نيفين عاطف مشرقي
إن حدوث تدهور في الرؤية خلال فترات متقاربة يُعد جرس إنذار لخطر ما قابل للحدوث، مما يستوجب اللجوء للطبيب المختص لعمل الفحوصات اللازمة، حتى يتم التشخيص المبكر وتجنب حدوث مضاعفات للعين. ومن ضمن الاضطرابات التي تسبق ذلك حدوث تدهور في الرؤية يُعرف باسم القرنية المخروطية. عن هذا الاضطراب حدثنا د. محمد جودة – استشاري العيون والليزك وزميل كلية الجراحين الملكية والزمالة المصرية للعيون.
في البداية، أوضح د. محمد أن القرنية المخروطية هي عبارة عن اضطراب في الرؤية كنتاج لضعف القرنية، مما ينتج عنه حدوث بروز القرنية للخارج على شكل مخروط، وهذا الاضطراب يصيب الشباب صغير السن ويؤثر على النظر دون أن يشعر به الشخص المصاب، لذا يجب تشخيصه بصورة مبكرة حتى يكون العلاج أسهل ونحافظ على فرصنا في سلامة النظر.
وأوضح د. محمد أن القرنية هي الجزء الشفاف الموجود في مقدمة العين، وهي واحدة من العدسات التي تجمع الصورة على الشبكية مع عدسة العين، وغالبًا ما يتم الكشف على الشبكية وقت عمل الليزك، ولذلك يتم اكتشاف مشكلة القرنية المخروطية في ذلك الوقت، وفي هذه الحالة لا يجوز عمل الليزك.
وعن الأسباب، أكد د. محمد أن أسباب حدوث القرنية المخروطية غير معروفة حتى الآن، ولكن بعض الأشخاص يكون السبب لديهم وراثيًا، أو قد يكون مصاحبًا لبعض الأمراض الأخرى. أما عن الأعراض، فقد أوضح د. محمد أن القرنية المخروطية اضطراب تؤدي إلى ضعف القرنية، مما يقلل التماسك بين أنسجة القرنية بشكل يسبب بروزها لتصبح فيما يشبه المخروط، مما يكون له أثر على قياسات النظر بشكل سريع، ويبقى هذا التأثير على النظر حتى بعد بلوغ الشخص عمر الـ18عامًا، وهو العمر الذي يُفترض أن يصبح النظر ثابتًا ويظل كذلك حتى بلوغ الشخص عمر الـ40 عامًا. وعن المضاعفات أشار، د. محمد إلى أن نقص سمك القرنية مع زيادة تحدبها مع الإهمال في العلاج مشكلة تؤدي إلى تلف القرنية، وأحيانًا يتطلب الأمر إجراء عملية قرنية، وذلك لأن القرنية تصبح مع الوقت معتمة وليست شفافة كما وُجِدت على طبيعتها منذ مولد الإنسان.
وأشار د. محمد إلى أن تشخيص القرنية المخروطية يكون من خلال أخذ مجموعة من النقاط في الاعتبار على النحو التالي: متابعة قياس النظر للأطفال بشكل دوري حتى يمكن حتى يمكن معرفة ما إذا كان هناك تزايد في قياسات النظر -حدوث زيادة درجات الاستجماتيزم- يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن إصابة أحد الأبناء بالقرنية المخروطية يعد جرس انذار لضرورة الكشف على باقي الأبناء -كذلك إصابة أحد الوالدين بالقرنية المخروطية تنذر أيضًا بضرورة الكشف والمتابعة من خلال عمل فحص للقرنية- كما أن الأطفال الذين لديهم عادة فرك العين بشكل مستمر مع وجود حساسية، وبالأخص مَنْ يرتدي نضارة طبية، ينبغي عرضهم فورًا على الطبيب المختص، لأن فرك العين مع وجود بادرة للقرنية المخروطية يجعل الأمر يتدهور مع الوقت. و أشار د. محمد إلى أن مضاعفات تلك المشكلة من ضعف شديد في البصر والحاجة لزرع قرنية يمكن تجنبها عن طريق التدخل المبكر، والذي يتم من خلال إجراء عملية تثبيت قرنية (تثبيت ضوئي)، وهي تهدف إلى عمل روابط جديدة للقرنية، بمعنى جعل أنسجة القرنية ترتبط ببعضها، ويتم هذا الإجراء عن طريق وضع قطرة داخل العين عبارة عن فيتامين ب12، وتركها لمدة نص ساعة، وبعد ذلك يتم تسليط أشعة فوق بنفسجية على العين مما ينتج عنها تفاعل بينها وبين الفيتامين. ويؤدي هذا الإجراء إلى تقوية طبقات القرنية. وهناك إجراء يُسمى زرع دعامات وهي عبارة عن دعامات بلاستيكية يتم إدخالها داخل القرنية، حتى يمكن عودة المخروط البارز إلى مكانه مرة أخرى. والإجراء النهائي في حال ما إذا فشلت الإجراءات السابقة هو عمل زرع القرنية.
وختامًا أكد د. محمد على بعض النصائح لتفادي الوقوع في تلك المشكلة كان أبرزها: عدم حمل أوزان ثقيلة فوق الرأس – تجنب الارتطام بأجسام صلبة – ضرورة متابعة قياسات النظر – ضرورة تجنب عادة فرك العين.