وأجساد المشهورين، وهم يرقدون في جمال شعري خلاب، ووراءهم صاحب مخيلة تزخر بالحياة!
ولكن أبهاها وأمجدها، ذلك الذي في أورشليم القدس، حيث يوجد قبر القبور، منحوتاً في صخرة صلبة في جلال وعزة. ومع بساطته العظيمة، يضج بالأحاسيس المهيبة السامية، التي مبعثها: كونه قبراً فارغاً لا يحتوي على جسد المصلوب؛ لأنه قام من الأموات، ليكون مناط آمال البشر، وأساس إيمانهم. تتوارد إليه طوائف الناس؛ لتقر بلاهوت ذاك الذي حل فيه بضعة أيام، ولم يستطع الموت أن يقهره!
إنه القبر الواحد الوحيد، الذي أمامه تخر ساجدة جباه العابدين، وكل من ينحدر إلى التراب. وإليه سترنو الأمم بأنظارها، حتى يعود صاحبه في آخرالأزمان، فيقوم بإزائه ويدين جميع البشر!
إن عظمة قبورنا فى تصميماتها الأبدية، التي تخلب الأنظار، وتؤكد خيالنا الذاهب في السماء، أما عظمة قبر المسيح، فأنه قبر فارغ، لا توجد بداخله سوى ذكريات النصرة المثيرة!
وسيظل ماضي القبور يمتزج جنباً إلى جنب مع حاضرها الواعد في القبر الممجد!
فإن كانت قبورنا جزءاً من حياتنا، فإن قبر المسيح هو كل حياتنا!