يسعى البشر عادةً لتحقيق السعادة التي يتمنونها، إلا أن هذه السعادة تختلف من شخص إلى آخر؛ فبعض الأشخاص يرون السعادة مالاً فيقضون عمرهم راكضين يجمعون المال من هنا وهناك، وهم يغفلون عن حقيقة أن المال غير دائم، وسعادته هي لحظية؛ وآخرون يرون أن السعادة هي وظيفة مرموقةٌ ومركز متميز، يسعون لنيلهما بكافة الوسائل والسبل؛ وغيرهم يرون أن السعادة تكون في الصحة البدنية والنفسية؛ وغيرهم يرونها في الأمان والاستقرار؛ وآخرون يرونها إيمانًا وطاعةً لله تعالى.
السعادة هي كل ما نأمل أن نجده؛ البعض يبحث عنها في كتب الفلسفة، وآخرون يريدون وسيلة أسرع فيبحثون في الإنترنت، وأغلب نصائح السعادة تستند على دراسات. وفيما يلي أبرز مصادر السعادة:
– ممارسة الأمور المفضلة للنفس:
يمكن العثور على السعادة الحقيقية من خلال إيجاد طريقة لمعرفة ما يحبه الفرد ويفضله، مع تحديد هذه الأمور تبعًا لما يفضله القلب وليس ما يريده المجتمع؛ ففي حال الشعور بالخجل من القيام بالأمور التي يستمتع بها الشخص بسبب الضغط الاجتماعي، فهناك احتمال بأن تؤثر هذه الأمور على سعادته بشكل مباشر، ولذا يُنصح بمتابعة القيام بالأمور التي يحبها الفرد دون الخوف من الحكم عليه بطريقة سلبية.
– مشاركة القيم مع الآخرين:
يمكن تحقيق السعادة والرضا في الحياة من خلال نشر الصفات الحسنة والتأثير على الآخرين بطريقة إيجابية، ويمكن القيام بذلك من خلال التعرف على نقاط القوة والصفات الجيدة التي يملكها الشخص، ثم عرضها للعالم الخارجي من خلال تقديمها ومشاركتها بكرم مع الآخرين، أو عبر مدونة إلكترونية لنشر الحِكم والقيم العامة.
– إظهار الود للآخرين:
يمكن زيادة السعادة من خلال إظهار الود والعطف والمساعدة للآخرين، ويمكن القيام بهذه الأمور في أبسط صورها عبر التصرف بودية مع الأفراد، وإظهار ردود فعل إيجابية، وذلك من أجل الحصول على ردود فعل إيجابية منهم أيضًا.
– الاستمتاع باللحظة:
يمكن تحقيق السعادة عبر إتباع نهج الاستمتاع باللحظة من خلال التركيز على الحاضر، وتجنُّب الحزن على الماضي أو القلق على المستقبل، حيث يؤدي عيش الحاضر والاستمتاع به بشكل جيد إلى الوصول للقناعة، وفي المقابل يسبب التفكير المستمر في الماضي والمستقبل الشعور بخيبة الأمل.
– قضاء الوقت في الطبيعة:
تشير الدراسات البحثية التي تم نشرها في مجلة “ساينس ديلي” إلى أن الأشخاص الذين يقضون وقتًا في الطبيعة يمتلكون شعورًا أكبر بالحيوية والرفاهية والسعادة مقارنةً بغيرهم، لذا تساعد الأنشطة التي تقام في الطبيعة في زيادة شعور الفرد بالسعادة، ومن ضمنها: السباحة، أو اللعب بالطائرة الورقية في الحديقة، أو القيام بنزهة في الحديقة.
– الاستماع للموسيقى:
تساعد الموسيقى في تحفيز العقل بطريقة رائعة، حيث تزيد الأغاني السعيدة والمتفائلة طاقة الجسم وبالتالي تنعكس عبر ابتسامة على الوجه، بينما يجب تجنُّب الأغاني الحزينة التي تنشِّط الذاكرة وخاصةُ الذكريات الحزينة، ولذا يجب التركيز على الاستماع للموسيقى السعيدة التي تحسِّن من مزاج الفرد.
– القناعة والرضا:
رضا الإنسان بما وهبه الله سبب للسعادة والسرور. إذا نظر الإنسان إلى مَنْ هو أقل منه في أمور الدنيا كالمال والمركز والصحة وغيرها شعر بقيمة نِعم الله عليه وقدَّرها حق تقديرها، فأظهر نعم الله عليه، وسعد بها، وشكر المنعم سبحانه، وأطاعه حبًا ورضا منه بما وهبه الله له وفضَّله به على خلقه.