الحب يجعلك مستحقًا

حسن إسماعيل

ننحت ذكرى للمستقبل

لحياة نجهل فيها نبض الروح

نخزن مطر لسنين الجفاف القادمة

لحياة تقتل ذكرانا

وتسلب منا كل حصاد المطر المتأخر

تتآمر علينا.. فنسقط في الفخ

فنتآمر على أرواحنا

نبادلها تآمرًا بتآمر.. عينًا بعين..

على سر وجودنا.. على رسم جوهرنا

على ما كذبناه بكل يقين

ويهوذية بوصلتنا المقدسة

أين شهيقنا الآن؟!

أين خطوات رقصتنا الملعونة بالكمال؟!

أين ارتعاشات ليلنا السرمدي؟!

وشبقي الملهوف للغرق السافر

الآن أعتق خمري لأجرب كأسًا لم أحترفه يومًا

منارة الجرس.. وهذا الجرن أعرفه

وهذه الصبارة المنحوتة أسفل نافذتي أعرفها

حتى لدغ هذا النوع من الشوك يحفر في عمقي نتوءات أدركها

أتحسسها بأناملي الروحية فأعرف أنني أنا

أنا الابن الضال.. والحبيب الضال.. والمناضل الضال

الحب يجعلك مستحقًا

ويعطيك قدرة الخروج من زنزانة الأنا الفولاذية.. لتتحرر وتتحد وتتحرك نحو الآخر

عدم الاستحقاق توصيف للمحدودية وللضعف الإنساني.. مش تقليل ولا دونية ولا صفرية

هناك مَنْ يجذبك للرمال المتحركة وهناك مَنْ يجذبك للنهر

المساواة في المحدودية والضعف والعجز

القناع مش هو الوجه الحقيقي

مش هو القلب الحقيقي

مش هو العهد الحقيقي

المكياج في القناع لا يجمل الكيان

الزخرفة للذات المزيفة مش هتونس الداخل المُوحش

الضحكة البلهاء للقناع لا ترادف السلام الداخلي.

للتيه طريق وللبناء طريق مغاير

في كل شيء وفي كل آخر وفي كل عمق مظلم.. هناك يقطن الحب

وكأن التغيير عنده ناسه

مش كل البشر بتحاول تعيش بجد

مش كل البشر بتكون عايزة تعرف نفسها أو تقترب من كيانها

مش كل الناس بتكون عطشانة لمعنى

مش كل الناس الآخر مهم جدًا ليها

مش كل الناس بتتمرد على الحفلة التنكرية

مش كل البشر بتقدر تنحت عقل نقدي رحيم

مش كل البشر بتعوز تحوش بالحب ناس

مش كل البشر بتكره الكره والتوحش والدم والجثث

مش كل البشر بتحب التأمل وبتروحله

مش كل الناس بتقرأ وبتخلي الكتاب رفيق درب

مش كل الناس بتتنحت بالفن

مش كل الناس روحها تقطن الموسيقى

وكأن التغيييييير عارف ناسه وناسه عشقاه