نشر موقع “BBC” تقرير حول تزايد الإقبال على المحادثة مع “الذكاء الاصطناعي”، وما إذا كان يمكن استخدامه كبديل مساعد للمعالجين النفسيين، خاصة في ظل طول قوائم انتظار الأشخاص الذين يرغبون في تلقي المشورة النفسية في إنجلترا.
ووفقًا للتقرير، تم تحويل ما يقرب من 426,000 حالة إلى خدمات الصحة النفسية في إنجلترا، في شهر أبريل 2024 وحده، بزيادة قدرها 40% خلال خمس سنوات، ويُقدر أن مليون شخص ينتظرون الحصول على خدمات الصحة النفسية، وقد يكون العلاج الخاص باهظ التكلفة للغاية، حيث تتفاوت التكاليف بشكل كبير، لكن الجمعية البريطانية للاستشارات والعلاج النفسي تُشير إلى أن متوسط إنفاق الناس يتراوح بين 40 و50 جنيهًا إسترلينيًا في الساعة.
في الوقت نفسه، أحدث الذكاء الاصطناعي ثورةً في مجال الرعاية الصحية بطرقٍ عديدة، بما في ذلك المساعدة في فحص المرضى وتشخيصهم وفرزهم، ويستخدم الآن حوالي 30 خدمةً محليةً تابعةً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) روبوتًا يُسمى Wysa. وفي عام 2023، استبدلت الجمعية الوطنية لاضطرابات الأكل خط المساعدة المباشر الخاص بها بروبوت محادثة، ولكنها اضطرت لاحقًا إلى تعليقه بسبب مزاعم مفادها أن الروبوت كان يوصي بتقييد السعرات الحرارية.
يُعرب الخبراء عن مخاوفهم بشأن روبوتات الدردشة، لا سيما فيما يتعلق بالتحيزات والقيود المحتملة، ونقص الحماية وأمن معلومات المستخدمين، لكن البعض يعتقد أنه في حال عدم توفر المساعدة البشرية المتخصصة بسهولة، يمكن لروبوتات الدردشة أن تُقدم مساعدة، لذلك مع ارتفاع قوائم انتظار الصحة النفسية في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) إلى مستويات قياسية، قد تمثل روبوتات الدردشة حلاً مُمكنًا.
وتعتمد Character.ai وغيرها من الروبوتات، مثل Chat GPT، على “نماذج لغوية ضخمة” للذكاء الاصطناعي، حيث تدرّب هذه الروبوتات على كميات هائلة من البيانات، سواءً كانت مواقع إلكترونية أو مقالات أو كتبًا أو منشورات أو مدونات، للتنبؤ بالكلمة التالية في تسلسل، ومن هنا تتنبأ وتُنشئ نصوصًا وتفاعلات شبيهة بالنصوص البشرية.
وتختلف طريقة إنشاء روبوتات الدردشة الخاصة بالصحة النفسية، ولكن يمكن تدريبها على ممارسات مثل العلاج السلوكي المعرفي، الذي يساعد المستخدمين على استكشاف كيفية إعادة صياغة أفكارهم وأفعالهم، كما يمكنها التكيف مع تفضيلات المستخدم النهائي وملاحظاته.
وأبدى بعض الخبراء مخاوفهم من استخدام تلك التقنية في العلاج النفسي، نظرًا لأن روبوتات الدردشة تشبه “المعالج النفسى عديم الخبرة”، حيث إن المعالجين النفسيين الذين يتمتعون بعقود من الخبرة، سوف يكونون قادرين على التعامل مع مريضهم و”قراءته” على أساس العديد من الأشياء، في حين أن الروبوتات مجبرة على الاعتماد على النص فقط.
كما يأخذ المعالجون النفسيون في الاعتبار دلائل أخرى متنوعة، مثل الملابس والسلوك ولغة الجسدك، وهي أمور من الصعب جدًا دمجها في برامج الدردشة الآلية، بجانب وجود مشكلة محتملة أخرى، وهي إمكانية تدريب روبوتات الدردشة على إبقائك متفاعلًا وداعمًا، لأنه حتى لو نشر المريضَ محتوى ضارًا، فمن المرجح أن تتعاون معه.
وتأتى مشكلة تقديم الخبرة لتلك الروبوتات بسبب أن المعالجين النفسيين، لا يميلون إلى الاحتفاظ بنصوص تفاعلاتهم مع مرضاهم، لذلك قد لا تتوفر لدى روبوتات الدردشة الكثير من الجلسات الواقعية للتدريب عليها، وقد تكون المعلومات التي يصلون إليها متضمنة في تحيزات مرتبطة بالظروف المحيطة.