قضية الشهيد القمص أرسانيوس وديد لن تموت ولن يضيع دمه هدرًا

26

نشأت أبو الخير

مع نهاية كل سنة ميلادية، يتوقف المرء أمام ما يُسمى بحصاد العام يتأمل شريط الأحداث التي جرت وتكون له وقفات في محطات لأحداث بارزة جرت. وسأتناول في هذه السطور حدثين هما مقتل القمص أرسانيوس وديد ومقتل الشاب القبطي راني رأفت.

في إطار متابعتي للقضية التي هزت الرأي العام بقيام الإرهابي نهرو عبد المنعم، بقتل القمص أرسانيوس وديد، حيث قام المتهم نهرو عبد المنعم، بقتل القمص أرسانيوس وديد، وذلك يوم 7 / 4 / 2022 على كورنيش سيدي بشر، ورغم مرور أكثر من سنة ونصف على صدور حكم محكمة جنايات الإسكندرية في 11 / 6 / 2022 على المتهم بالإعدام شنقًا ثم قيام محامي المتهم بالطعن على الحكم أمام محكمة النقض بالقاهرة إلا أن المحكمة الموقرة لم تحدد حتى الآن جلسة للنظر في الطعن على حكم محكمة الجنايات دون موانع قانونية تمنع تحديد هذه الجلسة (على حد تعبير صديقي الدكتور سامح زغلول المحامي بالنقض محامي أسرة الشهيد والمتابع للقضية قضائيًا).

فمن خلال المتابعة المستمرة لم يتم حتى الآن تحديد جلسة بمحكمة النقض لنظر الطعن. وإذا كان الشيء بالشيء يُذكر فإننا نجد في واقعة مقتل نيرة اشرف، المعروفة إعلاميًا بفتاة المنصورة على يد زميلها محمد عادل، والتي قام بقتلها أمام كلية الآداب جامعة المنصورة يوم 20 يونيو 2022 وصدور حكم محكمة جنايات المنصورة بالإعدام شنقًا على المتهم في 6 يوليو 2022، وتم الطعن على الحكم وفي جلسة 9 فبراير 2023 صدور حكم نهائي بتأييد حكم الإعدام شنقًا على المتهم. وقامت سلطات سجن جمصة بمحافظة الدقهلية بتنفيذ حكم الإعدام. رغم أن أحداث قضية الأب الشهيد كانت سابقة على قضية فتاة المنصورة. فيظل التساؤل لماذا لم يتم تحديد ميعاد لنظر النقض في القضية البشعة التي هزت الرأي العام؟ بمشيئة الرب سنظل نتابع هذه القضية قضائيًا وإعلاميًا فقضية القمص الشهيد أرسانيوس وديد لن تموت ولن يضيع دمه هدرًا وإننا لمنتظرون.

أما القضية الأخرى التي سنظل نتابعها فهي حادثة مقتل الشاب القبطي راني رأفت نور في القضية المعروفة إعلاميًا بشهيد الضبعة والتي أصدرت فيها محكمة الجنايات أحكامًا بالسجن المؤبد على بعض المتهمين والسجن المشدد على بعض المتهمين الآخرين، فتقدم الدكتور سامح زغلول محامي المجني عليه بطلب لنقض الحكم وذلك في الأول من شهر ديسمبر ولم يُنظر فيه حتى الآن.

وتعود أحداث الجريمة البشعة التي هزت مدينة الضبعة والمجتمع المطروحي والرأي العام إلى يوم 27 / 4 / 2022، حين قام 6 من الإرهابيين الملثمين جهارًا نهارًا بإطلاق 172 رصاصة من عدة رشاشات آلية على الشاب القبطي راني رأفت نور فاخوري، فأردوه قتيلًا وذلك بمدينة الضبعة بمحلة الكائن أمام قسم شرطة الضبعة ووحدة الأمن الوطني بمدينة الضبعة (محافظة مطروح) ثم بعد أن أجهزوا عليه قاموا بإطلاق عدة أعيرة نارية بصورة عشوائية على قسم شرطة الضبعة ووحدة الأمن الوطني وعلى مدخل مدينة الضبعة وفروا هاربين.

وقام المتهم الأول فيصل عبد الناصر طربان، ببث فيديو يفخر بارتكاب الجريمة البشعة وقرر أنه قام بقتل رامي النصراني الكافر نصرًا للإسلام والمسلمين وتم القبض عليه وعلى باقي المتهمين بمعرفة أجهزة الأمن الوطني والمباحث الجنائية بمدينة مرسي مطروح حيث عُرضوا على النيابة العامة والتي تولت التحقيق معهم. واعترف المتهمون جميعًا اعترافًا تفصيليًا بارتكابهم للجريمة وبأنهم خططوا لها أكثر من مرة ومنذ فترة طويلة وأنهم ارتدوا الملابس المموهة الخاصة بالجيش والشرطة حتى لا يعرف أحد هويتهم واستخدموا سيارة بعد أن طمسوا معالمها حتى لا يتم كشف جريمتهم. وانتهت النيابة العامة إلى إحالتهم لمحكمة جنايات مطروح بمواد العمد مع سبق الإصرار والترصد وحيازة أسلحة بدون ترخيص وإثارة الذعر بين المواطنين وتهديد السلم والأمن العام طبقًا لما هو وارد من مذكرة النيابة العامة الموجودة بأوراق القضية، وتم تداول القضية في المحكمة.

وطالب المحامي عن المتهم الأول بإحالته للطب النفسي لبيان حالته العقلية وبالفعل استجابت المحكمة لهذا الطلب وتمت إحالته للجنة خماسية من أساتذة الجامعة المختصين بالطب النفسي وتم إيداعه بمستشفى المعمورة للطب النفسي لمدة 45 يومًا تحت الملاحظة. وانتهى التقرير إلى أنه يتمتع بقدرته العقلية على التمييز وحرية الاختيار وأنه ارتكب جريمته بحرية واختيار وأنه مدرك لأفعاله أثناء ارتكاب الجريمة وأثناء الملاحظة وأنه اعترف لهم بارتكاب الجريمة.

وتم تداول القضية بالجلسات واستجابت المحكمة لجميع طلبات الدفاع عن المتهمين وقامت بسماع كافة الشهود ومناقشتهم وطلبت من دفاع المتهمين المرافعة ألا أنهم طلبوا رد المحكمة هروبًا من صدور الحكم العادل. ونُظرت دعوى الرد فتم رفضها وتم تغيير هيئة المحكمة بهيئة أخرى استمعت لدفاع المتهمين ورفضت الاستماع لدفاع المدعين بالحق المدني واكتفت بإثبات طلبات المدعين بالحق المدني والمتضمنة تعديل القيد والوصف بطلب إضافة ان الجريمة تمت بغرض إرهابي. واستمعت المحكمة لدفاع المتهمين الذين اجمعوا كلهم على أن المتهم الأول هو الذي قام بالتخطيط للجريمة وتنفيذها وهو الذي قام بإطلاق الرصاص على المجني علية راني رأفت.

وقرر دفاع المتهم الأول أن الباعث على الجريمة هو إشاعة ترددت بأن المجني عليه لديه علاقات بنساء الضبعة دون أن يقدم دليلًا على ذلك رغم أن دفاع المدعي بالحق المدني قد أوضح في مذكرة دفاعه أن هذا الادعاء غير صحيح على الإطلاق وقدم دليلًا على ذلك من أقوال مَنْ عاشروا وتعاملوا مع المجني عليه من أصدقائه المسلمين وزملائه وأساتذته والذين أشادوا جميعًا بأخلاق المجني عليه. ورغم ذلك ورغم توافر أركان الجريمة خاصةً بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والمعاقب عليها قانونًا بعقوبة وحيدة هي عقوبة الإعدام، إلا أن محكم الجنايات قد أصدرت حكمها بتاريخ 19 / 11 / 2023 بالسجن المؤبد على بعض المتهمين وبالسجن المشدد على باقي المتهمين مع اختلاف المدد.

وقام الدكتور سامح زغلول المحامي بالنقض ومحامي المجني عليه بتقديم طلب إلى السيد المستشار المحامي العام لنيابات مطروح حيث قدم طلبًا لنقض الحكم لمخالفته لصحيح أحكام القانون ولم يُنظر فيه حتى الآن، لذا سنظل بمشيئة الرب نتابع هذه القضية أيضًا قضائيًا وإعلاميًا وإننا لمنتظرون.

***

بمناسبة حلول أعياد رأس السنة الميلادية في 31 ديسمبر والكريسماس وأعياد الميلاد المجيد والغطاس المجيد في يناير 2024 م أتقدم بخالص التهاني القلبية لقرائنا الأعزاء ولأسرتي في التحرير وللمصريين وشعوب العالم اجمع. وُلِدَ لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب وليحل ملك السلام بسلامه على المسكونة كلها وكل سنة وأنتم طيبون.

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا