العدد 72 الصادر في سبتمبر 2011 قراءة مسيحية للأحداث في الدول العربية
تختلف التفسيرات والتحليلات للأحداث الجارية الآن في البلاد العربية وفقاً للمنظور المستخدم في قراءتها. فالمنظور الديني لتحليل الأحداث يختلف تماماً عن المنظور العلماني لها .وداخل المنظور الديني يختلف كل من المنظور الإسلامي للأحداث عن المنظور المسيحي تماما .فالقراءة الإسلامية للأحداث تقول أن هذه هي الصحوة الإسلامية المرتقبة، التى جاهدت الجماعات الإسلامية لتحقيقها من قبل قيام جماعة الإخوان المسلمين حتى الآن، وتراها إيران الشيعية أنها إعداد المسرح العالمي للفصل الأخير من مسرحية” ظهور المهدي المنتظر وحكمه المرتقب ثم نهاية العالم ” كما صرح بذلك الرئيس الإيراني ومُلاليه أكثر من مرة، وفي نظر أهل السنة، أن المولى سبحانه وتعالى، يمهد لقيام الأمة الإسلامية الموحدة، التي ستسيطر على العالم كله، حتى يصبح الأمر يومئذ لله، وشريعته تصبح هي العليا على الأرض إلى قيام الساعة، وما من شك أن سيطرة الإسلام على العالم كله، لا بد أن تبدأ من الوطن العربي الإسلامي حتى النخاع، وخاصة من بلد كمصر بتاريخها الإسلامي العريق، وأزهرها العملاق، وجماعاتها الإسلامية المتعددة التي تُعد الأم لكل الجماعات الإسلامية، المعتدلة منها والمتطرفة، بالعالم كله.
القراءة المسيحية للأحداث، كما أراها ويراها معي جل المسيحيين إن لم يكن كلهم. وهنا أقرر أنه بكتابتي لهذه القراءة المسيحية للأحداث في الدول العربية، لا أبغي منها أية إساءة لدين أو رسول أو جماعة دينية، وهذا قول الحق للحق ليس إلا، فأنا لا أخاف إلا من خالقي وحده الذي يحي ويميت، كما إنني لا أتكلم بلسان كل المسيحيين، فلست بممثل لهم بأي حال من الأحوال، بل هي قراءة، الهدف منها وضع الحقائق في مكانها، ليعتبر بها الجميع، ولتكن سبباً في تفتيح العيون، وكشف الحق وإزهاق الباطل، كما أراه أنا شخصياً، لعل وعسى يُصلَح حال الجميع مسيحيين ومسلمين، ويرد المولى غضبه عنا جميعاً وعن مصر أرضا وشعبا،ً ويعزي بها النائحين من شعبه فهو القادر على كل شيء.
حيث إن هذه القراءة المسيحية للأحداث في الدول العربية بدءاً بتونس، فمصر، ثم سوريا والأردن والبحرين والسودان واليمن وغيرها من الدول الإسلامية، متعلقة كلها بالمسلمين والإسلام والجماعات الإسلامية والسلفيين في هذه البلاد، فلا مفر من قراءة مسيحية للإسلام نفسه لفهم هذه الأحداث . ما من شك في أن المسيحية في قراءتها للإسلام ترى، وهذه ليست حقائق جديدة أو غير معروفة لدى المسلمين، كما إنها لا تنطوي على أية إهانة لهم ولا لدينهم كما ذكرت، بل هي حقائق معروفة لدى جميع الناس، ترى أن الإسلام ليس من عند الله، مع أن الإسلام يرى أن المسيحية من عند الله، بغض النظر عن المسيحية كما يُعَرِفْها الإسلام، فالمسيحية التي يعترف بها الإسلام مختلفة تماماً عن حقيقة المسيحية التي يؤمن بها كل المسيحيين ويعيشها الغالبية العظمى منهم. فالمسيحية التي يعرفها ويعترف بها الإسلام مسيحية خالية من المسيحية الحقيقية فهي، أي المسيحية، خالية من المسيح الله الظاهر في الجسد، ومجردة من الصليب والقيامة وهما قاعدة وأساس المسيحية الحقيقية، وهي أيضا بعيدة عن فكرة توارث طبيعة الخطية، وبالتالي فلا حاجة لموت المسيح وفدائه، وهي مسيحية بلا كتاب سماوي محفوظ، حيث إن كتابها قد تحرف، كما يؤمن المسلمون من وجهة نظرهم، ولم يعد هو الكتاب الأصلي الذي أنزله المولى، الذي لا مبدل لكلماته سبحانه، والذي أنزل الذكر وله حافظ، مع العلم بأن النسخة الأصلية من التوراة والإنجيل غير متواجدة في أي موضع على وجه هذه البسيطة. وهكذا الحال مع اليهودية ، التي ترى أن المسيحية ليست من عند الله، مع أن المسيحية تؤمن أن اليهودية من عند الله. وهذه النقطة من الأهمية بمكان، لأنها تفسر لنا الصراع المستمر بين المسيحية والإسلام. هذا الصراع الذي قَلَّب أرض العالم الإسلامي، وخاصة العربي جحيماً وقتلاً وتكفيراً وكراهية وحقداً وتَرَبُصاً، وتوقع الأسوأ كلٌ من الأخر. أما الأسباب التى دفعت المسيحية لتنكر وحي الإسلام وإلوهيته، فهي عديدة ومتنوعة، فهناك أسباب كتابية، أسباب منطقية، أسباب علمية، وأسباب اجتماعية….الخ. وسأكتفي في هذا المقام بأن أسرد بعض الأسباب الكتابية والمنطقية لضيق مساحة النشر ولتركيز المنفعة فيما قل ودل.
أما عن الأسباب الكتابية، فلقد ورد في الوحي المقدس، وبحصر اللفظ، أن المسيح هو أخر النبيين وخاتم المرسلين وسيد وملك الأرض والسماء، الذي به وله خلقت كل الأشياء، وهو مالك يوم الدين وديان الأحياء والأموات، والحي إلى أبد الآبدين، وهو البداية والنهاية الألف والياء، الأول والأخر…. الخ. إذاً، فإن كانت هذه المذكورة سابقاً هي طبيعته، وصفاته، وكمالاته وحقيقته تبارك اسمه، فلا يكون هناك مكان لدين أو رسول أو شريعة من بعده، وبعد دينه ورسوليته وشريعته وإلوهيته. إذاً، ووفقاً لهذه القراءة المسيحية للإسلام، يكون الإسلام باطلاً، وكل ما هو مبني على الباطل من كتب ورسل وشريعة فهو باطل.
ليس ذلك فقط، بل إن القراءة المسيحية للإسلام تعتبر أن روح الإسلام هو روح ضد المسيح، الذي أوحى القدير في كتابه الإنجيل بتفاصيله وخصائصه وأعماله والأشكال التى يظهر عليها، لتلميذه يوحنا الحبيب ودَونه يوحنا في رسالته الأولى، وفيه قال المولى تبارك اسمه، أن روح ضد المسيح هو كل روح لا يؤمن أن المسيح جاء في الجسد، أي أنه يؤمن أن المسيح تبارك اسمه ليس أزلي، لكن مثله كمثل آدم، الذي قال له المولى، كن فكان في وقت وزمان بعينه. وروح ضد المسيح أيضا، هو كل روح لا يؤمن بأن المسيح يسوع قد صُلِب وقُبِر وقام في اليوم الثالث حسب الكتب المسيحية. وهذا من العجب العجاب بما كان، فبالرغم من كل شهود العيان الذين كانوا يقفون عند الصليب وقت صلبه، تبارك اسمه، بما فيهم القديسة المطوبة أمه حسب الجسد، التي جاز في نفسها السيف لموت وحيدها، وبالرغم من اعتراف حتى اليهود صالبيه أنفسهم بجريمتهم، بل وافتخارهم بها، وبالرغم من موت كافة حوارييه دفاعاً عن قضية الصلب والقيامة، وبالرغم من مرور أكثر من ستة قرون على هذه الحقيقة التى دُونت في ما لا يحصى أو يُعد من الكتب والمخطوطات، فقد جاء الإسلام ليقول لنا أنه لم يُصلب، فما صلبوه وما قتلوه لكن شبه لهم، مع أنه لم يقل لنا من هو هذا الضحية الذي ُصلب عوضاً عنه. ولم يقل لنا أين اختفى تبارك اسمه، وكيف لم يصرخ هذا البديل ويقول لصالبيه أنه ليس المسيح، وهل يُضل المولى عباده بتركهم يعتقدون أنهم صلبوا المسيح، بينما هم لم يصلبوه؟ هل كان المولى يخاف من العباد حتى أنه أجرى هذه التمثيلية، تمثيلية صلب المسيح، وخدع بها الناس لستة قرون؟ وهل يُعقل أن يكلم، من صلبه اليهود عوضاً عن المسيح، القديسة العذراء المطوبة ويناديها كأمه ويهتم بمكان إقامتها بعد موته؟ ثم يصلي طالباً الغفران والعفو من الله لصالبيه ومعذبيه؟ أيستقيم ذلك كله مع المنطق البشري أم أن هذا ما هو إلا خداعاً وكذباً من روح ضد المسيح، لكي لا يطلب الناس غفرانه ولا يلتفتوا لكفارته ويهلكوا في خطاياهم. وروح ضد المسيح هو أيضا كل روح لا يعترف بربوبيته تبارك اسمه وإلوهيته. ليس ذلك فقط، بل إن الغالبية العظمى من القصص والأحداث والتعاليم التى وردت في القرآن، هي مختلفة تماماً بل وهي العكس لكل ما علمه السيد المسيح وقت وجوده على الأرض. حتى قصة ميلاده التى دونها لنا شهود أمناء في وجود والدته، حسب الجسد، القديسة العذراء مريم، وهي الأعلم بالمكان الذي ولدته فيه، إن كان في مزود أو تحت نخلة، وإن كان الناس قد جاءوا ليلومونها ويقرعونها قائلين ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيًا، أم جاء الحكماء من المشرق ليسجدوا لطفلها ويقدموا لها وإياه كل احترام وتبجيل. وهي وحدها من كانت تعلم إن كان ابنها قد تكلم في المهد صبياً أم لا. لماذا سكتت العذراء المطوبة والأناجيل عن إخبارنا بمعجزة تكلم سيدنا المسيح وهو في المهد صبياً، إن كان قد تكلم حقاً؟ ولمصلحة من هذا السكوت؟ أليس من المنطقي أن تسرد لنا الأناجيل دفاعها عن نفسها وإثبات أن المولود منها لم يكن سفاحاً بل بإعجاز إلهي، وتحقيقاً لخطة إلهية سماوية، تفوق إدراك البشر؟ أم أن الحقيقة هي كما دونها لنا كتبة الوحي المسيحي، ولم يتكلم سيدنا المسيح في المهد صبياً، لأنه كان طفلاً كأي طفل من الناحية الجسدية، لذا فلم يحتج إلى معجزة لإثبات حقيقة ميلاده لأنه فعال لما يريد.
أما الأسباب المنطقية لرفض المسيحية للإسلام والشريعة الإسلامية، هو أن المسيحيين يرون أن الشريعة الإسلامية تعود بالخلق إلى ما قبل شريعة موسى في التوراة، وتنسخ كل ما جاء به السيد المسيح من تعاليم سامية وعظيمه. فلقد علم كليم الله موسى شعبه أنه عين بعين وسن بسن، وتحب قريبك وتبغض عدوك، ثم جاء السيد المسيح ليرتقي بالإنسان ويغير طباعه وإمكانياته، بعمل روح الله فيه، فعلمه تبارك اسمه “أن أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويضطهدونكم”. ولا تقاوموا الشر بالشر، وجاء الإسلام ليعود بنا إلى ما قبل المسيحية، بل في بعض الأحيان إلى ما قبل الجاهلية، معلماً مرة أخرى، عين بعين وسن بسن، ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه، وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم.
علم المسيح تبارك اسمه عن مساواة المرأة بالرجل فليس الرجل من دون المرأة وليس المرأة من دون الرجل، وأنه يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم، وأن المولى تبارك اسمه خلقهما ذكراً وأنثى، فامرأة واحدة لرجل واحد، وجاء الإسلام ليعلن لنا أن النساء ناقصات عقل ودين، وللرجل سلطان على المرأة حتى إلى ضربها إن خاف نشوزها، وأن للرجال أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء مثنى وثلاث ورباع، بالإضافة إلى ما ملكت أيديهم، فلا حرج عليهم في ذلك، وأن الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض درجات. وغير هذا من الكثير والكثير مما لا تسع كتب كثيرة لسرده، فما بالك من مقال شهري. ثم من الأسباب المنطقية أيضا لرفض المسيحية للإسلام، هو حصار المسلمون والإسلام للبلاد والعباد التي كانت يوماً تدين بالمسيحية، حصارها بخيل ومركبات وسيوف، ومحاربة أهلها وفتحها ثم احتلالها وإجبار من بها على الدخول فيه، أو أن يُقتلوا أو أن يدفعوا الجزية عن يدهم وهم صاغرون، أي مذلولون، ويحتلون الأوطان ويسلبون غنائمهم، إلى أخر ما ذكرته سناء المصري، وهي كاتبة ومفكرة مسلمة، في رسالة الدكتوراه الخاصة بها، والتي نالت بها درجة الدكتوراه بتقدير امتياز، والتي قامت بطبعها في كتاب أسمته “مصر وحكايات الدخول”. فهل من المنطق أن يُجبر أصحاب دين سماوي على الإيمان بدين يرونه هم أنه من عند غير الله؟ وهل هناك قوة في الأرض يمكن أن تجبر الإنسان على الإيمان بما لا يؤمن به؟ أليس الإيمان شيء قلبي بين الإنسان وخالقه ليس إلا؟ فقد يُجبَر المرء على اعتناق دين ما أو ترديد الشهادة الخاصة بهذا الدين بطريقة أو أخرى ولسبب أو أخر، أما أن يجبر على الإيمان، فهذا ضد المنطق البشري على الإطلاق. ألم تقم حرب الخوارج لإجبار من تركوا الإسلام بعد وفاة رسوله للعودة إليه والإيمان به؟ فهل هذا يعقل أن يجند أول الخلفاء جيشاً لإعادة الخوارج عن الإسلام إليه بالقوة الجبرية؟
آهٍ نعم، يعوزني الوقت والجهد ومساحة النشر حتى اكتب ما في عقلي وقلبي حول هذا الموضوع الخطير، ولكن وبعد سرد ما لا يُذكر في كميته بالنسبة لما يمكن ذكره، أقول إذا كان الإسلام من عند غير الله كما يؤمن المسيحيون، وإذا كان المسيحيون القدامى هم الذين رحبوا بالمسلمين يوم قدومهم وتركوهم يفتحون مصر والبلاد المعروفة الآن باسم البلاد العربية، مع إنها ليست بعربية ولم تكن إسلامية بأي حال من الأحوال، ويدخلونها آمنين، وحيث إن هذه البلاد هي مزيج من المسيحيين والمسلمين، وكلاهما مذنب في حق الله وعباده، يكون ما يحدث اليوم في البلاد العربية، لا صحوة إسلامية ولا تقلص للمسيحية، بل ما يحدث هو انتقام المولى تبارك اسمه من أصحاب الدين الذين شوهوا واضطهدوا المسيحيين الحقيقيين المخلصين، الذين يتعبدون له سبحانه آناء الليل وأطراف النهار ويذكرونه قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، وأيضا انتقاماً ممن استهانوا من المسيحيين بملكوته وقوته وجبروته وإمكانيته لرد المعتدي إذا ما هم صرخوا إليه. ألم يعلمنا الكتاب المقدس متخذاً من شعب إسرائيل مثلاً كيف أن المولى كان يقاتل عن أعدائهم ويرد كيدهم على رؤوسهم ويخلصهم بيد قوية وزراع رفيعة، ويرسل ملاكه فيقاتل عنهم وهم صامتون عندما يصرخون إليه، سبحانه عظمت قدرته، ويطلبون عفوه وصفحه ومعونته على أعدائهم، فلماذا لم يصرخ رئيس الكنيسة على الأرض ومعه القسوس، وكافة رجال الإكليروس، وكل رجال الله الأتقياء، ليرد عنهم المعتدي ويخلصهم منه. أفما كان يسمع لصراخهم إن فعلوا أم كانوا كعادتهم مشغولين فيمن يكون الأعظم بينهم أبابا روما أم بابا الإسكندرية، وقد وجدت كنيسة الإسكندرية حلاً سهلاً في قبول الإسلام للدفاع عنهم، ظانة أنها بقبوله ستتخلص من سلطان وظلم وتجاهل بابا الكنيسة البطرسية لهم، هكذا يقول التاريخ والمؤرخون.
ولربما خبر الغزاة وحروبهم وقتلهم لأصحاب البلاد التي لم تستسلم لهم دون حرب، كان قد سبقهم للإسكندرية فارتعب حكام مصر وقادتها من هذا الزحف الغامر، أولم يكن المسيحيون في مصر يعلمون أن لهم إلهاً يحي الموتى ويدعوا الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة، وهو الذي وعدهم لا تخف لأني معك لا تتلفت لأني إلهك، إن مشيت في المياه فلا تغمرك واللهيب لا يحرقك. هل كانت كنيسة الإسكندرية تعرف هذه الحقائق أم لا؟ فإن كانت تعرفها فلماذا لم تتكل على إلهها وإن لم تكن تعرفها لكانت هذه هي المصيبة الكبرى والتي أدت إلى ما صار لنا كمسيحيين في الوطن العربي، تُرى، هل تعرف كنيسة الإسكندرية هذه الحقائق اليوم أم مازالت كأجدادها تجهلها أو تتجاهلها؟
سبب آخر للأحداث الجارية في الشرق الأوسط في هذه القراءة المسيحية، هو أن ما يزرعه الإنسان إياه يحصد، كما علمنا تنزيل الحكيم العليم الكتاب المقدس، فلقد زرع القادة والرؤساء العرب الظلم والقتل والقهر والسرقة والاغتصاب والإرهاب في بلادنا، التي وصفوها بالعربية، فكان لا بد لهم أن يحصدوا جزاء ما فعلوا، لأن الله ديان عادل، وهو الذي وعد أتباعه ومحبيه وأولاده أن من يمسكم يُمَس في حدقة عينه. وقال تبارك اسمه بالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم، وبالدينونة التي بها تدينون تدانون. لقد رسم لنا المولى صورة للأمم، وقد ارتجت الشعوب وقد تفكرت في الباطل وقام رؤساء الأرض وملوكها وتآمروا على الرب وعلى مسيحه قائلين لنقطع قيودهما ولنفك عنا ربطهما. وكأنهم يقولون بلغة اليوم لا نريد شريعة المسيح، لا نريده ملكاً علينا ولا نريد المسيحيين فليرحلوا، لن نقبل أن يكون مسيحياً رئيساً أو قائداً أو في منصب قيادي فوق المسلمين، المسيح ليس هو الحل، الإسلام هو الحل، والشريعة الإسلامية هي الحل وهي المصدر الرئيسي للتشريع، لا تسلم على المسيحي، ولا تتخذه صديقاً أو ولياً، فبعضهم أولياء بعض وها هي الشروط العمرية تشهد، والله نفسه على ما أقوله شهيد، لكن الكتاب المقدس يقول فوق العالي عالياً والأعلى فوقهما، ففي مواجهة كل هذا يقول الله في وحيه ” الجالس في السموات يضحك، الرب يستهزئ بهم، حينئذ يتكلم عليهم بغضبه ويرجفهم بغيظه. وما العلاج لهذه الأحداث التى تجرى في شرقنا الأوسط إلا في ما قاله المولى للملوك والرؤساء والقضاة” فالآن يا أيها الملوك تعقلوا. تأدبوا يا قضاة الأرض”.
القراءة المسيحية تقول أنه سيأتي يوم وستسجد كل ركبة مما في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب. سيأتي يوم يتم فيه”وملوك الأرض والعظماء والأغنياء والأمراء والأقوياء وكل عبد وكل حر، أخفوا أنفسهم في المغاير وفي صخور الجبال، وهم يقولون للجبال والصخور:«اسقطي علينا وأخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الحمل،لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم. ومن يستطيع الوقوف؟». سيأتي يوم ستصير فيه الأرض وما فيها للرب ولمسيحه وكل من آمن بالمسيح الحي على الأرض، سيحيا معه إلى الأبد في ملكوته الذي لن ينتهي. وكل من اعترف به تبارك اسمه قدام الناس سيعترف به هو أيضا أمام الملائكة والآب الذي في السموات. فصبراً يا نفسي صبراً، مهلاً يا نفسي مهلاً. إذ هو عادل عند الله أن الذين يضايقونكم يجازيهم ضيقا، وإياكم الذين تتضايقون راحة معنا عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته، في نار لهيب، معطيا نقمة للذين لا يعرفون الله والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح، الذين سيعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب ومن مجد قوته.