الدكتور مفيد لم يمت ولا يمكن أن يموت

196

مَن قال إن مفيد مات

وهل يموت الأتقياء؟

هل يتوارى في التراب النبلاء؟

هل يكف عن العطاء من علَّم الأجيال العطاء؟

رجل عرفناه بشر مثلنا يعيش بطبيعة الأنبياء

عمل بالحق

علم بالحق

 نادى بالحق

 خدم بالحق

 فجسَّد رسالة السماء على الأرض للأحياء

عاش ينفق وينفق لخير البشرية جمعاء

جال يصنع خيرًا كسيده ويمنح بأمره تعالى لمرضاه الشفاء

ما رد يومًا سائلًا، وما ادخر علمًا لنفسه، وما تأخر عن نصرة الضعفاء

لم يستكبر أن ينحني ويحنو على مَنْ به داء

استخدم إيمانه، صلاته، حبه، علمه ليصفها لمرضاه دواء
ما ساوم على الحق الكتابي أبدًا وما وقف في صف الجبناء
ما طلب المجد لنفسه يومًا وهو مَنْ كان جديرًا بالمجد من الأحياء
وما عرف تشامخه الكبرياء
فيا مَنْ شئت في حكمتك، يا مَنْ تعطي الحكمة للحكماء
أعط لعبيدك حكمة لنقتفي آثار العظماء
نعيش كما عاشوا
نقول ما قالوا
نحكم على الأمور كما حكموا
حتى نلتقي معهم ومعك في السماء

عندما بدأتُ من سنين خلت في كتابة مقالي “القسيس منيس مدرسة تدرِّس وتدرَّس”، والمتواجد على صفحة النافذة بجريدة (الطريق والحق)، لأشهد عن دروس شخصية تعلمتها من حياة الراحل الدكتور القس منيس عبد النور، وجدتني أسأل نفسي: لماذا ننتظر إلى أن يرحل الأشخاص المؤثرون في حياتنا، كأفراد وككنيسة، إلى بيوتهم الأبدية مع المسيح ثم نبدأ في التفكير في تكريمهم أو كتابة مقالات عنهم والإشارة إلى فضائلهم وصفاتهم وننظر كما أوصانا الكتاب المقدس إلى نهاية سيرتهم، ونحاول التمثل بهم، ونشكرهم على ما قدموا لنا وللكنيسة وبعضهم نشكرهم على ما قدموا للبشرية جمعاء؟ نشكرهم بعد رحيلهم مع أن شكرنا لا يصل لآذانهم التي دُفنت تحت التراب وقلوبهم التي توقفت عن النبض والحب والعواطف والتواصل بالأجساد مع الأحياء؟ لماذا لا نكتب عن هؤلاء العظماء وهم أحياء، وهم ما زالوا على أرض الشقاء، وهم يقدمون لنا الأمثلة الحية والدروس العملية التي تخلقنا كل يوم من جديد وتساعدنا على السير في دروبهم واقتفاء آثار أرجلهم والتمثل بهم كما هم بالمسيح؟ عندما خطرت تلك الأفكار ببالي يومئذٍ قررتُ أن أكتب عن الأحياء قبل رحيلهم، ولم أفكر لا كثيرًا ولا حتى قليلًا لاختار الشخصية الأولى التي لا بد لي من الكتابة عنها وتوضيح ما تيسر لي من جوانب عظمتها وحياتها، تلك الجوانب التي قد تكون غير ظاهرة للجميع بل للمقربين منهم فقط، والتي رأيتها ولمستها واستفدتُ منها في حياتي الشخصية، وبالطبع كان الدكتور مفيد إبراهيم سعيد هو ذلك الرجل الذي اخترته دون منازع أو منافس له في عقلي للكتابة عنه. ولكوني رئيس تحرير جريدة “الطريق والحق”، فقد كتبتُ مقالًا مطولاً عن أستاذي وأستاذ الآلاف من أترابي، الأستاذ الدكتور مفيد إبراهيم سعيد، بعنوان، “دروس من حياة الهرم الرابع” وهو متواجد على الرابط “eltareeq.com”

كتبتُ عن مدى تأثيره وتشكيله لحياة الملايين وحياتي أنا شخصيًا وعن الدروس الكثيرة، الروحية والأخلاقية والعملية، التي علمني إياها أنا وغيري من شباب وكبار وقسوس وخدام الكنيسة، ليست الإنجيلية فحسب بل والأرثوذكسية والكاثوليكية أيضًا، كما اعترف بعضهم بذلك علانية على صفحاتهم في الفيس بوك وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، تلك الدروس الكثيرة التي منها أساسيات التعامل مع الكنيسة، ككنيسة الله وعروس المسيح وعمود الحق وقاعدته بعيدًا عن الطائفية بكل أنواعها، الكنيسة كجسد واحد متعدد الأعضاء والوظائف والمواهب كما هي في فكر المسيح تبارك اسمه. علَّمنا كيف نلتزم بالنص الكتابي في عظاتنا قارنين الروحيات بالروحيات، وكيف نقرأ وندرس ونفهم ما نقوله من المنابر قبل أن ننطق به، فالكلمة المنطوقة والمسموعة لا يمكن استردادها بعد قولها، وهي أخطر من استخدام مشرط الجراح في علاج الأجساد، والتعاليم الفاسدة وغير الدقيقة وغير واضحة المعالم والهوية الكتابية لهي أخطر من دس السم في العسل، فهي تدمر معلميها ومتعلميها. علَّمنا عمليًا كيفية معاملة الخدام والقسوس بالكنيسة كل للآخر، والتلميذ لمعلمه في الدراسات الروحية والزمنية، فبالرغم من أنه الأكبر سنًا ومقامًا وعلمًا وتأثيرًا في كنيسته ودنياه إلا أنه كان خاضعًا لتلميذه، الذي هو بالحقيقة تلميذه الروحي والطبي ومساعده في إجراء العمليات لفترة ما، لكنه أصبح قسيس الكنيسة التي أسسها هو وأبوه منذ زمن بعيد. فيا له من أستاذ نبيل وتلميذ عظيم في نفس الوقت. نعم، لم يكن الدكتور مفيد يعلِّم فقط بل يعمل ويعلِّم كسيده. لقد علَّمنا كأطباء على اختلاف تخصصاتنا الطريقة المسيحية والمهنية الصحيحة في معاملة الطبيب المعالج لمرضاه من الناحية النفسية والصحية والمادية، فالخوف من الناحية النفسية الذي كان ينتاب المرضى وأهاليهم، لمجرد علمهم بأن عليهم أن يخضعوا لإجراء عملية جراحية، تحت المخدر، ومشرط الجراح، وفي المستشفيات العامة أو حتى الخاصة بحالتها السيئة يومئذٍ، يوم كنتُ طالبًا في كلية طب الأسنان القصر العيني في مصر، كان هذا الخوف يتبدد بمجرد رؤية الأستاذ الجراح الدكتور مفيد والتحدث إليه، تلك الخبرة التي مررتُ أنا بها شخصيًا معه منذ أن كنتُ في السابعة عشر من عمري، وكذلك أيضًا خبرة الخوف من الناحية المادية كانت تتبدد أيضًا عندما يرفض الدكتور مفيد التحدث إلى المريض عن ما يجب أن يدفعه ثمنًا لإجراء العملية إلا بعد إجراء الجراحة للمريض وبعد معرفة حالة المريض المادية، وخلفيته البيئية، وإن كان قادرًا على دفع ولو جزء بسيط مما ينبغي عليه دفعه مقابل إجراء الجراحة له أم لا. وهذا ما شهد عنه جميع مرضاه ومساعدوه بلا استثناء، فلقد عبَّر عن ذلك أستاذي الدكتور مفيد بكلماته الخاصة عندما قال له بعض مساعدوه: “يا دكتور مفيد، ليس كل الناس فقراء لا يستطيعون دفع تكاليف العمليات، بعضهم مخادعون يتظاهرون بعدم قدرتهم على الدفع”، فكان جوابه: “أنا أفضل أن أُخدع من أحد القادرين على الدفع فلا يدفع عن أن أُجبر غير القادرين على الدفع على أن يدفعوا.”

وبالرغم من كل ما قيل عن الأستاذ الدكتور مفيد من العديد من المرضى، والقسوس والأطباء زملائه، وتلاميذه ومساعديه، سيظل القول عاجزًا، واللغة قاصرة عن رسم حتى القليل من الجوانب المضيئة في شخصية وحياة راحلنا العظيم، د. مفيد، والتي تَضَمَّن مقالي سابق الذكر القليل منها.

والحقيقة ما دفعني أن أكتب مرة أخرى عنه ليست مناسبة تركه لعالمنا وذهابه للمسيح فحسب بل لأبرز أمرين في غاية الأهمية بالنسبة لنا جميعنا: الأمر الأول هو لمدح شخص المسيح في السيدة ليلى زوجة الدكتور مفيد، فكلما تذكرتُ محبتها وتضحيتها وحكمتها وتواضعها وإيمانها بالمسيح وبدور زوجها في الحياة كطبيب وخادم وأب وزوج وصديق، ودوره في الأرض ورسالته التي عاش ليتممها سواء في إتمام عمل المسيح في علاج المرضى أو الخدمة الإدارية والمنبرية في كنيسته وكنائس عديدة، لا يسعني إلا أن أنحني للسيدة ليلى بكل احترام وتقدير، فلولا الدور الذي لعبته في حياة راحلنا الكريم وفي حياة أولادها وفي حياتنا جميعًا لكانت خدمة الدكتور مفيد قد تأثرت كثيرًا ولم تكن بهذا الانتشار الواسع الكبير والتأثير الباقي الخالد إلى أبد الآبدين، فكما يقول المثل “وراء كل عظيم امرأة” أما أنا فأقول إن “وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة أيضًا”، وهذا ما جسدته د. ليلى العظيمة في حياتها وحياة عائلتها، فكلما تذكرتها تذكرتُ الأغنية التي غنتها الفنانة القديرة “بيت ميدلر” والتي عنوانها “الريح تحت أجنحتي”، وأن د. ليلى بلا شك كانت للدكتور مفيد كالريح تحت أجنحته ليحلق في عالمه عاليًا فيصل إلى القمة، وحياتهما معًا كانت تعبيرًا صادقًا عن كلمات هذه الأغنية التي أثق أنه طالما كان يهديها ويرددها في قلبه كلما تذكر دور زوجته النبيلة، تلك الأغنية التي جاء بها:

أوه أوه أوه أوه أوه
Oh, oh, oh, oh, oh.

من المؤكد أن هناك برودة في ظلي
It must have been cold there in my shadow.

ألا يسطع ضوء الشمس على وجهك
To never have sunlight on your face

كنت مكتفيًا بأن تجعلني أضيئ، هذه طريقتك
You were content to let me shine, that›s your way

كنت أنت دائمًا تمشي خطوة ورائي
You always walked a step behind

لذا فكنتُ أنا مَنْ يحصل على المجد كله
So, I was the one with all the glory

بينما كنت أنت الشخص بكل القوة
While you were the one with all the strength

وجه جميل بلا اسم لمدة طويلة
A beautiful face without a name for so long

ابتسامة جميلة لتخفي الألم
A beautiful smile to hide the pain.

هل علمت أبدًا أنك بطلي
Did you ever know that you›re my hero?

وأنك كل ما كنتُ أتمنى أن أكون
And everything I would like to be?

أنا استطيع أن أطير أعلى من نسر
I can fly higher than an eagle.

لأنك أنت الريح تحت أجنحتي
For you are the wind beneath my wings

ربما بدا أنه ليس مَنْ ينتبه إلى هذا
It might have appeared to go unnoticed.

لكني ضممته كله هنا في قلبي
But I›ve got it all here in my heart.

أريدك أن تعلم أنني أعلم الحقيقية، بالتأكيد أنا أعلمها
I want you to know I know the truth, of course I know it.

كنتُ سأكون لا شيء بدونك
I would be nothing without you.

هل علمت أبدًا أنك أنت بطلي
Did you ever know that you›re my hero?

وأنك أنت كل ما كنت أتمنى أن أكونه
You›re everything I wish I could be.

أنا استطعتُ أن أطير أعلى من نسرٍ
I could fly higher than an eagle

لأنك أنت الريح تحت أجنحتي
For you are the wind beneath my wings

لأنك أنت الريح تحت أجنحتي
For you are the wind beneath my wings

أنت، أنت، أنت، أنت الريح تحت أجنحتي
You, you, you, you are the wind beneath my wings.

أطير، أطير، أطير بعيدًا، أنت جعلتني أطير عاليًا جدًا
Fly, fly, fly away, you let me fly so high.

أطير، أطير، أطير عاليًا إلى السماء
Fly, fly, fly high against the sky.

عاليًا جدًا، حتى قاربتُ أن ألمس السماء
So high I almost touch the sky.

شكرًا لك، شكرًا لك
Thank you, thank you.

شكرًا لله لأجلك، الريح تحت أجنحتي
Thank God for you, the wind beneath my wings.

لذا فتحية لك أيتها المرأة العظيمة، د. ليلى، على الدور الرائع الذي قمتِ به في حياتي وحياة الآخرين من خلال عملك وتضحيتك وتأثيرك على حياة زوجك العظيم د. مفيد.

أما الأمر الثاني الذي دفعني للكتابة مرة أخرى عن أستاذي الدكتور مفيد فهو ما سمعته ورأيته وتأثرتُ به والذي حدث مجددًا بعد كتابتي المقال السابق.

ففي زيارتي الأخيرة لمنزله مع أحد الأحباء والذي لن أذكر اسمه لأني لم آخذ موافقته على ذكره، سألته قائلًاً: “د. مفيد، كيف توافق على التعاليم المخالفة لصحيح ما ورد في الكتاب المقدس من حقائق روحية متفق عليها، على الأقل بيننا نحن الإنجيليين المصريين، فهل تؤمن أنت بظهور القديسين والقديسات الذين رقدوا في المسيح على قباب الكنائس؟ وهل حقًا تصلون لكي تظهر القديسة العذراء مريم فوق كنيستكم؟ وهل تؤمن حقًا باستحالة الخمر والخبز المستخدمين في فريضة العشاء الرباني إلى جسد حقيقي للمسيح ودم حقيقي له؟ وهل تؤمن أنه ليست هناك نار حرفية لا تُطفأ ودود حرفي لن يموت؟ وهل تؤمن، وهل تؤمن، وهل تؤمن؟” وعددتُ له بعض الأمور التي كتبتُ أنا ضدها في مقالاتي مرات كثيرة. أجابني الدكتور مفيد بمحبته ووداعته وصوته الخفيف الهادئ الثابت والصارم في كل وقت، وقال لي: “ناجي، أنا لا أريد أن أتكلم سلبًا عن كنيستي أو أي كنيسة.” قلتُ: “لكن هذا هو الحق الكتابي فكيف لا تتكلم عنه؟ نعم، أنا أعلم موقفك تمامًا من هذه التعاليم ولكن الذين يعرفونك ولكنهم لا ينتمون إلى كنيستك لا يعرفون بوضوح موقفك من هذه التعاليم، وسكوتك وعدم حديثك عنها يقنع وقد يؤكد للبعض أنك موافق عليها.” قال: “عندما بدأ أحدهم بالمناداة بتعليم أن الخبز والدم يتحول إلى جسد الرب ودمه الحرفيين داخلنا، طلبتُ من المسئولين في الكنيسة ألا يطلب مني أحد أن أصلي على مائدة الرب قبل تناول الإخوة والأخوات منها، وأوضحتُ لهم السبب بكل صراحة ووضوح. قلتُ لهم إنني لا يمكن أن أصلي على المائدة وأنا لا أؤمن بتحول الخبز إلى جسد المسيح والخمر إلى دمه، بينما أنتم تؤمنون يا مَنْ تقدمونها للناس أن الخمر والخبز سيتحولان في داخلهم حرفيًا إلى جسد المسيح ودمه، ولا يمكن أن أبارك كسر خبز يحدث بهذا المفهوم. قلتُ ذلك لكني فوجئتُ في أحد الاجتماعات وقبل التناول من المائدة أن القسيس الذي طلبت منه ألا يطلب مني الصلاة على المائدة يقول: “الشيخ الدكتور مفيد يصلي لنا على المائدة ويطلب بركة الرب عليها. ” قال لي الدكتور مفيد: “لم أشأ أن أحرجه أمام الكنيسة وفي الوقت نفسه كيف يمكنني أن أصلي على المائدة للبركة وأنا لا أؤمن باستحالتها وهو وغيره الكثيرون في الكنيسة يؤمنون بذلك بسبب تعاليمه. قلتُ: “يا إلهي! وماذا فعلت يا دكتور؟ كيف تخلصت من هذه الورطة؟” قال: “قمتُ وصليتُ ولكن صلاتي كانت عبارة عن عظة مطولة عن المائدة وعدم استحالتها وتحولها في دواخلنا إلى جسد الرب ودمه، وقدمتُ كل ما أؤمن به أنا شخصيًا من تعاليم حول ممارسة فريضة العشاء الرباني.” ثم أكمل الدكتور مفيد: “وهكذا أفعل أنا في كل أمر أختلف فيه مع الكنيسة من تعاليم أو ممارسات أرى أنها غير كتابية لكني في الوقت نفسه أعلم أنني لستُ براعي الكنيسة، وراعي الكنيسة مع مجلسها هم أصحاب القرار في كل ما يعملون.”

يا له من معلم وبناء حكيم عاش بيننا يبني فضة وذهبًا وحجارة كريمة في حياتنا كأفراد وفي كنيسة الله التي اقتناها المسيح بدمه.

إلى اللقاء يا أستاذي وأستاذ الأجيال بالأجساد الممجدة، فأمثالك لا يمكن أن يموتوا، وإن تغربوا عنا بالجسد لكنهم يستوطنون عند الرب، ويومًا ما سنلتقي معًا حيث سيتم فينا المكتوب: “هوذا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا. وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلَهًا لَهُم، وسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ، وَقَالَ الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ: هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا.”

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا