حديث مع خنزير هارب

13

العدد 45 الصادر في يونيو 2009
حديث مع خنزير هارب

     عندما أقر مجلس الشعب ووافق على قتل الخنازير في مصر، وخرجت قوات الأمن لتنفيذ عملية إبادتها بمواد كيماوية حارقة ومذابح جماعية للخنازير المسكينة تمنيت لو كنت أعرف لغة الخنازير لأجري مع أحدها حواراً حول ما يحدث لها في هذه القضية. تفكرت في أن أطلب من المولى سبحانه وتعالى أن يهبني قدرة خارقة للطبيعة لمدة ساعة واحدة لإتمام هذا الحوار، فهو القادر على كل شيء من فتح فم حمار كان يركبه العراف بلعام في القديم لينطق على لسانه بتوبيخ العراف على ذهابه ليلعن شعب الله، كما فتح المولى أعين الحمار ليرى ملاكاً يمسك بسيفه ويقف قبالتهما وهو الملاك الذي لم يستطع العراف رؤيته (اقرأ القصة في سفر العدد) لذا فهو قادر إما على أن يفتح فم الخنزير ليتكلم بلغة من اللغات التي أعرفها أو أن يعطني أن أفهم ما يريد أن يقوله الخنزير عن هذه القضية بطريقة أو بأخرى.

     تذكرت أن المولى سبحانه دوّن في كتابه العزيز وصية وأمراً للناس أن يسألوا البهائم وسمك البحر لكي يعلمهم ما يستعصى عليهم فهمه إذ لم يجدوا من بني البشر من هو قادر على تعليمهم. (سفر أيوب 12: 7) قلت لنفسي طالما المولى تبارك اسمه قد أمرني أن أسأل البهائم إذاً فيمكنني أن أجري هذا الحديث مع أحد الخنازير. استغرقت في التفكير ورأيتني أسير في أقذر بقعة في القاهرة، الشوارع ضيقة، الرائحة الكريهة تسد الأنوف، أشكال الأطفال الذين يلعبون في القمامة ثم يدعكون عيونهم وأنوفهم وأفواههم بأيديهم القذرة أصابتني بالدوار وحالة القيء المفاجئ، منظر النساء وهن يغصن في أكوام الزبالة، باليد الواحدة ينقضونها وبالأخرى يحملن أطفالهن أو يرضعنهم أو يحركن بخشبة طويلة ما يطهونه بوعاء الطعام على النار، كاد يسيل الدمع من عيني، فكرت أن أهرول خارجاً من هذه المنطقة فلا شأن لي بالزبالين ولا بخنازيرهم. وقبل أن أدير ظهري لهذا المشهد المأساوي المريع لمحت بطرف عيني خنزيرة تجمع حولها ثلاثة من أولادها الخنازير الصغار، اقتربت منها، هرول الصغار للوقوف خلفها فزعاً وخوفاً، نظرت إليّ الخنزيرة بعين دامعة وأشاحت بوجهها، قلت لها هل يمكن أن أتحدث إليك وأجري معك حواراً حول قضية إعدامكم في مصر؟ قالت الخنزيرة: وما فائدة الحوار والحديث معك أو مع غيرك، هل تملك أن تغير قرار مجلس الشعب وتوقف مذبحة الخنازير؟ قلت: الحقيقة، لا. قالت: لماذا، ألست من الشعب وأعضاء مجلس الشعب المفترض أنهم يمثلونكم ويسمعون لأصواتكم وينفذون مطالبكم؟ قلت: نعم هذا هو المفترض، لكن الواقع غير ذلك. قالت بمرارة وحكمة: إذاً نحن وأنتم لا فرق بيننا، فنحن متساوون في مسألة إيصال أصواتنا للمسئولين، فأصواتكم وآراؤكم لا تعدو أن تكون صيحات مبحوحة في عالم أصم، تموت قبل أن تولد وتندثر في سماء الظلم والقهر والغوغائية التي نعيش فيها في هذه الأيام قبل أن تخرج من حناجركم، ونحن أيضا نعاني من نفس الأوضاع، فلا من يسمع لكم أو لنا. ثم سكتت برهة من الزمان واستغرقت في تفكير عميق. لم أشأ أن أقطع حبل أفكارها حتى رفعت رأسها وقالت: “يا صديقي كلنا خنازير”.

      ترددت في الإجابة لكني قلت: كلامك صحيح إلى حد ما، مع وجود بعض الفروق بيننا وبينكم، سامحيني في التعبير، فأنتم خنازير يعني ولا مؤاخذة بهائم، أما نحن فبشر، أقصد بنى آدم. فقالت: ما الفائدة من كونكم بشراً وآدميين إن كنتم في أغلب الأحيان لا تستخدمون عقولكم التي منحكم إياها القدير، مع أنكم أنتم الفصيلة الوحيدة من المخلوقات الأرضية التي منحكم من لا يسأل عن خلائقه العقل، فإمكانياتكم العقلية وطرق تفكيركم، وحسابكم ووزنكم للأمور، واختراعاتكم الكثيرة وتقدمكم في العلوم والفنون والآداب وغيرها يدل على أن المولى ميزكم كما لم يميز غيركم. أما كان ينبغي أن تستعملوا عقولكم في حل مثل هذه القضية التي تبدو صغيرة في تأثيرها، لكنها خطيرة في نتائجها، مريرة في حصادها؟ ما الفائدة من كونكم بشراً إن كنتم لا تعرفون كيف تتحكمون في مشاعركم وعواطفكم وتفصلون بين صراع طبقي وديني، وقضية علمية كأنفلونزا الخنازير؟ قالت: هل ترى هذه الأم وأطفالها الذين يعيشون بين أكوام الزبالة؟ قلت: نعم. قالت أليسوا هم أيضاً بني آدم؟ قلت: بالطبع، هم كذلك. قالت: قل لي ما يميزهم عني وعن أولادي الخنازير الصغار، فهم يعيشون معنا في نفس المكان بين أكوام الزبالة، أطفالهم يلعبون مع أطفالي، نأكل نفس الطعام تقريباً ولا يشعر بنا أحد من المسئولين، ومعظمهم إن لم يكن كلهم لم يزورا هذه المنطقة القذرة ولا مرة واحدة طيلة مدة تربعهم على عروشهم. الزيارة الوحيدة التي نتمتع بها من أحد المسئولين هي تلك التي يقوم بها المرشح عن دائرة الزبالين في مجلس الشعب، تلك التي لا تستغرق أكثر من دقائق يمثل فيها المرشح دور الرجل الطيب الرحيم الذي يشعر بمعاناة الزبالين، يأتي حاملاً حقيبة من الوعود التي سئمنا سماعها: فهذا وعد برصف الشوارع المحيطة بمنطقة الزبالين، وآخر يفتح عيادات طبية ومدارس لأولادنا، وثالث بعمل دراسة ميدانية لمشاكلنا، ثم يقسم سيادته بالله العظيم أنه في خلال شهور من توليه الكرسي تحت قبة البرلمان أن حياة الزبالين ستختلف تماماً، ثم يذهب سيادته وتذهب وعوده معه. سكتت الخنزيرة ثم ضحكت وقالت: نعم “من شر البلية ما يضحك”. قلت لها: لماذا تضحكين وماذا تقصدين بشر البلية؟ قالت: تذكرت أحد مرشحي مجلس الشعب عندما جاء يخطب ود الزبالين ليعطوه أصواتهم، كان وزيراً في الحكومة في ذلك الوقت. لاحظت أنه كان ينحني ويمد يده ليصافح بعض أطفال الزبالين والسيدات المقيمات وسط الزبالة بما فيهن هذه المسكينة التي تجلس أمامكم، لاحظت أنه بعد كل مرة يصافح فيها رجلاً أو طفلاً أو سيدة أنه يمسح يده اليمنى بيده اليسرى في حركة لا إرادية عصبية وكأنه يغسلها من قاذوراتها التي علقت بها من مصافحة هؤلاء الزبالين المساكين! سألت الخنزيرة قائلاً: وماذا كان رد فعلك أمام هذا الحدث؟ قالت: أنا خنزيرة صوتي لا يصل حتى لأصحاب هذا الدار، فماذا عساي أن أفعل، وأي فرق سيعمل صوت خنزيرة واحدة أو كل الخنازير التي تعيش في منطقة الزبالين. سكتت برهة وقالت: لكنني قلت في نفسي كيف ينوب من يعمل كوزير عن مجموعة زبالين وخنازير في مجلس الشعب؟ كيف ينوب من يلبس البدلة والرباط عن من يلبسون الجلباب والسروال ومناديل الرأس؟ كيف يصبح نائباً من يأكل الكباب والكفيار عن من يأكلون الجبن القريش والخيار، كيف يصبح مسلم متعصب ممثلاً ونائباً لدائرة 80% من شعبها مسيحيون، ألا يوجد واحد من المعلمين الزبالين المسيحيين الذين يعيشون حقاً في هذه المنطقة ويديرون حركتها يصلح أن يكون نائباً عن هذه المنطقة في مجلس الشعب ليدافع عن حقوقها ويشرح للكبار معاناتها ويحاول أن يصحح أوضاعها؟

      سألت الخنزيرة: وهل نجح هذا المرشح وفاز بمقعد في مجلس الشعب؟ ابتسمت وقالت: نعم، فهناك 30 ألف ناخب مسيحي قد أعطوه أصواتهم تلبية لطلب أحد الكهنة المحبوبين من الجميع في هذه المنطقة. سألتها: وما الذي قام به من خدمات لهذه المنطقة حتى من باب رد الجميل لهذا الكاهن والشعب؟ سكتت الخنزيرة وكأنها تتهمني بالغباء لسؤالها هذا السؤال، ثم بعد فترة من الصمت قالت: “انظر حولك” وصمتت.

     قلت: اسمعي يا عزيزتي الخنزيرة.. أنا أقدر حالتك النفسية في هذه القضية ومدى معاناتك، لكن ليس من العدل أن ننكر أن منطقة الزبالين قد دخل عليها كثير من التعديلات والمدارس ونادي للأطفال ومستوصفات وعيادات طبية. قالت: نعم، حدث كل هذا، لكن هل تعتقد أن حكومتنا هي التي دفعت تكاليف كل هذا؟ قلت إن لم تكن الحكومة فمن ذا الذي دفع؟ قالت: أولاد الحلال من المسيحيين المقيمين بالخارج، والإرساليات الكنسية على اختلاف طوائفها. وأتحداك لو أثبت لي أن الحكومة قامت بتمويل مشروع واحد من كل ما ذكرت. المسيحيون هم الذين مولوها.

     لم أشأ أن أسترسل مع الخنزيرة المنفعلة في هذه النقطة بالذات، فأنا أعرف النتائج. قلت للخنزيرة: ويرى البعض أن قضية إعدامكم هي قضية دينية موجهة ضد أصحابكم وليست قضية علمية، فما ردك على هذا؟ قالت الخنزيرة: نعم بكل تأكيد، قضية مذابح الخنازير المصرية قضية دينية ليس إلا. قلت: وما دليلك على ذلك؟

     قالت: أولاً، مصر هي البلد الوحيد الذي عمل مثل هذه المذبحة العشوائية للخنازير، حتى المكسيك التي ظهر بها هذا النوع من الأنفلونزا لم تعدم خنازيرها.

     ثانياً، لم تظهر في مصر حالة واحدة من الأنفلونزا حتى نقوم بمذبحة الخنازير.

     ثالثاً: إن مصر هي واحدة من أبطأ الدول في ردود أفعالها تجاه أية قضية تطرح عليها أو حتى تهددها، فكم من قرار في أدراج الصفوة في مجلس الشعب ينتظر رؤية النور ومناقشته واعتماده أو حتى رفضه، كم من السنين تأخذ أي قضية بسيطة ليحكم فيها في مصر، كم من السنين يأخذ قرار الترخيص لكنيسة بالبناء أو التجديد أو إصلاح دورة مياهها. فكيف صدرت هذه القرارات والتوصيات وبدأ التنفيذ والذبح والقتل والإهلاك بهذه السرعة وفي غضون أيام؟ لابد أن تكون هناك عوامل أدت إلى سرعة اتخاذ هذا القرار.

     قلت للخنزيرة: اسمحي لي أن أقول أن التدخل السريع في مثل هذه الحالات هو أفضل الحلول، فلو بدأت هذه الأنفلونزا في الانتشار ستكون وبالاً كبيراً على مصر ومن فيها.

     قالت الخنزيرة: لم لم يؤخذ قرار ذبح كل الطيور في مصر وخاصة الدواجن عند ظهور أنفلونزا الطيور، فلماذا التفرقة بين خلائق الله الطيور والخنازير. قلت: وماذا تعتقدين أنت؟ قالت: أرى أن هناك عناصر أخرى قد تدخلت في اتخاذ هذا القرار. قلت: وما هي؟ قالت لأن رعاية الخنازير وذبحها …. موقوف فقط على المسيحيين. فلو كانت هذه الخنازير ملكاً لرجل أعمال مسلم أو لمسئول من الكبار لكان قد أصدر فتوى من أكثر من دولة إسلامية يحلل فيها أكل الخنازير ويحرم ذبحها حتى لو خالف ذلك الشريعة. قلت: هل هناك عوامل أخرى؟ قالت: نعم، حالة الاحتقان العامة التي تتزايد يوماً بعد يوم والتي تراكمت على مر السنين وأسوأها تبادل الاتهامات والازدراءات كل بالآخر عبر الإنترنت والأقمار الصناعية. فقلت: وما علاقتكم أنتم كخنازير بما يحدث في عالم البشر؟ قالت الخنزيرة: القضية ليست قضية خنازير، القضية قضية ضمير، القضية قضية غياب الكبير، القضية قضية الانتقام من المسيحي حتى ولو كان فقيراً، القضية قضية الانحدار الخطير الذي وصلت إليه القرارات والتوصيات التي تحدد نهاية المصير.

     قلت للخنزيرة: لماذا لم تتظاهروا ولماذا لم تتصلوا بالأمريكان؟ الأمريكان يدافعون عن الحريات والناس والبهائم والحيوانات. ضحكت الخنزيرة ضحكة خبيثة وقالت لي: هل يمكن أن تذكر لي حادثة واحدة قامت فيها جماعة من البشر بالتظاهر والاعتراض على أي أمر وكانت نتيجتها أي تغيير للأحسن في الأوضاع والأحوال؟ سكت وقلت لها: الحقيقة لا أتذكر، كل ما أتذكره أنه عقب كل مظاهرة أو احتجاج تمتلئ السجون والمعتقلات بالمتظاهرين وتسوء الأحوال وتسكت الأصوات وتشوه صورة قادة المتظاهرين والمضربين والمحتجين. قالت: نحن الذين تسموننا بالبهائم نستخدم عقولنا ولا نلعب لعبة خسرانة.

     وقلت: وماذا عن الأمريكان الذين لا تستعينون بهم؟ ضحكت وقالت: لنفس السبب الذي لا نستعمل لأجله المظاهرات، فأوباما وبطانته لا يهمهم من يُقتل من البشر لا في العراق ولا باكستان ولا أفغانستان، المهم أن يظل الحزب الحاكم حاكماً، فهل سيهتم بمجموعة خنازير أمثالنا وأصحابها من المسيحيين؟ قلت وماذا عن أعضاء مجلس الشيوخ والنواب الأمريكي؟ قالت الأغلبية اليوم ديمقراطيين وأوباما هو سر قوتهم في حكم الأمريكان، ثم كيف لأصوات خنازير أمثالنا وفقراء أمثال ملاكنا أن تصل إلى أذني أوباما؟

قلت لها: ما عليك، إن كل ما يجب أن تعمليه أن تتكلمي ولا تسكتي وسيصل صوتك لأوباما وإلى الجالس على العرش، فهو الذي يقول للشيء كن فيكون.

     تخيلي معي أنك ستقابلين أوباما في القاهرة حين يأتي ليلقي كلمته للدول الإسلامية، فماذا تقولين له؟ سكتت وكأن الفكرة لم ترق لها، ثم قالت معك حق، إنها مهمتي وخاصة بعد أن ذبح أهلي وأصدقائي الخنازير وقتل من أصحاب الخنازير وجرح البعض في المعارك والمظاهرات والمقاومات دفاعاً عنا نحن الخنازير، دعني أرفع صوتي وأقول لأوباما.. لقد اتخذت قراراً بأن تذهب إلى الدول الإسلامية لتخطب ود المسلمين فاخترت مصر لأنك تعتقد أنها دولة إسلامية، لا يا سيدي، فمصر دولة فرعونية، علمانية، عاشت قروناً كدولة مسيحية إلى أن احتلها القادمون من شبه الجزيرة العربية، قتلوا أهلها، فرقوا كهنتها ورعاتها، محوا لغتها وأجبروا سكانها على دفع الجزية عن يدهم وهم صاغرون. ادعوا أن مصر إسلامية. واليوم إما أنك لمصلحتك ومصلحة بلادك الشخصية أنت تصادق على هذا الادعاء الذي قاومه آباؤنا وأجدادنا حتى بسفك دمائهم، وإما لقلة خبرتك السياسية والعملية في مجال رئاسة الجمهورية العظمى الولايات المتحدة الأمريكية.

     لقد كانت انحناءتك التي قمت بها أمام ملك السعودية، تلك التي لم يسبق حتى لرئيس دولة صغرى مغمورة غير معروفة أن قام بمثلها لملك أو رئيس مثله، سبب سخرية العالم الإسلامي منك ومن بلادك العظمى أمريكا. ودعني أنطق بنبوة من وحي الرائي المفتوح العين لأنه هكذا قال القدير كما انحنيت لملك الإسلام الأرضي هكذا تنحني أنت وأمتك وشعبك لملك فارسي، رئيس سلطان هذه المنطقة الموجود الساكن في أجوائها.

     كانت الخنزيرة ترفع صوتها وكأن شخصاً آخر يبوّق فيها ويتكلم على لسانها، قاطعتها سألتها: ماذا تقولين، هل تتنبئين؟ قالت: إن الرؤية بعد إلى الميعاد وسكتت. فكرت في نفسي أن أنسحب من المشهد دون أن أنطق بكلمة واحدة لكنني رأيت أن لا أختم حديثي مع الخنزيرة الهاربة بهذه الطريقة. فقلت لها: لقد أطلت عليك الحديث، ما هو تعليقك الأخير على هذه المذبحة؟ قالت: قل لرفقائك من بني آدم أن قتل الخنازير لن يخمد نار الحقد والغضب في قلوب المنتقمين من المسيحيين في صورة قتلهم لنا، فالحقد والغضب والكراهية ثالوث نجس يعصف بالقلوب والعقول ويحول الأرض إلى نار والجنة إلى سعير، إن إيذاءكم لأصحاب الخنازير لن يسكت أصوات المعارضين والمفسرين والمحللين من المسيحيين الذين يطلون برؤسهم عليكم في التليفزيونات والإنترنت والإذاعات. فمقاومة الكلمة لابد أن تكون بالكلمة والرد على الفكرة والتفسير والتحليل لا يجب أن يكون إلا بالفكرة والتفسير والتحليل. إن قتلكم للخنازير وتجويع أصحابها سيخلق جيلاً من الشباب الغاضب الحانق، جيلاً لن يستخدم عقله وضميره بل ربما يتصرف كالخنازير إذا ما اندفعت لتصطدم بما حولها ومن حولها.

     وآخر ما أقول، ليت أصحاب القرارات يدرسون القضايا علمياً وطبياً واجتماعياً وسياسياً ودينياً قبل أن يأخذوا قراراتهم في المرات القادمة، فهذا أنفع لهم وأبقى.

     حاولت أن أهون على الخنزيرة قبل أن أنصرف.. سألتها: بالمناسبة أين زوجك وأبو أولادك، قالت: قتله قاتلوا الخنازير، آثر أن يخرج للقتلة ويدفع نفسه لهم ليقتلوه حتى يحول انتباههم عني وعن أولاده، فنحن الخنازير نعرف كيف نحب ونحمي وندافع عن بعضنا البعض في وقت الخطر، فنحن أبناء بلد واحد مصيرنا واحد، مستقبلنا واحد، عدونا واحد…

     أفقت من غفلتي وتخيلاتي وقررت أن أدون خواطري في هذه المقالة والله المستعان.

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا