حضن غير آمن

28

حسن إسماعيل

الحب يسخر من غطاء ستر القماش ودم العجول

الحب يسترك بلحمه ودمه وعظامه ونبضه وروحه….

ملعونة حبيبتك إن لم تقدر وقت صليبك.. أن تفديك

الحب لا ينتصر على أنقاضك

الحب لا يجلس على عرش فوق هزائمك

الحب يرفض عبوديتك

كل عري تقدمه للحب يستقبله كجوهرة غالية الثمن..

يضعها في قدس أقداس قلبه

أهل الظلام يكرهون ويرجمون الضعف

لأنه ميدان الحب وكاشف حقيقته

مَنْ لم يختبر ذروة العري وذروة الستر والحضن.. لم يعرف الحب

لا يوجد أجمل من أن تقطن حدقة عين.. تفديك

في هذا الحضن أنت كامل وأنت كلي النقص….

الحب يغسل قدمي كيانك المتسختين ويجعل قلبك بلا دنس وبلا عيب…

هناك قبلة لا تسلِّمك للعدو بل تسلِّمك لحضن الحب المحصن….

حتى نصف كأسك الفارغ له نوع من الامتنان والحضن….

حضن ظل الدوران غير آمن…

صليت لكي لا يفنى حبك

صليت لكي يبقى عهدك

صليت لكي يثمر قلبك

لأنك أنت الكون الصغير وتحوي الكل

مغارة لصوص تكون أو هيكلاً لحضور الحب

أنت غبار النجوم والحيوانات والآخر..

الكل بداخلك تتحد معه أو تنفصل

تكون أو لا تكون

متحدًا أو منفصلاً

غصنًا في كرمة أو عضوًا مبتورًا

هو السر ونحن بعض المرايا المضببة…

لم ينتبه للسوس الذي ينخر روحه كل يوم

لم يفهم سطوة الظلمة واكتمال مولود الموت بداخله

لم يتخيل ولم تتخيل اكتمال الإنكار وإغلاق دائرة الأنانية بدم بارد

سؤال كامن أسفل جلدك ينهش فيك الجمال

ابتذال كامن تحت الوقار خرج وقت الحاجة للفخ

مَنْ يترك ثعالبه الصغيرة بالداخل يفسد كرمه

لكل كيان يعرف طريق النبع

لكل كيان لا يترك نفسه للخوف يعريه

لكل كيان يختار الحب وسيلة وغاية وكينونة

عندما يطفو الجوع الجسدي تضل بوصلة كيانك

تذهب للقيد بضمير ميت

تهرول نحو الظلمة بدم بارد

تقطن بجوار معية ورفقة الهاوية الموحشة

تعبد العجل الذهبي في عينيك

اللي تعرف تعيش من غيره.. هو اللي تعرف تعيش معاه

بوصلة الفطام…

كانت لديه كل فرص الهروب والإنكار والتجديف والانفصال

لم يرحل.. لم يهرب.. لم يترك.. لم ينفصل

وكانت لديه فرصة وحيدة لقيطة.. قرر الهرب

هناك فرق رهيب

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا