الانجذاب لنفس الجنس في التقليد الأرثوذكسي الشرقي للدكتورة هدى دوس

44

حتى لا نحارب المريض بدلًا من محاربة المرض صدر هذا الكتاب

عرض : أشرف أبو جليل
عضو اتحاد كتاب مصر

صدر كتاب “رجاء وشفاء من الانجذاب لنفس الجنس في التقليد الأرثوذكسي الشرقي” للدكتورة هدى عدلي دوس مقتحمًا منطقة يتحرج الكثيرون من الخوض فيها لظروف التنشئة الاجتماعية. ومزج الكتاب بين التوجهين العلمي والديني في مناقشة الظاهرة وطرح سبل العلاج، وفيه يتسلح المعالج بأدوات العلم المادية والروحية والكتاب المقدس وبالتالي تتبادل المفردات العلمية والدينية الأدوار.

ولتفسير ذلك التداخل، تقول الدكتورة هدى دوس في المقدمة: “هذه رسالة لدرجة الماجستير مقدمة لدار العلم الأنطاكي وتعتمد على أقوال الآباء الأرثوذكس الشرقيين الخاصة بهم.” والكاتبة أرثوذكسية قبطية وتؤكد الرسالة أن هناك أملًا في الشفاء للأشخاص الذين يعانون من الانجذاب إلى نفس الجنس من خلال طبيبنا العظيم يسوع المسيح، فهي تقدم إرشادًا واضحًا ورحيمًا للأشخاص الذين يعانون من الانجذاب إلى نفس الجنس يساعدهم في التغلب على معاناتهم بنعمة الله وبطريقة متوازنة جدًا، كما أن الرسالة هدفها أيضًا زيادة بصيرة أولئك المهتمين بخدمة ذوي الميول المثلية.

ولا يتصور القارئ من هذه المقدمة أن الكتاب مجموعة من العظات الروحية والدينية فقط، فمطالعة فهرس المحتويات تحيل القارئ إلى فصول تدور حول العلاج العلمي مثل (أسباب وتحديات فشل الهوية الجنسية ، المقاييس المستخدمة في التصنيف، وبرنامج العلاج التكاملى، وأهمية التدخلات النفسية والروحية معًا، فهذه العناوين تعدل ميزان العلم والدين داخل الكتاب.

تقول الدكتورة هدى دوس: “يُعد الانجذاب إلى نفس الجنس هو أحد أهم الموضوعات التي تحيط جيلنا والأجيال القادمة بالمخاوف، هذه القضية ليست جديدة ولكنها مهملة كثيرًا في ثقافتنا وفي المجتمعات المسيحية، وكان اهتمامي هو أن أُظهر الحكمةَ العميقة للتقليد المسيحي الأرثوذكسي، وأُظهر هذا الرجاء في الشفاء الذي تمنحه كنوز العقيدة الأرثوذكسية لأولئك الذين يعانون من الانجذاب لنفس الجنس.”

وترى الباحثة أن الله خلق الطبيعة البشرية لتكون جيدة. وكان من المفترض أن يحقق الاتحاد الجنسي التكامل والوحدانية في الزواج ويزيد العشرة بين الزوجين. ولكن تسبب هذا العالم الساقط المليء بالفساد في سوء التوجيه الخاطئ للطاقة الجنسية. ومن هنا كان اهتمامها الرئيس هو دراسة أهمية استخدام التداخلات الروحية المختلفة بالتوازي مع التداخلات العلاجية النفسية اللازمة. وهي تدعو الله أن تكون هذه الدراسة مفيدة لمجد الله، ولخير الجميع، ولأولئك الذين يدركون أهمية هذا النضال، ولديهم الأمانة والشجاعة للبحث عن الحقيقة. وقد تمت إضافة الفصل الأخير عن الصدمة النفسية لتوضيح أهمية التعافي من الصدمات، وتأكيد أنه يوجد رجاء وشفاء، بوضع خطة علاجية تتضمن التقنيات الروحية والنفسية معًا.

 أما المقدمة الشاملة التي كتبها الأب يوساب عبد الله فقد كانت كلمة مفتاحية تلخص الخطوط العريضة للكتاب بدأها بتساؤلات أربعة لإثارة ذهن القارئ وتحفيزه لمناقشة القضية بذهن منفتح: “هل الذين يعانون من الانجذاب لنفس الجنس مرضى؟ أم هو اضطراب يحدث بسبب التوقف في النمو الجنسي؟ أم اختلاف وراثي مثل لون العينين أو الشعر؟ أم هو مجرد انفلات أخلاقي؟” إجابة هذه الأسئلة سوف تحدد كيف سنتعامل مع الذين يعانون من الانجذاب  لنفس الجنس وهو موضوع هذا الكتاب الذي يقدم ما يلي:

– التأثيرات التي ينتج عنها تغيير في الهوية الجنسية

– كيف عالج الله تمرد الطبيعة البشرية بالحب ليستعيد فيها مرة أخرى الصورة الفردوسية

– دور الإنسان ليستعيد شخصيته الأولى عندما يستسلم للحب الإلهي

– دور الكنيسة في رفع الوعي داخل الأسرة المسيحية

– دور المشورة في تقديم جو آمن للمستشير يساعده على تحمل مسئوليته في رحلة الشفاء

– كيف يتحقق التكامل بين الدور الروحي والنفسي

– تأثير الصدمة بوجه عام وكيفية التعامل معها

ويمكن تلخيص مضمون صفحات هذا الكتاب في جملة واحدة وهى: أنه “يوجد رجاء”، وهو عكس ما قد يقدمه المجتمع من وصم أو استبعاد، فالوصم هو نوع من أنواع الخلط بين الإنسان ومرضه أو سلوكه، والنتيجة الطبيعية لهذا الخلط هي العزل والتمييز، حيث يقوم المجتمع -خوفًا من المرض- بمحاربة المريض بدلًا من المرض.

الكتاب جرعة علمية ودينية موجهة للمريض والطبيب معًا، والمشير والمستشير معًا في مراكز المشورة، لأولياء الأمور وللمجتمع عامةً استأنست فيه الباحثة بمائة مرجع منها 89 مرجعًا باللغة الإنجليزية و11 مرجعًا باللغة العربية، وكانت توثق كل كلمة مقتبسة للتدليل العلمي، فالدكتورة هدى دوس طبيبة حاصلة على دكتوراه الباثولوجيا الإكلينيكية وتحليلات الأمراض السرطانية بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة في 1998، وهي حاصلة على دبلومة المشورة من معهد المشورة الأرثوذكسية في 2006 وعلى الدبلومة الدولية للتعامل مع السلوكيات الإدمانية 2016. وهي عضوة في الهيئة المسيحية للمشيرين الأرثوذكس من 2019، وقد حصلت على ماجستير المشورة المسيحية من الولايات المتحدة الأمريكية في 2022.

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا