20.4 C
Cairo
الجمعة, نوفمبر 8, 2024
الرئيسيةفكر مسيحيكيف أتغلب على الخطيئة في حياتى المسيحية؟

كيف أتغلب على الخطيئة في حياتى المسيحية؟

يذكرالكتاب المقدس المصادر المتوافرة لدينا حتى نتغلب على الخطيئة:

1) الروح القدس: إن إحدى هبات الله لنا (كنيسته) أن نكون منتصرين في حياتنا المسيحية بالروح القدس. أن الله يقارن عمل الجسد وثمار الروح في (غلاطية5: 16-25). في هذه الآيات يطلب منا الله أن نسلك في الروح. جميع المؤمنين لديهم الروح القدس، ولكن هذه الآيات تقول لنا أننا يجب أن نسلك بالروح، مسلمين لسلطانه. هذا يعني أن نسلم حياتنا لمشيئة الروح القدس بدلًا من أن نسلك بحسب الجسد.

إن التغيير الذي يستطيع الروح القدس أن يفعله في حياة المؤمن يتمثل فيما حدث في حياة بطرس، حيث إنه قبل أن يحل الروح القدس عليه كان قد أنكر يسوع ثلاث مرات بالرغم من قوله أن سيتبع يسوع حتى الموت. ولكن بعد امتلاؤه بالروح القدس تكلم بجسارة وبقوه مع اليهود عن المخلص.

إن الفرد يسلك في الروح عندما لا يحاول أن “يضع غطاء” ليخبئ مواهب الروح “إطفاء الروح” كما ورد في (تسالونيكي الأولى5: 19) على النقيض يسعى للملء بالروح القدس (أفسس5: 18-21). كيف يتم الملء بالروح القدس؟ أولًا، أن ذلك يتم باختيار الله كما كان في العهد القديم. لقد اختار الله أناس معينين ومواقف معينة في العهد القديم ليملاء أناس قد تم اختيارهم ليتمموا عمله (تكوين41: 38؛ خروج31: 3؛ عدد24: 2؛ صموئيل الأول10: 10… إلخ). أنا أؤمن أن هناك دليل في (أفسس5: 18-21؛ كولوسي3: 16) أن الله يختار ملء هؤلاء الذين يحرصون على ملء أنفسهم بكلمه الله. ونجد أن نتيجة الامتلاء بالروح القدس تتشابه في الكثير من أصحاحات الكتاب المقدس. وهذا يأتي بنا إلى المصدر الثاني.

2) كلمة الله: الكتاب المقدس – (تيموثاوس الثانيه3: 16-17) يقول إن الله قد أعطى لنا كلمته لكى يعدنا لكل عمل عظيم. إن الكتاب المقدس يعلمنا كيف نعيش وبماذا نؤمن، هو يكشف لنا الطريق الخاطئ الذي اخترناه ويساعدنا في الرجوع إلى الطريق الصحيح والبقاء فيه. (عبرانيين4: 12) يقول أن كلمه الله حية وقوية وقادرة على دخول قلوبنا للوصول إلى أعوص المشاكل التي لا تستطيع طبيعتنا البشريه التغلب عليها. إن كاتب المزامير يتكلم عن عن القوه المغيرة لحياته في (مزمور 119: 9 و11 و105) وبعض الأعداد الأخرى. يشوع يقول أن سر نجاحه في التغلب على أعدائه (تشبيه بالحروب الروحية التي نمر بها) هو أنه لم ينسى هذا المصدر بل أنه كان يلهج في ناموس الرب نهارًا وليلًا. لقد نفذ يشوع أوامر الله حتي وإن كانت هذه الأوامر لا تبدو كخطط حرب منطقية.

إننا نتعامل مع كلمة الله وكأنها شيئًا إضافيًا. فإننا نحمل كتبنا المقدسة إلى الكنيسة أو أن نقرأ جزء منه كل يوم، ولكننا فشلنا في حفظه في قلوبنا والاتكال عليه وايجاد مواقف تنطبق على حياتنا الشخصيه فيه، أو الاعتراف بالخطايا التي يذكرها، أو شكر الله على عطاياه المذكورة به. بل وأننا في بعض الأحيان نتناول من الكتاب المقدس كم قليل جدًا يكفي بالكاد لأبقاءنا أحياء روحيًا وذلك من خلال الاقتراب من كلمة الله عندما نذهب إلى الكنيسة فقط (ولكننا لا نهضم قدر كافي من كلام الكتاب المقدس مما يجعلنا أصحاء روحيًا) أو أننا نتناول الكثير من كلمة الله ولكننا لا نتأمل فيها وندرسها بالدرجة الكافية التي تجعلنا نحصل على الغذاء الروحي اللازم لنمونا.

من المهم أنك إذا لم تكن تتبع نظام دراسة وقراءة الكتاب المقدس يوميًا وحفظ بعض الأعداد التي تشعر بأن الروح القدس يستخدمها لتغيير حياتك أن تبدأ بجعل هذه عادة يومية لك. أنا أيضًا اقترح أن تبدأ في كتابة ولو فقرة واحدة يوميًا توضح ما قد استفدته روحيًا من قراءة كل يوم. إنني أدون بعض الصلوات أحيانًا وأطلب من الله فيها أن يساعدني على التغيير في النواحي التي تكلم إليّ فيها من خلال قرائتي اليومية. إن الكتاب المقدس هو الوسيلة التي يستخدمها الروح القدس في توجيهنا في حياتنا وفي حياة الآخرين. (أفسس 6: 17) جزء حيوي ورئيسي عن سلاح الله الكامل الذي يمنحه الله لنا لمواجهة الحروب الروحية (أفسس 6: 12-18).

3) الصلاة: أن هذا مصدر حيوي آخر أعطاه الله لنا. إن هذا المصدر يستخدم من قبل المسيحيين كترديد فقط وقلما يستخدمونه فعليًا. إننا نقوم بعقد اجتماعات صلاة، أوقات للصلاة…إلخ . ولكننا لا نستخدم الصلاة كما استخدمتها الكنيسة الأولى (أعمال الرسل3: 1؛ 4: 31؛ 4: 6؛ 13: 1-3… إلخ). لقد ذكر بولس أنه قام بالصلاة للذين أساء معاملتهم. ولكننا لا نستخدم هذا المصدر المتاح لنا حتى لو كنا بمفردنا. ولكن الله قد أعطانا وعودًا جميلة بشأن الصلاة (متى7: 7-11؛ لوقا6: 23-27؛ يوحنا الأولى5: 14-15). ومرة أخرى يذكر بولس الصلاة في الفقرة الخاصة بالأعداد للحرب الروحية (أفسس6: 18) .

هل الصلاة مهمة؟ عندما تنظر مرة أخرى إلى بطرس تجد كلمات الله له في حديقة جثيمانى قبل إنكار بطرس. هناك، عندما كان يسوع يصلي، كان بطرس نائمًا. يقوم يسوع بإيقاظ بطرس من النوم قائلًا “اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة. أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف” (متى26: 41). أنت مثل بطرس تريد فعل الصواب ولكنك لا تجد القوة. يجب أن نتبع وصية الله في أن نستمر في الطلب، نستمر في القرع، نستمر في السؤال وهو سيعطينا القوة التي نريدها (متى7: 7) ولكن يجب أن يصبح هذا المصدر أكثر من مجرد ترديد بالشفاه.

أنا لا أقول إن الصلاة سحرية. إنها ليست كذلك. إن الله عظيم. أن الصلاة هي عبارة عن إدراك محدوديتنا وإدراك قوة الله التي لا تفنى واللجوء له لإيجاد القوة التي نريدها لعمل مشيئته وليست مشيئتنا (يوحنا الأولى5: 14-15).

4- الكنيسة: إننا نتجاهل هذا المصدر الأخير. عندما أرسل الله تلاميذه أرسل كل اثنين منهم سويًا (متى1: 10). عندما نقرأ عن رحلة التبشير في أعمال الرسل لم يذهبوا كل واحد بمفرده، ولكنهم ذهبوا في مجموعات مكونة من اثنين أو أكثر. قال يسوع لو اجتمع اثنان أو أكثر باسمي فهناك أكون في وسطهم (متى18: 20) أنه يأمرنا ألا نترك اجتماعنا معًا كما فعل البعض، ولكن استغلال هذا الوقت في تشجيع بعضنا بعضًا في المحبة والأعمال الحسنة (عبرانيين10: 24-25). أنه يقول لنا أن نعترف بخطايانا كل للآخر (يعقوب5: 16). في الكتابة الحكيمة للعهد القديم “الحديد بالحديد يحدد، والإنسان يحدد وجه صاحبه” (أمثال27: 17). “الخيط المثلوث لا ينقطع”. ففي الاتحاد قوة (جامعة4: 11-12).

إن بعض الناس قد وجدوا إخوة أو أخوات في المسيح يجتمعون معهم أو يتصلون بهم ويتحدثون عن حياتهم كمسيحيين وعن الصعوبات التي واجهتهم… إلخ. إنهم يصلون لأجل بعضهم البعض ويكونون مسؤولين أمام بعضهم الآخر لإظهار كلمة الله في جميع علاقاتهم…إلخ.

في بعض الأحيان يحدث التغيير سريعًا، في البعض الآخر يحدث ببطء، ولكن الله قد وعدنا أنه لو استخدمنا كل المصادر التي أتاحها لنا فإنه سيحدث تغييرًا في حياتنا. اثبت في إيمانك عالمًا أن الله سيحقق جميع وعوده.

الكتاب المقدس يعلمنا كيف نعيش وبماذا نؤمن، هو يكشف لنا الطريق الخاطيء الذي أخترناه ويساعدنا في الرجوع إلى الطريق الصحيح والبقاء فيه

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا