على درب المرأة

11

عـادل عطيـة

   كم يخزينا – نحن الرجال – أن نرى المرأة وهي تملأ مقاعد كنائسنا وجمعياتنا ومؤتمراتنا، بينما يظل عددنا ضئيلًا!

   إنها عظمة المرأة المتوهجة في إيمانها وحبها وإخلاصها وسعيها الدءوب لتظل الشمعة المضيئة في كل وصية من وصايا الله، منذ تقابلت مع المسيح!

   مَنْ لم يقرأ عن الكثيرات اللاتي تبعنه وخدمنه من أموالهن؟!

   ومَنْ لم تدهشه عطية أرملة الفلسين؟!

   ومَنْ ينسى المرأة العامرة بدلائل الحب وهي تسكب على رجليه الطيب الباهظ الثمن؟!

   ومَنْ لم يبهره الإيمان الوطيد للأم الفينيقية التي كانت تذوب بسبب ابنتها المريضة؟!

   ومَنْ لا يشيد بمريم الجالسة عند قدمي المعلم لتسمع كلامه؟!

   ومَنْ لا يذكر محبة مرثا الملهمة لخدمة المائدة وهي ترحب بيسوع ترحيبًا يليق به؟!

   ومَنْ لا يمدح المرأة السامرية وهي تقدم المسيح إلى أهلها وعشيرتها بغبطة وفرح؟!

   هي المرأة التي لم تتفوه بكلمة خشنة، ولم تتنكر له أو تنكره!

   هي المرأة التي وقفت معه عند صليبه، وكانت آخر مَنْ انصرف عنه!

   هي المرأة التي كانت أول مَنْ ذهب إلى قبره، وكانت أول شاهد على قيامته!

   لذلك تحدث عنهن دائمًا حديثًا سخيًا، دون أن تتخذ من المرأة مثالًا لغير صفات النبل والكرامة!

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا