19.4 C
Cairo
الثلاثاء, نوفمبر 19, 2024
الرئيسيةتحقيقاتفشل صفقة القرن لنقل الفلسطينين إلى سيناء على يد السيسي

فشل صفقة القرن لنقل الفلسطينين إلى سيناء على يد السيسي

فشل صفقة القرن لنقل الفلسطينين إلى سيناء على يد السيسي
السيسي: تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث على حساب مصر أبدًا
ما هي صحراء النقب التي أشار لها الرئيس متهكمًا على فكرة تهجير أهل غزة لسيناء؟
جوتيريش: مصر عماد السلام والوحيدة القادرة على نزع فتيل العنف
علي الحلواني: حماس حولت قضية فلسطين من قضية إنسانية لصراع ديني
هل تتحقق نبوءة القذافي … “إسراطين”؟

تحقيق: د. ماريانا يوسف

في كل مرة تتفجر فيها الأحداث بين غزة وإسرائيل كان محور اهتمام الشعب العربي ينصب على تلك القضية لأن الشعوب العربية كانت شبه مستقرة باستثناء فلسطين فكانت محور اهتمام المواطن العربي.

ومع الوقت، حدثت للشعوب أزمات الربيع العربي والتي كانت أكبر من القضية الفلسطينية نفسها، فمثلًا القضية السورية معقدة أكبر بكثير من القضية الفلسطينية وحجم الدماء كان أكبر بكثير من تاريخ القضية الفلسطينية كلها، والتهجير الذي حدث للسوريين شمل لا يقل عن 5 مليون لاجئ في حين أن تعداد غزة كله كان 500 ألف نسمة وقتها. ولم تهتز الشعوب العربية لسقوط سوريا، وربما للأمر بعد آخر غير أن هناك مهجرين من بلادهم، وهذا البعد هو البعد الدينى، فمن الواضح أن توجه وتعاطف الشعوب العربية يتأثر أكثر بكينونة المعتدي الذي يدفع إلى التهجير أكثر من التعاطف مع المهجرين، فتنظيم داعش الذي كان سببًا في تهجير السوريين هو إسلامي المنشأ لذا فلا غبار على ذلك ولم يقف الوطن العربي أمامه، بينما إن كان الكيان الإسرائيلي وهو صاحب ديانة أخرى قد هجر الفلسطينيين فالمجتمع العربي ينظر إلى هؤلاء على أنهم مسلمون وليس “فلسطينيين” وهذا هو الفرق.

الرئيس السيسي: تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث على حساب مصر أبدًا

من جانبه، قال الرئيس السيسي في كلمته في قمة القارة للسلام إن حل القضية الفلسطينية ليس التهجير وليس إزاحة شعب بأكمله إلى مناطق أخرى، بل إن حلها الوحيد هو العدل، بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة في تقرير المصير، والعيش بكرامة وأمان في دولة مستقلة على أرضهم مثلهم مثل باقي شعوب الأرض، فتصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث على حساب مصر أبدًا.

إن صفقة القرن مشروع قديم مشبوه ترفضه الشعوب العربية، بما فيها الشعب الفلسطيني. وقد حسم الرئيس عبد الفتاح السيسي موقف مصر من مشروع انتقال سكان غزة إلى سيناء لتكون الوطن البديل، وأكد الرئيس أن مصر لن تفرط في شبر من أرضها وأن الشعب الفلسطيني يرفض أن يترك أرضه، خاصةً أنه في السنوات الأخيرة عادت مواكب التنمية إلى سيناء ولم يعد الأمر مقصورًا على شرم الشيخ والغردقة والسياحة القادمة من إسرائيل، ولكن سيناء شهدت إقامة مشروعات ضخمة في الإنفاق والمدن والصناعات والجامعات والزراعة، وعاد سكان سيناء يزرعون أرضهم ويبنون بيوتهم. ومع عودة الأمن والاستقرار إلى سيناء ظهرت المؤامرة الكبرى وجاءت الأساطيل والطائرات واتضحت الأهداف التي اتفق عليها العالم وهي أن الحل في سيناء، وتحركت الجيوش نحو الوطن الآمن، وصدرت البيانات والتهديدات، وسقطت شعارات السلام الكاذب، وأفصحت إسرائيل عن أطماعها وهي أن سيناء هي الوطن البديل وعلى سكان غزة أن يرحلوا، ولكن هيهات.

ما هي صفقة القرن أو خطة ترامب للسلام؟

صفقة القرن أو خطة ترامب للسلام هي اقتراح أو خطة سلام تهدف إلى حل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني أعدها رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب. وتشمل الخطة إنشاء صندوق استثمار عالمي لدعم اقتصادات الفلسطينيين والدول العربية المجاورة، وكان من المتوقع أن يطرحها جاريد كوشنر صهر ترامب خلال مؤتمر في البحرين عُقد يومي 25 و26 يونيو 2019. وفي صباح يوم إعلانها، أبدى الفلسطينيون غضبهم الكبير ورفضهم القاطع لبنود وحيثيات صفقة القرن، خارجين في مسيرات تنديدية رافضة لها.

عكفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ 2017 على إعداد خطة للسلام في الشرق الأوسط لإنهاء الصراع العربي-الإسرائيلي، على أن يتم تقديمها رسميًا مطلع 2018، وتم تأجيل ذلك عدة مرات. وتضمنت وثيقة مشروع السلام الأمريكي ما بين 175 و200 صفحة، وتم تداول الكثير من مضامينها إعلاميًا، وهي لدى بعض الأطراف المعنية على شكل تسريبات.

بعد 18 شهرًا من التخطيط، قام المسئولون الأمريكيون بتطوير الاقتراح من خلال زيارة أربع عواصم عربية. ومع ذلك، فإنهم لم يكونوا جاهزين لتقديمها للجمهور رسميًا. وبناءً على الاستطلاع الذي أجرته صحيفة هآرتس، اعتقد 44 في المائة من المشاركين أن الصفقة لصالح إسرائيل بينما اعتقد 7 في المائة أن الصفقة تحبذ الفلسطينيين.

تفاصيل الصفقة لم تكن مُعلنة «رسميًا» في وقت سابق، وقد صرَّح ترامب حينها أنه تم إحراز تقدم كبير في تلك الصفقة، وقال وزير الخارجية الأردني في رد على سؤال عن تلك الصفقة: «عندما يطرحها الأمريكان سنعطي رأينا حولها».

وبالرغم من ذلك، صدرت تقارير صحفية عديدة تناولت تلك الصفقة، ويمكن تلخيصها في حل القضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية بدون جيش في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقيام مصر بمنح أراضٍ إضافية للفلسطينيين بسيناء من أجل إنشاء مطار ومصانع وللتبادل التجاري والزراعة دون السماح للفلسطينيين في العيش فيها، وسيتم الاتفاق على حجم الأراضي وثمنها كما سيتم إنشاء جسر معلق يربط بين غزة والضفة لتسهيل الحركة.

وفي 28 من شهر يناير من عام 2020، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلًا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومنافسه بيني جانتز ولم يدع أي مسئولين فلسطينيين إلى واشنطن لإطلاق خطته للسلام من أجل حل الصراع القائم منذ عقود، حيث اجتمع بهما من أجل مناقشات منفصلة بشأن صفقة القرن. وفيما بعد، أعلن الرئيس ترامب خطة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين المعروفة بـ«صفقة القرن» بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي أكد بدوره أن الخطة تقدم «طريقًا واقعيًا» لتحقيق سلام دائم في المنطقة.

ونصت صفقة القرن على وجود مرحلة انتقالية من أربعة أعوام، وذلك انتظارًا لمتغيرات سياسية ستدفع السلطة الفلسطينية إلى التخلي عن موقفها الرافض للخطة حاليًا، وإعلان سيطرة إسرائيل على 30 في المئة من الضفة الغربية ضمن المناطق التي تُعرف باسم “ج”، وفق تصنيفات اتفاق أوسلو المبرم عام 1993، وستبقى مدينة القدس موحدة تحت السيادة الإسرائيلية الكاملة بضم جميع مستوطنات الضفة الغربية التي يزيد عددها عن 100 مستوطنة بهدف منع عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضي فلسطين المحتلة.

جوتيريش: مصر عماد السلام والوحيدة القادرة على نزع فتيل العنف

قال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش إن مصر هي عماد السلام والوحيدة القادرة على نزع فتيل العنف، ودعا جوتيريش لضرورة وقف إطلاق النار لإدخال المساعدات.

وأكد جوتيريش: “صُدمتُ من الموت والخراب الذي تعرض له المستشفى الأهلي المعمداني”، وأضاف أنه يجب وصول المساعدات والطعام والدواء ويجب إلا يتعلق ذلك بعملية صغيرة وإنما بشكل دائم.

وقال جوتيريش إنه يتطلع لضمان دخول المساعدات وعدالة توزيعها للمواطنين الفلسطينيين، مؤكدًا أن مطار العريش ومعبر رفح هما النقطتان الأساسيتان لإدخال المساعدات.

وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة بدور الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة الحالية في ظل التصعيد في غزة، وأكد أن الأزمة الحالية هي أزمة حالكة يمر بها الشرق الأوسط لأول مرة منذ عقود.

وأكد جوتيريش أن الشعب الفلسطيني يعاني معاناة شديدة جراء القصف الإسرائيلي، ودعا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، كما أدان قصف المستشفى المعمداني في القطاع.

علي الحلواني: حماس حولت قضية فلسطين من قضية إنسانية لصراع ديني

من جانبه، حلل علي الحلواني المحامي في مجال حقوق الإنسان الموقف مؤكدًا أنه منذ اللحظة الأولي والمقصود من الأحداث مصر وصفقة انتقال الفلسطينيين لرفح وضمها لقطاع غزة ليصبح هذا الوطن الفلسطيني الجديد على حساب مصر وأرضها، فما صنعته حماس حركة مراهقة سياسية ولا أستبعد أنها قبضت الثمن لتسهل للإسرائيليين شرعية فرم المدنيين الفلسطينيين بحجة الرد بعد أحداث 7 أكتوبر وما نتج عن ذلك وفق خططهم من اجتياح بري وتهجير الفلسطينيين وحصارهم تمامًا لكي لا يكون هناك سبيل غير بوابة رفح ومنها لسيناء.

كان التصعيد الأخير تصعيدًا جنونيًا من جانب وأصبحت كل الملفات واضحة من غير تخمينات أو توقعات، ومن أجل ذلك لا بد أن نحافظ على حدودنا والأمن القومي المصري تحت أي ظرف، وفكرة فتح المعبر بمثابة بوابة جهنم على المصريين وللأسف إغلاقه مأزق إنساني كبير للشعب الفلسطيني، فالوضع حرج للغاية.

ودعا الحلواني لأن تكون هناك ثقة بين الشعب والقيادة السياسية في عبور المأزق، وأن يكون هناك توازن بين الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني وبين ألا يمس ذلك الأمن القومي المصري والحدود المصرية، لافتًا إلى الفرق بين التضامن (الإنساني) الذي يختلف عن التضامن (الديني)، ففي المعايير الإنسانية قولًا واحدًا نرفض أي اعتداء ضد المدنيين العزل وقتل الأطفال وانتهاك النساء وغيرها، وما حدث يوم 7 أكتوبر كان انتهاكًا صريحًا وواضحًا وعملًا إرهابيًا، وفكرة التضامن مع الأعمال الإجرامية تفقد الإنسان مصداقيته، ولكن المصريين تضامنوا من الجانب الديني والدعم غير المشروط للفلسطينيين.

وأشار الحلواني إلى أن حركة حماس ليست حركة مقاومة، فــ “حماس” خرجت من رحم جماعة الإخوان وحولت قضية فلسطين وشعبها كقضية إنسانية عادلة يساندها العالم لصراع ديني ورفعت راية الجهاد والجهاد في سبيل الله بدل الوطن، ومع الوقت ستدرك الأجيال أن أعظم خدمة قُدمت لإسرائيل في تاريخها هي حركة حماس، وأن وجودها مكسب حقيقي لتحقيق أهداف إسرائيل وليس العكس تمامًا، فالإسلاميون مشروعهم قائم على فكرة استبدال الوطن بالدين، وعلى أن يكون ولاء المواطن لله وليس للوطن، وتكون حقوق الله قبل حقوق الوطن، ومن هنا خُلقت قضايا دينية بالتوافق مع السلطة السياسية لتجريف عقل المواطن المصري، وأصبحت العقلية المصرية خاوية تمامًا، حتى أن معظم المظاهرات المصرية الداعمة لا تدعم الأرض وإنما الدين فأشهر هتافاتهم “يا فلسطيني يا فلسطيني … دمك دمي ودينك ديني”.

ما هو مقترح “إسراطين” الذي سبق وأن طرحه القذافي؟

“الكتاب الأبيض” هو كتاب ألَّفه العقيد الراحل معمر القذافي عام 2000م، وفيه يعرض حلولًا للقضية الفلسطينية الإسرائيلية التي تمثل أهم قضايا الصراع العربي، إذ لا تختلف معظم مكونات النسيج العربي سياسيًا ودينيًا واجتماعيًا على أن الصراع العربي-الإسرائيلي هو أكبر قضايا الأمة العربية منذ التحرر من الاستعمار الحديث، بغض النظر عن الاختلاف في كيفية التناول لها، وكذلك قدرة الأمة على صياغة مشروع لإدارة الصراع. ويحتوي الكتاب على عدة نقاط أهمها المعركة مع الاستعمار وأهمية وجود إسرائيل أمريكيًا والمستوى الفلسطيني/الإسرائيلي. وهذا الكتاب هو الكتاب الذي قدم مقترح دولة إسراطين.

ويعرض القذافي في كتابه فيما يتعلق بالحلول لقيام دولة فلسطينية منذ مؤتمر مدريد الذي يعرِّف فلسطين جغرافيًا على أنها الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وهو ما عارضه القذافي الذي يقول إن فلسطين هي الأرض التي احتُلت من إسرائيل عام 1948.

ويستنكر القذافي في كتابه الاعتراف بالوجود اليهودي في فلسطين من حيث التوزيع الديموغرافي أو المصالح الاقتصادية، إذ يوجد الآن أكثر من مليون فلسطيني يحملون الجنسية الإسرائيلية وهم مَنْ يُعرفون في وسائل الإعلام بـ”عرب إسرائيل”، كما أن هناك الآلاف من المستوطنين اليهود في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.

إسراطين هي مقترح حل قدمه الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في كتابه الأبيض لحل المشكلة الإسرائيلية-الفلسطينية بدمج الدولتين في دولة واحدة ديمقراطية من أجل التعايش السلمي، حيث يجمع الاسم بين كلمتي إسرائيل وفلسطين. ويقوم اقتراح القذافي على أن المساحة بين النهر والبحر ليست كافية لإقامة دولتين، إسرائيلية وفلسطينية، والحل يكمن في التعايش داخل دولة واحدة يقترح لها اسم «إسراطين»، كما يقول الاقتراح في كتابه إنها مجسدة فعلًا بوجود المستوطنات الإسرائيلية إلى جانب المدن الفلسطينية في الضفة وغزة. ويرى القذافي أن جوهر الصراع هو أن طرفين «يتنازعان على قطعة أرض هي فلسطين»، لكن أحد الأطراف يعلن دولته عليها «من جانب واحد ويسميها باسمه»، معتبرًا مثل هذا الإعلان أمرًا باطلًا.

وعلى الرغم من أن الاعتقاد السائد يتجه إلى أن القذافي هو صاحب فكرة دولة إسراطين المفترضة، وأنه هو مَنْ نحت اسمها، إلا أن هناك ما يشير إلى أن القذافي ربما اقتبس الفكرة وحتى الاسم من مواطن فلسطيني عادي كان قد طرحها قبل عدة عقود من ظهور القذافي على المسرح السياسي العربي. واسم هذا الفلسطيني هو أنطون يعقوب إبراهيم الأعمى، ومكنى بـ (أبو جمال)، حيث قدم اقتراحًا في عام 1937 بإعلان دولة عربية يهودية واحدة في فلسطين باسم (إسراطين).

ويقول الأكاديمي والمؤرخ الفلسطيني عدنان مسلم الذي تحدث عن اقتراح الأعمى في كتابه (صفحات مطويات من تاريخ فلسطين في القرن العشرين) بأن «الاستقطاب السياسي الأساسي الذي أدى إلى اندلاع الثورة العربية في عام 1936 حدا باللجنة الملكية الفلسطينية، المعروفة باسم لجنة بيل، عام 1937، لأن توصي في جملة ما أوصت به بأن تقسَّم فلسطين إلى ثلاثة أقسام متميزة: عربية، ويهودية، وقطاع القدس تحت الانتداب البريطاني، وعارض عرب فلسطين عمومًا فكرة التقسيم، وأصر العرب على إبقاء فلسطين مستقلة تضمن فيها حقوق الأقليات».

حماس تأسلم غزة وانخفاض عدد المسيحيين؟

بدأت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ سيطرتها على القطاع في وضع إجراءات وسن قوانين وتطبيق تعليمات في مجملها تتجه إلى تبني الملامح الدينية وإظهار السلوكيات الإسلامية ويتمثل ذلك باعتماد الزي والمظهر الإسلامي بما في ذلك إطلاق اللحى والتحجب والاحتشام في الملبس واستخدام اللغة والمفردات التي تتميز بها الأوساط الإسلامية من آيات قرآنية وتعابير التسبيح والتحميد، ومن الإجراءات التي قامت بها حماس في إطار تكريس الهوية الإسلامية في القطاع ما يلي:

فرض الزي الشرعي والحجاب:

فرضت حماس الزي الشرعي والحجاب على النساء سواء في المدارس أو المحاكم، فقد طبقته على طالبات المدارس بارتداء غطاء الرأس والملابس الفضفاضة، أما في المحاكم فإن مجلس القضاء الأعلى في القطاع ألزم المحاميات بالحضور إلى المحاكم وهن مرتديات الحجاب، كذلك قامت لجنة شكلتها وزارة الشؤون الدينية بإرسال رجال إلى الشواطئ لتعليم المصطافين عدم مس بعضهم بعضًا علنًا وتغطية أجسادهم، وأُخبرت عدد من المدرسات ومديرات المدارس الطالبات بضرورة ارتداء معاطف طويلة وحجاب بدلًا من الجيبات الجينز التي كُنّ يرتدينها في السنوات السابقة. غير أن كل تلك القواعد تم نقضها، فقد أمر رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية رئيس المحكمة العليا عبد الرؤوف حلبي بإلغاء قراره الخاص بالمحاميات.

الفصل بين الجنسين:

فرضت حماس الفصل بين الجنسين في المدارس بين المعلمين، حيث حظرت على المعلمين الذكور ممارسة التعليم في مدارس للبنات وتم استبدالهم بالمعلمات، وصادقت حماس في غزة أيضًا على قانون يحظر اختلاط الطلبة من الجنسين في مدارس القطاع ممن هم فوق سن التاسعة من العمر بهدف الحفاظ على الهوية الوطنية والإسلامية للشعب الفلسطيني ومقاومة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وفقًا لمسئولين من وزارة التعليم التابعة لحكومة حماس، مع العلم بأن هذا الفصل كان قائمًا أصلًا في معظم مدارس غزة.

إجراءات متشددة:

شملت هذه الإجراءات ظهور جميع المذيعات في قناة الأقصى التابعة لحركة حماس الرسمية محجبات، وحشد وسائل الإعلام والجهاز التعليمي لنشر مضامين إسلامية، وإنشاء مؤسسات دينية ومباني عامة ذات مميزات إسلامية، حيث تعمل حماس على إنشاء مساجد جديدة وترميم مساجد قائمة وكذلك إنشاء مدارس شرعية ومراكز لتحفيظ القرآن ومحاكم شرعية، بالإضافة إلى إنشاء مؤسسات اقتصادية وإغاثية ذات توجهات إسلامية، إذ أنشأت حماس البنك الوطني الإسلامي وشركة الملتزم للتأمين التي تعمل في مجالات الاستثمار والتمويل، وأيضًا سن قوانين مستوحاة من الشريعة ومتوافقة معها.

حظر احتفالات الكريسماس:

في 30 ديسمبر 2015، أعلنت الشرطة الفلسطينية في غزة عن حظر إقامة الاحتفالات بمناسبة رأس السنة الميلادية في القطاع الساحلي، وقال الناطق باسم الشرطة في غزة إنه تم إبلاغ أصحاب الفنادق والمطاعم بحظر إقامة احتفالات بمناسبة رأس السنة الميلادية، وعزا الناطق هذا القرار إلى أن الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية ينافي تعاليم الدين الإسلامي، وهو تقليد غربي بالدرجة الأولى لا نقبل وجوده في القطاع، واعتبر أن المصاعب والمعاناة التي يعانيها قطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليه تتطلب احترام آلامه وتضحياته بعيدًا عن الاحتفال بأعياد غربية غريبة.

التأثير على السكان المسيحيين

في عام 2007، كان هناك حوالي 3,000 من سكان غزة من المسيحيين، من إجمالي عدد السكان البالغ 1.5 مليون نسمة. وفي عام 2011، كان عدد السكان المسيحيين في قطاع غزة أقل من 1,400. ومع ذلك، حدث هجوم على صاحب مكتبة المعلم المسيحية لإزالة صليب خشبي كان يرتديه.

وضعت أسلمة غزة ضغوطًا متزايدة على الأقلية المسيحية الصغيرة. وفي أعقاب سيطرة حماس على قطاع غزة في عام 2007، أعلن أبو صقر، زعيم الجهادية السلفية، وهي جماعة منافسة لحماس، افتتاح «الجناح العسكري» لفرض الشريعة الإسلامية في غزة. وقال: «أتوقع أن يفهم جيراننا المسيحيون حكم حماس الجديد يعني تغييرات حقيقية. يجب أن يكونوا مستعدين للحكم الإسلامي إذا أرادوا العيش في سلام في غزة». وأكد الشيخ صقر أنه «لا حاجة» للمسيحيين في غزة للحفاظ على عدد كبير من المؤسسات في الإقليم، وطالب حماس «بالعمل على فرض حكم إسلامي أو أنها ستفقد السلطة التي تمتلكها وهي إرادة الشعب».

وفي أكتوبر من عام 2007، تعرض رامي خضر عياد، صاحب محل الكتب المسيحية الوحيد في غزة، للاختطاف والضرب والقتل، بعد أن قُصفت مكتبته من قِبل مجموعة مجهولة الهوية كانت تهاجم أهدافًا مرتبطة بالنفوذ الغربي. ووفقًا لعائلة وجيران عياد، فقد تلقى تهديدات بالقتل من أشخاص غضبوا بسبب عمله التبشيري.

وفي عام 2012، نظم عشرات المسيحيين مظاهرة عامة نددوا بتحويل مسيحيين قسرًا إلى الإسلام بعد أن تم احتجازهما ضد إرادتهما. وأدى هذا التحول إلى قلق من الأقلية المسيحية، حيث قالت هدى عماش، والدة أحد المتحولين، رامز: «إذا بقيت الأمور مثل هذا، سوف لن يبقى مسيحيين في غزة». وقال رئيس أساقفة غزة المطران ألكسيوس إنه يجب إعادة المتحولين إلى عائلاتهم.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا