عجيب هذا الشعب الملقب بالعربي، وخاصةً في مصر، والذي من خصائصه الواضحة والمزمنة أنه شعب يتحدث فيما يعرفه وما لا يعرفه، ويفتي في ما له علم به وما لا علم له به، المهم عنده أن يتكلم ويتقمص صورة الفاهم العارف الدارس الخبير مع أن الغالبية الساحقة منه هم غير ذلك تمامًا.
فما أن يكتب أحدهم على الفيسبوك فكرة أو طلبًا أو قضية أو تعليقًا أو حتى عظة روحية، بغض النظر عمن هو الكاتب سواء أكان مسئولًا حكوميًا أو كنسيًا أو قسيسًا أو خادمًا، إلا ويحصل ما كتبه على شلال من التعليقات بعضها يخالف بعضه تمامًا، فمنها تعليقات مؤيدة وبشدة ومعارضة بشدة أيضًا، ومنها ما يتغنى بعظمة ما كتب ومنها ما يحاول إظهار تفاهته وتجنبه الصواب. وهكذا تختلف الآراء وخاصةً من غير المثقفين أو الدارسين أو أصحاب المصالح الخاصة والأغراض المعلنة والخفية. لقد قمتُ بدراسة شخصية لأمر التعليقات وردود أفعال مستخدمي الفيس بوك وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي، وكتبتُ سابقًا مقالًا مطولًا في العدد 172 الصادر في يناير 2020 من جريدة الطريق والحق والذي يمكن قراءته على الموقع الإلكتروني للجريدة، والمقال بعنوان “قراءة شيطانية للتعليقات الفيسبوكية” وأنصح بقراءته ودراسته والاستفادة منه، وقد جاء به ضمن ما جاء ما يلي: “في رأيي الشخصي، الذي أعلم أنه لن يوافقني بخصوصه البعض، أنه ما أن يظهر البوست الخاص بهذه القضية أو ذلك الرأي، إلا وتسرع، وفي لحظات، قوات الشر الروحية في السماويات بدراسته بعناية ثم بترجمته على هواها وتوصيله بطرق كثيرة لنوعيات مختلفة من البشر، وتعطيهم الإجابات الشيطانية التي يكتبونها ردًا على هذا البوست أو ذاك، والتي يمكن ألا تمت بصلة من قريب أو بعيد لهذا البوست أو ذاك، وتدفع هذه القوات الشيطانية نوعيات معينة من الناس للتعليق عليها والإدلاء بآرائهم فيها، والشجار حولها، وقد يتطور الأمر إلى كتابة شتائم أو اتهامات وتشكيكات في دوافع كاتبها، أو في لغة شباب اليوم “النفسنة”
وإليك بعض الموضوعات وردود أفعال نوعيات مختلفة من البشر على بعض الأفكار أو القضايا أو التعليقات أو حتى العظات الروحية، فإن كتبت كصحافي مسيحي عن أي أمر في مصر، فسينقسم مَنْ تكتب إليهم إلى النوعيات التالية:
أ) المسئولون الحكوميون: هؤلاء يصمتون ولا يعلقون حتى لو كنت تسألهم أسئلة مباشرة عن أمر ما أو تطلب منهم التعليق عليه أو حتى الالتفات إليه وعمل ما يدل على أنهم قرأوا ما كتبت، وكأنك ما كتبت، فلم ولن يتحرك لهم ساكن أمام قضايا كثيرة، وخاصةً إذا كان الأمر يتعلق بالمسيحيين ومصالحهم وحقوقهم في مصر، أو يتعلق بالكنيسة عامةً مبانيها أو رياساتها على اختلاف طوائفها. وهذا ليس بالجديد علينا، فقد عاهدنا هذا الأمر منذ اللحظة الأولى التي فتحنا فيها عيوننا الصغيرة في مصر بعد ولادتنا مباشرةً، وهذا خير لهم وأبقى كمسئولين حكوميين، الأمر الذي يعتبرونه حرفية منهم في التعامل مع ما يحدث مع المسيحيين من غير المسيحيين أو بينهم كمسيحيين وبين بعضهم البعض إن سلبًا أو إيجابًا، إذ يعتبرون ذلك حرفية في التعامل والاستجابات للمطلوب منهم الالتفات إليه وردود الأفعال من جهتهم.
ب) المسئولون الكنسيون يتبرأون ويدينون ويعلنون استياءهم منك، وقد تصل ردود أفعالهم إلى إنكارهم أنهم يعرفونك أو أنهم سمعوا عنك من قبل، حتى إذا كنت بالنسبة لهم معروفًا تمامًا وقد حاولوا التواصل معك في كثير من المناسبات، وبسبب رفضك للتواصل معهم يعتبرونك كالشوكة في ظهورهم ويتمنون أن يتخلصوا منك ومن صوتك العالي وكشفك للمستور منهم في مكاتبهم وعلاقاتهم وآرائهم وتصريحاتهم الصحفية أو المسطبية، يتمنون الخلاص منك بأي شكل من الأشكال إذا انتقدتهم أو اعترضت على آرائهم التي أعلنوها على الملأ، وإجاباتهم على أسئلة الصحافيين حتى لو كانت إجابات رعناء غير مدروسة وكاذبة تضر أكثر مما تنفع في أية قضية صغيرة أو كبيرة، وحتى لو كانوا هم السباقون في الكلام عنها أو تفجيرها في وسط الكنيسة.
ج) الغالبية العظمى من المسلمين غير المتعلمين يسبّون ويشتمون ويكتبون أحط الألفاظ وردود الأفعال بغض النظر عن الموضوع الذي تتناوله وتتكلم فيه، وخاصةً إذا كان موضوعًا دينيًا مسيحيًا مختلفًا عليه بين المسيحية والإسلام كأمر تجسّدُ وصلب ودفن السيد المسيح وقيامته، أو مَنْ هو خاتم الأنبياء والمرسلين من الله للبشرية، وغيرها من الأمور المعروفة والمتداولة بين الناس في مصر على الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي.
د) المسيحيون المغيَّبون العاطفيون الذين لا يفكرون فيما يحدث لهم وبينهم ومنهم على كل مستويات حياتهم وعلاقاتهم ومعاناتهم، ويعيشون تحت سيطرة روح الخوف من زائر الفجر والليل، سواء من القيادات السياسية والأمنية والدينية أو حتى من القيادات الكنسية والذين علّمتهم وربتهم وأخضعتهم بالعبارات المبسترة التي كررها أصحابها ومتسلموها كما يدعون من الآباء، والتي منها “ابن الطاعة تحل عليه البركة” دون أن يشرحوا لأتباعهم أو يعرِّفوهم مَنْ هو ابن الطاعة، وأي نوع من الطاعة تلك التي تجلب البركة، وما نوع البركة التي تجلبها الطاعة العمياء على ابن الطاعة، فبعض المساكين المغيبين يخافون من حد سلاح الحل والربط الحاد الذي هو أمضى من كل سيف ذي حدين والذي لا تحمله إلا الفئة التي تدعي أن لها وحدها سلطان الحل والربط، فهم وحدهم الذين تسلموه من المسيح فما يحلونه على الأرض يكون محلولًا في السماء وما يربطونه على الأرض يكون مربوطًا في السماء. أما أولئك المسيحيون المغيبون فلا يعرفون إلا أن يقولوا: “يا حبيبتي يا مصر”، و”اللهم أخزيك يا شيطان”.
هـ) أما الحاقدون عليك بسبب وجودك وإقامتك خارج مصر، والذين هم على استعداد لأن يعملوا أي شيء وكل شيء وأن يخسروا كل ما يملكون من صحة ومال وخلافه في سبيل الحصول على ڤيزا للبلد الأمريكي أو الأوروبي الذي تعيش فيه، فيطالبونك بأن تترك البلد الذي تعيش فيه، وخاصةً إن كان هذه البلد هو أمريكا، وأن تأتي لتعيش معهم في مصر حتى يصبح لك الحق أن تقترح أي إصلاح أو تشارك بأي أفكار تجاه مصر ولصالحها ولصالحهم هم أنفسهم.
و) أما مَنْ لا علم لهم إلا في تشجيع الأهلي أو الزمالك، والذين يفطرون الفول ويتغدون كورة ويتعشون برامج تلفزيونية ومسلسلات وأفلام، وبعضهم مازالوا يتعشون بأغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وحتى عبد الوهاب، فهؤلاء يتعاملون مع أية فكرة جديدة كماتش كورة، ويعتبر كل منهم رأيه السخيف الأجوف، وقد يكون في نظر الحكماء رأيًا غبيًا يعبِّر عن غباء كاتبه، يعتبره المعلق هدفًا في شبكة الكاتب أو المشير إلى أية قضية في أي أمر يُكتب على الفيسبوك، ويصفق لنفسه على انتصاره المبين.
ز) هناك أيضًا المحبطون المضطهدون المذلون، أولئك هم الذين يقولون لك: “اتركنا في حالنا وبلاش تقلب علينا كمسيحيين المواجع ورجال الحكومة أو المسلمين أو حتى المسيحيين إخواننا، وتعال عيش معنا في مصر، فأنت لا تعاني مثلنا وأنت لا تتعب في جمع الدولارات”، وكأن كل منا في بلاد المهجر يزرع في حديقة بيته شجرة تعطي ثمرها في أوانه والثمرة هي دولارات أمريكية أو كندية أو أسترالية أو جنيهات إسترلينية. وهم دائمو الشكوى لك والإعلان عن احتياجاتهم المادية وتحميلك بعقدة ذنب إن لم تمد لهم يد المساعدة بغض النظر عما إذا كنت حقًا تملك قوتك اليومي أم لا.
ح) هناك جماعة أخرى تُعرف بـ “البقية التقية” التي لم تحن ركبة لبعل أو إله آخر غير الله، فهم يفهمون ويصلون ويتضرعون لأجل أنفسهم وإخوانهم ويعيشون بالتقوى في المسيح يسوع، لكن مشكلتهم الكبرى أنهم دائمًا يصمتون وكأنهم من أهل الكهف أو أهل القبور، فلا تسمع لهم صوتًا ولا اعتراضًا ولا رأيًا ولا حتى موافقة على ما يرونه صحيح. هم دائمًا لا يسمعون ولا يرون ولا يتكلمون، تمامًا كما حدث مع البقية التقية التي تكلم عنها المولى مع نبيه إيليا التشبي في القديم، والتي لم يتواجد منها أحد معه لمساندته في معركة جبل الكرمل في إسرائيل ضد أنبياء البعل وأنبياء السواري الكذبة الأشرار، مما اضطر نبي الله إيليا أن يشكوهم لله بالقول: “قتلوا أنبياءك وهدموا مذابحك وبقيتُ أنا وحدي وهم يطلبون نفسي.”
ط) وتبقى مجموعة واحدة وهي مجموعة المحاربين، الصامدين، الفاهمين، أصحاب الرؤى والعزيمة والإصرار على الإصلاح، مَنْ يهمهم حقيقةً أمر مصر والكنيسة في مصر والشعب المصري كله على اختلاف أديانه وخلفياته، وهم على استعداد أن يضحوا بالغالي والثمين لأجلها، وهم قليلون جدًا جدًا. هؤلاء هم الذين لا يستخفون بأية فكرة حتى لو كانت مجنونة وغير قابلة للتنفيذ في الوقت الحاضر، وهم الذين يدرسون ويسألون ويقارنون ويفهمون ويتحركون ويضعون أيديهم في أيدي المخلصين وأصحاب الرؤى والخبرة والعقول السليمة، ويتحملون الصعاب لأجل تحقيق أفكارهم وحل مشاكلهم والدفاع عن قضاياهم العرقية والدينية والمجتمعية.
ولا شك أن المطلوب منا جميعًا أن نتعامل مع كل نوعية من النوعيات السابقة بنفس الطريقة الوحيدة الصحيحة، لكن مع كل بحسب إمكانياتها وخلفيتها ومستوى تفكيرها، ولا بد أن نلتمس الأعذار للمسئولين والمرعوبين ودافني رؤوسهم في التراب من أية فكرة أو طريقة قد تكون جديدة أو غير مفهومة أو حتى شريرة في أعين البعض.
لقد حدثت في الشهور والأسابيع الأخيرة من هذا العام ٢٠٢٤ عدة أمور أدانها العديد من المسيحيين وصفق لها الكثير من المغيبين منهم، وحشر العديد من منتهزي الفرص الذين يحاولون أن يتصيدوا الأخطاء في المياه العكرة للخدام وأصحاب الفكر الروحي، سواء المستقيم منه أو المعوج، أنفسهم وأصدروا فتواهم فيها. وهذه الأمور والقضايا التي حدثت إما في الكنيسة من وقوف أحد القسوس المشاهير ضد إسرائيل واتهامها بما ليس فيها أو ما صدر عنها وأخذ جانب واحد في الصراع العربي- الإسرائيلي، حيث بكى على القتلى من أطفال الفلسطينيين ولم يكترث للقتلى من أطفال إسرائيل، مع أن لمثل هؤلاء وأولئك ملكوت السموات، حسب تعاليم المسيح يسوع شخصيًا تبارك اسمه. انفعل القسيس إلى حد البكاء وعدم الانتباه في انفعاله إلى أنه استخدم شواهد كتابية ضد إسرائيل ليست في مكانها، وعكس ما كتبت لأجله حتى في الإنجيل وليس في العهد القديم فقط، ولم يقارن كعادته الروحيات بالروحيات حسبما أمرنا الكتاب المقدس، وكما تعود القسيس أن يعمل في مناسبات كثيرة. وعلى النقيض من ذلك ما حدث مع خادم آخر لإنجيل المسيح، حيث قامت الدنيا ضده ولم تقعد لمجرد أن قال رأيه في أغنية ما ومَنْ غنتها أو كاتب كلماتها، قال نقده في سياق عظة روحية كتابية عقلانية كما يعمل المثقفون والمفكرون في البلاد التي تتمتع حتى بقدر قليل من الحرية الفكرية، والتي يمكن أن ينتقد فيها المواطن العادي أكبر الرؤوس في تلك البلاد. ومع ذلك اعترف على الملأ بخطئه وتسرعه عندما لفت نظره بعضهم إلى إمكانية أن يكون ما قاله يقع تحت بند الخطأ، وحكم على نفسه وفقًا للقول الكتابي: “لأننا لو كنا حكمنا على أنفسنا لما حكم علينا”، مع انه لم يكن ملزمًا بالاعتراف بما أسماه هو وبعض رواد الفيسبوك بالخطأ، أولئك الذين يتربصون بالمشاهير وما يقولون وما يكتبون على وسائل التواصل، وخاصةً هذا الدكتور الخادم، فهناك مَنْ يعز عليهم أن يروا خادمًا أمينًا في الارتفاع في إفادة الناس والتأثير في حياتهم.
إن أهم ما يجب ملاحظته في ما قاله كل منهما هو تأثير ما قالاه وعملاه على الشباب المسيحي، وهو ما يجب دراسته للاستفادة به في المرات اللاحقة وتعليم الشباب طريقة التصرف السليم في مثل هذه المناسبات.
لقد ضرب كل من الدكتور القسيس والدكتور الخادم مثلين ونموذجين وطريقتين في السلوك للخدام والقسوس، وخاصةً للشباب المسيحي صغير السن وقليل الخبرة، وضربا مثلًا في الفرق بين التواضع والكبرياء، بين التفكير وإدراك ما يمكن أن يترتب على خطأ كل منهما من نتائج سريعة وقريبة أو بطيئة وبعيدة الأمد، وبين عدم تفكير الشخص في أبعد مما تراه عيناه المجردة، بين ما يحدث في عالم الروح من حرب روحية ضدهما في السماويات، وبين مجرد التفكير في الدفاع عن النفس في العالم الحاضر الشرير، بين ما يجب أن تكون عليه كيفية التعامل مع الأخطاء الصادرة عن كل منهما، سواء أكانت أخطاء مقصودة مع سبق الإصرار والترصد من قائلها أو عفوية غير مقصودة في ذاتها، أي زلة لسان وتسرع في الحكم على الأمور، فالقسيس أخطأ في الفهم والتفسير والتعليق على كثير من القضايا الروحية والطقسية والكنسية التنظيمية والاجتماعية والسياسية والمجتمعية، أخطأ لفظًا ومعنىً وشرحًا أكثر من مرة واقتبس ما ليس في محله أو مكانه ومقامه من آيات كتابية لا علاقة لها بموضوعه الذي كان يتحدث عنه، وخاصةً فيما يتعلق بالأحداث الجارية بين إسرائيل وبعض دول الشرق الأوسط واستشهد بأمور دنيوية منطقية زرعها العدو في أذهان الكثيرين، وعمل كل ذلك مع سبق الإصرار والترصد، حيث إنه قام بتكراره أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة واجتماع حتى بعد أن قام الكثيرون بلفت نظره إلى تلك الأخطاء على وسائل التواصل الاجتماعي. وعندما لامته الغالبية العظمى من الناس على أقواله وأفكاره، أصر كعادته أن يستمر في خطئه ويدافع عنه ويعظ به مرة ومرات من منبر كنيسته ويلقي اللوم على السامعين بأنهم هم الذين لم يفهموا ما يقصده بطريقة صحيحة، وأنهم يوبخونه على أقواله وأفعاله لا لخطئها ولا لبعدها عن الصواب، وفي بعض الأوقات تضادها مع الحق الكتابي المُسَلَّم لنا من أناس الله القديسين المساقين بالروح القدس، أو بسبب خوفهم عليه ومحبتهم له وصلاتهم لأجله بالدموع والتوسلات لله، العارف القلوب والشاهد على ما أكتبه الآن، توسلاتهم أن يحفظه الله من كل شر وشبه شر، فنعت القسيس الذين يوبخونه بأنهم أعداء النجاح، ذلك النجاح الوهمي الذي يظن هو واللفيف المحيط به في كنيسته أنهم يتمتعون به دون غيرهم من الخدام والكنائس على مستوى مصر كلها، غافلين عما هو مفهوم النجاح في أذهانهم بالمقارنة بالنجاح الحقيقي الذي يمنحه الرب، وأن مقياس النجاح الحقيقي ليس في حجم الحضور بالكنيسة، أو كمية الدولارات التي تتكدس في حساب الكنيسة، أو حتى كمية الانتشار أو الخدمة التي تقوم بها الكنيسة في كل المجالات والأماكن، بل النجاح الحقيقي هو بمسيرة المسيح أمام وفي وسط الجماعة وبقدر تسليم الكنيسة نفسها للروح القدس لقيادتها وإرشادها ومسحها لتكون صانعة سلام لا انقسام، الأمر الذي هو من أهم مظاهر القيادة بالروح. ثم زاد القسيس على أخطائه أخطاء أخرى في عظته التي صوَّر لسامعيه أنها كانت لتصحيح مفاهيمهم وتوضيح ما لم يفهموه كما قصده بالضبط، وبالطبع من وجهة نظره الشخصية الخاصة “وبح خلاص” على حد تعبيره.
أُصلي أن يعطني القدير وإياه ومؤمنيه جميعًا تمييزًا للأرواح الشريرة التي تحاول أن تضل لو أمكن المختارين من الله المعينين للحياة الأبدية. أُصلي أن يعطنا الله تمييزًا للأمور المتخالفة، وحكمة لسماع صوته الهامس في آذاننا بالقول هذه هي الطريق اسلك فيها. أُصلي أن يعطنا القادر على كل شيء التواضع لنعترف بأخطائنا ونتوب عن خطايانا وأن يعطينا قلبًا نقيًا وروح مستقيمة حتى نعلِّم الأثمة وطرقه والخطاة إليه يرجعون. أُصلي أن يحفظ الجالس على العرش شبابنا منا ومن آرائنا وتصرفاتنا التي يشربها منا الغالبية العظمى منهم دون التفكير فيها، فيقعون بسببنا في تجارب متنوعة. أُصلي في اسم المسيح العظيم، آمين.