“حبيبتي وصديقتي وأقرب الناس إليّ” نغمة يعزفها الرجل لحواء قبل عام من دخول قفص الزوجية.. وربما يستمر في عزفها خلال سنة أولى زواج.. ولكنه يرسب في أول اختبار.. فما الصداقة الزوجية المثالية؟
يُقال أن الزواج السعيد لا يستمر أكثر من عام، لكن بإمكان الزوجين التطلع للبقاء معًا لمدة أربعين عامًا، والسر يكمن في نصيحة واحدة، ألا وهي: “أن يعامل كل منهما الآخر معاملة الصديق الحميم”. وبما أن الصديق المخلص من المستحيلات الأربعة، فعلماء النفس يقدمون لنا عدة “طرق” يمكننا من خلالها الحصول علي هذا المستحيل.. أو “الزوج الصديق”.
طريق “الصداقة المرحة”:
يتخذ الطرفان هذا الطريق وسيلة للهرب من مشكلات الحياة اليومية، فيلجأ الزوج إلي زوجته لتنسيه مشكلاته وقلقه لأنه يرى أنها قادرة علي تخفيف الحزن عنه وإضحاكه وتوسعة صدره، فلا تستقبله بالشكوى والتذمر، بل ينهل من نشاطها وحماستها، ويتعلم منها كل ما هو حديث وجديد.
وفي المقابل يعمل الزوج علي إضحاك زوجته وإدخال البسمة علي قلبها كلما استطاع إلى ذلك سبيلًا، ويفاجئها من حين لآخر بكل ما يسعدها.
· المزايا:
يسهل هذا الطريق عملية التواصل بين الزوجين، وينشر جوًا من الضحك والمرح وقد يدفع إلي الجدية إذا تطلب الأمر ذلك.
من الطبيعي أن يبحث كل طرف عن إيجابيات الآخر، ويركز علها بحيث يصبح مقبولاً لديه فيزداد حبهما لبعضهم بعضًا، لأن كلا منهما يرى الإيجابيات والحسنات في شريكه، ولا يحرص منذ البداية علي تغيير السيئات أو إبداء الملاحظات، فقد قال أحد علماء النفس: (ليس بمقدور أحد أن يقوم إنسانًا آخر، ولكن بحبك لهذا الإنسان على ما هو عليه، تستطيع أن تمنحه القوة لتغيير نفسه).
· العيوب:
قد يصعب على الزوجين مناقشة الأمور الجدية، أو اتخاذ قرارات سليمة في ما يخص حياتهما المستقبلية، فقد يعتاد أحدهما علاقة الصداقة المرحة بينهما ويتناسى أن العلاقة الزوجية تطلب الجدية في بعض الأمور، وهنا يتهم الطرف الجاد بأنه يحاول تعكير صفو حياتهما أو افتعال الشجار.
طريق “الصداقة الحكيمة”:
بل يضع كل منهما في الاعتبار أن للطرف الآخر وجهة نظر وعليه أن يحترمها: ومن ثم يحاول توضيح رأيه بطريقة بسيطة من دون فرضه بالقوة.
· المزايا:
ولا شك أن هذا التسامح يجعل الصداقة تسير بصورة طبيعية وتلقائية، وبالتالي يضمن الطرفان استمرارية الزواج.
· العيوب:
قد يشعر أحدهما بالملل والرتابة حتى وإن لم يمض على الزواج سوى عام واحد، وينتهي به الأمر بالبحث عن أصدقاء مسلين، وبالتالي يبدأ بالتهرب من شريك الحياة.
طريق “الصداقة المثالية”:
يحرص كل من الزوجين في هذا الطريق على معرفة اهتمامات الآخر ليصبح قادرًا على فهم وجهة نظره وأفكاره عندما يحتاج إلى من يشكو إليه همومه، وقد تتطابق هذه الاهتمامات والهوايات لتخلق قربًا وجدانيًا بينهما فيجد الزوجان لغة حوار مشتركة مبنية على المصارحة وتحل الخلافات بالتفاهم.
من خلال هذه الصداقة تكون الزوجة مستمعة جيدة لزوجها، فهي تعلم أن الرجل بطبيعته يحب الحديث عن مشاعره ومخاوفه لمن يجيد الاستماع أكثر من الحديث، بينما يحاول الزوج التعرف إلى طباع زوجته حتى يعرف كيفية معاملتها من دون أن يتسبب في مضايقتها، وليتفهم تصرفاتها حتى لا يفسرها تفسيرًا خاطئًا.
· المزايا:
العلاقة الزوجية من أقوى وأهم الروابط التي تجمع بين الرجل والمرأة، وفي هذا الطريق يمكن أن يصبح كل منهما أفضل صديق للآخر، فمع الوقت تنمو صداقتهما ليفهم كل منهما الآخر من نظرة واحدة، ويفكران معًا بصوت عال لاتخاذ القرارات المناسبة في كل ما يخص مستقبلهما.
· العيوب: مع مرور الوقت فإن تطابق اهتمامات وقدرات الزوجين قد يؤدي إلى تسلل الملل إلى حياتهما الزوجية لتبدأ مرحلة “الصمت الزوجي”.