حسن إسماعيل

0

لا تحول الآخر للقمة مستساغة لتحول نفسك مركز الكون
ولا تتحول للقمة مستساغة ليتحول الآخر مركز الكون
الكل صغير جدًا في هذا الكون ومتناغم ومتناقض ومتكامل ومتشارك

التحنن… أحشاء تتمخض بنحت الحب
الغفران هو غطاء ستر من لحم ودم
الكبرياء هو نقطة الصفر الوحدانية في قاع الهاوية الباردة جدًا

الخوف هو انكماش روحك في العراء
الأنانية هي محاربة التناغم والشركة والاتحاد والحضن

تقديس الصبر وتقديس الألم وتقديس الضحايا وتقديس الفقراء… قرابين النُبل وبطولة الضعفاء المقهورين والمهمشين والشهداء والمصلوبين
والوجه الآخر كان للوحوش للتجبر للمقاومة المسلحة.. الشماعة التي يعلق عليها الأقوياء توحشهم في صناعة مقهورين وضحايا جدد
مطبخ صناعة العبيد بالمعنى والإيمان والنبل والبطولة للشعوب أو برد فعل التوحش الغشيم لصفوف المجاهدين
صناعة العبيد تحتاج للحرف والمعنى
تحتاج لكل كيان اعتباري مصنوع كطوق نجاة للباطن أو للمقاومة العدمية
المطبخ كان يحتاج ترويض القطيع بالوطن والقومية والجنسية واللون والدين والخلود في مواجهة العدم والفوضى واللاعدالة واللاانتماء والموت

هذا الشعور المعطوب بالفوقية والتميز يلخص تاريخ التابوهات الظاهر والخفي
حتى مَنْ أراد أن يكون أولًا فكان آخر الكل… هذا التحايل الباطني الخفي
وربحية الجنة والفردوس والخلود المتخم حيث الفريسي الظاهري والفريسي الباطني
المعطوب الملطخ بالذهب والمعطوب الملطخ بالوحل

لا يكفي أن تمسك نفسك متلبسًا بالضعف والأنانية والربحية فقط…
لكن كمان تكتشف ضعفك في ضعف الآخر وتكتشف ضعف الآخر في ضعفك فتتسع وترحم نفسك والكل وتفهم الكل ونفسك

عدم التعود على القبح مهم للغاية
عدم التصالح مع التوحش مهم للغاية
عدم التعاطي مع التعصب مهم للغاية
عدم المحايدة مع الأفضلية الفوقية مهم للغاية
يحارب وينتظر المكافأة من السماء
يتوحش بكل تقوى فارغة من الأنسنة
عجيب هذا الكائن

وأنت جزء من الكون طبيعي من غير بطولة وهمية وتميز المقارنة الساذج وبلا دراما الرحلة والتفاصيل وبلا صفرية الشفقة وقربان الضحية… تتناغم مع الكون الوجودي أكثر

“المعرفة العربية السائدة معرفة غير نقدية، ذلك أنها نشأت وتنشأ في أحضان الجواب. ومن هنا كان طابعها الغالب فقهيًا – شرعيًا، حتى في الآداب والفنون. وفي هذا ما يوضح كيف أن الثقافة العربية المهيمنة تمارس النقد بصورة غير نقدية، والفكر والفلسفة بصورة غير فكرية وغير فلسفية، والعلم بصورة غير علمية، والشعر والفن بطرق غير شعرية وغير فنية. الثقافة العربية المهيمنة مجموعة من المؤسسات الاجتماعية – الأخلاقية – السياسية. إنها ثقافة بلا ثقافة.” – أدونيس

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا