27.4 C
Cairo
الأحد, أبريل 28, 2024
الرئيسيةأراءعذابات شنودة

عذابات شنودة

حمدي رزق

لن يزيد المسلمين عددًا، ولن ينقص المسلمون مليار ونصف المليار إنسان، ولن ينقص المسيحيين عددًا ولن يزيد، المسيحيون ملياران ونصف المليار إنسان، ولكنه وحده كُتب عليه الحرمان من الإنسانية، من العطف والحنان والرعاية الأسرية الواجبة كإنسان.

أتحدث عن الطفل شنودة، الذى انتُزع غصبًا من أحضان والديه بالتبنى، حالة الأم بالتبنى على الفضائيات والمواقع الإلكترونية تصعب ع الكافر، قلبها مفطور على ابنها، ريّحوا بالها، وطبطبوا على قلبها، وضموا إليها فلذة كبدها، حتى تقرروا (أنتم) بشأنه.

شنودة، أو يوسف، مسلم، مسيحى، لا يهم، المهم لم شمل الأسرة، وليكن ما يكون بعدها قانونًا، ضموه لحضن أمه ولو على سبيل الأمانة، ولن تخون قلبها، وستؤدى الأمانة كاملة، وتكمل رسالتها، تربية الطفل البرىء فى بيت دافئ.

أخشى أن تكون دُور الرعاية ليست المحل المختار للطفل شنودة، الذى لا يَعِى من أمره شيئًا، فارق فى الرعاية والحنان بين بيت أسرة طيبة، جُبلت على الحنان، وبين دار رعاية باردة، بين غرفة ناعمة، وسرير فقير فى مجموع من المعذبين فى الأرض، بين نومة هنية، ولقمة ساخنة، ورعاية فى مجموع من المحرومين من العطف والحنان.

كل مَن شارك فى انتزاع شنودة أو (يوسف لاحقًا) من أحضان أسرته البديلة، يتحمل نصيبه من الغرم، هل ارتاحت الضمائر التى قضّت مضاجعها راحة شنودة؟!.

هل هدأت الخواطر بعد انتزاع الطفل من سريره؟.

هل ارتحتم جميعًا ونامت ضمائركم، وأنتم تسدون آذانكم عن عذابات شنودة؟!.

بذمتكم راضون عن صنيعكم، وما جَنَتْ يداكم؟!، قَسَتْ قلوبكم فصارت كالحجارة أو أشد قسوة، ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِىَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ.

صحيح القانون قانون، والمادة (2) من الدستور تحكم، ولكن روح القانون، روح الدستور، هذا ما نرجوه من أصحاب الضمائر الحية، لن نستفتى فيه شيخًا أو قسيسًا، مجرد الرفق بالطفل لحين الفصل فى القضية التى يتنصل منها الجميع بحجة عدم الاختصاص، ومطلوب بحق هذه الأيام المفترجة، الطبطبة على قلب الأم حتى يصدر الحكم التى نتمناه رحيمًا بالطفل.

القضية برمتها تحتاج إلى اجتهاد تشريعى صادق يتناول مثل هذه الحالة الفريدة ويحيط بملابساتها التى وقف أمامها القانون عاجزًا، نريد حلًّا إنسانيًّا.

شنودة والذين معه فى دار الرعاية يرجون تشريعًا مستنيرًا من نواب يتمتعون بالإنسانية، يضع النقاط الناقصة فوق الحروف الشائهة التى كشفتها حالة الطفل شنودة، ليس من أجل شنودة، ربنا يرعاه فى محنته ويُحنِّن عليه قلوب الرعاة فى دار الرعاية، ولكن من أجل عشرات الأطفال الذين يُحرمون من حنان الأم بالميلاد لأسباب يعلمها الله.

المقاله السابقة
المقالة القادمة
مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا