إنهم يقتلون الأطفال

14

العدد 23 الصادر في أغسطس
كوتشينة الايام ومقالات أخرى
إنهم يقتلون الأطفال

تابعت بكل أسى وحزن الحلقة التليفزيونية التي أثارت فيها منى الشاذلي في برنامجها “الساعة العاشرة” قضية الصغيرين القاصرين أندرو وماريو اللذين قامت ضدهما شياطين الجحيم متمثلة في والدهما الذي طلب من الإدارة التعليمية أن تعامل ولديه على أساس أنهما مسلمان، حيث أنه اعتنق الإسلام ثم ارتد عنه ثم رجع إليه مرة أخرى، مما دعا أحد أولياء الله الصالحين الموظفين (أياً ما كانت وظيفته في الإدارة التعليمية التابع لها أندرو وماريو) أن لا ينتظر حــكم القضاء الإداري للفصل في هذه الحالة، لكنه أسرع ليصدر أوامره لمدرسة الصغيرين لإجبارهما على أداء امتحان مادة الدين الإسلامي. ولست أريد أن أتهم هذا الموظف بسوء النية والقصد بالرغم من أنه بين فالسرائر لله سبحانه وتعالى، بل أعتقد أن هذا الموظف المخلص لدينه وجدها فرصة رائعة لإرضاء الله سبحانه وتعالى بإجبارهما على الدخول في الإسلام أو على الأقل دراسة بعض تعاليمه والامتحان فيها لعلهم يهتدون ويفلحون، وكأن المولى تبارك اسمه عاجز عن هدايتهما دون إجبار، أو كأن عزة الإسلام وقوته وعدده سيزداد بطفلين صغيرين مسيحيين يُكرهان على الدخول فيه مع أنهما يكرهانه لدرجة أنهما آثرا الرسوب في الامتحان وإعادة السنة على دراسة الإسلام واجتياز امتحانه. فلو تأني سيادة المسئول، مهما كانت درجته، وانتظر حتى يصدر حكم المحكمة في هذا الأمر، خاصة مع سرعة السلحفاة التي يسير بها القضاء المصري في الفصل بين المنازعات، لربما مر العامان بسلام على الأطفال، وما احتجنا لكل هذه المحاورات والمناوشات ووجع الدماغ. ولو علم هذا المسئول أن هناك من يحاسبه على جريمته النكراء لربما فكر ألف مرة قبل ارتكابها، ولو اتقى الله في تصرفاته وعلم أن قراره لن يشفع ولن ينفع، بل سيوقعه ويوقعنا ومن حولنا في مشاحنات واتهامات ولن يخلق من الصغيرين إلا أعداء لوالدهما وللإسلام والمسلمين، وأن قراراه سيفتح الباب لهيئات حقوق الإنسان العالمية أن تتغنى وتهلل وتؤكد اتهاماتها للإسلام والمسلمين بالتعصب والكراهية حتى ضد الأطفال الصغار، لو علم وفكر في كل هذا لربما كان قد تريث في قراره الأرعن ولأعطى للعالم كله مثلاً عملياً فيما يحلو للإخوة المسلمين أن يسموه بسماحة الإسلام، ولأضاع الفرصة على كل الهيئات المتربصة بمصر من أن تتخم بملايين الدولارات التي تعطى لها للدفاع عن المضطهدين في مصر، ولكنه أضاع كل شيء بجرة قلم. فالعيب ليس عيب موظف كبير أو صغير، إنما عيب مجتمع قبلي عاش وتعلم العنف والثأر وقهر الصغار والكبار وسلب الغنائم والأموال وانتقل بأفكاره إلى دول آمنة لها حضارات وتاريخ عريق في المدنية والحب، فما استطاع أن ينسلخ من جلده ويؤثر في دول الفتوحات بل اصطدم بها، وبدلاً من أن يستفيد من تقدم هذه البلاد جرها وراءه لسنين من التخلف، فلا زال البعض يحلو له أن يطبق أفكار القرون السحيقة معتقداً أن هذا هو خير نظام أخرج للناس. وكعادتنا في مصر نحن نحب الكلام الكثير والحديث والمناقشات والمخالفات والبرامج التليفزيونية والمقابلات والإثارة، وفي النهاية تخمد تأججات المواقف وندفن رؤوسنا في الرمال في انتظار مشكلة أخرى جديدة أكبر وأصعب من السابقة ومترتبة عليها، وهكذا نعيش على حديد ساخن كل حين. وكما سعدت بآراء وتعليقات ومداخلات كثير من الإخوة والأخوات المسلمين العقلاء الذين يستخدمون ما أنعم به المولى تبارك اسمه عليهم من عقل وضمير ومنطق وأخلاق ويدركون خطورة ما تمر به مصر في هذه الأيام وينظرون إلى هذه المشكلة ببعد أعمق من مشكلة صغيرين، ومادة دراسية أو اعتناق دين ما، بل مشكلة قومية شعبية وظاهرة شيطانية ستؤدي بالجميع للمهالك إن لم نعالجها من جذورها. تعجبت أيضاً لآراء بعض المغيبين الذين يرون أن دخول الصغيرين للامتحان في مادة الديانة الإسلامية أمر طبيعي وسهل ويمكن أن يحدث بلا ضجيج أو عجيج، فمنهم من لام الأم المسكينة واتهمها بأنها وراء عصيان أولادها على دخول الامتحان، ومنهم من رأى أن يعامل الصغيرين على أنهما مسلمين حتى يبلغا ثم يختارا ديانتهما عند بلوغهما، ومنهم من رأي أن هذا ليس إجباراً أو إكراهاً على الدين. ومهما كثرت الآراء وتضاربت فأنا أرى أن ما حدث لهذين الصغيرين ويحدث كل يوم مع غيرهما ممن لا حول لهم ولا قوة، أولئك الذين يخضعون للأمر الواقع وينفذون ما يجبرون عليه، أولئك الذين لم ولن يسمع أحد أصوات صرخاتهم من الظلم الجائر إلا المولى تبارك اسمه فهو نعم المولى ونعم النصير، فليس لديهم من وسيلة لرواية حكايتهم في الإذاعة أو التليفزيون. وليس لديهم مئات الجنيهات لدفعها للمحامين والمدافعين. أرى أن ما حدث لهؤلاء الأطفال هو جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد، نعم جريمة والفعلة مجهولون، فالمتهمون في هذه الجريمة كثيرون وما من أحد يعرف الفعلة، أهم أولياء الأمور الذين تهاونوا في حقوق أسرهم وأديانهم، أم الأصوليون الذين يريدون تطبيق شريعة القرن السادس في القرن الواحد والعشرين، أم الشريعة نفسها والتي اختلف في تفسيرها الفقهاء والمفتون، أم من لهم حق الإفتاء في قضايا الدين والدنيا، الذين يخرجون علينا بفتاوى جديدة كل صباح من تحريم إهداء الزهور للمرضى في المستشفيات إلى رضاعة الكبير والصغير والزميل ثم فجأة يصمتون في مثل هذه القضايا الساخنة الشائكة حتى ولو أدى سكوتهم إلى حرب أهلية، أو قتل صغيرين مسيحيين نفسياً وجسدياً وروحياً وإنتمائياً.

ومع علمي أن ما من أحد يستطيع أن يفتي في مثل هذه الأمور ممن لهم حق الإفتاء إلا أنني كنت أتمنى أن أسمع رأياً رسمياً للأزهر ليكون هو القول الفصل في مثل هذه الأمور، لكن الأزهر في موقف لا يحسد عليه فلو قال الأزهر أن يظل الصغيران مسيحيين لخالف الشريعة الإسلامية التي هو موجود لحمايتها والدفاع عنها ولأثار غضب المسلمين البسطاء ولأعطى فرصة للكارهين والحاقدين من المسلمين لمهاجمته وأضاف إلى ذنوبه الكثيرة – من وجهة نظرهم – ذنباً لا يغفر فهو من الكبائر، ولن يكسب في إصداره هذه الفتوى إلا نصرة الصغيرين المظلومين ودعاء المسيحيين للمفتي بالصحة وطول العمر، وهذا ليس بقليل في عالم الروح لكنه لا يساوي شيئاً في عالم المنظور والملموس، فالبقاء للأقوى والأعلى صوتاً في عالم القهر والظلم الذي نعيش فيه، ولو قال الأزهر أن لابد أن يصبحا مسلمين لهاجت الدنيا واتهم الفقهاء بالوحشية وعدم العدل والإنصاف، فالسكوت على الظلم هنا هو أحسن الحلول في رأيهم. أما جريمة قتل الأطفال فهي ليست جديدة على مصر والمصريين، فأول جريمة لقتل الأطفال، دونها كتاب الكتب وأقدم الكتب المعروفة لدينا في هذه الأيام وهو التوراة، كانت في مصر، حيث يذكر تنزيل الحكيم العليم أن فرعون مصر إذ رأي أن شعب الله المتغرب في مصر يزداد عدداً وتأثيراً في دائرة وجوده، وفكر أنه إذا قامت حرب ضد مصر انضم شعب الله للأعداء وتخلصوا من قهر فرعون وزبانيته – تماماً كما فكر وأعلن أحد الأصوليين المصريين حديثاً عن رغبته في عدم تجنيد المسيحيين لئلا ينضموا للأعداء – قرر أن يضع خطة لإبادة هذا الشعب وقهره ومنعه من ممارسة أبسط حقوقه وبدأ بالأطفال فقال للقابلتين المصريتين اللتين كانتا تولدان النساء العبرانيات: “حينما تولدان العبرانيات وتنظرانهن على الكراسي إن كان ابناً فاقتلاه..”. أما الجريمة الثانية التي دونها لنا كتاب الكتب ضد الأطفال فكانت على يدي هيرودس ظاناً أنه سيقتل المسيح يسوع الطفل تبارك اسمه فأباد الأطفال في بيت لحم من سن سنتين فما دون، ولو أنصف التاريخ والمؤرخون لكتبوا عن مؤامرة قتل الأطفال المسيحيين في العالم العربي كالمؤامرة الأولى من حيث الكم والثالثة من حيث الكيف. فالثلاث مؤامرات مُخطِطها واحد وهو روح ضد المسيح الوسواس الخناس الذي يكره أن يرى شعب الله سواء في القديم متمثلاً في اليهود أو في الحديث متمثلاً في المسيحيين، يكره أن يراهم يحيون كغيرهم في سلام وهدوء. وهدف المخطط واحد هو القضاء على شعب الله وقتل المسيح والمسيحية في عقول وقلوب المسيحيين، والوسيلة واحدة وهي القضاء على الأطفال في القديم والحديث، والطريقة واحدة القتل الجسدي في القديم والقتل النفسي والروحي والانتمائي في الحديث. فالأطفال يقتلون بزرع الكراهية في قلوبهم منذ نعومة أظافرهم، وهذا القتل وارد في أطفال الديانتين، فأطفال المسلمين يكرهون المسيحيين وأطفالهم، وأطفال المسيحيين يكرهون المسلمين وأطفالهم، إلا أولئك الذين ملك عليهم المحبة سيد كل الأرض المسيح يسوع فعلمهم أن يحبوا أعداءهم ويباركوا لاعنيهم ويحسنوا لمن يسيء إليهم ويضطهدهم، وهؤلاء قليلون وهم موجودون في كل الأديان.

ألم يعلمنا تنزيل الحكيم أن من يُغضب أخاه فهو قاتل نفس، أليس قتلاً ذهنياً وجسدياً وروحياً للأطفال المسيحيين عندما تُدرس لهم مناهج تعليمية تمجد وتعظم الحروب والفتوحات والسطو على الغنائم والممتلكات، ألا تستخدم البرامج الإذاعية والتليفزيونة ليلاً ونهاراً في تعليم أطفال المسيحيين ما يخالف عقائدهم ودينهم. لقد ثارت ثائرة الكون واعترض المثقفون على وجود كاتب واحد مسيحي في الأهرام كان يكتب للأطفال مع أنه كان يكتب من الإسلاميات ما يجعلك تظن أنه مسلم سلفي، ومع ذلك اعترض الجميع عليه حتى ترك يعقوب الشاروني مكانه لأنه نصراني ولا يحل له أن يكتب لأطفال المسلمين حتى عن دينهم، أليس قتلاً لأطفال المسيحيين أن يتخلى مدرسو حصص الدين المسيحي عن تدريس أطفالهم حتى لا يتهمهم الزملاء المسلمين بالتعصب واتقاء لشرهم فيصبح الأطفال المسيحيون مجبرين على حضور حصص الدين الإسلامي فيمارس ضدهم كل أنواع الإكراه في الدين مع أن الشريعة تقول لا إكراه في الدين. إن هذا المخطط الشيطاني الذي يضعه روح ضد المسيح منذ آلاف السنين كان يمارس عليّ وعلى إخوتي عندما كنا أطفالاً وهو في ازدياد مطرد إلى هذا اليوم، مع فرق واحد أنه في زماننا الذي كان الناس مازالوا فيه (يختشون) كانت هذه الضغوط والإكراهات تمارس في الخفاء، أما اليوم فتمارس علانية تحت سمع وبصر المسئولين، وإلا فما رأي السيد وزير التعليم فيما يحدث لأندروا وماريو اليوم. والناس زمان كانت تخاف عبد الناصر وحكومة الثورة فما كانوا يعاندون ويصرون على قتلهم للأطفال، فعندما أرادت مُدرسة الدين الإسلامي في مدرسة الأنصاري الابتدائية المشتركة عام 1964 وكنت يومها في الصف الثالث الابتدائي أن تجبرني على حضــور درس الدين الإسلامي ذهبت إلى ناظرة المدرسة السيدة عديلة صالح وقلت لها أنا مسيحي وأبي أوصاني أن لا أتواجد في درس الدين الإسلامي فما كان منها إلا أنها تراجعت وأمرت أن يلعب المسيحيون في فناء المدرسة خوفاً من عبد الناصر وحكومته ووزير تعليمه في ذلك الوقت، أما اليوم فليس من يُخيف، فيُمارس الضغط والقهر والسلب والظلم في وضح النهار. رحم الله أياماً كان الناس فيها يخافون و(يختشون) ويستعملون بقايا ضمائرهم وعقولهم.

ومما يدل على أن هذا المخطط هو من صنع روح ضد المسيح فهو ينفذ في كل بلاد العالم حتى في أمريكا التي يظن العرب أنها دولة مسيحية، فلقد نجحت الجماعات الإسلامية في كل العالم أن تقنع أو تجبر أو تكره الحكومات المختلفة على تدريس مادة الدين الإسلامي كمادة للنجاح والرسوب حتى في مدارس جنوب كاليفورنيا، وإن لم تقبل لجان التعليم في هذه المحافظات الأمريكية هذا الأمر اتهمهم الإسلاميون بالتعصب والتحزب والعداء للمسلمين والإسلام فيرضخ المغيبون، ومع ذلك لا يزال في هذه البلاد التي يحترم فيها الفرد لكونه إنساناً وبغض النظر عن دينه ولونه وجنسه وخلافه، لا يزال الناس يمكنهم أن يعترضوا ويرفضوا أن يدرسوا شيئاً ليس من دينهم أو يمتحنوا في شيء لا يخصهم. ولعل أعجب الصدف أن لي ابناً اسمه أندرو أيضاً وقد تعرض لنفس هذه المشكلة وهو في نفس عمر أندرو، أحد أطراف القضية التي نحن بصددها، فلقد كان عليه أن يدرس مادة الدين الإسلامي ساعة في الأسبوع لمدة ستة أسابيع، وذلك ضمن البرنامج المذكور سابقاً. وفي أول حصة وقف أندرو ابني بكل شجاعة وقال لمدرسته إني أعترض على دراستي للإسلام. ولقد قال ابني لمدرسته أن أمامك اختياراً واحداً وهو أن تعطيني درجة الامتياز A في الامتحان دون أن أدخله، وعندها وقفت مجموعة من الأولاد وأيدوا ابني فيما يقول، وما كان من المدرسة إلا أن أعفتهم من هذه المادة، ولم يدخلوا امتحانها، وحصلوا على درجة الامتياز فيها حتى لا يتأثر مجموع درجاتهم، والحمد لله أن موظف المنطقة التعليمية الذي تسبب في رسوب أندرو وماريو ليس له نفوذ في جنوب كاليفورنيا. إن ابني لا يكره المسلمين ولا الإسلام بل يمارس حقه الطبيعي الممنوح له من المولى سبحانه وتعالي ومن حكومة البلد الذي كان يدرس فيه، وهو يؤمن بالحرية الحقيقية حرية كل مسلم فى التعبير عن رأيه كما المسيحي أيضاً. ومع صغر سنه إلا أنه يرى أن أطفال المسلمين لا يجب أن يجبروا على دراسة المسيحية ما دامت ليست ديانتهم.

لابد لحل مثل هذه المشاكل في مصر أن ينظر إلى هذه المشكلة وتحليلها من الناحية النفسية والتربوية والروحية والانتمائية للأطفال، فهذه المشكلة ليست مشكلة أندرو وماريو فقط بل مشكلة كل طفل مسيحي في مصر معرض للإكراه على سماع وقراءة والامتحان فيما هو ليس بدينه. إن المشكلة أيضاً هي مشكلة أولاد المتنصرين في مصر والبلاد العربية، فالذين يعتنقون المسيحية من المسلمين يدفعون ثمناً غالياً لا يقدر على دفعه أحد إلا من عَمُر قلبه وشرح له المسيح صدره بمعرفته، فأطفال المتنصرين في المدرسة مسلمون وفي البيت مسيحيون. لماذا لا تقبل الإدارة التعليمية طلباً من أب وأم وطفل متنصر تطلب فيه العائلة جميعها باعتماد صغيرهم كمسيحي وأن يمتحن في مادة الدين المسيحي ويرسل الموظف نفسه أمراً للمدرسة بتنفيذ رغبة الأسرة. أين الخلل والعطب؟ ما الذي أدى بنا كبشر إلى هذا المستنقع، هل هي عقول الناس التي امتلأت بالأحقاد والكراهية ضد الآخر، أهي الشريعة التي تدفع الناس لقتل الأطفال، هل التفسير الخاطئ للشريعة هو المسئول، هل كل ما فُعل وقيل في القرن السادس الميلادي يصلح للتطبيق في القرن الواحد والعشرين؟ أليس الدين يسراً لا عسراً، ألا يمكن أن يوضع منهج واحد ليس مسيحياً ولا إسلامياً بل أخلاقياً يعلم الأطفال أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر. ألا يمكن أن يكون الحل في إلغاء مادة الدين الإسلامي والمسيحي من المدارس، فهي عملياً لا تنفع في شيء إلا في ملء عقول وقلوب الأطفال بالكراهية للآخر وبذلك يُقتل الأطفال صغاراً، ألا يمكن أن تصرح الحكومة لمدارس مسيحية لا يدرس فيها الدين الإسلامي كما هو الحال مع المدارس والمعاهد والكليات الإسلامية التي لا يدرس فيها إلا انتقاد المسيحية والمسيحيين وشحن الأطفال ضد أقرانهم من المسيحيين. هل يمكن أن تتشكل لجنة من الكنيسة والأزهر لإنقاذ هؤلاء الأطفال من القتل العمد كما قلت.

في النهاية أقول إنه كما نصر المولى تبارك اسمه شعبه في القديم رغم مخططات الشيطان لإفنائهم، فما حدث أنه حسبما أذلوهم هكذا نموا، لابد للمولى تبارك اسمه أن يتدخل في شأن الأطفال ويعاقب قاتليهم فهو شديد العقاب. اللهم ارحم أطفال المسيحيين والمسلمين من كل حقد وكراهية للآخر، اللهم أنقذ أطفالنا من القتل والتدمير، وهبهم أن يستمتعوا بطفولتهم وأيامهم يا قدير، واعف عنهم وارحمهم وأنقذهم من المتعصبين. اللهم أعط أولي الأمر منا حكمة لمعالجة الأمور، اللهم لا تؤاخذنا بما عمل السفهاء منا، واعف عنا وارحمنا واغفر خطايانا، وعلمنا أن نسير في طريقك أيها المحبة. وافتح عيونهم ليعرفوا أنهم يقتلون الأطفال.

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا