية وهم جزء من كل طائفة مسيحية على وجه الأرض، وهذه الكنيسة أيضاً تضم المتنصرين والذين ولدوا بالروح القدس في عائلة الله وأصبحو جزءاً لا يتجزأ من جسد المسيح الحي، وفي اعتقادي أن الإخوة والأخوات الذين يطلق عليهم اسم (المتنصرين)، مع أننى لا أحب هذا الاسم على الإطلاق ولا أطلقه على أي من الإخوة والأخوات المؤمنين بالمسيح من خلفية غير مسيحية، هؤلاء المؤمنون  بالمسيح رباً وسيداً ومخلصاً وفادياً وحده ولا سواه سيكون لهم دور خاص في جعل 2015 سنة تسبيح العلي، فمع أنهم في أغلب الأحيان ما يكونون مختفين وخارج أسوار الكنائس التقليدية إلا أن العلي ينتظر منهم أن يحولوا 2015 إلى سنة تسبيح العلي، وما أثق فيه أن أوضاع من يسمع أقوال هذه النبوة ويعمل بها سيرى أمجاداً وأبعاداً في العشرة مع المسيح لم يرها من قبل، ولم يكن حتى من الممكن أن يحلم بها، مع ضيقات كثيرة، لكن من جميعها سينجيه الرب. وقد نجح عدو النفوس أن يقنع هذه الكنيسة، كنيسة اللاودوكيين، أن عصر النبوات انتهى وأن كل ما نحتاج إليه موجود فى الكتاب المقدس، وبعد أن كمل كتابنا المقدس وحفظ لنا عبر هذه السنين فنحن لسنا فى حاجة إلى أنبياء، لذا يحاول العدو أن يخلط في الأذهان بين أنبياء المسيح الذين لم ينته وجودهم على مر عصور الكنيسة ولن ينتهي إلى يوم مجيئه ثانية، وبين الأنبياء الذين كتبوا لنا الوحي بالروح القدس والذي لا يمكن الزيادة على ما اوحي فيه لا كلمة ولا نقطة واحدة وإلا لزاد المولي تبارك اسمه على من يتجرأ على ذلك الضربات المنصوص عليها في كتابه الكريم، ومن حذف منها حرف يحذف اسمه من سفر الحياة الذي يصبوا المؤمنون بالمسيح إلى مناداة أسمائهم منه يوم لا ينفع مال ولا بنون. أقول هذا لأن نوع التسبيح الذي ينتظره المولى من المصريين في 2015 يختلف كثيراً عن التسبيح المتداول في كنائسنا اليوم، فمع كل شكرنا للرب لأجل مرنمين ومسبحين باللغة العربية في مصر ومن كل الدول العربية، إلا أن التسبيح الذي يتطلع له المسيح فى 2015 هو تسبيح نبوي، أي فيه ترتبط تعدد صفات وكمالات المسيح وعظمته بما يضعه هو في قلوبنا وأيضاً بما سيفعله فى الفترة القادمة في مصر والوطن العربي، مثال لتوضيح ما اأقول، هناك ترنيمة رائعة أثق أنها أعطيت بالروح القدس للمرنم وكاتب الترنيم الأخ هرماس سمير يقول قرارها “الأرض دي ملكك يابن الله، أنت الساكن فيها، أنت الرب وأنت الله العالي في وسطيها”، (والمقصود بابن الله هنا هو شخص الرب يسوع المسيح تبارك اسمه)، من يرنم هذه  الترنيمة اليوم يعتبر من وجهة النظر العادية الطبيعية الواقعية مخبولاً منفصلاً عن الواقع في مصر خاصة والوطن العربي عامة، فأين هى الأرض التى هي ملك ابن الله اليوم، هل مصر بشكلها الحالي يبدو عليها أنها ملك ابن الله أو حتى هناك أمل في أن تكون، وهل العراق اليوم هي ملك ابن الله أم هي ملك السنة والشيعة وداعش والأكراد، أين ملكوت ابن الله من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب، هل السعودية ملك ابن الله أم هي ملك الوهابية المتطرفة وهي تكره بقوة ابن الله وتقاومه بكل امكاناتها، هل سوريا، اليمن والسودان.. الخ هي ملك ابن الله، هل تتكلم هذه الترنيمة عن ملك المسيح ملكاً حقيقاً على كل الأرض والنفوس أم أن ملكه اليوم هو ملكاً عاماً بالمعنى العام للحقيقة، كما يقال أن الله مالك السماوات والأرض، فالواقع اليوم يؤكد أن المسيح يسوع هو أبعد ما يكون في أذهان الغالبية الساحقة من أبناء هذه الأرض، لكن هذه الترنيمة تتكلم بروح النبوة وترى وتؤمن وتعلن إعلانات حقيقية واقعة في عالم الروح سواء أدركها أو فهمها العقل البشرى أم لا، إنها حقيقة تعلنها الترنيمة في عالم الروح وسيؤكدها القدير فى 2015، فمعنى أن تكون 2015 سنة تسبيح العلى تعني أنها السنة التى يقدم فيها تسبيح وتعظيم وتمجيد للعلى وإعلاء اسمه في هذه الأرض التى يهان اسمه فيها على الأقل خمس مرات يومياً على الملأ وعبر الميكروفونات ومكبرات الصوت، تسبيح العلي هذا لا بد أن يغطي من أنحاء مصر إلى انحائها ويعلن ملكوته وقوته وعظمته تبارك اسمه على كل أرض مصر. أما من هم المتوقع منهم التسبيح هم أولئك الذين غسلوا ثيابهم وبيضوها في دم المسيح الغالي المفديون العابرون من الظلمة وأرض ظلال الموت إلى الحياة المنتصرة في المسيح. ولا يدخل بينهم الصوفيون والمداحون الذين يمدحون من يعرفونه هم بأنه الله مع إصرارهم على رفض قبول حقيقة أن المسيح هو الله الساكن في الجسد، فلن يصلح فيما بعد خلط التواشيح والأغاني الدينية المكتوبة في حب الله بتسبيح العلى المسيح وحده مهما كانت مكانة المسبحين الذين يرون بدافع المحبة وايجاد قواسم مشتركة مع غير المغسولين بدم المسيح حتى في مجال التسبيح، التسبيح الخالي من العازف محمد والملحن عثمان والقانونجي محمود وضابط الإيقاع عبد الصمد. أما نتائج هذا التسبيح الذي سيرفع في أرض مصر هي كثيرة على كل وجه، وقد حدثت على مر التاريخ والأزمان مع أبناء الله في كل مرة سبحوا فيها العلى أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

    أولاً: سيقوم الرب في الكنيسة فيتبدد أعداؤه ويهرب مبغضوه، وفقاً للقول “تسبيحة. يقوم الله يتبدد أعداؤه ويهرب مبغضوه من أمام وجهه” مز 68. أما من هم أعداء الرب ومبغضوه الذين سيهربون أقول أيضاً على سبيل المثال لا الحصر أن أعداء الرب هم ليسوا بشر بأي شكل من الأشكال بل هم روح الغي وروح التدين، وروح ضد المسيح، وروح الزنى أو الشرك بالمسيح، وكلها أرواح لا ترى لكنها موجودة ومؤثرة وبعضها ساكن في أجساد البشر على اختلاف أديانهم وطوائفهم ومذاهبهم وهم يتصرفون ويتعاملون مع غيرهم من البشر الذين يخالفونهم في الدين أو العقيدة أو المذهب بما تمليه عليهم هذه الأرواح، ويكون أن هذه الأجساد التى تضم هذه الأرواح التى تكشف عندما يقوم الرب، فتتبدد هذه الأرواح الشريرة منهم ومن معتقداتهم وممارساتهم، أما الأجساد التى لا تريد أن تتحرر من هذه الأرواح فيكون أنها تشهر جهاراً أمام العالمين.

    ثانياً: أن التسبيح النبوي الذي سيعطى للأنبياء المرنمين سيتحول من مجرد نبوات وإعلانات وتمنيات وتعظيمات للعلى إلى حقائق ثابته مرئية وملموسة في عالم الواقع، تماماً كما تحولت العظام اليابسة من مجرد عظام يابسة متفرقة إلى جيشً عظيمً جداً وقف على أرجله.

ثالثاً: سيجعل الله أكمنة على المتربصين بأولاده وخاصته الذين في العالم فيفني بعضهم البعض ويكشف ويفضح بعضهم البعض، فيزداد صدق الله “إن جاز التعبير” بكذبهم. كما هو مدون في سفر أخبار الأيام الثاني “ولما ابتدأوا في الغناء والتسبيح جعل الرب أكمنة على بني عمون وموآب وجبل سعير الآتين على يهوذا فانكسروا. وقام بنو عمون وموآب عى سكان جبل ساعير ليحرموهم ويهلكوهم. ولما فرغوا من سكان ساعير ساعد بعضهم على إهلاك بعض.

    رابعاً: سيفعل الرب أحكام بآلهة المصريين: فكل صنم وكل إله وكل نبي وكل عراف وأصحاب التوابع والسحرة الذين يستخدمون الآلهة للمصريين القدامى أو المحدثين يصنع الرب أحكاماً وقضاءً عليهم فلا يعودون يتحكمون روحياً في أرض مصر ومصيرها وستفضح هذه الآلهة الغريبة وستظهر لأتباعها أنها لا تصلح لمساعدتهم في الفترة القادمة فيرفع اسم المسيح وحده في كنيسته وفي أجواء مصر ويعرف المصريون الرب ويعرف الرب في أرض مصر.

    خامساً: سيأسر ملوك الشر المحركون الأحداث ضد شعب الرب في مصر والبلاد العربية وتمزق الأجساد والبلاد الحاملة لها والخاضعة لشرها وفقاً للقول “تنويهات الله في أفواههم وسيف ذو حدين في يدهم. ليصنعوا نقمة في الأمم وتأديبات في الشعوب. لأسر ملوكهم بقيود وشرفائهم بكبول من حديد. ليجروا بهم الحكم المكتوب. كرامة هذا لجميع أتقيائه. هللويا. وقد يتساءل البعض هل معنى هذا أنه سينتهي الشر من مصر، وهل ستصبح حياة المسيحيين في نعيم ورغد وهل سيختفي المقاومون والحاقدون والمدمرون لكل ما هو أخضر وجميل، والإجابة على كل ذلك لا، فهذا ما لم يعدنا به الرب وهذا لن نحصل عليه إلا عند مجئ ملك السلام ويملك على عبيده المؤمنين باسمه إلى أبد الآبدين، لكن هذا الذي سيحدث نتيجة تسبيح العلى خاص بالبقية التقية الموجودة في كل كنيسة وشعب وأمة ولسان، فيتمجد الرب في كنيسته وفي مصر عامة. أما كيف يتم هذا وما خطة إتمامه فأنا أرى:

    أولاً: أن يحدث نداء عام لمن له أذنان للسمع ليسمع ما يقوله الروح للكنائس، وليتم أعداد شعب من المرنمين والملحنين المسيحيين الممتلئين من الروح القدس، والعازفين والرائين (أي الذين لديهم رؤية من الرب) والمميزين للأرواح وخاصة أرواح ضد المسيح وأرواح الغي والتدين والقادرين على كشفها والتصدي لها، لأن هذه الأرواح الشريرة الثلاث ستكون عماد جيش العدو في مواجهة هذه الجماعة، بالإضافة إلى جماعة من الحكماء المدبرين والمعطين بسخاء لتتم هذه الرؤية.

    ثانياً: أن يقوم مجموعة كاتبي الترانيم بكتابة العشرات بل المئات من الترانيم مساقين بالروح القدس لهذه المناسبة بالذات، ترانيم نبوية، تسبيح للعلى، إعلان مجده الآتي على البقية التقية من كنيسته في مصر والبلاد العربية، إعلان قيامه ليتبدد أعداؤه ويهرب مبغضوه، إعلان ملكه على مصر والبلاد العربية، إعلان سلطانه وقوته وجبروته.. إلخ. وليتم تلحينها وإعدادها وتخزينها إلى بداية عام 2015 حتى تقدم لسيد كل الأرض جماعات جماعات وليست ترانيم انفرادية ترنم كل في زمن ومكان ما.

    أما المرنمون الحقيقيون الممسوحون للترنيم لسيد كل الإرض فلينسوا خلافاتهم وتنافساتهم وليعدوا للقاءات مشتركة لا تظهر فيها أسماء فرق أو طوائف أو أشخاص، بل يظهر بها جماعة البقية التقية من المرنمين الذين ذابت بينهم الفوارق وإمكانيات الأصوات وخلفيات الفرق وغيرها متحدين معاً تحت هدف واحد وهو رفع اسم المسيح يسوع تبارك اسمه على مصر والبلاد العربية ومن فيها وما فيها.

    ثالثاً: أن تقوم جماعة من المصلين الحقيقيين والمتشفعين لحماية هذه الجماعة المسبحة والمحاربة بتسبيحها العلى وأن يكون هناك وسيلة للاتصال بهؤلاء المتشفعين حتى يمكن الوصول إليهم بحقيقة الحرب الروحية التى ستجرى على أرض الواقع. هؤلاء لا بد من وجودهم الدائم وصلاتهم وتشفعهم المستمر. أما كيف ينفذ كل هذا على أرض الواقع فمن خلال:

    ا- اجتماعات الكنائس، كل الكنائس، كل الطوائف حتى أولئك الذين يؤمنون بأن عليهم أن يقاطعوا الترانيم البروتستانتية، فحركة التسبيح هذه لا صلة لها بطائفة واحدة معينة بل بالبقية التقية في مصر والبلاد العربية كما قلت سابقاً، فكل من يرى نفسه أنه من هذه البقية التقية مدعو أن يشارك في تسبيح العلي، مع التأكيد أن هذه الدعوة لا علاقة لها بأية طائفة أو جماعة أو كنيسة، وأن هذه الدعوة لا علاقة لها بالمدائح والقصائد والألحان التى تقدم لغير المسيح من ملائكة أو من يسمونهم الناس قديسين أو قديسات أو شهداء أو شفعاء أوغيره من التسميات. فعلى كل كنيسة أن تختار اجتماعاً واحداً في كل شهر وأن يتنازل جناب القسيس أو الكاهن أو الواعظ عن عظته أو محاضرته ابتداءً من عظة يوم الأربعاء لرأس الكنيسة الأرثوذكسية إلى أصغر قس وكاهن موجود في بقعة ما في أرض مصر، ولتعقد في هذه الاجتماعات ليالي تسبيحية للمسيح يسوع سيد كل الأرض والمتسلط في مملكة الناس، هل لنا أن نتخيل أن أكثر من 3 آلاف اجتماع في مصر يتفقوا على تسبيح العلى مرة واحدة في الشهر كل في مكانه لمدة سنة كاملة وماذا ستكون نتيجة هذه المحافل على الحالة الروحية في مصر والبلاد العربية.

    ب- أن تتجمع كل مجموعة من الكنائس سواء في الطائفة الواحدة أو في طوائف مختلفة وتعقد اجتماعات للتسبيح مرة واحدة في الشهر لمدة 12 شهر من بداية 2015 وحتى نهايتها.

   ج- محفل شهري عام لتسبيح العلى من كل الكنائس، من كل الطوائف في بيت من بيوت المؤتمرات التى تسع الآلاف ولا يغفل فيه حضور المتنصرين القادرون على الحضور والتسبيح.

    وأخيراً أقول هل هناك في مصر اليوم من القسوس أو الكهنة أو المرنمين أو العازفين أو الملحنين أو رجال الأعمال من يمكن أن يسمع هذا النداء وأن يصغي لما يقوله الروح للكنائس ويعطى فرصة للرب لاستخدامه في إشعال نار. إن هذا هو الذي يريد الرب أن يصنعه في مصر والبلاد العربية، لأنه هكذا قال رب الجنود هآنذا صانع أمراً جديداً في مصر ستطن له آذانكم عند سماعه فسيعلوا اسمي في مصر وسيعرف المصريون الرب وسأتمجد بشعبى وسأنزع الخوف من قلوب الكثيرين فيصنعون مشيئتي كل قصدي ولن يعودوا للجحور فيما بعد ولن يصمتوا ولن يدعوني أسكت حتى أتمم كل قصدي في أرض مصر. فلنجعل معاً 2015 سنة تسبيح العلي.

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا