بقلم الدكتور القس صفوت البياضي الرئيس الشرفي للطائفة الإنجيلية
كونك غضوبًا أو سهل الغضب أو صعب الصفح والمغفرة يحول دون التسامح أو المغفرة أو اللطف. إنها مقولة لداروين ويكنسون.
أما التعبير الذي أشير إليه بشأن هذا الأمر في (سفر الأمثال 14: 29) فهو “بطيء الغضب كثير الفهم، وقصير الروح معلي الحمق.”
وفي موضع آخر يقول: “ليكن كل إنسان مسرعًا في الاستماع مبطئًا في الغضب.”
“لذلك اطرحوا كل نجاسة وكثرة شر واقبلوا بوداعة الوصايا المغروسة القادرة أن تخلص نفوسكم، لأنه إن كان أحد سامعًا للوصايا وليس عاملًا بها فذلك يشبه رجلًا ناظرًا وجه خلقته في مرآة، فإنه نظر ذاته ومضى وللوقت نسي ما هو ولكن مَنْ اطلع على الناموس الكامل، ناموس الحرية، وثَبُتَ وصار ليس سامعًا ناسيًا بل عاملًا بالكلمة (التي سمعها) فهذا يكون مغبوطًا في عمله. وإن كان أحد منكم يظن أنه دَيِّنٌ وهو ليس يلجم لسانه بل يخدع قلبه فديانة هذا باطلة. الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه: افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقاتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم.”
ومن بين التوصيات اللازمة تجاه الفقير واليتيم يقول الحكيم: “مَنْ يرحم الفقير يقرض (أي يعطي هدية) الرب وعن معروفه يجازيه”، أي يعوضه أضعاف ما قدم لليتيم الفقير، فالتوصية السامية من الأعالي تقول إن مَنْ يرحم الفقير كأنه يقدم لخالقه ولهذا يعوضه الخالق أضعاف ما قدم للفقير.
وهكذا يضع الخالق مبادئ إعانة الفقير بقوله: “إن صنعت ضيافة فادع المساكين والجدع والعمي فيكون لك مكافأة إذ ليس لهم حتى يكافئوك” مقابل ما قدمته، لهم فمن يرحم المسكين يرحمه خالقه؛ “فرق بسخاء وأعطى الفقراء”، فالقدير يرد ما قدمه للفقير والمسكين أضعاف ما فعل، فسبحانه لن يكون مدينًا بما أعطيت لفقير، فحاشى أن يكون مدينًا بل يعطيك ويعوضك أضعاف ما أعطيت.
ومن أهم التوصيات يقول الموصي للأغنياء ألا يستكبروا ولا يلقوا رجاءهم على الغنى غير الدائم بل يصنعون صلاحًا ويكونون أغنياء في الأعمال الصالحة بكل سخاء، كرماء فيما يعطون مدخرين لأنفسهم أساسًا حسنًا للمستقبل وللحياة الأبدية التي لا تنتهي. ويضيف التوصيات التالية: “اتبعوا السلام مع الجميع” و”أطيعوا مرشديكم واخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابًا” و”لا تساقوا بتعاليم متنوعة وغريبة” بل ثقوا في معلميكم الذين يبذلون الجهد بالتعليم الصحيح.
إنها توصيات الحكماء للأبناء والأصدقاء رجالًا ونساء في نوبة صحيان دون إزعاج أو رعب بل صحوة نحتاجها جميعًا دون كلل أو ملل.
وهي توصيات واجب علينا مراعاتها لا حفظها شفويًا بل تطبيقها عمليًا في حياتنا وأعمالنا ومعاملاتنا مع كل مَنْ حولنا. والقدير يعيننا ويفيض علينا بالخير والصحة والهناء.