برقية إلى عمي

316

عمي العزيز، أكتب إليك برقيتي هذه من داخل لجنة امتحان الشهادة الإبتدائية بمحافظة القليوبية.

أرجوك لا تتعجب أنني أكتب لك برقيتي هذه في وقت امتحان مادة اللغة العربية ومن داخل لجنة الامتحان، لأن ورقة أسئلة الامتحان جاء فيها ما يلي بالحرف الواحد، وأنا قصدتُ أن أكتب لك نصها حتى تعرف بالضبط ما جاء بها وبالتالي ما أمر فيه وأعاني منه الآن وقت كتابة هذه السطور لك. جاء يا عمي العزيز في رأس ورقة الامتحان ما نصه:

محافظة القليوبية

مديرية التربية والتعليم ببنها

إدارة العبور التعليمية

امتحان الفصل الدراسي الأول للصف السادس الابتدائي لعام 2022-2023.

اكتب برقية إلى عمك تهنئه فيها بسلامة الوصول بعد أداء فريضة الحج (إجباري).

لذا أرجوك يا عمي العزيز لا تغضب منى لأنني تركتُ الإجابة على هذا السؤال وانشغلتُ بكتابة هذه البرقية لك، وبالتالي فإنني سأرسب لا محالة في هذه المادة. والسبب في رسوبي بسيط وهو أنت يا عمي العزيز. فلقد طُلب مني في سؤال إجباري في مادة اللغة العربية أن أكتب لك برقية مهنئًا إياك على رجوعك من الحج. وأنا لا أعلم ولا سمعتُ أي شيء عن الحج وما يحدث به سوى ما يرويه لي بعض أصدقائي المسلمين ممن هم في مثل عمري الصغير، أو بعض أصدقائي المسيحيين الذين يقصون علينا ما سمعوه إما من زملائنا المسلمين أو في أحاديث الكبار من المسيحيين في بيوتهم، وهو ما يبدو بالنسبة لي قصصًا لا يُعوَّل عليها ولا يمكن أن أصدقها أو يصدقها عقل بشري يعيش في القرن الواحد والعشرين. فالزملاء ممن هم معي في الفصل يقولون إن الحجاج يكونون عرايا من كل ملابسهم ما عدا هذا القماش الأبيض الذي يلف أجسادهم، وإنهم يدورون حول حجر أسود، الأمر الذي لا أعرف له سببًا، ولا أعلم ما دخل هذا الحجر الأسود بالدين الإسلامي. فبعضهم يؤكد أن هذا الحجر كان مجرد صنم يعبده الناس في الجاهلية، فكيف أصبح رمزًا من رموز الإسلام؟ لستُ أدري. والحجاج يتصارعون على الشرب من مياه بئر تعرف ببئر زمزم، وأغرب الكل هو أنهم يلقون الحجارة على الشيطان، الأمر الذي يطلقون عليه رجم الشيطان. والحقيقة أنني لا أدري كيف يمكن للبشر أن يضربوا الشيطان الذي هو روح بالحجارة المادية، فهل تؤذي المادة الأرواح؟ وهب أنها تؤذيه، فهل يقف الشيطان مكتوف الأيدي مستسلمًا لهم دون أن يرد هجومهم بينما هم يرجمونه بالحجارة؟ فما علَّمتنا إياه يا عمي هو أن الشيطان لا يحب البشر، وأن شغله الشاغل هو إيذاؤهم، فكيف يقبل أن يؤذيه البشر دون أن يؤذيهم هو أيضًا؟ لقد رأيتُ الراجعين من الحج والجميع يهنئونهم بأداء هذه الفريضة، والحقيقة لا أدري ماذا في فريضة الحج من أمور ينبغي أن يهنئ الناس الحاج على ممارستها عند عودته إلى دياره، اللهم إلا أنهم يقولون إن الحج هو ركن من أركان الإسلام الخمسة وفريضة لا بد من ممارستها لمن استطاع إلى ذلك سبيلًا، فهي تغفر ما تقدم من ذنوب الحاج وما تأخر. وهذا عكس ما علَّمتنا عمي العزيز في دروسك الدينية المسيحية التي كنت تعطيها لنا، فقد علَّمتنا أن الإنسان لا يجب ولا يستطيع أن يعمل أي شيء لتُغفر ذنوبه إلا أن يأتي بقلب صادق تائب للرب يسوع المسيح معترفًا بخطاياه ومُقرًا أنه ليس بقادر على التخلص منها ولا من سطوتها ولا من عقابها في الدنيا والآخرة إن لم يخلِّصه المسيح، تبارك اسمه، منها جميعًا. وقلت لنا يومها إنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة، ولذا صُلب المسيح لأجلنا، وإن دم المسيح يسوع المسفوك لأجلنا على الصليب هو وحده الذي يستطيع أن يطهِّرنا من كل خطية. فهل يعرف المسلمون هذه الحقائق أم لا؟ وإن كانوا يعرفونها فلماذا لا يقبلونها بالإيمان بالفادي والمخلص الوحيد السيد المسيح تبارك اسمه؟ ولماذا يرفضون أن يؤمنوا بالحي الذي قام من بين الأموات ولم يستطع القبر أن يمسكه، بالرغم من أنهم كثيرًا ما حلفوا بـ “المسيح الحي”، ويتمسكون بإتباع مَنْ مات ويذهبون لزيارة قبره كجزء من رحلة حجهم لغفران خطاياهم؟

عمي العزيز، أرجو ألا تغضب مني لأنني أكتب إليك هذه البرقية في وقت الامتحان، فلقد قررتُ أن أطيع واضع هذا السؤال وأكتب إليك برقيتي هذه، كما أنني واثق أنني مهما عملتُ فإنني راسب وذلك للأسباب الآتية:

أ- أنا لا أعرف أكثر مما كتبتُ إليك في برقيتي هذه عن الحج وما يقومون به هناك، وأنا واثق أن معلوماتي هذه إذا كتبتها كلها كموضوع للإنشاء لا تكفي لحصولي على درجة النجاح.

ب- إذا كتبتُ كل ما أعرف فسيعتبر المصحح المسلم لمادة اللغة العربية، وأيضًا مَنْ وضع السؤال، أنني استخف بما يعملونه هم في أداء فريضة الحج، وسيلومانني أنا وينتقمان مني بسبب ما كتبتُ، وبالطبع لن يلوما نفسيهما لأنهما طلبا من طالب مسيحي في الصف السادس الإبتدائي أن يكتب إجباريًا فيما لا يعرف أو يختبر.

ج- لقد سمعتُ منذ سنوات أنهم سرقوا أوراق إجابة مريم المسيحية ولم يتورعوا عن أن يعطونها صفر في امتحان الثانوية العامة، وهي الطالبة المتفوقة والتي حصلت العام الماضي على بكالوريوس الصيدلة بتقدير جيد جدًا، فماذا يمكن أن يعملوا معي أنا طالب الصف السادس الإبتدائي؟ فلو كتبتُ أنا في موضوع الحج هذا فسيعرف المصحح أنني مسيحي، خاصةً وأنني لم ولن ابدأ إجابتي أو موضوع الإنشاء بعبارة «بسم الله الرحمن الرحيم»، فمع أنه سبحانه رحمن رحيم إلا أن هذه الجملة بتركيبتها هذه أصبحت تعبيرًا دينيًا إسلاميًا يتجنب ذكره المسيحيون، الأمر الذي يعتبره مصححو مادة اللغة العربية في كل الامتحانات لكل الصفوف كلمة السر التي تعرِّفهم ديانة الطالب وما إذا كان مسلمًا أم مسيحيًا.

الحقيقة يا عمي العزيز هذا السؤال جعلني أسرح فيما احتواه ووجدتني أسأل نفسي: ماذا لو كان عمي قد ذهب بالفعل إلى الحج وعاد؟ ولستُ أدري كيف صوَّر لي الشيطان أنك ذهبت بالفعل إلى الحج فوجدتني أكتب لك متسائلًا: هل حقًا قبلت لك الإسلام دينًا؟ هل تركت مسيحيتك ومسيحك واعتنقت الإسلام؟ هل حقًا ذهبت إلى الحج وعدت إلى مصر، أم أن المربي الكذاب غير الفاضل الذي طلب مني أن أكتب إليك هذه البرقية قد كذب على وأنت ما زلت متمسكًا بمسيحك ومسيحيتك ولم تذهب إلى الحج؟ ألست أنت الذي كنت تجمعنا حولك وأنت في فصل مدارس الأحد وتعلِّمنا أننا نحن والمسلمون لا يمكن أن نتصالح أو نتقارب في تعاليم ديننا أبدًا، فهم يعتبروننا مشركين وكفارًا ويظنون أننا نعبد ثلاثة آلهة، ويرفضون صلب المسيح وموته وقيامته، وينكرون الخطية الأصلية والفداء والخلاص المبني على موت المسيح. نعم، كنت تقول لنا إن المسيح يسوع، تبارك اسمه، يعلِّمنا أن نحب أعداءنا ونبارك لاعنينا ونحسن إلى مبغضينا ونصلي لأجل الذين يسيئون إلينا ويضطهدوننا، وكنت دائمًا تؤكد أن المسلمين ليسوا أعداءنا، فليس لنا أعداء في الجسد، بل هم مخلوقات الله تعالى مثلنا تمامًا، لكن الأيام جعلتهم فوقنا وأعطتهم الفرصة لأن يضطهدونا ويضايقونا لأنهم جاءوا إلى بلدنا مصر وبأعداد كثيرة وفتحوها ودخلوها آمنين، وأسروا الأقوياء منا وأخذوهم إلى صحراء بلادهم ليعلِّموهم العلوم والحساب والجغرافيا وغيرها من العلوم والفنون، وقطعوا ألسنة المتحدثين باللغة القبطية، وأجبرونا على دفع الجزية عن يد ونحن صاغرون.

لقد فكرتُ يا عمي العزيز الآن وأنا أجلس في لجنة الامتحان أنني لن أسكتُ وسأعمل كل ما أستطيع لتوصيل صوتي للرئيس السيسي، فلقد سمعتُ من الكثيرين حولنا أن الرئيس السيسي رجل حقاني ويحب المسيحيين كالمسلمين، وهو لا يفرِّق بين المسيحيين والمسلمين، ودائمًا يقول في زياراته للكاتدرائية المرقسية: (مصر بلدنا كلنا، آه والله، مصر بلدنا كلنا مسيحيين ومسلمين، ومش هقول احنا وانتم، مفيش احنا وانتم لأننا واحد وكلنا مصريين، واحنا والله العظيم بنحبكم أوي) لكنني يا عمي العزيز طردتُ هذه الفكرة من تفكيري لعدة أسباب هي كالتالي:

أ- مَنْ سيستطيع أن يوصلني للرئيس السيسي حتى أتكلم إليه أو أعطيه خطابًا أكتبه إليه بهذا الخصوص؟ فالمكان الوحيد الذي أستطيع أن أراه فيه وجهًا لوجه هو الكاتدرائية المرقسية في عيد الميلاد، لكن هذا لن يكون إلا في العام القادم، فهو لا يزور الكاتدرائية في عيد القيامة، فأبي يقول إنه لا يأتي للكاتدرائية في عيد القيامة لأنه لا يؤمن بالصلب والقيامة؛ هو يؤمن فقط بميلاد المسيح. وحتى لو استطعتُ أن أراه فكيف أقترب منه والآلاف يصفقون له بطريقة هستيرية بمجرد دخوله إلى قاعة الكنيسة؟ وكيف تصل له يدي الصغيرة بخطابها بين آلاف الأيادي الكبيرة التي تصفق له وتمتد لمصافحته؟ لذا يبدو أن فكرة كتابتي لخطاب للرئيس لن تنجح ولذا فلن أفعلها. وهو كرئيس لمصر لا بد أن مثل هذه الفعلة النكراء التي أواجهها الآن في ورقة الأسئلة تصل إليه، ولو كان سيادته يريد أن يفعل شيئًا ضد مَنْ وضع سؤال الإنشاء هذا فسيفعل، فمن يستطيع أن يرد يده عما يريد أن يفعله إلا الله وحده؟ وهو لا يجب أن ينتظر صغيرًا مثلي ليكتب له عن مدى الأذى النفسي والعقلي والعلمي الذي لحق به.

ب- السبب الثاني الذي يجعلني مترددًا في أن أكتب خطاب للرئيس هو أن السيسي لم يعمل شيئًا لمن سرقوا أوراق مريم طالبة الثانوية العامة التي تمت سرقة أوراقها واستبدالها بأوراق طالب فاشل حاصل على صفر، فرسبت في الثانوية العامة وهي الطالبة المتفوقة طوال حياتها حتى حصلت على بكالوريوس الصيدلة، ونجح الفاشل ابن الفاشل الذي سرق أوراقها، وذلك بالرغم من استغاثة مريم وأسرتها به وتوسلاتهم له حتى يتدخل وينصف ابنتهم المظلومة. وأبي يقول إننا لم نسمع حتى عن مجرد تحقيق صوري جرى مع المسئولين عن وضع هذا الصفر في ورقة مريم، ولا حتى عن تحقيق صوري مع والد الطالب الذي أعطى أوراق إجابتها لابنه والذي كان رئيسًا للجان الامتحان التي امتحن بها ابنه مع الطالبة مريم، وهو ما يُعد مخالفة واضحة صارخة للقانون. فهل مَنْ لم يعمل شيئًا لطالبة مسيحية متفوقة في الثانوية العامة سيعمل شيئًا لي أنا تلميذ الصف السادس الإبتدائي المسيحي؟ مع أنني لستُ وحدي المتضرر من هذا السؤال الديني المتحيِّز لطلبة دين دون الدين الآخر، بل الضرر لحقنا جميعًا نحن الطلبة المسيحيين وأولياء أمورنا في هذا الصف في هذه الإدارة التعليمية.
ج- هل تصدق يا عمي العزيز أنه في الوقت الذي يضعون لنا نحن الطلبة المسيحيين مثل هذا السؤال الذي تستحيل الكتابة فيه تُتهم مدرسة لغة إنجليزية بأنها علَّمت البنات المسيحيات ترنيمة مسيحية، وتُخصم لها سبعة أيام من مرتبها عقابًا لها على فعلتها النكراء هذه. فهل تظن يا عمي العزيز أن أحدًا سينتبه لهذا السؤال الديني المتحيِّز أو أن أحدًا سيطالب بتحقيق ولو صوري مع الجهبذ الذي وضع السؤال؟ أنا منتظر أن أرى ماذا ستفعل وكيف ستعاقب إدارة القليوبية التعليمية هذا الجهبذ الذي وضع لنا مثل هذا السؤال.

عمي العزيز، دعني أصارحك القول بأنه بالرغم من كل ما علَّمتنا عن محبة الآخرين ووجوب محبة الوطن بكل أفراده على اختلاف خلفياتهم ودياناتهم فإنني قد حاولتُ كثيرًا أن أتبع نصائحك فلم أستطع. صليتُ للمسيح مُخلصًا من كل قلبي لكي يساعدني على محبة زملائي المسلمين في المدرسة لكنني فشلتُ، فكلما أحببتهم أكثر أُحَبُ منهم أقل، وكلما حاولتُ الالتصاق بهم ابتعدوا عني. لم يَعُدْ لديهم إلا سؤال واحد يسألونه لي كلما قابلتُ أحدهم: هل أنت مسيحي أم مسلم؟ وعندما أقول لهم إنني مسيحي يبتعدون عني. ومنهم مَنْ يسألني إن كان سيدنا عيسى هو الله، وإذا أجبتهم بنعم سألوني: كيف يكون الله ويدخل دورة المياه؟ ثم يصرون على أن يحكوا ما حدث بيني وبينهم للمدرسين فيبدأ أولئك أيضًا باستجوابي والاستهزاء بي.

عمي العزيز، سامحني إذا قلتُ لك في نهاية برقيتي هذه إنني أكره المدرسة والمدرسين والدين وزملائي وحتى نفسي، ويبدو أنني لا بد أن أستمر على هذا الحال إلى أن أنهي دراستي الإبتدائية، وقد سمعتُ أن نفس هذا الذي يحدث لي الآن يحدث للطلبة المسيحيين في المرحلة الإعدادية والثانوية بل وفي الجامعة أيضًا. ويبدو بالنسبة لي أنه لا مفر من أن أظل أعاني من هذا الاضطهاد الممنهج في المدارس الحكومية إلى أن أنهي دراستي الثانوية وربما الجامعية أيضًا، فكما تعلم فإن والدي ليست لديه الإمكانيات المادية ليُدخِلني مدرسة مسيحية خاصة حتى لا أتعرض لما أعانيه الآن. لكنني أعدك بأنني سأهرب من هذه المدرسة، وهذه المنظومة التعليمية الفاسدة، وهذه الدولة التي تتفنن في تحطيمنا نحن الأطفال المسيحيين. أعدك بأنني سأصبح يومًا ما أستاذًا في جامعة أوروبية أو أمريكية كما صار الدكتور مجدي يعقوب، ولكنني لن أكون متسامحًا مثله مع مَنْ اضطهدوني وأجبروني على ترك مصر، ولن أسمح لطالب مسلم واحد يدرس تحت إشرافي بأن ينجح في مادتي مهما كان متفوقًا، وسأعمل ذلك ليشربوا من نفس الكأس التي أجبرونا في مصر على الشرب منها حتى الثمالة. سأخبرهم بما عمله معي آباؤهم في امتحان مادة اللغة العربية. عمي، سامحني فلن أعمل بعد الآن بنصائحك التي كنت تقدمها لنا، فتعاليم المحبة التي علَّمتها لنا والتي اعتدنا أن نقدمها لهم يعتبرونها ضعفًا، فما أُخذ بالقوة لا يُسترد بغير القوة. أرجوك لا تطلب مني أن أكتب مأساتنا كمسيحيين لقادة الكنيسة، فقادتها في سبات عميق، ولن يدافعوا عنا نحن الصغار حتى لو تم إقصاؤنا من التعليم بالكامل، فأحدهم يرى أن الإمام الأكبر ليس إمامًا للمسلمين فقط بل لكل المصريين، والآخر يرى أنه إذا أحرق لنا المسلمون كنائسنا فسنصلي في الجوامع مع إخوتنا المسلمين، وثالث سمح للمسلمين بأن يرفعوا الآذان داخل كاتدرائيته وعلى مذبحها ولم يعترض ولم يفعل شيئًا إلا تقبيل القرآن، ولذا فلن أكتب للمسئولين عن الكنيسة لأن تاريخهم الأسود في مثل هذه المناسبات يؤكد أنهم لا يرون ولا يسمعون ولا يتكلمون. سأعلِّم التلاميذ الصغار الذين هم في مثل عمري والذين لا بد لهم أن يكتبوا نفس موضوع الإنشاء هذا أننا لا بد أن نجتمع معًا ونتربص بالتلاميذ والمدرسين المسلمين، ولن نسمح لهم بإهانتنا بعد اليوم.

عمي العزيز، لا تغضب مني فلن أعبد بعد مسيحك الضعيف وإلهك الذي لا يدافع عن المضطهدين من أولاده وبناته الصغار والكبار، ويترك مَنْ يستعبد ويذل أتباعه من المسيحيين الضعفاء، فيبدو أنه غير موجود من الأصل، وإن كان موجودًا فهو ليس جبارًا لأنه لا يستطيع أن يخلِّص مَنْ لا حول لهم ولا قوة مثلنا، ويبدو أنه يخاف من المسلمين الأقوياء الذين لا يقيمون له وزنًا أو حسابًا أمثال كل المدرسين المسلمين في كل المدارس الحكومية.

عمي، أرجوك لا تكتب لي ردًا على رسالتي هذه، فلن أقبل منك أي رد أو محاولة لتهدئة النيران التي تشتعل بعقلي وقلبي إلا بعد تنفيذ ما في عقلي وقلبي ضد هذا الوطن. عمي، لا بد أن أنهي الكتابة لك الآن لأن جرس نهاية الامتحان قد دق والمراقب في طريقه ليأخذ مني ورقة الإجابة الفارغة. والسلام ختام.

1 تعليق

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا