العدد 68 الصادر في مايو 2011 ماضي وحاضر ومستقبل مصر فى أشعياء 19
كما ذكرت فى مقالى السابق “أشعياء 19 والأحداث الجارية” أن واحداً من أهم النبوات الواردة عن مصر فى تنزيل الحكيم العليم الكتاب المقدس، إن لم تكن أهمها على الإطلاق، هى النبوة الواردة فى أشعياء 19. وأهميتها ترجع إلى أنها المرساة التى يمكن الاعتماد عليها فى توضيح وفهم وتشخيص وعلاج حالة الاضطراب والفوضى وعدم الاستقرار الحادثة فى مصر فى هذه الأيام. ويلخص أشعياء 19 ماضي وحاضر ومستقبل مصر فى أربعة نقاط وهى:
1- فساد الضمير.
2- غياب الكبير.
3-عقاب القدير.
4- بركة الله للقطيع الصغير.
أولاً: فساد الضمير:
يقول الوحى المقدس فى أشعياء 19:13 “رؤساء صوعن صاروا أغبياء، رؤساء نوف انخدعوا. وأضل مصر وجوه أسباطها. مزج الرب فى وسطها روح غى فأضلوا مصر فى كل عملها كترنح السكران فى قيئه” ففى هذه الآيات يذكر الوحى أن من أضل مصر وخدعها وجعلها كالسكران المترنح فى قيئه هم وجوه أسباطها، أي من هم فى مكان ومكانة تجعلهم الحراس على العامة وخادميهم والمحامين عنهم ومرشديهم، وهذا يدل على فساد الضمير الذى لهؤلاء المصريين. وعند البحث فى أكثر من 20 ترجمة من الترجمات المختلفة للكتاب المقدس للوقوف على معنى كلمة وجوه أسباطها، ومن هم، وجدت الترجمات تقول إنهم الرؤساء، المسؤولون الحكوميون الرسميون، المعتبرون، الأعمدة، القادة، الحكام. ألا ينطبق هذا بالتمام على الحالة الراهنة فى مصر. فرؤساء الجمهورية الثلاثة الذين حكموا مصر كان أولهم ومن حوله ممن يجهلون فن القيادة الشعبية والمعاملات الدولية، وفى كبرياء وغطرسة وعنجهية حكم مصر بالنار والقبضة الحديدية ومثل دور الزعيم العارف والفاهم لمسؤولياته وحلم بأنه سيوحد كلمة العرب وسيصبح الزعيم المفدى للأمة العربية، فاتخذ فى سبيل تحقيق هذا الحلم الأخرق قرارات عشوائية، فردية وغبية دون الأخذ برأى الأغلبية التى لم يكن لها رأى على كل حال، وإن كان، لم تكن تستطيع أن تبوح به سواء فى حرب اليمن أو حرب إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل، كما أعلن غير مرة تلك القرارت التى جلبت على مصر (التى كانت قيمة عملتها الجنيه المصري أقوى مرتين من الدولار الأمريكي واليوم لا قيمة له فى مواجهة أي من العملات الدولية) جلبت ويلات الحرب والدمار والفقر والديون، وراح أكثر من مليون شهيد فى حرب لم يكن لنا فيها ناقة ولا جمل. والعجيب أن اسم عبد الناصر لازال يخلد بالرغم من كل ما صنعه وله أتباعه وأحزابه. وثانيهما لم يكن له من الضمير أقله فأطاح بكل من ساندوه فى بداية وصوله إلى الحكم وعندما أرادوا الإصلاح من وجهة نظرهم ألقى بهم فى السجون ووصفهم بالحرامية وأطلق تسمية انتفاضة الحرامية على محاولتهم الوقوف فى وجهه. وهو الذى مثل دور كبير العائلة المصرية والرئيس المؤمن ولبس الجلباب وأمسك بالمسبحة وأجج نار الفتنة والعداوة والكراهية بين المسيحيين والمسلمين التى لم نزل نحصد فى ثمارها حتى اليوم نحن المسيحيين أصحاب الأرض التى ولدوا فيها وتربوا على ترابها وورثوها عن أجدادهم، ليس كغيرهم من الوافدين من شبه الجزيرة العربية. وثالثهما كان فى بداية عهده لا بيهش ولا بينش وترك البلد ليحكمها من لا ضمير لهم من رجال البوليس والوزراء وأهل الثقة لا أهل الخبرة والمقربين والمتملقين المرتشين وفى نهاية عهده تفرغ لجمع الثروة هو وأولاده وقضى سنيه الأخيرة فى التخطيط والإعداد لتوريث الحكم لأصغره حتى انتهى بهم المطاف إلى حيث هم الآن. ألا يدل هذا وغيره مما لا مجال لسرده على فساد ضمائر هؤلاء الرؤساء؟ وماذا عن القادة كل فى موقعه؟ فلقد أصبح عمل الوزير الأساسي هو استغلال منصبه، الذى لا يضمن البقاء به حتى إلى أيام معدودات، ليجمع أكبر قدر ممكن من الأموال الحرام، وليرضى من عينه فى منصبه ويعمل لحسابه ولا يهتم بالناس، فوزير السياحة يفصل النشاطات السياحية لخدمته شخصياً، ووزير الزراعة يستورد الحبوب والمنتجات المسرطنة مادامت ستدر عليه دخلاً مهولاً وليمت الغلابة والمساكين، ووزير الداخلية يجمع المليارات هو وحاشيته من الشعب المغلوب على أمره إما فى تغيير اللوحات المعدنية وإما بالإتاوة والرشاوى، وهكذا يفعل معظم الوزراء إن لم يكن كلهم. أليس هذا هو قمة فساد الضمير المصري؟
ولم يقتصر فساد الضمير على القادة والمسؤولين فحسب بل امتد إلى رجل الشارع العادى ولسان حاله “هى جت على أنا، ما الناس كلها معندهاش ضمير” فـانغمس رجل الشارع فى السرقة والنهب، فى الغش التجاري والزراعي والفكري بكل أنواعه، وأصبحت الرشوه شيئاً مقنناً وإن كان عاجبك، وسادت المحسوبية والوساطة فى الأشغال والمطارات والمصالح والهيئات والخدمات، وأطلقوا عليها أي المحسوبية اسم “الكوسة”، وأدى فساد الضمير المصري إلى إعادة وجود طبقة العبيد والسادة والبشاوات، أولئك الذين يعيشون فى القصور وغيرهم من يعيشون حرفياً فى القبور. أليس من فساد الضمير أن يتحول جهاز البوليس وهو الذى من المفروض أن يكون منصفاً المظلومين ومعاقباً المجرمين وحامياً المساكين المسالمين إلى جهاز يعيث فى الأرض فساداً؟ فوسائل التعذيب التى تتم فى السجون المصرية لم يسمع عنها العالم ولا يصدقها عقل، مما جعل أمريكا ترسل المعتقلين السياسيين والإرهابيين إلى مصر للتعذيب ولنزع اعترافاتهم واستخراج المعلومات من أفواههم وأمعائهم. أليس من فساد الضمير أن يخدع القادة الدينيون الناس فيجدون لكل أمر فتوى ولكل مشكلة حديثاً حتى ولو تضاربت المشاكل، ويشغلون الناس بما لا ينفعهم فى الدنيا ولا في الآخرة من التبرك ببول الإبل أو بركات بول الرسول، ورضاعة الكبير، والكراهية لكل من يخالفهم في الدين أو العقيدة حتى من إخوانهم في الدين الواحد؟ ولعل تعاليم الدين “أي دين” هى المسؤول الأول عن إصلاح الضمير أو فساده. فالضمير هو نائب عن الله سبحانه فى الإنسان المؤمن به تعالى. ولم تعرف البشرية بالرغم من كل ضلالاتها الصواب من الخطأ، وقبل نزول التوراة والإنجيل وهما الحاويان وحدهما لكل الحق، إلا عن طريق الضمير. وما الضمير إلا جهاز الإنذار الذى وضعه المولى سبحانه وتعالى يوم خلق الإنسان ليرشده لعمل الخير ويبعده عن الشر. لكن الضمير، بعد حين لا بد له، وليس لديه الخيار، إلا أن يتبع من يروضه ويغذيه إن كان بالسلب أم الإيجاب، فالضمير يقول للإنسان إنك لا يمكن أن تنصر الظالم بأي حال من الأحوال لأن الله لا يحب الظالمين وليس للظالمين من أنصار، لكن ماذا يفعل الضمير إذا أسكتت صوته تعاليم الدين التي توصي الإنسان أن انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً؟ الضمير يرفض أن يكذب الإنسان مهما كانت مبررات الكذب، لكن إذا صرح الدين للإنسان بالكذب عند الضرورة أو اتقاء لشر أو لنصرة حزب الله، فماذا يفعل الضمير؟ يقسم الضمير ما للإنسان إلى محللات ليعملها ومحظورات عند المولى لا ينبغى عملها بأي شكل من الأشكال ولأي سبب من الأسباب فيخرسه الدين عندما يملي عليه أن الضرورات يبحن المحظورات، الوصية التى يحاول الضمير تطبيقها هى لا تقتل تحت أي مسمى من المسميات بل ليس فقط لا تقتل بل لا تكره حتى عدوك “فإن جاع عدوك فأطعمه وإن عطش فاسقه” كما علمنا الكتاب المقدس، “لأن كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس” لكن ماذا يكون نفع الضمير إذا أوصى الدين بقتل من لا يؤمنون بتعاليمه وفرائضه وشريعته بل ويعتبرهم كفرة ويثاب كل من يقتلهم. ألا يعلمنا الضمير أننا ينبغي أن نحب أزواجنا كأنفسنا فكيف يستقيم هذا مع ضربهن وهجرهن فى المضاجع. من هنا سبق المولى تبارك اسمه فى أشعياء 19 وأنبأنا أن فساد الضمير لهو سمة من سمات المصريين التى كانت وستظل تمثل واحدة من أكبر العقبات التى تقف فى طريق إصلاح مصر ونهضتها. وللأمانة فى الكتابة أقول إن فساد الضمير ليس قاصراً على المصريين وحدهم بل هو سمة العصر فى كل مكان، لكن لم تر العين حتى الآن فساداً مركزاً مجمعاً عاماً شاملاً لكل أوجه الحياة وللغالبية العظمى من الناس فى بلد ما على الأرض فى آن واحد كما تراه فى مصر كماً وكيفاً.
ثانياً: غياب الكبير:
يقول الوحي عن مصر في أشعياء 19:11 “إن رؤساء صوعن أغبياء، حكماء مشيري فرعون مشورتهم بهيمية… فلا يكون لمصر عمل يعمله رأس أو ذنب… في ذلك اليوم تكون مصر كالنساء فترتعد وترجف من هزة يد رب الجنود عليها”.
وهنا يشير الوحي إلى غياب الكبار الحكماء والرأس فى مصر، وهذه هى سمة هذه الأيام. لقد كان الناس فى جيلنا يوقرون الآباء والمدرسين (لكن هذا قد انتهى بظهور مدرسة المشاغبين وبهدلة صورة المدرس والناظر والأب فى أعين الكبار والصغار). وكنا نوقر القسوس ورجال الدين فما كنا نجرؤ على الجلوس عند مرور القسيس أو الخادم أمامنا، أما اليوم وبعد أن تصارع القسوس مع رعاياهم وجرجر بعضهم زملاءهم أمام المحاكم الزمنية واتهم كل منهم الآخر بالفساد والتزوير في الانتخابات والرشاوى والكذب وغيرها من الموبقات التى يعف القلم عن كتابتها، ضاعت هيبة القسوس ولم يعد هناك الكبير الذى يخضع له الصغار والكبار لا لأنه يملك سلطان الحل والربط ولا سلطان المنح والمنع كما يعتقد البعض، بل طوعاً واختياراً لحكمته وشفافيته ومحبته التي تجبر الجميع على احترامه وطاعته وقبول الحكمة والمشورة من فيه، ولا أدل على هذا الحال من بعض اجتماعات الهيئات والمجامع والمذاهب التى تتطاير فيها الكراسي والأحذية والألفاظ والاتهامات. وتحضرني ذكرى حادث مؤسف حدث فى إحدى كنائسنا الإنجيلية وكان راعيها من أواخر الرجال المحترمين والموقرين لشخصه، كان قد رحل عن عالمنا حديثاً، وعقدت الكنيسة اجتماعاً تدبيرياً حضره مجموعة من شيوخها والراعي الجديد المرشح للرعاية بدلاً من الراعي الذي رقد، وكما هي الحال فى كل كنائسنا المصرية كان هناك جامع أمامها والباب فى الباب، وكان اليوم جمعة وفى خروج المصلين بعد صلاة الجمعة احتدم النقاش بين حضرات الشيوخ والقسيس الجديد وتطايرت الكراسي والأحذية مما دفع بعض فاعلي الخير المسلمين أن يدخلوا الكنيسة طالبين من المعتركين قائلين: “يا جماعة صلوا على النبي واخزوا الشيطان، دا القسيس بتاعكم كان راجل طيب ومحترم” ولا أدري إن كان جناب الراعى الجديد وحضرات الشيوخ قد صلوا على النبي أم لا، لكن كل هذا كان قد حدث بسبب غياب الكبير. كنا فى زماننا ونحن أطفال نحترم المرأة ونشعر بالفخر والزهو عندما كنا نقف فى المواصلات العامة وبكل احترام نشير لها بالجلوس، فيربت والدي على رأسي قائلاً برافو ناجى هكذا يعمل الأولاد المتربيين، وبالرغم من أنني لم أكن أعلم لماذا أعمل ذلك لصغر سني إلا أنني كنت أعلم أنني أعمل ما لابد من عمله مع النساء والبنات وخاصة كبيرات السن منهن. أما اليوم فالمرأة لابد لها أن تقف فى المواصلات العامة ووراءها حشد من الرجال يتحرشون بها فى الأتوبيس والشارع وحيث ثقفتموها، وظهر من طلب منها أن ترضع زميلها فى العمل خوفاً عليها من الخلوة غير الشرعية، ومن أفتى لنا أن صوتها عورة وعيونها تحمل غواية الشيطان وكفوفها تمتد الإثم والرذيلة لذا فعليها أن تخفى كل ما بها وأن تسير وكأنها خيمة متحركة لا تعرف وجهها من خلفها هذا إن لم تستطع أن تخفى نفسها فى بيتها فلا ترى نور الشارع مرضاة لربها ودينها، والذين نصبوا أنفسهم أولياء عليها من دون الله. وإن اقتصر هذا على المسلمات قلنا ليكن، فلهم دينهم ولنا ديننا وفى النهاية سيحاسب المولى الجميع وهو فعال لما يريد، لكن الأمر يمتد الآن حتى إلى المسيحيات اللاتى يطلب منهن التخفى أيضاً وإلا التحرش والإهانة وماء النار فى انتظارهن وليس من كبير حتى تخشاه مثل هذه النوعية من الرجال الذين يصطفون عن البعوضة ويبلعون الجمل بما حمل عاملين بالقول هذه نقرة وهذه نقرة. الرؤساء والقادة كنا نحترمهم بالرغم من سيئاتهم لكنهم اليوم يضربون بالأحذية إن لم يكن حرفياً على وجوههم، فليكن على صورهم وتماثيلهم. ليس هناك الكبير الحكيم الذي يرجع إليه عند الحاجة وإلا فقل لي من يصلح أن يكون رئيساً للجمهورية المصرية العريقة؟ من كان الكبير فى ثورة 25 يناير؟ من هو الكبير فى مجلس الشعب أو مجلس الشورى؟ من هو الكبير فى الجماعات الإسلامية حتى نجلس معه للتفاوض فيما يحدث للمسيحيين اليوم؟ من هو الكبير فى السلفيين والمحدثين؟ لقد رأيت بعض الذين يعتزمون الترشح لمنصب رئيس الجمهورية على شاشات التليفزيون يتحدثون بطريقة لا تصلح حتى أن تستخدم فى سلخانة مصر القديمة أو سوق خضار روض الفرج أو سوق سمك دير الملاك. إن واحدة من المآسي المصرية هى بلا شك غياب الكبير. وقديماً قالوا فى الأمثال “اللى ما لهوش كبير يشتري له كبير”.
ثالثاً: عقاب القدير:
أما عقاب القدير فقد كتبت عنه أكثر من مرة فى أكثر من مقال وخاصة فى مقالي “وحى من جهة مصر” لكن ما يهمنا اليوم في هذه النقطة بالذات هو انطباق ما كتب على الوضع الراهن فى مصر اليوم. فقد ورد فى أشعياء 19 أن أول ما سيعاقب الله به مصر هو أنه “سيذوب قلب مصر داخلها”. إن نظرة سريعة للرجال المصريين وهم يقضون الليالي في حراسة بيوتهم وعائلاتهم من البلطجية وأرباب السجون الذين أفرج عنهم خصيصاً بأمر الرئيس المخلوع ووزير داخليته لإرهاب المصريين، عملاً بنصيحة الإعلام المصري المأجور لخير دليل على ذوبان قلب مصر داخلها. وقال أيضاً الوحى المقدس: “وأهيج مصريين على مصريين فيحاربون كل واحد أخاه وكل واحد صاحبه: مدينة مدينة ومملكة مملكة”. أليس هذا هو حال مصر اليوم مسلمين ضد مسلمين، مسيحيين ضد مسيحيين، مسلمين ضد مسيحيين، المنيا، قنا، أبوقرقاص، الإسكندرية، الخ، الخ.. ما هذا الذى يحدث في مصر اليوم؟ الجواب هو ما كتب عنه الأنبياء قديماً من عقاب القدير. ثمة ضربة أخرى واضحة فى مصر لكل من يأتي ليزورها من خارجها وهى اكتئاب أهلها، فيقول الوحي: “وتكون عمدها مسحوقة وكل العاملين بالأجرة مكتئبي النفس” ولا حاجة للشرح أو التدليل على اكتئاب المصريين اليوم مع أن المعروف عنهم من قديم الزمان أنهم أكثر الشعوب مرحاً. هناك قائمة كبيرة بعقابه سبحانه تمر وستمر بها مصر اليوم وفى الأيام القادمة يمكنك مراجعتها عزيزى القارئ فى سفر أشعياء أصحاح 19 كما يمكنك مراجعة مقال “وحى من جهة مصر”.
والحل، أليس من أمل فى إصلاح مصر ونجاتها مما هى فيه؟ لقد ذكر أشعياء النبى أيضاً فى نبؤته ما على المصريين أن يعملوه حتى يرفع عنهم هذا العقاب.. أولاً، لابد لهم أن “يصرخون إلى الرب بسبب المضايقين فيرسل لهم مخلصاً ومحامياً وينقذهم”. فبدون الصراخ والتضرع لله لن يرسل الله المخلص والمحامي عن مصر ولن ينقذهم. ولا بد أن “يعرف الرب في مصر ويعرف المصريون الرب” فالمعروف فى مصر اليوم أن أتباع الرب هم الكافرون المشركون العابدون لثلاثة آلهة، لذا فيحق ضدهم الجهاد والإرهاب ولتحرق كنائسهم ولترمل نساؤهم ولييتم أولادهم ولا يسمح لهم بإقامة الصلاة فى أراضي المسلمين حتى لو كانوا قد استولوا عليها بالقوة وبدون وجه حق. والمعروف عن إلههم أنه الإله الضعيف الذى علم أتباعه الخوف والخنوع عندما أوصاهم “من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر” والمعروف فى مصر اليوم أن “لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن الدين عند الله الإسلام، وما المسيح عيسى بن مريم إلا بشر رسول” فليؤمن المسلمون بما يؤمنون وليعرفوا ما يعرفون ولكن لن تصلح حال مصر إلا إذا عرف المصريون جميعاً مسيحيين ومسلمين من هو المسيح الرب، وأن ليس بأحد غيره الخلاص، وأنه هو الديان العادل من سيحاسب ويكافئ ويدين البشرية جمعاء فهو ديان الأحياء والأموات، وأنه الجالس على كرة الأرض والمتسلط فى مملكة الناس، هو الأول والآخر البداية والنهاية الألف والياء، من يقول فيكون، يأمر فيصير، يحيي الموتى ويدعو الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة، ولن يصلح حال مصر إلا عندما يعرف المصريون إله إبراهيم وإسحق ويعقوب أنه الإله الحقيقي وحده ويسوع المسيح الذي أرسله تعالى رحمة للعالمين، ولن يؤمنوا إلا بعد أن “يضرب الرب مصر ضارباً فشافياً فيرجعون إلى الرب فيستجيب لهم ويشفيهم”
عندئذ “يقدمون ذبيحة وتقدمة وينذرون للرب نذراً ويوفون به وعندها فقط تبدأ النقطة الرابعة أى:
رابعاً: بركات الله للقطيع الصغير:
التى بينها الشفاء للإنسان المصري من فساد الضمير، وللأرض والزراعة والمياه والثروة السمكية والصناعة، ويجعل مصر بركة فى الأرض ويقيم فيها مذبحاً للرب فيعبد المصريون الرب، إله إبراهيم وإسحق ويعقوب، ويكون فى الأرض سلام حتى يشمل السلام العلاقة بين مصر وآشور وإسرائيل فيبارك الله الأرض قائلاً مبارك شعبى مصر وعمل يدي آشور وميراثى إسرائيل.