18.4 C
Cairo
الخميس, ديسمبر 12, 2024
الرئيسيةتحقيقاتالبابا تواضروس يحذِّر من خطورة تفريغ الشرق الأوسط من المسيحيين

البابا تواضروس يحذِّر من خطورة تفريغ الشرق الأوسط من المسيحيين

استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، في المقر البابوي بالقاهرة، وفدًا فرنسيًا من سياسيين وكُتَّاب وصحفيين.

ضم الوفد بيير لولوش وزير الدفاع الفرنسي الأسبق، وفاليير بواييي عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، وألكساندر ديلفال الصحفي بجريدة “لوفيجارو” الفرنسية، وأنطوني كولونا الصحفي بموقع “فالير أكتويل”، وميشيل صبان الكاتبة والناشطة في مجال المرأة والطاقة البديلة، وفرانسيسكو دي ريميدز الصحفي بجريدة “الجورنال الإيطالي”، يرافقهم الدكتور عبد الرحيم علي رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس.

وقدم البابا للوفد لمحة عن الكنيسة القبطية وبشارة القديس مرقس لها، ودور الكنيسة الروحي والوطني عبر التاريخ، وأشار إلى علامات الكنيسة التي تُعد بمثابة أهرامات الكنيسة الثلاثة وهي: التعليم، والاستشهاد، والرهبنة.

وتناول البابا انتشار الكنيسة في أغلب دول العالم وخدمتها للمجتمعات في هذه الدول.

وتحدث البابا عن العلاقات الطيبة التي تجمع الكنيسة بكل مؤسسات الدولة المصرية، وفي مقدمتها مؤسسة الرئاسة والحكومة والأزهر الشريف.

وأشار البابا تواضروس إلى علاقات المحبة التي تربط الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالكنائس الأخرى حول العالم، وإلى مجلس كنائس مصر الذي يضم تحت مظلته الكنائس الخمس الموجودة في مصر.

وألمح البابا إلى دور الكنيسة الأساسي، وهو الدور الروحي، ثم يأتي بعده الدور المجتمعي، حيث إنه من ألزم واجبات الكنيسة أن تخدم المجتمع الذي تعيش فيه.

ووصف البابا تواضروس الوحدة الوطنية في مصر بأن ما يجسدها هو الحياة المشتركة للمصريين في المدن والقرى والنجوع، حيث إن المصريين يعيشون حول النيل، وهو ما نسميه الوحدة الطبيعية التي صنعها الله، وهذا هو ما تتميز به مصر.

وفسر البابا اسم مصر القديم “كيمي”، أي التربة السمراء، ومنها جاء اسم علم الكيمياء، وأشار إلى أن الحضارة المصرية اختزنت في داخلها سبع طبقات هي الحضارة الفرعونية، والمسيحية، واليونانية-الرومانية، والإسلامية، والعربية، والمتوسطية، والإفريقية.

وتابع البابا أنه رغم موقع مصر الجغرافي المتميز إلا أنها تتميز بالأكثر بأنها الدولة الوحيدة في العالم التي تُعد مربعة الشكل لها ضلعان على بحرين وضلعان على صحارٍ، ومن هنا جاءت الرؤية المتوازنة التي تتعامل على أساسها مصر مع كل القضايا، واستشهد قداسته بمقولة العالم المصري الراحل جمال حمدان، والذي وصف مصر بأنها “فلتة الطبيعة، التاريخ أبوها الجغرافيا أمها”.

وألمح البابا تواضروس إلى أن مصر تُعد من الأراضي المقدسة لأن أرضها تباركت بزيارة العائلة المقدسة التي أقامت في أرض مصر وتجولت في ربوعها لمدة ثلاث سنوات وستة أشهر وعشرة أيام.

واستمع البابا إلى أسئلة واستفسارات الوفد الفرنسي وأجاب عنها. وكان من بينها سؤال عن رأي البابا في الهجمات التي تعرضت إليها الكنائس في أغسطس 2013، حيث أُحرِقَت نحو 100 كنيسة ومبنى كنسي، فأجاب: “إن هذا الاعتداء كان يستهدف مصر ووحدتها الوطنية وليس مجرد المسيحيين وكنائسهم، لذا وجدنا وقتها أن الحفاظ على الوطن له الأولوية؛ لأنه حينما يبقى الوطن ستبقى الكنائس ويبقى كل شيء، ولكن إن ضاع الوطن فلن يبقى شيء، ومن هنا جاءت المقولة: ‘وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن’.”

وخلال حديثه عن أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط، حذَّر البابا من خطورة تفريغ الشرق الأوسط من المسيحيين، حيث إن وجودهم يُعد جدارًا عازلًا يحفظ المنطقة من نشوء الكثير من الصراعات.

وفيما يتعلق بوضع المسيحيين المصريين حاليًا، ثمَّن البابا ما تم إنجازه منذ تولي الرئيس السيسي المسؤولية، ومن أبرز هذه الإنجازات قانون بناء الكنائس الذي عالج وضعًا ظالمًا استمر قرونًا، وكذلك صارت لدى المسيحيين فرصة تولي مناصب عليا لم تكن لهم فرصة لتوليها من قبل، وذلك بعد أن صار الاختيار لهذه المناصب بمعيار الكفاءة، وبالإجمال فإن الدولة المصرية تعيد حاليًا تصحيح العديد من الأوضاع غير العادلة المتراكمة من عهود سابقة.

وبخصوص المشكلات التي تحدث من حين لآخر في بعض القرى، أكد قداسة البابا أن التنسيق والتعاون بين الكنيسة ومؤسسات الدولة يساعدان بقوة على احتواء مثل هذه المشكلات.

وتناول البابا موضوع استضافة مصر مؤتمر المناخ، مشيرًا إلى أن الكنيسة أسهمت في هذا الموضوع من خلال تقديها مبادرة “ازرع شجرة”، حيث تمت زراعة آلاف الأشجار في الأديرة والكنائس بطول مصر وعرضها، ونوه إلى دعم الكنيسة لمبادرة الأمم المتحدة لإنقاذ كوكب الأرض “ساعة الأرض”.

وفيما يتعلق بالحروب الدائرة حاليًا، أكد قداسة البابا تواضروس رفضه الكامل لمبدأ الحرب، لا سيما الحروب التي لا مبرر لها ولا طائل من ورائها.

وخلال حديثه عن المشكلات التي تنشأ داخل بعض الكنائس، حذَّر البابا من خطورة الانقسام الداخلي، مشيرًا إلى أننا يجب أن نسعى نحو روح المحبة والوحدة لا الانقسام.

وأشار البابا، خلال حديثه عن وضع اللاجئين في مصر، إلى أن الكنيسة تسهم في خدمة اللاجئين الذين يبلغ عددهم نحو 5 ملايين لاجئ، حيث إنها تقدم لهم خدمات متنوعة، منها ما هو تعليمي وتنموي.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا