جماعة الإخوان المسيحيون

8

العدد 27 الصادر في ديسمبر 2007
جماعة الإخوان المسيحيون

ما من شك أن حالة الاحتقان والغليان التي تمر بها البلاد العربية والإسلامية اليوم قد تصاعدت في الآونة الأخيرة بطريقة لم يحدث لها مثيل، ولم نرها من قبل. المسلمون يرون أن هذه الحالة من الاحتقان والغليان والتوتر من مظاهر “الصحوة الإسلامية، تلك التي بدأت منذ عقود قليلة مضت، ويراها المسيحيون على أنها ازدياد في حالة الاضطهاد والمعاناة الواقعة عليهم وضدهم. ونظراً للتقدم الرهيب والعجيب والسريع في وسائل الاتصالات وطرق نشر الخبر وقت حصوله أصبح الصراع بين المسلمين والمسيحيين وبين المسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى مكشوفاً ظاهراً معلناً لا يمكن إخفاؤه. ففي الأيام الخوالي كانت الحكومات العربية تخفى ما يحدث بداخلها وتتكتم السر، وإن عرف وصفته بأن فاعل المصيبة مريض ومختل عقلياً أو جماعات إرهابية متطرفة أو مجرد عراك بين مسيحي ومسلم بسبب نشر الغسيل أو رفع صوت الراديو بالقداس، أو إلى آخره من الأمور البسيطة التي لا يجب أن تشغل بال أحد، فكله تمام يا ريس وقبضنا على الأولاد المشاغبين وألقيناهم في السجن ليتأدبوا، وخاف رجل الشارع العادي البسيط وخمدت الفتنة ولن تقوم ثانية بإذن الله.

أما اليوم فلم تعد هذه التقارير تصلح لمعالجة وخمد نيران الفتن والمؤامرات، فإن صمتت الجماعات والحكومات فالإنترنت تتكلم والفضائيات تفضح والأقمار الصناعية تصور والمعارضات والمظاهرات تنتشر في كل مكان. وأصبحت هناك حالة من اللاوزن واللاوعي والغوغائية في اتخاذ القرارات والرد على المهاترات والإساءات بين الشعوب والأديان والحكومات وأصبحت الحلول غبية مضحكة مبكية وأصبحنا في مركب كبير ضاع فيه الملاح والمجداف وتكسرت فيه البوصلة واختفى بر الأمان وازداد الظلم ( الظالم ) ظلماً وافتراء وعنجهية واضطهاداً، وازداد الفقراء والمظلومون قهراً وظلماً، وانقسموا في ردود أفعالهم إلى جماعات منقسمة متناحرة، فمنهم من رأى أنه لا يجب أن يدافع عن نفسه أو يعترض على الظلم الواقع عليه، ولا يجب أن يطالب بحقوقه وخاصة حق احترامه لنفسه واحترام الآخرين له، استسلاماً وخوفاً ويأساً وقرفاً من الدنيا وما فيها، ومنهم من دفن رأسه في الرمال فلا يؤثر فيه شيء، فقد اختار البعض أن يلغوا عقولهم ومنطقهم واقتنعوا بالقول أنا لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم. المهم إن الله يسترها معنا لنربي أولادنا إلى أن ننال قضاءنا من عند الله سبحانه وتعالى. ومنهم، وهم أخطر الكل، من روحنوا الأمور وخاصة من المسيحيين المغيبين الخائفين المرتعبين( ف ) استعملوا آيات الكتاب المقدس في إقناع أنفسهم وغيرهم بوجوب الخضوع للأمر الواقع وأن عليهم أن يسلموا لمن يقضي بعدل ويصلوا، فصلاة البار تقتدر كثيراً في فعلها، ففي رأيهم من لطمني على خدي الأيمن فلابد أن أحول له الآخر، ومن أراد أن يأخذ ثوبي فعلي أن أعطيه الرداء أيضاً، ولذلك عاشوا في حالة من السلبية والخنوع والخوف وتركوا الظالم يأخذ بيوتهم وأولادهم ونساءهم غنيمة، يأخذ بلادهم وخيرات وغلات أراضيهم ويستعمرهم ويشردهم ويلغي تاريخهم ويتحكم في مصائرهم وحاضرهم ومستقبلهم تحت شعار التسامح والسلام  وعدم الانتقام وإظهار المحبة للآخر وما إلى ذلك من آيات فسرناها على هوانا لتتناسب مع حالتنا المذرية التي وصلنا إليها كمسيحيين في شرقنا العربي. وللأسف يظن أغلبنا أن هذا ما يعلمه الإنجيل. ولقد استغل العدو هذه المفاهيم المغلوطة في أذهاننا والتفاسير النفسية والجسدية غير الروحية للآيات الكتابية، وواصل وكثف هجومه على الكنيسة وعلى المسيحيين يوماً بعد يوم فتقلص عددهم في كل البلاد العربية.

ففي لبنان البلد المسيحي الوحيد في الشرق الأوسط كانت (إلى وقت قريب) الأغلبية العظمى من اللبنانيين مسيحيين، كانت لبنان جميلة , نظيفة , غنية , مرتبة ومنظمة يحج إليها عشاق الفن والجمال والرقي والهدوء والراحة من كل الدنيا على مدار العام. استغل أعداء الحضارة والإنسانية والحب والجمال سماحة لبنان وتسللوا إليها، كمنوا في عرينهم للبنان الجميل، أبوا أن يبقى بلد ولو واحد في الشرق العربي دون أن يكون خاضعاً لخلافتهم وولايتهم ووصايتهم، فكيف يكون هناك ولو بلد واحد رئيسه مسيحي. استغلوا ضعف جيش لبنان وقلة تدريبه وعدم استعداده للقتال والحروب، فلم يكن لدى لبنان الهادئ الجميل احتياج لجيش كبير، وفدوا من كل صوب وفج , استوطنوا في لبنان , تزوجوا من أربعة نساء خلاف ما ملكت أيمانهم، استعانوا بفحول آدمية من جيران لبنان ليأتوا ويملئوا لبنان بأطفالهم وشبابهم. فصدق أو لا تصدق أن زعيم القاعدة له 27 ابن وهو واحد من 55 أخ وأخت لأبيه , أي أن بين الابن والأب 80 فرداً في بيت واحد.

لقد استغلوا ضعف لبنان وانقسم لبنان إلى لبنان الشيعي، لبنان السني، لبنان الفلسطيني، لبنان السوري، لبنان الإيراني، لبنان الماروني، فانسحب المسيحيون من ضياعهم ومدنهم وجبالهم اتقاء لشر العاتي الظالم، هرب المسيحيون إلى الشرق والغرب وتركوا بيوتهم لا طوعاً واختياراً بل قسراً وإجباراً، وفي غفلة من الزمان أصبح المسيحيون اللبنانيون أقلية في بلادهم وأوطانهم، وأسس المعتدون على سلامة لبنان منظماتهم وجيوشهم، حاربوا اسرائيل من لبنان فداست إسرائيل لبنان، والنتيجة تم المكتوب في الكتاب المقدس “تلف لبنان وخرب” ومازال الانحسار المسيحي مستمراً في الشرق الأوسط ومازال الانتشار الإسلامي متقدماً، ولم تتعلم الشعوب المسيحية من ماضيها فمازالت نفس هذه الأحداث تتكرر منذ القرن السادس. ألم تكن مصر مسيحية بأغلبية مسيحية وكنائس وأديرة ومذابح وأيقونات تشهد عن تاريخها، واليوم يجبر المسيحيون على ترك قراهم وأراضيهم وأملاكهم، وإن لم ينزحوا للمدن وتركوا متعلقاتهم، أخذت منهم بالقوة بل وأخذت نساؤهم وبناتهم، وإذا اعترض المسيحيون حرقت بيوتهم وكل ما لهم ثم يتدخل أهل الخير من غير المسيحيين أو من المسئولين الحكوميين لعقد صلح بين المسيحيين المعتدى عليهم والمحروقة حقولهم وبيوتهم، وفي النهاية على المسيحيين أن يتركوا القرى وأن يعتذروا للظالمين، وتخرج علينا عناوين الجرائد والمجلات معلنة أنه مجرد صراع على قطعة أرض أو بيت أو ساقية أو بئر قديم مردوم شب بين عائلة محمد وعائلة جرجس وقد تصالح الطرفان والحمد لله واستتب الأمن وعاشت الوحدة الوطنية.

أليس هذا عين ما يحدث في بغداد اليوم، فمن أطلق على نفسه اسم والي ولاية بغداد يأمر المسيحيين أن يقبلوا الإسلام أو أن يتركوا بغداد أو أن يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون. وفرت الغالبية العظمى من بغداد والمدن المجاورة إلى مدن الشمال التي بها نسبة عالية من المسيحيين والأمن والسلام، ونزح الملايين لسوريا ومصر والأردن وغيرها من الأوطان تماماً كما أخطأ من قبلهم المصريون واللبنانيون والكلدانيون وغيرهم، وتركوا ديارهم ولم يستردوها حتى اليوم.

جلست أفكر في كل هذا محاولاً إيجاد حل لهذا الطغيان الديني الذي لا يستطيع أحد أن يوقفه، وقلت لنفسي لماذا لا نتبع خطى المعتدين ونرد عليهم بأسلوبهم , فإن كنا وإياهم نتكلم لغتين مختلفتين فلن يفهم أحدنا الآخر ولن نصلح من الأمر شيئاً، فلماذا لا يكون لدينا “جماعة الإخوان المسيحيون” , فالمسيحيون في العالم أكثر عدداً وعتاداً ومالاً من غير المسيحيين , مع أنه ليس لدينا كثير من البترول، فلابد من صحوة للمسيحيين أيضاً , وعلى المسيحيين أن لا ينتظروا حركة أو تغييراً أو حتى تأييداً من قيادات الكنيسة في أي دولة من الدول لهذه الجماعة، فالقادة والساسة والمسئولون الكنيسيون   مغلولو الأيدي , مراقبون، تحتم عليهم مناصبهم أن يلتقوا بنظرائهم معانقين مهللين هاتفين عاش الصليب مع الهلال أو مبارك شعب مصر.

فالحركة المسيحية القادمة ستبدأ من رجل الشارع البسيط الكادح المضطهد والمستعبد في بلاده، أليست هذه النوعية من البشر هى التي تستغلها الجماعات الإسلامية المتطرفة لزرع الألغام وتفجير الأجسام وتمزيق السلام، فلابد لهذه الحركة المسيحية أن تستغل الوازع الديني لدى الشعوب المسيحية في كل مكان. ألم يحن الوقت أن يغار المسيحيون على مسيحيتهم ومسيحهم، ألسنا نحن أبناء الشهداء الذين حفظوا لنا الإيمان بدمائهم، الشهداء الذين نتغنى بحياتهم ونحن أبعد ما نكون عن روحهم.

لابد للحركة المسيحية القادمة أن تعيد قراءة الإنجيل والتوراة بعقل متفتح ورؤية جديدة تتناسب مع روح العصر الذي نعيش فيه، ليس معنى هذا أننا نغير أو نؤول الآيات الكتابية على غير ما أنزلها المولى سبحانه وتعالى، فنحن لسنا لكتابنا بمحرفين كما يدعي الآخرون، لكن لندرس النصوص التي عوقتنا وكبلتنا ومنعتنا من الدفاع عن أنفسنا في وجه الهجمات الباطشة التي تعرضنا لها، لأننا فسرناها وأولناها على غير ما قصده المولى تبارك اسمه يوم نزولها، فإن كان السيد المسيح تبارك اسمه يعني حرفياً (كما فهمناه نحن) ما قاله في متى 5 / 39 “من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر” فلماذا لم يفعل هو ذلك عندما لطمه أحدهم وقت محاكمته قبل صلبه، لماذا اعترض وقال لضاربه “إن كنت قد قلت ردياً فاشهد على الرديء وإن حسناً فلماذا تلطمني” . وحيث أن السيد المسيح لم يكن أبداً من الذين يعلمون أتباعهم تعاليم براقة دون أن يفعلها هو   ، إذن فلابد من قراءة أخرى لمثل هذه المقاطع الكتابية , نتمسك فيها بالنص الكتابي  ، فهذا لا مفر منه، وفي الوقت نفسه لابد من فهم روح النص على ضوء المتغيرات المستجدة في عالمنا في هذه الأيام.

لماذا إذن “على نفس هذا المنوال” دافع بولس الرسول عن نفسه عندما أمر رئيس الكهنة بضربه على خده وقال له “سيضربك الله أيها الحائط المبيض”؟ لماذا احتج بولس الرسول على دخوله سجن  فيلبي  ورفض أن يخرج منه إلى أن يأتي القادة والمسئولون ليخرجوهم من الحبس.

ألم يضفر المسيح تبارك اسمه سوطاً وقلب موائد الصيارفة وباعة الحمام ودافع عن بيته تبارك اسمه.

نعم لقد بشرنا السيد المسيح أنه في العالم سيكون لكم ضيق , وأنه بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت السموات , وأنه سيأتي وقت يظن فيه كل من يقتلنا أنه يقدم خدمة لله، نعم قال افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات , لكنه لم يعلمنا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام شر أعدائنا واستغلال مسخرينا و سرقة ناهبينا. علمنا أن لا نحمل ضغينة في قلوبنا تجاههم ولا ندبر لهم الشر أو نرد على السيف بالسيف أو ننتقم لأنفسنا، لكنه لم يعلمنا الخوف والجبن والخنوع والاستسلام، فهذه كلها تفسيرات خاطئة لآيات بينات تربينا عليها فأصابنا ما أصابنا.

لقد نادت الجماعات الإسلامية المعتدلة منها والمتطرفة بأن الإسلام دين ودولة فاعتبرنا نحن المسيحيين أن هذا تطرفاً فتطرفنا نحن أيضاً إلى أقصى الاتجاه الآخر ورفضنا فكرة أن تكون المسيحية ديناً ودولة واتخذنا من تجربة البابوات الفاشلة في العصور الوسطى في توليهم سلطة البلاد حجة وذريعة بأن هذا كان خطأ فادحاً منهم، وصدقنا أن المسيحية لا علاقة لها بالدولة، فتقاعس المسيحيون عن المشاركة في الحياة السياسية والحكومية، وساعد على ذلك فرار كل من الآباء والكهنة والرهبان إلى أديرتهم (ولم يكن أمامهم غير ذلك ليفعلوه) واعتزالهم فيها وترك الباب مفتوحاً لغير المسيحيين في أن يتحكموا في بلاد ليست بلادهم وأن ينهبوا ثروات ليست ثراوتهم , ويحرقوا تاريخ هذه البلاد ويمحوا ما بقى منه في مجلداتهم.

لكنني أرى في تكليف  السيد المسيح للتلاميذ والحواريين بأن يذهبوا للعالم أجمع وأن يكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها , بالرغم من معرفته بأن الإنجيل مرفوض في كل بقاع الدنيا , وأن تلاميذه لا يحملون عصا أو جنزيراً أو خنجراً أو سيفاً، أرى أنه دعوة لتغيير هذه البلاد لتصير الأرض كلها للرب ولمسيحه، فالمسيحية دين ودولة أيضاً، فما أعظم أن يكون رئيس أي دولة في العالم مسيحياً مؤمناً غيوراً منقاداً بروح الله، يخاف المولى تبارك اسمه ويعمل مرضاته. ما أجمل أن تكون هناك حكومة تتكون من مسيحيين تملأ المحبة والشفقة والرحمة والسلام قلوبهم، لقد كان هناك مسيحيون حقيقيون مؤمنون بالسيد المسيح موجودون ببيت قيصر إمبراطور الدولة الرومانية يومئذ. ما أروع أن يكون جل أعضاء مجلس الشعب والشورى من الممتلئين بروح العلي الذين يعرفون كيف يفصلون في القضايا ويميزون الأمور المتخالفة، يحكمون بالعدل بين الناس ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بحسب شريعة الحب والسلام شريعة المسيح تبارك اسمه.

أليس من حق المسيحيين أن يحكموا  بما أنزل الله في التوراة والإنجيل، تلك التي فيها هدى للناس ورحمة، فمن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسدون الفاسقون الكافرون. فالجماعات الإسلامية تطالب بأن تطبق الشريعة الإسلامية في كافة البلاد العربية، وهم يطالبون بحقوقهم في تطبيق الشريعة الإسلامية حتى في البلاد الأوربية والأمريكية , وهم يحتفظون بمدارس إسلامية خاصة لكل الأعمار في أوروبا وأمريكا تدرس فيها الشريعة الإسلامية واللغة العربية والتاريخ الإسلامي، أفليس من حق جماعة الإخوان المسيحيون أن تطالب في بلادها بنفس هذا الذي تمارسه الجماعة الإسلامية بالخارج في بلاد المسيحيين. ونظراً لأننا اقتنعنا بأن المسيحية دين ولا علاقة لها بالدولة، تركنا حقنا في الترشيح في مجالس النقابات والهيئات والبرلمانات في البلاد العربية لأننا صدقنا كذبة أن المسيحية ليست ديناً ودولة. لا فجماعة الإخوان المسيحيون تؤمن بأن المسيحية دين ودولة وأن على المسيحيين أن يجاهدوا بكل الوسائل التي علمهم رئيس السلام استعمالها للحصول على مقاعد في مجلس الشعب والبرلمانات والنقابات المختلفة.

ألسنا نؤمن كمسيحيين أن “المسيح هو الحل” كما يؤمن الإخوة المسلمون بأن “الإسلام هو الحل” ونحن نؤمن أن لا حل لمشكلات العالم واضطراب الشعوب وكوارث الزمان إلا في شخص السيد الرب الجبار العادل المسيح يسوع تبارك اسمه، فلماذا لا تعلق اليافطات واللافتات في الانتخابات على باب النقابات والهيئات، تلك التي تحمل حقيقة أن المسيح هو الحل، فهذا ما تؤمن به “جماعة الإخوان المسيحيون” ومع أنني لست من أنصار أن يرشح أحدنا نفسه أو ينتخب أحدنا آخر فقط،(… ) لأنه مسيحي أو مسلم، إلا أنني أرى أن “جماعة الإخوان المسيحيون” لابد لها أن تضع هذه اللافتات جنباً إلى جنب اللافتات الأخرى فلكل إيمانه وقناعاته وانتماؤه لدينه.

ينادى الكثيرون من المسلمين وكل المسيحيين بأن الدولة لابد أن تكون علمانية لا علاقة لها بالدين أو تطبيق الشرائع، ونأخذ نحن المسيحيين موقف المدافع عن هذه القضية ضد التيار الإسلامي المُصر على حكم البلاد العربية، وإن أمكن بلاد العالم كله بالشريعة الإسلامية، ونظن أن هذا هو الحل الأمثل في اتقاء سيطرة الإسلاميين على الحكم، لكنني أرى أن الحل هو أن نطالب نحن أيضاً في تطبيق الشريعة المسيحية على كل ما يخص المسيحيين في البلاد العربية , حتى لو لم يطالب المسلمون بتطبيق شريعتهم على أنفسهم , فلتكن لنا أحكامنا وقوانيننا وفقاً لشريعتنا، ففي رأينا وإيماننا أن المسيحية هي شريعة الله الحي الذي لا مبدل لكلماته. فلنكف عن موقف الدفاع عن أنفسنا في كل ما يدور حولنا من قضايا وليكن موقفنا معلناً واضحاً نأخذ فيه المبادرة لتحقيق إرادة الله في الأرض. وكما نرفض نحن المسيحيون أن تطبق علينا الشريعة الإسلامية فنحن نعترف بحق المسلمين في تطبيق شريعتهم الإسلامية ماداموا يؤمنون أنها خير شريعة أخرجت للناس، فليس لأحدنا الحق أو السلطان أن يجبر الآخر على قبول شريعته مادامت الشريعتان مختلفتان في أساسهما , وما دام لكل منا شريعته فليحكم بها.

ترى “جماعة الإخوان المسيحيون” أيضاً أنه لابد من الحصول على ملايين أو بلايين الدولارات من جميع الدول التي تؤمن أن “المسيح هو الحل” وهذه الأموال لابد أن تصرف على تعليم الصغار والشباب في كل مكان الشريعة المسيحية، وتطبع الكتب والنبذ والشرائط والبرامج الإذاعية والتليفزيونية، فمن حق كل طفل مسيحي أن يعرف شريعة إلهه، ولابد من وجود مئات من المراكز المسيحية المتخصصة في كل البلاد الشرقية منها والغربية حتى البلاد الإسلامية أسوة بما تعمله الجماعات الإسلامية في بلاد المغيبين الأوربيين والأمريكان. فصدق أو لا تصدق أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الممول الأول للجماعات الإسلامية في العالم بما يرسله المسلمون في أمريكا لإخوانهم في الشرق الأوسط من أموال أمريكية.

صدق أو لا تصدق أن أكبر جماعات إرهابية في نظر الأمريكان والأوربيين لهم مراكز وخلايا في كل أمريكا، وهذه الجماعات هي القاعدة، حماس، الجهاد الإسلامي، حزب الله.

–   حماس لها تواجد وخلايا في 40 ولاية أمريكية معروفة للـ FBI الأمريكية.

–  في خلال الثلاث سنوات الماضية ألقت أمريكا القبض على 300 شخص إرهابي من حزب الله داخل أمريكا، فحزب الله له 11 قاعدة تنظيمية في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها.

–  تنظيم القاعدة يدفع 25000 دولار لكل إرهابي تقوم العصابات المكسيكية بتهريبه داخل الأراضي الأمريكية عبر الحدود المكسيكية.

–  أن 90% من الجوامع الموجودة في أمريكا ممولة تمويلاً كاملاً من إحدى دول البترول الخليجية.

–   العشرون جامعة الأكثر انتشاراً وتأثيراً في أمريكا تتقبل تبرعات بالملايين من دول الخليج لنشر الثقافة العربية والإسلامية بين طلاب الجامعات.

–  إحدى دول الخليج نشرت في عام واحد أكثر من 200 كتاب ومطبوعة تحرض المسلمين الأمريكان والطلبة المسلمين الذين ترسلهم دول الخليج بانتظام لأمريكا على كراهية ونهب وقتل الأمريكان بكل الطرق السلمية منها وغير السلمية.

إن واحداً من أهم شعارات “جماعة الإخوان المسيحيون” هي انصر أخاك إن كان مظلوماً، اصنع الخير لأخيك كما أوصانا كتابنا المقدس، ” اصنعوا الخير للجميع ولاسيما للذين هم من أهل الإيمان” ، فالخير لابد أن يصنع للجميع ولا يمكن أن تنصر أخاك إن كان ظالماً، فكما ذكرت مراراً إن الله لا يحب الظالمين.

وفي النهاية أقول إن قوانين ولوائح عمل جماعة الإخوان المسيحيون لابد لها أن تتطابق مع تعاليم المسيح , وسيرة المسيح , وطهارة المسيح , وحب المسيح , وصبر المسيح , وقوة المسيح الذي له المجد الدائم.

آمين

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا