أثبتت تجارب الحياة والدراسات الميدانية والأبحاث الاجتماعية التي أجريت مؤخرًا أنه على الرغم من اختلاف أنماط الشخصيات، فإن هناك قواعد أساسية يجب ملاحظتها قبل الزواج لتحقيق زيجات ناجحة. فإذا كنتِ لا تزالين في مرحلة الخطبة، فالفرصة أمامكِ سانحة لكي تتعرفي أكثر إلى الشخص الذي سوف يشاركك الحياة.
بدايةً، ليست هناك مشكلة في وقوع الفراق بين الشاب والفتاة في أثناء فترة الخطبة، لكن المشكلة الحقيقية هي أن يعبرا هذه الفترة وكل منهما مجهول بالنسبة إلى الآخر.. في هذه “الروشتة”، سوف تجدين أهم القواعد الأساسية التي تساعدك على الاختيار الصحيح، وتجنبك مأساة اكتشاف عيوب شريك حياتك بعد فوات الأوان، فإذا اجتازها خطيبك بنجاح فهي بداية مبشرة لحياة زوجية سعيدة.
الاختبار الأول: ما مدى استعداد خطيبك للتنازل عن رأيه وعدم فرضه عليك بالقوة؟
أحيانًا تتعرض الحياة الزوجية لبعض المشكلات التي يكاد الحل فيها يكون مستحيلًا، فكل طرف من الطرفين متشبث برأيه إلى أقصى حد، وهنا ترتفع الأمواج، وترتطم السفينة، وتصبح في خطر مؤكد. إنه مرض العناد، فلا بد من وجود لغة الحوار بين الطرفين، حيث يمكن لأحدهما أن يتنازل عن تعنته في ما يختص بآرائه من أجل إرضاء الطرف الآخر، ما دام هذا التنازل لن يصاحبه ضرر ولا تخلي عن القيم والمبادئ.
الاختبار الثاني: التعاون – هل هو متعاون؟
من سمات الرجل الشرقي الاعتماد الكامل على المرأة في كل شئون المنزل، ولكن هذا التصور لم يعد مقبولًا في الوقت الذي أصبح فيه للمرأة دور في مجال العمل خارج المنزل.
فليس من العدل أن تتولى المرأة وحدها جميع أعباء المنزل، ومن الضروري أن يتقبل الرجل اليوم فكرة معاونة المرأة في شئون المنزل، أو أن يكون على الأقل غير متزمت في متطلباته، فيقدم يد العون في ما يخص متطلباته الخاصة. وليس معنى ذلك تخلي المرأة عن دورها بصفتها ربة بيت، بل المطلوب فقط هو الإحساس بالمسئولية المشتركة في كل شيء.
الاختبار الثالث: الغيرة – ما مدى غيرته عليك؟
الغيرة بين الخطيبين هي تعبير عن حب صادق، ولكن أحيانًا تكون غيرة أحد الطرفين مَرَضية، وهنا لا بد من وقفة. الثقة هي أساس العلاقات الزوجية، ومن دونها تصبح الحياة الزوجية مهددة بالفشل بصورة دائمة. لذلك تأكدي من مدى ثقة الطرف الآخر بك، ولا تخدعك محاولة تبريره لغيرته المستمرة بأنها حب جارف. إن عدم وجود الثقة يحكم على الزواج بالفشل.
الاختبار الرابع: الطموح – من أي نوع خطيبك؟ هل طموحاته ونظرته إلى المستقبل تناسب طموحاتك وأحلامك؟
هناك أنماط من الشخصيات تكتفي بما وصلت إليه في بداية حياتها من مستوى مادي، ولا تتطلع إلى تحسين هذا الوضع بأية صورة للارتفاع بمستوى المعيشة. وهناك أنماط لا تكل ولا تمل محاولات الارتقاء الدائمة إلى مستوى أفضل. فمن أي النمطين أنتِ؟ ومع أيهما تنسجمين؟ يجب أن يكون السؤال حاضرًا في ذهنك في أثناء فترة الخطبة، حتى لا تصطدمي بعد الزواج بميوله المخالفة لأحلامك.
الاختبار الخامس: الصراحة – هل يشاركك أسراره؟ وهل يستمع إليك؟
عندما تكون الصراحة قائمة بين الزوجين، فإن ذلك يعمل على ترسيخ الإحساس بالثقة والأمان بينهما، فهما أصبحا شخصًا واحدًا ولا يحق لأي منهما أن يخفى شيئًا عن الآخر. وكما يطالب الرجل الشرقي المرأة بأن تكون صريحة معه فلا تخفى سرًا من أسرار حياتها، فمن حقها أن تعرف عن زوجها كل صغيرة وكبيرة، بل يجب أن يكون الحوار قائمًا بينهما في جميع المجالات.
الاختبار السادس: الصداقة – هل يفضِّل الاندماج مع أصدقائه على الاندماج معك؟
لأن المرأة بطبيعتها ثرثارة، فنادرًا ما تكون هناك فتاة أو سيدة ليست لها صديقات حميمات. كذلك الرجل، يحتاج إلى أن يكون له أصدقاء يشعر معهم بالألفة حتى يُخرِجوه من قالب الجدية الكئيبة التي يفرضها جو العمل الشاق. وعندما تبدأ مرحلة الزواج يجب أن يندمج كل من الزوجين في عالم الآخر، فلا تكون هناك فوارق في خصوصياتك وخصوصيات شريك حياتك، فبعد الزواج يصبح طرفا الشركة شخصًا واحدًا. لذا احرصي على التقرب من عالمه الخاص في أثناء فترة الخطبة، والعمل على إدماجه في عالمك، وإذا نجح خطيبك في هذه الاختبارات، وشعرتِ بتوافق وإيجابية، فهذا يضمن لك حياة زوجية موفقة من دون مشكلات ولا تناقضات جوهرية بينكما.