على طريق عمواس

4

عـادل عطيـة

   تمتلئ حياتنا بآلاف من أنبياء البعل، وما زلنا نبحث عن إيليا!

   أورشليم تُسبَى وتُخَرَب، ولا يوجد إرميا الباكي!

   الأعداء اخترقوا الأسوار وقتلوا الكثيرين، ولا يوجد من ينفخ في بوقه يا حزقيال!

   تزوج هيرودس من هيروديا وأنجب أطفالاً، فأين ذهب المعمدان؟!

   يطلقها في الزمن الحاضر المحبطون في مواجهة العمالقة من بني عناق الجدد!

   ناظرين إلى العالم اليوم نظرة الله إليه في أيام نوح!

   وهم أشبه بتلميذي عمواس اللذين توقفا عن الإيمان بقدرة وحضور المسيح، فيما كانا يرجوان التحرر من الشر والمعاناة والخوف…

   لقد استوعب الإنسان المعاصر الدرس؛ ففي الماضي، لم يكن الذين صرخوا ضد الأوضاع الخاطئة محط ترحيب وقبول، بل وتعرضوا لاتهامات جائرة، وعقابات قاسية، وميتات يموت معها ضمير القتلة. فإن كان طعم الخطية مُرًّا فى حلوقهم، فإن رسالتهم كانت مُرَّة في حلق الناس!

   فإيليا هو مكدر إسرائيل!

   وإرميا هو محبط الأمة، وخافض معنوياتها، هو هو سوداوی متشائم!

   وأما حزقيال فهو شخص غريب الأطوار، تسمعه تصاب بالتوتر!

   وأما يوحنا، فهو شخص مزعج يتدخل فيما لا يعنيه، إنه بحق يستحق قطع رأسه!

   لم يعد أحد يريد أن يختار الصليب بنفسه!

   ومع أن الكثيرين يبدون كثيرًا من الشك في الأبطال، رغم شدة حاجتهم إليهم، إلا أن في كتابنا المقدس قصص أبطال مُميّزون، غيَّروا مسار التاريخ، بفضل قوة الله فيهم، وجرأتهم وإقدامهم وشجاعتهم الفريدة!

    فموسى، كليم الله، قاد شعبه للحرية!

    وداود راعي الغنم صار الملك صاحب المزامير!

    ويونان الهارب قاد نهضة روحية في نينوى!

    وجدعون الخائف قاد شعبه للنصر!

   ودانيال الأسير، سد أفواه الأسود!

   وبولس، مضطهد الكنيسة، أصبح أعظم كارز بالإنجيل!

   وهكذا ثقبت أعمالهم الملهمة ثقبًا للفجر في ليل عالمنا المظلم: ليغمرنا شعور جديد ينير ظلمة اليأس الذي يعصر نفوسنا!

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا