تشكّل في العقد الأخير تيارًا قويًا من التزمُّت الديني القبطي مستفيدًا من أدوات العصر من خلال السوشيال ميديا، ونجح في فرض وجوده في أجواء الكنيسة القبطية، حيث ينتهز أنصاره أي فرصة للهجوم على المختلف معهم فهم (السلفيون الجدد).
يهاجمون البابا تواضروس مرة ثم المتنيح الأب متى المسكين مرارًا ثم يهاجمون مؤتمرًا لشباب الكنيسة في المهجر ويهاجمون مَنْ يدعو للوحدة. يهاجمون كل مَنْ اختلف معهم، فهم صناع معارك فوق صفحات النت، وأخيرًا يكفرون كنائس أخرى لا علاقة لهم بها بدلًا من أن يدينوا عمل العنف الوحشي الذي لو كان صار لأي ديانة أخرى لكانوا تسارعوا في الإدانة والشجب والتعاطف.
حادث الاعتداء الإرهابي من متطرف على المطران الأشوري
ما زالت تداعيات حادث طعن أسقف كنيسة الراعي الصالح الأشورية المستقلة بسيدني بأستراليا مستمرة وسط حالة غضب عارمة من أتباع الكنيسة الذين تجمهروا داخل الكنيسة احتجاجًا على قيام شاب عربي متطرف بطعن أسقف الكنيسة مار ماري عمانوئيل داخل كنيسة الراعي الصالح، وهي كنيسة مستقلة عن الكنيسة الأشورية الأم التي يرأسها بطريرك مار آوا الثالث، بطريرك كنيسة المشرق الأشورية في العالم، حيث استقل الأسقف ماري عمانوئيل بالكنيسة الأشورية بسيدني منذ سنوات، وهي كنيسة معترف بها بأستراليا.
ونجحت الشرطة في إلقاء القبض على المتطرف وجاري التحقيق معه، وهو ينتمي للجماعات المتشددة، وتشير الأخبار إلى أن حالة الأسقف والمصابين مستقرة وأن الشرطة تواصل التحقيق في هذا الحادث.
وطالب المطران مار ماري عمانوئيل بعد حادث الاعتداء عليه الصلاة من أجل مرتكب الجريمة.
كما أصدرت كنيسة الراعي الصالح للمسيح بيانًا باللغة الإنجليزية يوضح تفاصيل الحالة الصحية للأسقف ماري عمانوئيل الذي تعرض للطعن: “أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، تم نقل أسقفنا المحبوب المطران مار ماري عمانوئيل إلى المستشفى وحالته مستقرة. نطلب صلواتكم في هذا الوقت العصيب، كما نرجو من أساقفتنا وكهنتنا أن يصلوا من أجل الجاني. نطلب أن يغادر الجميع قاعة الكنيسة بسلام كما علَّمنا ربنا ومخلصنا يسوع المسيح أن نفعل.”
والأبشع من الإرهابي الذي حاول اغتيال هذا الأسقف ومن المسلمين المتطرفين الذين هللوا وفرحوا بهذه الجريمة هم المتطرفون المسيحيون الذين فرحوا بهذه المحاولة واعتبروها انتقامًا إلهيًا لأن هذا الأسقف يتبع الكنيسة النسطورية التي تهرطقها الكنائس الشرقية.
إيبارشية سيدني القبطية: في أوقات الشدة من الضروري أن نقف متحدين … وندين العمل الوحشي
تعرب إيبارشية سيدني للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بقيادة قداسة البابا تواضروس الثاني، والأنبا دانيال، عن حزنها العميق على الحادث الأخير الذي تعرض له الأسقف مار ماري عمانويل من كنيسة المسيح الراعي الصالح، وهي كنيسة أشورية في ويكلي، نيو ساوث ويلز. قلوبنا وصلواتنا مع الأسقف ماري عمانويل لسلامته وتعافيه السريع بعد الهجوم المأساوي الذي وقع الليلة الماضية.
ندين بشدة العمل الوحشي للعنف الذي وقع أثناء عظته. إن مثل هذه الأعمال لا تسبب الضيق فحسب، بل تتعارض أيضًا مع القيم العزيزة على الرحمة والوحدة التي لا غنى عنها لهويتنا الأسترالية. إن تدنيس مكان مقدس حيث يسعى الأفراد إلى العزاء والتغذية الروحية أمر مؤلم بشكل خاص.
في أوقات الشدة، من الضروري أن نقف متحدين تضامنًا، ونقدم دعمنا وتعاطفنا الثابتين لمن يتأثرون بمثل هذا العنف. دعونا نؤكد من جديد تفانينا في رعاية مجتمع قائم على الاحترام والتعاطف والتفاهم المتبادل، حيث يمكن للجميع العبادة والتعايش بسلام.
كمال زاخر: فضيحة خلط أوراق ما هو إنساني وما هو عقيدي رفعت الغطاء عن واقع مرير
يقول المفكر القبطي كمال زاخر: “يداهمنا هذه الأيام طوفان من الكتابات والفيديوهات التي تشكل فضيحة خلط أوراق ما هو إنساني وما هو عقيدي، والأخيرة تم استدعاؤها، بدون مبرر، بعد واقعة الاعتداء الإجرامي على الأسقف الأشوري بأستراليا.
وهو خلط كشف عن مأساة استغرقتنا وجرفتنا بعيدًا عن رسالة الكنيسة وسعيها بحسب الكتاب والآباء، ورفع الغطاء عن واقع مرير لطالما نبهنا إليه وتوقعنا تداعياته.
البداية لم تكن في الماضي القريب، فقد تم غرس بذرة التحول عن اللياقة القبطية الأرثوذكسية منذ نهايات النصف الأول من القرن العشرين، ثم تم تسميدها وريها بالتدريج مع ستينيات نفس القرن ثم صارت شجرة يافعة في سبعينياته، وصارت عصية على المراجعة والتقليم، زاد توحشها حين جاء البابا من غير دوائر مثيري الضجر والسجس فأعلنوا عليه حربًا ما زالت مستعرة، وليهلك مَنْ يهلك حتى لو دُمرت الكرمة وفسد الملح، خاصةً بعد الطفرة التي حدثت لأموال الكنيسة، والبهاء الذي أضفاه الإعلام عليها الرسمي والموازى، وبعد أن صارت الرهبنة كشجرة التين التي لا تعطي ثمرًا.
فقط أناشد الكنيسة -عبر أتقيائها- بما سجله إشعياء النبي في سفره: ʼقُومِي اسْتَنِيرِي لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ نُورُكِ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَشْرَقَ عَلَيْكِ. لأَنَّهُ هَا هِيَ الظُّلْمَةُ تُغَطِّي الأَرْضَ وَالظَّلاَمُ الدَّامِسُ الأُمَمَ. أَمَّا عَلَيْكِ فَيُشْرِقُ الرَّبُّ، وَمَجْدُهُ عَلَيْكِ يُرَى.‘”
الدوافع النفسية للقتل على الهوية الدينية: يعانون من مشكلات سيكولوجية عميقة وعدوائيون وجامحون مختلون
يقول د. وليد هندي استشاري الطب النفسي: من المؤكد أن القاتل مقتنع أن قيامه بالقتل سوف يجعله أقرب للإله الذي يعبده، وأنه سينال ثوابًا على إرضاء ذلك الإله، وأنه سيكون الأكثر تدينًا والتزامًا بدينه.
هذا النوع من القتل تعارفت المجتمعات تسميته بالقتل على الهوية، وهو ظاهرة منتشرة في كثير من الأديان، والمذاهب العقائدية البشرية. فيعامل كل أبناء طائفة أو مذهب معين على أنهم مسؤولون عن جرائم حدثت في التاريخ منذ مئات السنين، قد يكون أجداد أجدادهم لم يكونوا منتمين لطائفتهم أو مذهبهم في ذلك الزمان، ولكن فكرة توارث الخطيئة أو الجريمة أو المعصية تدفع من يؤمن بها إلى القتل على الهوية.
و يرى هندي أن الحل هو إحداث تغيير ثقافي حقيقي والذي بدونه سوف تتمدد هذه العقلية من الطوائف والمذاهب إلى المؤسسات والجماعات والفئات حتى يصير القتل على الهوية مُبررًا، ولعل دهس الأبرياء في الشوارع أو قتل لرجال الشرطة أو الجيش أو الأقباط أو رجال الدين بشكل عام هو انعكاس لهذه المنظومة الفكرية الفاسدة المفسدة.
وأضاف أن الإرهابيين يعانون من مشكلات سيكولوجية عميقة وعدوانيون وجامحون مختلون يقومون بسلوكيات عدائية ضد المجتمع ويقتلون بدم بارد وأنهم ضد الحضارة والتقدم، كما يعانون من السيوسيوبائية فلديهم اضطرابات شخصية معادية للمجتمع ويميلون إلى الانتهاك والاستيلاء على حقوق الآخرين بالقوة وأنهم يفشلون في الشعور بالتعاطف مع ضحاياهم كما أن النرجسية شائعة بينهم ويتجلي ذلك من شكل ملابسهم وتغطية رؤؤسهم وأعلامهم وطرائق معيشتهم.
المطران مار ماري عمانوئيل المجني عليه بأستراليا يصلي للجاني: “أنت أبني وستظل دائمًا في صلواتي”
بث المطران مار ماري عمانوئيل، رسالة صوتية طمأن فيها محبيه من مستشفى ليفربول غرب مدينة سيدني، حيث يتلقى العلاج بعد أن تعرض إلى محاولة اغتيال، تم نشرها على الموقع الإلكتروني الرسمي لكنيسة المسيح الراعي الصالح التي شهدت الحادث، وقال المطران في رسالته يجب علينا أن نفهم أنه دائمًا يجب أن نكون شاكرين لربنا ومخلصنا يسوع المسيح الناصري، في التجارب والمحن التي نمر بها نحن نحمل الصليب ولا ننسى ذلك أبدًا، قال لنا الرب يسوع، إذ لم تحمل صليبك كل يوم وتتبعني، فأنت لا تستحق أن تكون تلميذي، نشكر الرب يسوع على ما حدث في الأيام القليلة الماضية أنا بخير وأتعافى بسرعة كبيرة، نشكر الرب يسوع ولا داعي للقلق أو الانزعاج.
أود أن أقدم نصيحة لأحبائنا المؤمنين، أحتاج منكم أن تتصرفوا كمثال للمسيح ، لم يعلمنا الرب يسوع القتال والانتقام، لم يقل لنا الرب يسوع عين بعين وسن بسن، فقال الرب يسوع لا ترد الشر بالشر بل رد الشر بالخير ، فهذا هو سيدنا، معلمنا، قائدنا، وراعينا الصالح الذي يقودنا.
أحبائي أريد منكم أن تكونوا دائمًا هادئين، مواطنين محترمون القانون، نحتاج منكم التعاون مع توجيهات الشرطة سواء على مستوى الولاية أو الفيدرالي، نحن نصلي من أجل بلدنا الحبيبة أستراليا ومدينتنا الجميلة سيدني، ونصلي أن يحمي الرب يسوع دائمًا هذا البلد وشعب هذا البلد ، ويجب ألا ننسى أبدًا أننا مباركون جدًا لكوننا مواطنين أستراليين، وفوق كل شيء، نحن مسيحيون ويجب أن نتصرف على هذا النحو، الحب لا يسقط أبدًا (1كو13:8)، الحب لا يسقط أبدًا.
مهما حدث لي شخصيًا أشكر الرب يسوع، إنها نعمة كبيرة بالنسبة لي، لقد سامحت ما قام بهذا الفعل وأقول له أنت ابني، أحبك، وسأصلي دائمًا من أجلك، وأسامح أيضًا من أرسلك للقيام بهذا الفعل باسم يسوع العظيم، لا يوجد في قلبي سوى الحب للجميع، سواء كان هذا الشخص مسيحيًا، علمنا الرب يسوع دائمًا أن نحب بعضنا البعض، أحبوا الله وأحب جارك كما تحب نفسك أيًا كان هذا الجار علينا أن نحبه ونحترمه كما نحب ونحترم أنفسنا، لذا فقد سامحتهم، وأنا أصلي من أجلهم ، وبالنسبة لهذا الشاب أقول له “أنت ابني وستظل دائمًا في صلواتي ، ليغفر لك و ليباركك الرب يسوع ويريك الطريق يا ابني العزيز” .
مرة أخرى إلى الأحباء المؤمنين نحن بحاجة إلى نتمثل بالمسيح في حياتنا، لم يقل الرب يسوع أبدًا، اخرج وقاتل وانتقم في الشارع، بل للصلاة وهذا ما أطلبه من الجميع أن يفعلوه.
واختتم المطران رسالته إلى أحبائه بأن يصلوا للرب يسوع و يحترموا قانون هذا البلد وأن يلتزموا بتوجيهات الشرطة والمفوضين ولكل شخص آخر في هذه الحكومة، ونحن بحاجة إلى أن نكون مواطنين يحترمون القانون، الرب يبارككم جميعًا وإن شاء الله نراكم قريبًا ونعود مرة أخرى لأداء واجباتنا العادية مرة أخرى نخدم الرب من القلب، الله يبارك واعتنوا بأنفسكم.
الهجوم على أسقف سيدني يقود إلى صراع بين إيلون ماسك وحكومة أستراليا.. ما الأسباب؟
تحولت محاولات أستراليا لحظر مقطع فيديو مصور لعملية طعن أسقف سيدني في إحدى الكنائس، إلى معركة عالمية بين حكومتها وإيلون ماسك، الملياردير المالك لمنصة التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقًا).
وكان تم بث قداس في الكنيسة الأشورية الأرثوذكسية في سيدني، على الهواء مباشرة، عندما تعرض أسقف لهجوم متكرر عند المذبح. وطعن أربعة أشخاص واعتقل المراهق الذي شوهد خلال مقطع الفيديو أثناء هجومه على كاهن الكنيسة.
وأصدرت مفوضة السلامة الإلكترونية الأسترالية، جولي إنمان جرانت، الجهة المنظمة المستقلة للسلامة عبر الإنترنت في البلاد، إخطارات إلى شركة Meta، مالكة فيسبوك وإنستجرام، وشركة X المعروفة سابقًا باسم تويتر لإزالة اللقطات.
كما وجهت المفوضة الأسترالية تهديدات إلى شركات التواصل الاجتماعي بغرامات باهظة إذا لم تمتثل، فيما تم تصنيف مقاطع الفيديو بموجب القانون الأسترالي على أنها مواد من الفئة الأولى، تصور أعمال عنف غير مبررة أو هجومية.
وأضاف الموقع الإخباري الأمريكي أن شركة Meta التزمت بأمر مفوض السلامة الإلكترونية، لكن X جادل حول القرار، مشيرًا إلى أن التوجيه ليس ضمن نطاق القانون الأسترالي، ولا يزال يصر ماسك على أن أوامر الإزالة العالمية تهدد حرية التعبير في كل مكان.
واحتدمت المواجهة بين الحكومة الأسترالية وماسك، عندما أمرت محكمة أسترالية X بإخفاء مقاطع الفيديو مؤقتًا، كما تريد الحكومة الأسترالية إزالة اللقطات بشكل دائم.
نشر رجل الأعمال ماسك أن ما يقلقنا هو أنه إذا سمح لأي دولة بفرض رقابة على المحتوى لجميع البلدان، فما الذي يمنع أي بلد من السيطرة على الإنترنت بالكامل؟.
أدان السياسيون من جميع الطوائف والمسارات السياسية في أستراليا بشكل واسع موقف ماسك بشأن الفيديو، هذا الاتفاق على رفض موقف مالك إكس وصف بـاتحاد نادر الحدوث.
وقالت الوزيرة في الحكومة، تانيا بليبيرسك، إنه ملياردير مغرور، بينما قالت عضو مجلس الشيوخ عن حزب الخضر، سارة هانسون يونج، إنه نرجسي.
وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز لوسائل الإعلام المحلية إن ماسك يفتقر إلى اللياقة.
وأضاف: سنفعل ما هو ضروري لمواجهة هذا الملياردير المتغطرس الذي يعتقد أنه فوق القانون، ولكنه أيضًا فوق الآداب العامة، وفكرة أن شخصًا ما سيلجأ إلى المحكمة للحصول على الحق في نشر محتوى عنيف على إحدى المنصات تظهر مدى ابتعاده عن الواقع.
تابع ألبانيز: السيد ماسك هو كذلك، تحتاج وسائل التواصل الاجتماعي إلى تحمل المسؤولية الاجتماعية والسيد ماسك لا يظهر أي شيء من هذا.