المسيح قام … بالحقيقة قام … ورسالة إلى مدبولي

36

تحل هذه الأيام ذكرى قيامة المسيح، والقيامة ركن أساسي من الإيمان المسيح. يقول الرسول بولس: “إن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا، وباطل أيضًا إيمانكم، ونوجد نحن شهود زور لله لأننا شهدنا من جهة الله أنه أقام المسيح وهو لم يقمه… وإن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم. أنتم بعد في خطاياكم. إذًا الذين رقدوا في المسيح أيضًا هلكوا” (1 كو 15: 14-19). وفي القيامة إعلان بنوة المسيح الفريدة لله “وتعين (تثبت، تبرهن) ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات” (رو 1: 4)، وفي قيامة المسيح ضمان قيامة المؤمنين به والتمتع بالشركة الإلهية (1 كو 15: 17-22) “فإنه إذ الموت بإنسان (آدم) بإنسان أيضًا (المسيح) قيامة الأموات لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيُحيا الجميع”.

لم تكن قيامة المسيح أسطورة أو خيال أو قصة ملفقة أو كذبة كذبها التلاميذ، بل هي حقيقة تاريخية. يقول أدولف هارناك، أحد منكري قيامة المسيح: “نبعت ثقة التلاميذ الوطيدة في المسيح من إيمانهم بأنه لم يبق في القبر، ولكن اللّه أقامه. ولقد رأوا بأنفسهم أنه قام يقينًا، كما رأوا أنه مات يقينًا، فأصبحت القيامة هي الموضوع الرئيسي لكرازتهم.”

تعطي القيامة لحياتنا معنىً ورسالةً وهدفًا ورجاءً حيًّا بالمستقبل، لذلك نعيش بلا خوف من التقدم بالعمر أو من المرض والموت، لأننا بالقيامة سنهزم الموت بقوة ربنا يسوع، له المجد، وسنحيا معه في السماء.

كل عام وقراء “الطريق والحق” بخير وأفراح القيامة تملأ حياتكم.

بمناسبة ما أثير من جدل حول قرارات رئيس الوزراء بخصوص إجازة عيد القيامة، لم أجد أفضل مما كتبته الكاتبة الروائية داليا الحديدي، وأنقل لكم ما كتبت:

أعلن أنا داليا محمود محمد محمود علي الحديدي استيائي لقرار الحكومة إعلان الأحد والاثنين 5 و6 مايو عطلة بمناسبة عيد العمال وشم النسيم، كما أعلن عن رفضي لتفسير البعض أن الحكومة بذلك التصريح إنما أرادت تمرير الإجازة كون تلك الأعياد تتوافق مع عيد القيامة المجيد الموافق 5 مايو القادم.

العالم بأسره يحتفل بعيد العمال في الأول من مايو، وعلى هذا، فإصدار رئاسة الوزراء لهذا القرار يُعد نوعًا من التلاعب بالحقائق.

وأنا كمسلمة أرفض تحايل الدولة بشكل خفي لإعلان الخامس من مايو إجازة تحت ستار أو دعاوي عيد العمال فيما النية تنطوي على تمرير إجازة للإخوة الأقباط دون الإعلان الرسمي عن حقهم الأصيل في تخصيص عطلة لأعيادهم بشكل علني أسوة بسائر المواطنين في الدولة على اختلاف أديانهم.

الموضوع أشبه بزوج يخاف من أمه لو أنفق على أبنائه أو دفع لهم مصروفاتهم أو تستر على هدية ثمينة أهداها لشريكة حياته فينكر أي مخصصات لأبنائه أو لزوجه كي يرضي غرور والدته بل ويتفق مع زوجته أن تنكر هي أيضًا إنفاقه عليها!!!

 لما تجامل الحكومة أبناء الوطن من المسيحيين بشكل عرفي؟

أتعطي الحكومة الهوية الوطنية للمسيحيين في الحرام مثلًا؟

أتعتبر الحكومة المسيحي مواطنًا في الحرام أو من الزوجة الثانية فتتستر عليه أو تنكر حقه و أعياده؟

أشعر بغصة حين تنطلق الزغاريد في الكنائس لدى حضور مسئول كبير للاحتفال معهم وكأن الموضوع منة، بينما هو أقل واجب.

أنا لا أرضى بالتحايل على حقوق أي مواطن مصري سواء كان شيعيًا، سنيًا، مسيحيًا، يهوديًا، بهائيًا أو بلا ملة.

الجميع لهم حقوق المواطنة ومصر لكل المصريين.

لا نرضى لهم سوى التكريم العلني لا العرفي.

لا نرضى لهم الدونية.

لا نرضى لهم بعيد بلون رمادي. الفرحة لا بد أن تكون فاقعة تسر الناظرين.

 لا أرتضي لهم بفتات الكرامة ولن أغض الطرف عن إعلان الدولة لي كمسلمة عن إجازة في العيدين بينما إخوتي المسيحيين أو البهائيين لا تدرج أعيادهم في سجل الإجازات وإن حدث فبشكل مستتر تقديره التهميش.

كيف أزاول حياتي بشكل عادي وأنا أعلم أن جاري وزميلاتي وإخوتي المسيحيين يصومون ثم يفطرون ويعيِّدون بدون إجازات رسمية وإن مُنحت إجازة فلهم وحدهم – خطوبة على الضيق!!! ما هذا؟! بل ما زال البعض يستشير الأزهر  أنعيد عليهم أم لا … أي هراء هذا؟

يا ساتر. أما من نهاية لهذا الصلف؟!

وقبل أن أنسى، كل سنة وكل ثانية وكل الطوائف المسيحية بخير.

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا