أهلًا بكم في جولة جديدة داخل حياة طفلك، فيها نُكمل جولتنا بداخل حياة الطفل المتوحد،حيث سنتجول حول كيفية الاستعداد للبلوغ، استعدوا سنبدأ…
كما نقوم بتعليم الطفل وهو على أعتاب المراهقة بعض السلوكيات التي يحتاج أن يتعلمها، كذلك يحتاج الطفل المتوحد أن يتعلم تلك السلوكيات، فالطفل المتوحد جسديًا يصل للبلوغ، حيث نزول الدم للفتاة -الدورة الشهرية- ونزول الحيوان المنوي عند الفتى -الاحتلام- حتى وإن كان هذا متأخرًا عن الطفل الطبيعي، فما هي تلك السلوكيات والأمور التي يحتاج أن يتعلمها الطفل وهو على أعتاب مرحلة المراهقة استعدادًا للتغيرات الجسدية والبلوغ؟
أولًا- يجب أن يتعلم النظافة الشخصية:
على الأهل الحرص على تعليم الطفل البدء في العناية بنظافته الشخصية وأن يكون هذا تقريبًا عند 10سنوات، وذلك استعدادًا لرائحة العرق التي تنبعث أو سوف تنبعث منه خاصةً عند الإبطين وفي المنطقة التناسلية. وكذلك استعدادًا لبدء نمو الشعر تحت الإبطين وعلى الساقين وفي منطقة الأعضاء التناسلية، مما يسبب إفراز العرق وزيادة رائحة عرق كريهة في هذه المناطق.
لذا من المهم أن يتعلم المحافظة على رائحته منعشة ونظيفة من خلال ما يلي:
1) أخذ حمام يوميًا خاصة في الصيف، مع تعليمه استخدام منشفة لتجفيفه.
2) أما في الشتاء ومع صعوبة الاستحمام يوميًا فلا بد من تغيير ملابسه الداخلية والخارجية كل يوم لمنع الرائحة الكريهة في المناطق التناسلية، مع الاستمرار في غسل الوجه والأذرع وتحت الإبطين يوميًا.
3) استخدام مزيل العرق كل يوم بعد الحمام أو الاغتسال، لأن هذا سيمنع أن تفوح من الإبطين رائحة العرق.
4) تنظيف أسنانه قبل النوم لأن هذا سيساعد على منع رائحة الفم الكريهة وتسوس الأسنان.
5) مع نمو الشعر على الوجه (عند الفتى)، وعند الإبطين وعلى الأذرع والساقين (عند الفتاة)، قد ترغب بحلقه، وهنا يتوجب على أحد الوالدين أو الذي يرعاه أن يشرح له كيفية استخدام آلة حلاقة. وقد يستغرق الأمر بعض الوقت ليعتاد على عملية الحلاقة، حيث إن آلات الحلاقة الكهربائية صاخبة وقد تدغدغ قليلًا فتثير ضيقه وخوفه، أما شفرات الحلاقة العادية اليدوية فهي حادة ويمكن أن تجرحه إذا لم يكن دقيقًا في تحريكها على سطح الجلد، لذلك يجب تدريبه على الحذر عند استخدامها، ولأنه قد يكون هذا صعب على الطفل المتوحد، لذا قد تكون آله الحلاقة الكهربائية أفضل له، وبتعوده على صوتها لن تثير توتره، ففي البداية يقف شخص يشعر بالأمان بجانبه عند استخدامها وبالتدريج يتعلم استخدامها بمفرده.
كيف تجعل الطفل المتوحد يتذكر كل الخطوات السابق ذكرها؟
إن وجود روتين يومي جديد قد يستغرق بعض الوقت للتعود عليه، وفيما يلي بعض الخطوات التي تجعله يتذكر ما يجب عليه فعله:
1) تدريبه على وضع جدول زمني -يساعده في هذا مَنْ يرعاه- حتى يعرف متى يكون عليه غسل الوجه أو الحلاقة أو أخذ حمام. وهذا الجدول عليه أن يلتزم به يوميًا، فالجدول مع التكرار يجعله يتعلم ولا ينسى.
2) استخدام صور توضح خطوات وترتيب الغسيل في الصباح، من تنظيف الأسنان.. غسيل وجه.. تجفيف الوجه… وهكذا، وتوضع هذه الصور في مكان يراه عندما يستيقظ، إما في غرفته أو في الحمام… فيتذكر تلك الخطوات بالصور حيث الطفل المتوحد يتعلم أكثر بالنظر.
3) وضع أرقام على ما يستخدمه، مثل الصابون والشامبو ومزيل العرق، حتى يعرفه بالرقم، ويعرف متى يستخدم كل رقم وكيفية استخدامه، فحفظه للأرقام أسهل عليه.
4) توفير جميع المستلزمات التي يحتاجها لرعاية نفسه بصورة واضحة ومنظمة أمامه، حيث إن تغيير أماكن هذه المستلزمات يربكه ويجعله يتوتر أو ينسى المطلوب منه، فالطفل المتوحد أكثر ما يساعده للقيام بالمطلوب منه دون نسيان هو النظام والروتين، فمثلًا:
I. يمكن وضع أدوات النظافة الرئيسية التي يحتاجها في الصباح مثل الصابون، وفرشاة الأسنان، ومعجون الأسنان، وغسول الفم، ومزيل العرق، ومشط للشعر… في مكان محدد دون تغييره وبنفس النظام دون تغييره.
II. وضع علبة أخرى لجميع مستلزمات الحلاقة الخاصة به، مع وضع رقم عليها كما سبق القول.
هذا ما يجب أن يتعلمه عن نظافته الشخصية وكيفية تعليمه ذلك استعدادًا لدخوله للبلوغ، فما هي الأمور التي يجب أن يتعلمها لاستيعاب التغييرات الجسدية التي تحدث له؟ هذا ما سوف نتجول فيه الجولة القادمة في حياة طفلك، استعدوا سننطلق…