أما كان ينبغي؟

3

المستشار سعيد بولس

يخبرنا الإصحاح الثاني من إنجيل متى أنه بعد ميلاد الرب يسوع في بيت لحم جاء مجوس قطعوا مسافات طويلة في الطريق من موطنهم في المشرق إلى أورشليم سائلين عن مكان مولد ملك اليهود الذي ظهر لهم نجمه الخاص في السماء. “فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع أورشليم معه فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم: أين يولد المسيح؟ فقالوا له: في بيت لحم اليهودية لأنه هكذا مكتوب بالنبي: وأنتِ يا بيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل” (متى2: 3-6).

وحديثي هنا ليس لهيرودس، ذلك الملك الذي كان مغتصبًا للعرش، وأنانيًا لم يرض أبدًا أن يكون على العرش أي أحد غيره حتى ولو كان أحد أبنائه.

ولكن حديثي لأولئك الرؤساء من الكهنة وكتبة الشعب المرائين الذين: “يشبهون قبورًا مبيضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة” (متى23: 27-28)

فأقول لهم: أما كان ينبغي؟

أما كان ينبغي عندما علمتم من المجوس بمولد يسوع أن تفرحوا وتتهللوا وتفرحوا الشعب معكم؟

أما كان ينبغي أن تبادروا إلي حيث المولود المجيد وتقدموا له السجود والخشوع؟

أما كان ينبغي وقد علمتم أنه مولود في مذود بقر أن تنقلوه إلى قصر يليق به وبجلاله؟

أما كان ينبغي عليكم وأنتم معلمو الشعب أن تعلموه صحيح الكتب والأنبياء وأن تعدوه لاستقبال المسيا عندما يصل إلى أرضنا؟

أما كان ينبغى عليكم أن تفهموا هيرودس أن العظيم الذي وُلِدَ ليس ملكًا أرضيًا لكنكم والشعب معكم منتظرون المخلص الإلهي وليس مخلصًا من الرومان أو من هيرودس؟

أما كان ينبغي أن تحيوه وترحبوا به عندما جاء مع المطوبة العذراء مريم أمه ويوسف إلى الهيكل لاختتان الطفل وتقديم الذبيحة الموسوية وأن تحتفلوا به مع سمعان الشيخ وحنة النبية؟

أما كان ينبغي أن تظلوا في صلوات وأصوام طالبين سرعة مجيء المسيا المنتظر؟

أما كان ينبغي؟ وأما كان ينبغي؟ الكثير والكثير، ولكن “ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تغلقون ملكوت السماوات قدام الناس فلا تدخلون أنتم ولا تدعون الداخلين يدخلون” (متى 23: 13)

وماذا عنا نحن وقد تمتعنا بتجسده وخلاصه لنا من خطايانا، وبخدمته وأمثاله ومعجزاته وسيرته؟ ألا نخبر الآخرين عنه؟

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا